العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ

إحدى وجهات النظر الأميركية عن الأزمة البحرينية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الملف البحريني أصبح حاضراً في المنتديات الفكرية والنقاشات البحثية والحوارات التي تعقد في عواصم مهمة مثل واشنطن ولندن، ففي واشنطن (قبل توجهي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 إلى نيويورك لتسلم الجائزة الدولية لحرية الصحافة للعام 2011) سنحت لي الفرصة لحضور بعض الحوارات والاستماع إلى الآراء النوعية من أساتذة وخبراء في الشرق الأوسط، ويمثلون رأياً مهماً. ومن المفيد الاطلاع على واحد من الآراء المؤثرة، والتي تخلص إلى استنتاجات تهم المعنيين بالموضوع بمن فيهم المعارضة، إذ يتكرر لومها بأنها تنظر بسلبية إلى مجمل المقترحات والخطوات، لاعتقادها أنها ستخرج خالية اليدين ولن تحقق لجمهورها نتائج مرضية.

وجهة النظر هذه تنطلق من تسليط الضوء على حقيقة أن البحرين هي البلد العربي الوحيد الذي تمكنت السلطات فيه من قمع حركة احتجاج واسعة النطاق منضوية تحت الربيع العربي، وأن هذه الدولة لها علاقات استراتيجية مع أميركا، وهي تحتضن الأسطول الخامس الأميركي. والإدارة الأميركية تواجه حيرة في أمرها، لأنها إن لم تقف مع المطالب التي تحسب على الجانب الصحيح من حركة التاريخ، والتي تعتبر منخفضة المستوى (مقارنة مع باقي حركات الاحتجاج العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية) فإنها ستتهم بالانتقائية وستخسر ما يمكنها تحقيقه من خلال دعم انتفاضات الربيع العربي في البلدان الأخرى.

من جانب آخر، فإن التدابير القاسية التي استخدمتها السلطات البحرينية لقمع الاحتجاجات، ووثقت جزءاً مهماً منها لجنة تقصي الحقائق التي نشرت تقريرها في 23 نوفمبر 2011، تضع إدارة أوباما على المحك، فهي لا تستطيع دعم انتهاكات صارخة وفاضحة لحقوق الإنسان، كما لا يمكنها أن تقول إن المطالبة بالإصلاح في البحرين جريمة تستحق رد الفعل الذي صاحبته مآسٍ. والأخطر من ذلك أن الضربة الأمنية اتخذت لوناً طائفياً، ما يعني أن الموضوع البحريني أصبح مثل الصاعق الذي يهدد بانتشار الحمى الطائفية في منطقة الشرق الأوسط، لأن قضية البحرين قد تصبح للشيعة في كل مكان مثل ما تمثله قضية فلسطين للعرب والمسلمين في كل مكان. وهذا يعني أن عدم إيجاد حل سياسي ومساعدة الحكومة الصديقة للبحرين على تنفيذ الحل السياسي من شأنه أن يفسح المجال لدائرة أوسع من المشاكل، أكبر بكثير من حجم البحرين...

عوداً إلى وجهة النظر نحو الجمعيات السياسية الرئيسية في المعارضة، في مقدمتها «الوفاق» تعتبر معتدلة، وأن عدم نجاح هذه الجماعات يعني ظهور تيارات راديكالية بديلة قد تتبنى استراتيجيات تؤدي إلى توترات إقليمية حقيقية، وبالتالي تتحقق «نبوءة» الاتهامات الرسمية البحرينية بشأن ارتباط المشكلة المحلية بموضوع إقليمي أكبر. على أن هناك لوماً واضحاً ومتكرراً لجمعيات المعارضة لأنها لم تعلن موقفها بصراحة وبسرعة تجاه مبادرة سمو ولي العهد في مارس/ آذار الماضي، وأن هذا ربما يعود إلى عدم قدرة الوفاق على مصارحة جمهورها المشتعل بالحماس الشبابي، وهذا أدى إلى فقدان الفرصة عندما توافرت للخروج من المأزق. ويضيف هذا الرأي انتقادات للوفاق التي ترفع شعارات قاسية موجهة ضد طرف محدد من الحكومة البحرينية ما يزحم الخطاب السياسي بالكثير من الكلام في زاوية واحدة ويغفل الصورة الأكبر، إضافة إلى إعلان شروط مسبقة كثيرة لإرضاء جمهورها، ما يصب في اتجاه اليأس من أية خطوة تطرح للخروج من الأزمة. وهذا يعني أن الوفاق تعيش حالة جذب غير متلائمة بين «شعبوية» في الخطاب العلني و«واقعية» في الحوارات غير العلنية. ربما تكون وجهة النظر هذه غير دقيقة، لكنها متداولة، وينبغي طرحها لإغناء الحوارات الحالية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 52 | 1:29 ص

      خطأ ..

