العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ

«تقصي الحقائق»: 5 حالات وفاة بسبب التعذيب 3 منها بـ «الحوض الجاف»

طالبت بإجراء تحقيق فعال للوصول إلى المرتكبين والمسئولين عنهم

أكد تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق أن «هناك خمس حالات وفاة بسبب التعرض للتعذيب، ثلاث منها وقعت عندما كان المتوفون موقوفين في سجن الحوض الجاف بوزارة الداخلية»، مطالبة بـ»إجراء تحقيق فعال بشأن حالات الوفاة التي نسبت إلى قوات الأمن، حيث إنه يجب أن تكون هذه التحقيقات قادرة على أن تؤدي إلى إحالة المرتكبين إلى المحاكمة سواء المرتكبين المباشرين أو المسئولين عنهم إذا جاءت نتيجة تلك التحقيقات أنه كان هناك خرق للقانون».


حسن مكي توفي بسبب التعذيب في «الحوض الجاف»

 

أرجع التقرير سبب وفاة حسن مكي إلى تعذيبه في سجن الحوض الجاف، مع العلم أنه كان موقوفاً ساعة وفاته في وزارة الداخلية.

وذكر التقرير تفصيلاً عن حالة الوفاة التي وقعت تحت التعذيب، تحت بند «وقائع الوفاة الناتجة عن التعذيب»، وأشار إلى أن الحالة رقم (22) وهي لحسن جاسم محمد مكي، واستعرض في الفقرات 987، 988، 989، 990 تفاصيل حالة الوفاة، إذ أوضح أنه في حوالي الساعة 10.30 صباح يوم 3 ابريل/نيسان 2011، أعلنت وفاة حسن جاسم محمد مكي، وورد بشهادة الوفاة أن السبب هو الإصابة بسكتة قلبية وتوقف التنفس نتيجة الإصابة بمرض أنيميا (فقر دم) الخلايا المنجلية.

فيما لفت في الفقرة 988 إلى أن تقرير الطب الشرعي أكد سبب الوفاة، حيث انتهى إلى أنه في يوم 3 ابريل/نيسان كان المتوفى موقوفاً في سجن الحوض الجاف، حيث سقط على الأرض مرتين في غضون الساعة ونصف الساعة تقريباً بسبب تدهور حالته، واستدعي الطبيب، بعدما سقط للمرة الأولى، حيث قدم المساعدة الطبية والعلاج، ثم استدعي ثانية ليجد أنه قد فارق الحياة. ويذكر تقرير الطب الشرعي أيضاً أن المتوفى عانى من كدمات ذات شكل اسطواني وجرح ملوث بالرأس.

وتابع التقرير في فقرته 989 بالقول إنه ووفقاً للمعلومات التي تلقتها اللجنة، فلقد ألقي القبض على المتوفى في منزله يوم 28 مارس/آذار 2011، وأخذ إلى إدارة التحقيقات الجنائية ثم إلى سجن جو بعد يوم، وفي يوم 3 ابريل/نيسان 2011، وجد أقاربه اسمه على الإنترنت في قائمة المتوفين، فتوجهوا للمشرحة ولم يسمح لهم إلا برؤية وجهه فقط. ولم يقدم مجمع السلمانية الطبي تقريراً في هذا الشأن. ولقد قام كل من «أطباء بلا حدود» و»منظمة العفو الدولية» بفحص الجثمان وأكدوا للأسرة أن المتوفى هوجم بأداة حادة. وقد استرق شاهد كان موقوفاً معه في الزنزانة السمع فسمع الجنود بالسجن يقولون له إنه نظراً إلى إصابته بأنيميا الخلايا المنجلية، فإنهم سوف يضعونه تحت الدش ثم يفتحون عليه مكيف الهواء في زنزانته، ولن يسمحوا له بالحصول على أي علاج طبي.

وقال إن وزارة الداخلية أجرت تحقيقاً في هذه الواقعة، حيث أكد طبيب السجن أنه قد وردت إليه معلومات أن هناك شخصاً موقوفاً يعاني من أنيميا خلايا الدم المنجلية ويحتاج إلى الرعاية الطبية، وسأل الموقوف ما إذا كان يشعر بأي ألم، ورد الموقوف بالسلب، ولقد كان في حالة طبيعية، وطلب معالجة الجرح الملوث في رأسه، فأعطاه الطبيب علاجاً لجرحه، ثم تلقى الطبيب بعد ذلك مكالمة هاتفية مفادها أن السجين المريض يحتاج إلى تمريض في الحال، وحينما وصل وجده محمولاً إلى الخارج بعيداً. ولقد أقر الطبيب بأنه لم يلحظ أية إصابات على المتوفى، وأن العلاج الذي وصفه له ليست له أية أعراض جانبية. وزعم أحد الرفقاء الموقوفين أن حسن جاسم استدعى الحراس وأخبرهم أنه يعاني من أنيميا خلايا الدم المنجلية وأنه يشعر بالإجهاد، فأخذه الحراس للعيادة الطبية ثم أعادوه بعد ذلك، وبعد مرور ساعة، طلب الحراس مرة ثانية وقال إنه مجهد مرة أخرى. وأفاد موقوف آخر أن حسن جاسم كان ينادي قائلاً إنه مريض بأنيميا خلايا الدم المنجلية كما أنه يعاني من آلام بظهره وصعوبة في التنفس، ووفقاً لما جاء على لسان ذلك الموقوف، جاء ضابط الشرطة وأخذه إلى الطبيب. ولاتزال التحقيقات متداولة لتحديد ما إذا كانت شبهة الإهمال الطبي كانت السبب في الوفاة.


علي صقر تعرض للتعذيب في «الحوض الجاف»

 

وأكد التقرير أيضاً تعرض علي عيسى إبراهيم صقر للتعذيب في سجن الحوض الجاف. وتناول التقرير تفاصيل قصة صقر في الفقرات (992.993.994.995.996).

ويشير في الفقرة 662 إلى أنه في تمام الساعة 11.15 صباح يوم 9 ابريل 2011، أعلنت وفاة علي عيسى إبراهيم صقر، حيث ورد بشهادة الوفاة أن السبب المباشر للوفاة هو التعرض لصدمة نقص حجم الدم والتي ترجع إلى التعرض للعديد من الكدمات والصدمات.

وأوضح أن تقرير الطب الشرعي يؤكد أن سبب الوفاة انتهى إلى أنه كان على جميع أجزاء جسم المتوفى كدمات حمراء غامقة تتركز حول ظهر اليد والعين اليمنى، وكانت بمعصميه علامات حدية حمراء بسبب قيد اليدين وأن تلك العلامات حديثة. ووفقاً للإفادة التي قدمت إلى للجنة، فقد تعرض علي صقر للتعذيب. حيث ادعى الشاهد مقدم الإفادة بأن علي صقر قد سلم نفسه إلى قسم الشرطة يوم 5 ابريل 2011 بعد قيام الشرطة باقتحام منزله عدة مرات بحثاً عنه. وبعد وفاة علي، أذاع تلفزيون البحرين اعترافاً له.

وقد أجرت وزارة الداخلية تحقيقاً في هذه القضية، حيث أحالت الوزارة بتاريخ 25 مايو/ أيار 2011 الدعوى إلى المحكمة العسكرية ضد 5 أفراد من الداخلية، حيث اتهم اثنان بالقتل الخطأ، بينما اتهم الثلاثة الآخرون بالتقصير في الإبلاغ عن جريمة، وبالتالي أصبح الخمسة مشتركين في الاتهام بالتورط في فعل يخالف الهيبة العسكرية.

وأرجع التقرير وفاة صقر إلى تعرضه للتعذيب في مركز توقيف الحوض الجاف، مع العلم أنه كان موقوفاً ساعة وفاته في وزارة الداخلية.


كدمات عريضة على رقبة العشيري

 

لفت تقرير لجنة تقصي الحقائق في فقرته 998 إلى أن الطب الشرعي انتهى إلى وجود كدمات عريضة على رقبة زكريا راشد حسن علي العشيري.

وفي التفصيل أفاد التقرير أنه في تمام الساعة 9.00 صباح يوم 9 ابريل 2011، أعلنت وفاة زكريا راشد حسن علي العشيري، حيث ورد بشهادة الوفاة أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية شديدة وتوقف التنفس عقب مضاعفات بسبب أنيميا خلايا الدم المنجلية.

ويؤكد تقرير الطب الشرعي سبب الوفاة وانتهى إلى أنه قد بدت آثار كدمات عريضة على رقبة المتوفى وفخذيه وكدمات أصغر على الوجه واليدين.