      من السخف بعقول الناس .. ان تحمل الناس خطأ النظام .. النظام مخطأ .. ويجب ان يعترف بهذا الامر .. عيب على كل المثقفين .. تحميل الناس سبب حرمانهم وفقرهم وجوعهم .. ............

    • زائر 49 | 10:55 ص

      يجب عدم المبالغة والافراط في التفاؤل

      كم هي الاستجابات والنتيجة ؟؟؟؟

      التصويت على الميثاق

      التصويت على استقلال البحرين في السبعينات

      دخول البرلمان في الدورتين الاخرتين
      اذن لاحاجة لمزيد من التباكي وكأنا اضعنا فرصة لا تعوض ونلقي باللائمة على الغير

    • زائر 48 | 10:45 ص

      أهل مكة .....

      أهل مكة أدرى بشعابها

      الطريق واضح والامر جلي ولايحتاج سوى الى جدية العمل المسؤول وتعزيز الثقة والبرهنة على حسن نوايا النظام

    • زائر 45 | 8:02 ص

      كفاكم استهزاءً بعقولنا يا من تصورون و كأن الجمعيات قد ضيعت كنزًا ثمينًا

      فلنفرض ان الجمعيات السياسية قد تلكأت و تأخرت في اعلان موقفها من النقاط السبع آنذاك فما الذي يمنع السلطة من البدء بحوار يقوم على أساس هذه المبادئ بعد ذلك و الجمعيات السياسية تنادي بذلك منذ مارس و حتى الآن؟!! هذا يعني أن السلطة كانت و ما تزال غير جادة و اعلان النقاط السبع آنذاك لم تكن الا فرقعة اعلامية لا غير 

    • زائر 40 | 5:02 ص

      الحل هو قرار سياسي إصلاحي

      معالجة الوضع الراهن يكمن في أن يكون هناك قرار سياسي للإصلاح ويتضمن:
      1)الإفراج الفوري عن أسرى الرأي السياسي فورا مع التعويض المادي والمعنوي.
      2)محاسبة ومحاكمةالمسئولين عن أعمال الإعتداء على المواطنين العزل وكذلك المعذبين وكل الضالعين في هذه الجرائم.
      4)إعادة المفصولين من الوظائف العامة والخاصة مع التعويض ومحاكمة المتسببين في هذه الجريمة.
      5)الدخول في حوار جاد بين متخذي القرار والمعارضة.
      كل ذلك على قاعدة الشعب يريد تطوير النظام وإصلاحة بقيادة جلالة الملك المفدى.

    • زائر 37 | 4:33 ص

      لا بد من سماع وجهات النظر

      نقل الدكتور لهذا الراي لا يعني بالضرورة تبنيه له, ما زالت الجمعيات السياسية هي المبادرة للحوار مع السلطة و هي تعلنها عل الملأ في و سط الألام

    • زائر 35 | 4:22 ص

      انا مع الرأي الاخر

      عدم نجاح المعارضة الحالية يعني ظهور تيارات راديكالية و يحقق جميع الشكوك الموجوودة و ستتحول البحرين الى تطرف تدريجي،،، المشكلة ان الحكومة لا تستمع لرأي المعارضة الحالية التي تعتبر معتدلة و التي قد ينتهي صوتها بظهور تيارات اخرى و حينها لا ينفع الندم ...

    • زائر 31 | 3:37 ص

      لا تركنوا الى المفاضلة في تعليقاتكم

      اسمحوا لي ايها المعلقين ان ادعوكم الى ترك نغمة المفاضلة بين كتاب الاعمدة ، ومديح هذا الكاتب وذاك وركزوا على اظهار آراءكم في الموضوع المطروح بدون مجاملات ، اظهروا ما يكمن في عقولكم من نضوج ثقافي وما يدل على قدرتكم على هضم ما ينشر من مقالات وما يعالج من قضايا ، على هذا السبيل باعتقادي نرتقي بالحوار ونظهر وجه الجريدة بشكل افضل لأن الجريدة تزيّن بنوعية متصفحيها وتعطي طابع ايجابي لمستوى ثقافتنا وتميّز الجريدة عن باقي زميلاتها