وبينت اللجنة في الفقرة 999 من التقرير أنه وفقاً للمعلومات التي تلقتها اللجنة، فقد ألقت قوات الأمن القبض على زكريا راشد يوم 2 ابريل 2011، حيث دخلوا بيت أهله وحطموا الباب. وادعي أنه تعرض للتعذيب في إدارة التحقيقات الجنائية. ثم نقل بعد ذلك إلى سجن الحوض الجاف بتاريخ 9 ابريل2011. حيث تعرض للتعذيب من 6 إلى 9 ابريل 2011، وتوفي بسبب التعذيب في الغرفة رقم (1). ولقد علم أقرباؤه بخبر وفاته من موقع وزارة الداخلية الإليكتروني يوم 9 ابريل. وبعد ذلك، حاول الأقرباء الاتصال بقسم الشرطة القريب من القرية، لكن أحداً لم يجب عليهم، ثم اتصلوا بعد ذلك بوزارة الداخلية التي أخبرتهم بوفاة زكريا أثناء نومه نتيجة أنيميا خلايا الدم المنجلية، ولقد أفاد أقرباؤه بأنه لم يصب بهذا المرض من قبل.

وقدم شاهد آخر بحسب اللجنة شهادته إليها، مشيرة إلى أن شاهداً كان محبوساً في الزنزانة ذاتها مع زكريا قام بتقديم إفادة أخرى قال فيها إن جميع الموقوفين بالزنزانة ذاتها كانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وأنهم أجبروا على الرقود على البطن، وذات صباح، بدت على زكريا أعراض الهلوسة أو الاضطراب حيث بدأ على إثرها في الطرق على الباب والصياح باسمه، وقد صاح الحراس فيه ليهدأ، وعندما لم يفعل ذلك، دخلوا الزنزانة، حيث سمع الشاهد زكريا وهو يضرب ثم سمعه يصرخ بعد كل ضربة، ثم سمع الشاهد بعد ذلك ضجيج أقدام، وسكتت بعدها صيحاته. ولقد سمع الشاهد بعد ذلك باكستانيّاً يقول بلغة الأوردو «لقد مات». وبعد دقيقة، نقل جميع الموقوفين إلى زنزانة أخرى حيث ظلوا هناك باقي اليوم، ولم يسمح لهم بمغادرتها. وفي اليوم التالي، تحسنت طريقة معاملة الموقوفين، وأزيلت عصابات الأعين وقيود الأيدي.

وشددت اللجنة في تقريرها على أن سبب وفاة زكريا العشيري هو تعرضه للتعذيب في سجن الحوض الجاف، مع العلم أنه كان موقوفاً ساعة وفاته في وزارة الداخلية.


فخراوي كان يتعرض للتعذيب

وهو يصرخ «الله أكبر»

وفي استعراضه لقصة وفاة عبدالكريم علي أحمد فخراوي تحت التعذيب، ذكر التقرير شهادة شهود تؤكد أن فخراوي كان يصرخ «الله أكبر» بينما كان يتعرض للتعذيب، وقال الشهود بعد أن توقف فخراوي، سمعوا شخصاً يقول للآخر «لقد قتلته». وانتهت لجنة التقصي إلى أن سبب وفاة عبدالكريم فخراوي يرجع إلى التعرض للتعذيب.

وخصص التقرير الفقرات (1002,1003،1004،1005) للحديث عما تعرض له فخراوي، وأشار إلى أنه في تمام الساعة 13.10 يوم 11 ابريل 2011، أعلنت وفاة عبدالكريم علي أحمد فخراوي، حيث ورد بشهادة الوفاة أنها نتيجة تعرضه لإصابات بينما كان محتجزاً عند جهاز الأمن الوطني.

وتحدثت الفقرة 1003 تفصيلاً عن فخراوي، حيث أفادت أنه ووفقاً للإفادات التي تلقتها اللجنة، كان فخراوي رجل أعمال ومؤسساً لأول مكتبة لبيع الكتب التربوية، حيث توسع هذا النشاط الأخير ليصبح دار نشر وأصبح مورِّد الكتب الرئيسي لجامعة البحرين، كما كان أيضاً مؤسساً رئيسيّاً لصحيفة «الوسط»، وكان يمتلك أيضاً شركة مقاولات، والتي تولت بناء سفارة العراق بالبحرين. وفي مساء يوم 2 ابريل 2011، كان فخراوي يزور قريباً له في منطقة كرباباد. وفي حوالي 23.30، قامت الشرطة بمحاصرة المنزل، وسلم فخراوي نفسه في قسم الشرطة في الصباح التالي حتى يحل الأمر. وبعد ذلك في اليوم نفسه، توجه بعض الأقرباء إلى قسم شرطة سنابس للاستفسار عن فخراوي، وأبلغهم الضباط بأنه لا يوجد شخص بهذا الاسم في التوقيف. وفي يوم 4 ابريل2011، توجه الأقارب إلى النائب العام وسألوا عنه، إلا أن أحد الموظفين أخبرهم بأنه لا يستطيع إعطاءهم أية معلومات عن القبض عليه. وفي يوم 12 ابريل في تمام الساعة 14.30، تلقى السكرتير الخاص بفخراوي اتصالاً من شخص مجهول يطلب من أسرته التوجه لقسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي. وتوجه بالفعل أحد أقربائه إلى مجمع السلمانية والتقى بضابطة شرطة (امرأة) حيث أخبرته أن فخراوي قد حضر إلى قسم الشرطة وهو في حالة صحية معتلة. ولقد قيل له إنه قد توفي نتيجة إصابته بالفشل الكلوي. وتوجه اثنان من الأقرباء في اليوم التالي لأخذ الجثمان الذي بدأ عليه علامات تعذيب واضحة. ولقد تلقت العائلة تهديداً بأنهم إذا التقطوا صوراً للجثمان، فستكون نهايتهم مثله. ولقد تلقى محققو لجنة التقصي عدداً من الإفادات الشفهية والكتابية جميعها من أناس يؤكدون أنهم رأوا المتوفى يتعرض للتعذيب، وفي هذه الشهادات يدعي الشهود أنهم سمعوه يصرخ قائلاً: «الله أكبر» بعد كل ضربة كان يتلقاها، وفجأة توقف. وقال الشهود بعد أن توقف فخراوي، سمعوا شخصاً يقول للآخر «لقد قتلته».

وقد أجرى جهاز الأمن الوطني تحقيقاً في هذه الواقعة، أسفر عن أن المتوفى كان قد هاجم ضابطي شرطة، فكانت الإفادة الأولى في هذا الصدد مقدمة من ضابط بجهاز الأمن الوطني يفيد فيها بأنه في يوم 7 ابريل وفي تمام الساعة 15.00، سمع صوتاً عالياً لمشاجرة بالقرب من دورات المياه بأحد العنابر، فاندفع من مكتبه تجاه الموقع ليشهد شجاراً بين الشخص الموقوف وضابطين. ويفيد ضابط جهاز الأمن الوطني بأنه تدخل لينهي الشجار وكان قادراً على السيطرة على الطرفين. وقد لاحظ إصابة فخراوي أثناء الشجار بدليل وجود دم على أرضية دورة المياه. ثم تلا ذلك سؤال ضابط آخر فأنكر في البداية حدوث أي اعتداء، لكنه غير شهادته بعد ذلك حيث أفاد أنه هو والضابط الأول قد تعرضا لمهاجمة من الموقوف وتعرضا لإصابات كما يوضح التقرير الطبي. وأنكر الضابط الأول في البداية أيضاً أنه هوجم، لكنه أفاد بعد ذلك أنه تبادل هو وفخراوي الألفاظ الثائرة الملتهبة وأن فخراوي سبه ثم بعد ذلك هاجمه بغطاء كرسي الحمام. وأفاد أيضاً بتعرض فخراوي لإصابات منها كسر أسنانه وجروح بوجهه. وتفيد مذكرة التحقيق بأنه بعد الواقعة اشتكى فخراوي من آلام بالمعدة، حيث دخل في البداية مستشفى جهاز الأمن الوطني، وأجريت له فحوص أولية. ولقد قام طبيب من جهاز الأمن الوطني بفحص وتدقيق السجلات الطبية وأفاد بأن الموقوف عانى من فشل كلوي وسكتة قلبية. فالفشل الكلوي كان نتيجة تمزق العضلات وتسمم الدم بعد الإصابات التي تعرض لها الضحية في السجن. مع العلم أن مشكلة الكلى كان من الممكن أن تحل لو كان المتوفى تلقى الرعاية الطبية الصحيحة بما فيها الغسل الكلوي. وتضيف المذكرة أن قضيتي ضابطي الشرطة سوف تحال إلى المحكمة العسكرية.


«الداخلية» لم تفتح تحقيقاً في وفاة العلويات

 

وكانت الحالة الخامسة التي وضعها التقرير تحت حالات الوفاة تحت التعذيب هي حالة جابر إبراهيم يوسف محمد العلويات، حيث أكد أن واقعة وفاة جابر تنسب إلى وزارة الداخلية، حيث يؤكد الدليل الذي تلقته اللجنة أن المتوفى كان موقوفاً في وزارة الداخلية قبل وفاته، بينما لم تفتح الوزارة التحقيق في هذه القضية.