    • زائر 29 | 3:22 ص

      الوفاق ليس لديها رؤية سياسية واضحة

      هي تتبع الشارع في تحركاته وشعاراته المرفوعة على هذه الضفة من الوطن ، هي لا تستطيع برؤيتها هذه العبور الى الضفة الأخرى من الوطن والوصول الى النسيج الآخر المكمل لوطننا واقناع افراده بشعاراتها وان رفعت شعارات هي في الحقيقة صحيحة وفي امس الحاجة لها وطننا لكنها غير صادقة من قبيل الدولة المدنية والتي تعني الدولة العلمانية كونها تتعارض مع فكر وتركيبة الوفاق الدينية ، ناهيك عن شعار الديمقراطية الذي لا يمكن ان يختزل في صناديق الاقتراع انما يشمل حرية الفكر والعقيدة فهل هي مستعدة الى ذلك ام هي شعارات جوفاء

    • زائر 28 | 3:04 ص

      تعليقين يا دكتور .

      الاول ؛ ماهي الفتره التي اعطيت للوفاق حتى ترد على مبادرة ولي العهد ' كانت المبادره لليلا" ثانيا" : كنت اتمنى من دكتورنا الفاضل ان يكون مقال هذا اليوم في ذكرى رحيل والدك و والدنا الشيخ عبدالامير الجمري واسمح لي ستبقى افضل كاتب.

    • زائر 26 | 2:47 ص

      سؤال بسيط

      رح نقول فعلا الوفاق اخطأت ما دخلت الحوار المزعوم ..
      زين هل هذا يستدعي انكم تتخلون عن إنسانيتكم ؟؟

    • زائر 22 | 2:38 ص

      لماذا المكابرة

      الكل يعلم ان الوفاق أضاعت الفرصة التاريخية حين رفضت الحوار مع ولي العهد كانت فرصة على طبق من ذهب والمطلوب الاعتراف بهذا الخطأ القاتل ومحاسبة المتسبب وعدم المكابرة

    • زائر 21 | 2:26 ص

      هل الامر بيد المعارضة ؟

      يا دكتور نحن اناس عقلاء و عقلﻥا يفرض علينا اتباع الحق فلو كانت السلطة جادة في الامر لما تراجعت عنه بحجت ان المعارضة تأخرت. و لكن توافق ولي العهد على المطالب هو اعتراف ضمني بان سبب الازمة هو ذلك فلم يكن ليحتاج امرا للموافقة من احد للبدأ في الاصلاح و ما تقوم به الوفاق و من معها هو عين الصواب و انتظروا و نحن ﻣﻨï؛کﻈï؛®ï»­ï»¥

    • زائر 16 | 1:41 ص

      ابي الراحل .... كم اشتقت لك اشتياق يعقوب الى يوسف

      بمناسبة ذكرى رحيل والدنا الجمري لك مني احر التعازي

      نعم ايهاالجمري انت حاضر معنا تمسح على رؤوسنا وتضمد جراحنا .

      رحمك الله يا ابي وتغمدك الله في فسيح جناته .

    • زائر 15 | 1:37 ص

      الخذلان في الدخول في حوار غير جدي

      وهل يقبل أحد بأن تدخل الوفاق في حوار ولي العهد. بتكرار نفس الأخطاء التي وقع فيها المعارضون حين قبلو بتصويت على الميثاق وكيف أنهم خذلو ولم ينفذ منه سوى التجنيس وسرقة المال العام والفساد والأدهى منه دستور غير توافقي فرض بالقوة.

    • زائر 13 | 1:01 ص

      صباح الورد

      ليش اتلومون الجمعيات ياجماعة ؟؟؟!! المطالب واضحة وضوح الشمس

    • زائر 11 | 12:27 ص

      ستتحقق مطالبنا لا محالة.

      نفسنا طويل وستتحقق مطالبنا لا محالة. حركة الشعوب جزءت ليكون منها الربيع العربي وصفة فرق تسد تعودناها من الحكومات الاستعمارية والقمعية. شعيتنا وسنتنا متحدين برغم دعوات التفرقة وفرق تسد لن تكون لها أرضية في بحريننا الغالية وستتحقق مطالبنا لا محالة.

      أما بالنسبة لأمريكا، فأنت تعلم أستاذي العزيز بأن
      99% من الشعب الأمريكي يعاني من حكومته كما نعاني وهذا شعب مستضعف كما نحن وسينتصر وستتغير الموازين في القريب العاجل انشاء الله تعالى.
      كما قلت،نفسنا طويل. وسننتصر جميعاً.