وبدأ التقرير الحديث عن تفاصيل قصة العلويات في الفقرة 1006، حيث قال التقرير إنه في تمام الساعة 9.30 صباح يوم 12 يونيو/حزيران 2011، أعلنت وفاة جابر إبراهيم يوسف محمد العلويات، حيث ورد بشهادة الوفاة أن سببها نتيجة تعرضه لإصابات أثناء توقيفه في وزارة الداخلية.

ووفقاً للإفادات التي قدمت للجنة، فإنه في يوم 29 ابريل 2011، تعرض المتوفى للضرب على يد حوالي 6 ضباط شرطة في منزله، وفي يوم 30 ابريل 2011، حوالي الساعة 10.30 صباحاً، تم إلقاء القبض عليه في طريقه لشراء الخبز من المخبز، وفي حوالي الساعة 1.30 من صباح اليوم التالي، اتصل فرد من قسم شرطة الخميس طالباً أن يأتي أي من أقارب المتوفى ببطاقة هويته، ولم يسمح لأحد من أهله برؤيته، وعلى مدى ثلاثة أيام، كانوا يحاولون الاتصال بقسم الشرطة للاطمئنان عليه، إلا أن الرد كان أنه غير موجود هناك. ولقد أفاد مسجونون آخرون كانوا موقوفين معه بأن المتوفى قد تعرض للتعذيب. وبعد مرور أربعة أو خمسة أيام منذ إلقاء القبض عليه، اتصل أهله بإدارة التحقيقات الجنائية بالعدلية، فأبلغوهم بأنه ليس هناك، وبعد 15 يوماً، اتصل فرد من إدارة التحقيقات الجنائية بأسرته وطلب منهم إرسال ملابس للمتوفى. وبعد 20 يوماً، سمح لأهله في النهاية بزيارته. ولقد رأوا كدمات في وجهه ورأسه ويده اليسرى (وكان غير قادر على تحريكها). وفي يوم 9 يونيو2011، تم إطلاق سراحه من الاحتجاز وترك أمام باب مجمع السلمانية الطبي. واتصل المتوفى بأهله الذين أخذوه بعد ذلك. ولم يسمح لأي شخص بتصويره لأنه خشي العواقب. واشتكى المتوفى من آلام في معدته على مدى اليومين أو الثلاثة السابقين لوفاته.


للوصول للمرتكبين والمسئولين عنهم ومحاكمتهم

 

 

«تقصي الحقائق»: لابد من تحقيقات فعالة في حالات الوفاة المنسوبة للأمن

 

خلصت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في تقريرها بشأن حالات الوفاة إلى عدة توصيات، وقالت في توصياتها إنه وإعمالاً «للمبادئ المتعلقة بالمنع والتقصي الفعالين لعمليات القتل خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام بإجراءات موجزة»؛ فإنه يجب على حكومة البحرين إجراء تحقيقات فعالة بشأن حالات الوفاة التي نسبت إلى قوات الأمن، حيث يجب أن تكون هذه التحقيقات قادرة على أن تؤدي إلى إحالة المرتكبين إلى المحاكمة سواء المرتكبين المباشرين أو المسئولين عنهم إذا جاءت نتيجة تلك التحقيقات أنه كان هناك خرق للقانون.

وأكد اللجنة أنه «يتعين البدء في اتخاذ إجراءات الملاحقة القضائية المناسبة مع الوضع في الاعتبار ضرورة تناسب العقوبات مع خطورة الجرم المرتكب»، مشددة على ضرورة أن «تكون هناك جهة دائمة ومستقلة تتولى فحص جميع شكاوى التعذيب أو سوء المعاملة أو الاستخدام المفرط للقوة أو أي شكل آخر من أشكال الإساءة الواقعة على يد السلطات».

وتابعت «كما يجب أن يعطى الحق لأهالي الضحايا في التعويض الذي يتناسب مع فداحة الأضرار التي أصابتهم»، مبدية ترحيبها بما جاء في المرسوم الملكي رقم 30 للعام2011 المنشئ لصندوق تعويضات الضحايا بتاريخ 22 سبتمبر/أيلول 2011».

ولفتت إلى أن على «حكومة البحرين تنفيذ برنامج تدريبي مكثف عن النظام العام لقوات الأمن العام وجهاز الأمن الوطني وقوة دفاع البحرين، بحيث يشتمل هذا البرنامج على التدريب على تطبيقات ومنهجيات استخدام القوة، على نحو يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة الأساسية التي تنظم استخدام القوة واستخدام الأسلحة النارية لأجهزة إنفاذ القانون».

وختمت «وفي ضوء تفضيل المادة (6) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لإلغاء عقوبة الإعدام، والاهتمام بمدى عدالة المحاكمات التي تجريها محاكم السلامة الوطنية، توصي اللجنة بتخفيف عقوبة الإعدام في حالات القتل التي حدثت خلال أحداث شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011»

العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 61 | 2:14 م

      ردا على زائر رقم 24

      ت شاهدته ملفوفا ولكن أنا رأيته حيا يتعذب لآخر نفس في تلك الزنزانة
      رحمك الله يا شهيد

    • زائر 60 | 1:37 م

      القصاص من المعذبين القتلة المجرمين

      والله اننني لم استطع قراءة القصص بسبب فضاعة التخيل في كيفية التعذيب
      افكر كيف استطاع المجرم القاتل ان ينام او حتى كيف يضع راسه على الوساده اصلا
      لا اله الا الله
      والله لن يبرد دم هؤلاء الشهداء الا بالقصاص من من عذبهم و قتلهم

      يا منتم يا منتقم يا منتقم

    • زائر 59 | 12:53 م

      بحريني مقهور حده .

      اللهم أرحم الشهداء الأبرار و أسكنهم فسيح جناتك .
      أللهم أنتقم لالشهداء من من قتلهم و من من كذب على الناس و قال أن الشهداء عليهم الرحمة و الرضوان ماتوا بسبب الأمراض الوهمية .
      كيف يستطيع القتله المجرمين النوم بهناء مع أهلهم ؟؟؟ .
      اللهم لا تهنئهم بنوم و لا يقظة .

    • زائر 58 | 12:35 م

      الى الوسط العزيزه أين عبدالرسول الحجيري

      نشكركم كل الشكر الجزيل على ما نشرتموه ولاكن مع آسفي الشديد لم تضعوا عن الشهيد الذي عذب تعذيبا شديدا وهو عبدالرسول الحجيري
      وهو كذلك تعرض لتعذيب وقتل من قبل قطاع الطرق
      لقد ظلمتم الشهيد ارجوا وضعه في القائمة

    • زائر 57 | 9:55 ص

      نعم نعم نعم زائر23

      نعم يا زائر رقم 23
      لقد وضعت النقاط غلى الحروف هكذا سوف يقتص منهم الله وانا معك هي العدالة الاليهيه اصبرو وصابرو واشاء الله سوف ترون ما هو قادم بأذن الله
      والى جريدة الوسط و القراء الكرام كل الشكر

      ابوعلي

    • زائر 54 | 7:44 ص

      المصلي

      خيالك لم يفارقنا ياجابر يا من نذرت نفسك لخدمة المولى الأمام الحسين ع وكانت ريشتك تلامس وتحاكي واقعة الطف بكل مآسيها اضف الى ذلك قلمك الذي اختط لنا معنى الكلمة الحسينية الزينبيه ماعسانا أن ننساك ياجابر العلويات وانت تصدح بتلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان في المركز الحسيني بتلاوة وصوت كبار القراء المشهورين في وطننا الأسلامي نم قرير العين ياابا علي فهاهو شبلك ( علي) اختط لنفسه عشق الحسين ع وعشق المأتم والمنبر فسلام الله عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ورحم الله من يقرأ سورة الفاتحة للشهدا

    • زائر 53 | 7:00 ص

      رحمة الله عليكم جميعا

      كريم فخراوي ياابن البحرين البار
      نعم نفتقدك فقد كنت كريما محبا متواضعا مخلصا
      ذكر التقرير شهادة شهود تؤكد أن فخراوي كان يصرخ «الله أكبر» بينما كان يتعرض للتعذيب،
      نعم هؤلاء هم المؤمنون بقضاء الله وقدره
      الله يرحمكم جميعا.

    • زائر 52 | 6:35 ص

      الله أكبر

      الله أكبر عليك يا ظالم ( سيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون )
      أما شهداء الوطن فهنيئا لهم الشهادة

    • زائر 51 | 6:01 ص

      شيعي خالص

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .. الرحمة والمغفرة لشهدائنا الابرار ولقاتليهم النار .
      تحية لجريدة الوسط لما تلاقي من معجبين لها وعلى حرية صحافتها الحرة,والعتب الكامل على صحافتنا والتي لم تنتهج طريق الوحدة بين الشعب.
      اللهم ارحم جميع شهدائنا الابرار الذين سقطوا جراء القمع على أيدي الظلمة ومن اتبعوا الظالمون.