    • زائر 10 | 12:20 ص

      لك الشكر يابن الجمري

      في ذكرى رحيل والدك اقدم لك التنعازي وفي نفس الوقت اشيد بمقالاتك

    • زائر 9 | 12:07 ص

      للأسف يادكتور

      آتذكر مفالك يوم قلت ليهم روحوا الحوار مع ولي العهد وهم لم يسمعوا ولم يهتموا ولا يزالون لايسمعون الا ما يريدون سماعه ، ضاعوا وبمبون يضيعونه . حسبي الله

    • زائر 8 | 11:31 م

      إذا إنعدمت الثقة فالكلام لا يكفي

      أخي منصور أعتقد أن الجمعيات أعلنت عن موافقتها المبدئية و لكن من خلال التجارب مع السلطة أرادوا كل شي مكتوب و أن يكون الحوار مع السلطة فقط لا مع مكونات اّنبّة أنشأتها السلطة لغرض الإلتفاف و التمييع . لو كان للسلطة إرادة حقيقية في الحوار لأن الجمعيات لازالت على شروط الحوار لذلك على السلطة أن تبادر لإقانت هذا الحوار الجدي قبل فوات الأوان و أن لا تتمسك بأفراد و لو هلك المجتمع و الدولة.

    • زائر 7 | 11:20 م

      مبو سهل يا الجمري

      منذ الازمة وانا اقول افضل من قرأ الساحة صح هو د منصور وكنت اتمنى من يأخذ بكلامه ولكن لا جدوى بل لقيت معارضة قوية باتهامات واحكام مسبقة وجهة له ولما انتهت المعركة جاء بعضهم يقول ويردد ما قلته قبل فوات الأون فقلت لهم لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب

    • زائر 6 | 11:03 م

      بسيط جداً !

      جماهير الوفاق : معكم..معكم يا وفاق !
      قيادات الوفاق : معكم..معكم يا جماهير !

      ضاعت الحسبة؟؟

      تحياتي...

      محب الفقراء و البروليتاريا

    • زائر 5 | 10:31 م

      الوفاق ينبغي ان تكون الوفاق

      حتى 14فبراير الماضي كانت استراتيجية الوفاق العمل من خلال المجلس لتحقيق اقصى ما يمكن من مطالب،وتقدمت باستقالتها في ضوء ما حدث كخطوة احتجاجية،لكن هذه الخطوة تحول الى مسار استراتيجي جديد ليس هو مسار الوفاق بل هو مسار الجمعيات التي لم تقبل بالوضع بشكل عام وتعترض على اصل النظام لذلك رفعت شعار اسقاط النظام،المطلوب من الوفاق العودة بشجاعة لاستراتيجيتها،ومن الحق ايضا ان تبادر لاعلان الادانة لاي خروج عن السلمية،وهذا كفيل بايجاد ضوء في هذا النفق المدلهم

    • زائر 4 | 10:04 م

      كلنا بشر و العبرة لمن تعلم

      بعض او كل ممن يتبنى مطالب الوفاق وهي وطنية بحته ( وفيها من المعقول ولا معقول في زمن معين) لابد ان يعترف ان الوفاق اقترفت اخطاء جزام في الممارسة السياسيه في عز الأزمة ولابد تجنبها حاليا في المبادرة بمد الجسور ولو تنازلت عن بعض الامور لوقت ما

    • زائر 3 | 9:40 م

      المعارضة لم ترفض الحوار مع صاحب السمو الملكي- ولي العهد

      المعارضة بما فيها الوفاق لم ترفض الحوار مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد ، ولكن الذي رفض الحوار هو من بادر بإستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين وأوقع الشهداء ومئات الجرحي والمعذبين في السجون. والمعارضة ترحب بالحوار الجاد الذي يخرج مملكة البحرين إلى بر الأمان بقيادة جلالة الملك المفدى والد الجميع حمد بن عيسى.

    • زائر 1 | 9:08 م

      عجيب غريب امر هذه الدوائر الإمريكية

      عادلة و حكومة منتخبة، غريب عجيب أمر هذه الدوائر الإمريكية التي يبدوا أنها تفتقر للقراءة الصحيحة لواقع الحراك البحريني، فالمطالب التي يقال بأنها متشددة هي قديمة و لم تأتي وليدة اللحظة، تسبب فيها من أوقف العمل بالمجلس النيابي في السبعينات و علق العمل بالدستور، و شهدت البحرين حراك سياسي متفاوت يطالب بإجراء الإصلاح السياسي الشامل، هل ولي العهد قادر على السير في تحقيق هذه المطالب القديمة، الجمعيات السياسية يجب أن ترضي مطالب شارعها الدستورية

اقرأ ايضاً