    • زائر 50 | 5:52 ص

      اللهم انت المنتقم الجبار فأنتقم للشهداء بجبروتك يارب

      يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم وسيعلم الذين ظلمو اى منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
      ياشعبي الأبي عليك بالصبر انمايوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وما النصر الا من عند الله
      اللهم ارحم شهدائنا الابرار والى جنان الخلد مع محمد وآله الاطهار .

    • زائر 49 | 5:36 ص

      وردة البحرين

      الله يعين أهاليكم ورحمة الله عليكم يا معذبين لفت نظري المعذب الاخير رحمة الله عليه انه لم يسمح لأي احد بتصويره لانه خشي العواقب أكيد خاف ولزم الصمت علشان عائلته لاتتعرض للأذى والتهديد

    • زائر 47 | 4:39 ص

      الله اكبر

      يردد المضلومين في كل بقاع الا رض الله اكبر. الله اكبر علا من طغا وتجبر

    • زائر 46 | 4:25 ص

      شهداء عند ربهم

      الشهيد حسن جاسم ابن قريتي ، كنت شاهداً عندما جاءت به سيارة الصحة ووضعته على باب بيتهم وهو ملفوف بشرشف ابيض ، لا اعتقد ان هذا المشهد سيمحى من ذاكرتي , لا زلت اشعر بحرقة في قلبي .
      رحمكم الله يا شهداء بلادي

    • زائر 45 | 4:20 ص

      على ماذا

      على ماذا اعتقلوا؟
      على ماذا سحلوا؟
      على ماذا عذبوا بالوان العذاب؟
      على ماذا قتلوا ؟
      على ماذا و أي ذنب اقترفوه ليكون جزائهم هذا!

    • زائر 44 | 3:11 ص

      لا يضيع البلد

      هذا ما ظهر من موت غير التعذيب حتى الموت داخل السجون نريد محاسبة و حل جذري
      محاسبة المسؤول المباشر عن التعذيب و المتسترين و المسؤولين الذين لم يمنعوا التعذيب رغم انتشارة في السجن و اثناء التحقيق
      و المفارقة انه لازال موجود داخل السجون و خارج السجن و افلام التعذيب منتشرة

    • زائر 42 | 3:01 ص

      ياللغرابة

      ياللغرابه يموت المء في الزنانة تحت التعذيب ويصدر تقرير من وزارة الصحة بذكر سبب آخر وتنفي وزارة الداخلية أن التعذيب هو السبب وتساندهم في ذلك هيئة الاعلام وبعد هذا كله يأتي بسيوني ويؤكد حالة التعذيب ولا زال البعض يقول بأن التعذيب غير ممنهج وليس تحت مظلة الحكومة ومن يجب أن يعطى برنامج تدريبي هم أفراد من جهاز الأمن لكي تبقى الجرائم فردية وليست برعاية الحكومة.
      الا وإن عذاب الله لشديد

    • زائر 41 | 2:51 ص

      المعذب قلبل الانسانيه

      يعينى هذا المعذب عديم الاحساس شنو المعلومة اللي تريدها ومهمه لهذه الدرجة حتى انك تزهق روح بريئه بسببها شي لا يتصوره عقل
      بعدين هؤلاء المجرمين لو كان عندهم ذره خوف من الحساب والعقاب لما لقدموا على ارتكاب هذه الجرائم بل بالعكس يلقون كل التشجيع على هذا العمل الشنيع اسوة بجدهم الحجاج وبسر بن ارطاة وكل المجرمين عبر التاريخ

    • زائر 38 | 2:36 ص

      أين وصل التحقييق في اللجنة الوطنية المشكلة من الملك

      بعد سقوط أول ضحيتين علي مشميع وابو تاكي شكلت لجنة للتحيق في ملابسات وقوع الضحيتين
      فالسؤال يا ترى أين وصلت نتائج التحقيق في اللجنة برئاسة العريض

    • زائر 36 | 2:09 ص

      لرد على جارح الأسامي

      الى جارح الأسامي محد قال ليكم لا طلعون اصاباتكم لو الموضوع ضربني وبكى سبقني واشتكى بالنسبة لرجال الأمن اللذين تقول جرحوهم هم اولى منك ويعرفون شلون يطلعون جراحهم ولا تستخدم هل الأسلوب مع ناس اصبحت ارواحهم معلقة في حناجرهم بسبب هذا الجور والظلم - وشكرا لك بسيوني

    • زائر 28 | 1:03 ص

      رحماك ربي

      اللهم انتقم لنا ممن ظلمنا

    • زائر 26 | 12:49 ص

      أيهما السبب النار أم الحرار الناتجة من النار؟؟؟

      إذن النتيجة الحقيقة لما حدث هو النظ .....!!

    • زائر 24 | 12:41 ص

      وينكم يا حكومة؟

      هل هذا الشي يرضي العرب الأصيلين ؟ هل هذا الشي يرضي المسلمين ؟ هل هذا الشي من القيم ؟ يالله نبي نشوف المصالحة الوطنية بتنفيذ القصاص على القتلة و الحكم عليهم السجن

    • زائر 23 | 12:37 ص

      العدل الالهي

      قادم وسيقتص منهم في الدنيا قبل الآخرة. هذا وعد الله للظالمين. حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 20 | 12:27 ص

      يا الله

      الله يرحمهم جميعا ويصبر الجميع على فراقهم

    • زائر 19 | 12:24 ص

      شهدائنا عظمائنا

      اللهم انتقم لنا قي من ظلمهم وعذبهم اللهم اقطع على كل من ظلمنا وظلم هذا الشعب السبيل ,

    • زائر 18 | 12:20 ص

      يا ثار الله و أبن ثاره

      يا منتقم يا منتقم يا منتقم

    • زائر 15 | 12:08 ص

      افضل حل القصاص

      وبس .................

    • زائر 14 | 11:57 م

      زكريا العشيري

      رحمك الله يا بن قريتي يقال انه لما كان يضرب بعد كل ضرية كان يقول الحمد لله.. نعم هكذا هم رجالنا مؤمنين بالله ونحتسبهم شهداء عنده.

    • زائر 13 | 11:50 م

      عجبا

      اللغة التي شرح فيها بسيوني حالات التعذيب تبين كانه موظف في وزارة الداخلية .

    • زائر 12 | 11:43 م

      رحم الله شهدائنا الابرار

      منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتضر .....هم السابقون ونحن الاحقون وقافلة الشهداء تسير

    • جارح الاسامي | 11:41 م

      للاامن ايضا الحق في الكشف عن اصاباتهم

      لماذا لا يتم افتتاح تحقيق بشان التجاوزات التي قام بها مثيري الشغب ؟ ضد رجال الامن

      ولماذا تم اغفال هذا الموضوع في الاعلامي الرسمي
      صحفي وتلفزيوني

      رجال الامن متضررين بشكل مروع فعلاُ الكثير من الاصابات ولكن الوزاره تغفل هذا الشي

    • زائر 10 | 11:39 م

      الله يرحمهم ويسكنهم جنانه

      اذا السلطات ارادات استرجاع بعض من مصداقيتها فعليها ان تحاكم المتسببين في هذه الجرائم بشكل شفاف و علني

    • زائر 9 | 11:39 م

      ومن لم يحكم بما أمر الله..

      هؤلاء القتلة الذين غيبوا أقماراً من بلادي..
      هؤلاء القتلة الذين شوهوا سمعة بلادي بالداخل والخارج..
      هؤلاء القتلة الذين أساءوا العمل بعلمهم بعدم العقاب.. وكما روى بسيوني: (عدم محاسبة المسئولين داخل المنظومة الأمنية أدى إلى انتشار ثقافة عدم المساءلة والثقة في عدم التعرض للعقاب داخل تلك المنظومة، وبالتالي لم يقم المسئولون باتخاذ اللازم لتجنب إساءة معاملة المسجونين والموقوفين، أو لوقف إساءة المعاملة من قبل المسئولين)..

      يجب القصاص من هؤلاء وتطبيق شرع الله..

    • زائر 8 | 11:34 م

      الى جنات الخلد

      بسم الله الرحمن الرحيم : (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء ا عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم .. الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته

    • زائر 6 | 11:28 م

      القصاص .. القصاص

      لن يقبل الشعب المظلوم لإلا بالقصاص العادل ولن يهدأ لأهل الضحايا بال إلا بعد تطبيق القصاص ، ولن ترى هذه البلاد راحة طالما هناك مظلومون .

    • زائر 5 | 11:18 م

      الى عليين

      اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واجعلهم مع الشهداء الصديقين فى عليين فى درجة لا يرتقى اليها الا من يختاره الله وهم اختارهم الله والله لن بغفل عن محاسبة الضالمين

    • زائر 3 | 11:01 م

      رحمهم الله

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .. الرحمة والمغفرة لشهدائنا الابرار ولقاتليهم النار

اقرأ ايضاً