العدد 3399 - الثلثاء 27 ديسمبر 2011م الموافق 02 صفر 1433هـ

مسيلات الدموع...

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما أن تصل تلك السموم إلى بيوتنا حتى ترانا نتراكض مع أطفالنا إلى غرف ضيقة ومقفلة هرباً من الاختناق الذي يقطع أنفسنا وأنفاس أطفالنا وشيوخنا، لم يعد خافياً على أحد حجم تأثير ما يسمى بغاز مسيل الدموع الذي يتم إطلاقه على االمناطق السكنية ليصل مداه إلى كامل المنطقة والعوائل داخل البيوت بصورة تكاد تكون قاتلة.

الغازات المسيلة للدموع عادة ما تستخدم لتفريق المظاهرات والاحتجاجات، وترجعها المصادر التاريخية إلى أن الصينيين هم أول من استخدمها قبل ألف عام بقذفهم الفلفل المطحون المغلف بأوراق قش الأرز على أعدائهم أثناء الحرب ليفقدهم الرؤية، هذا الغاز الذي له أعراض عدة على مستنشقه تتراوح ما بين الاختناق وحرقان في العين تصل إلى درجة العمى المؤقت وفي بعض الأحيان يفضي إلى الموت وخصوصاً إذا كان المصاب مريضاً بأمراض الجهاز التنفسي أو القلب أو كان مسنّاً أو طفلاً صغيراً.

قصص كثيرة ومرعبة تستقبلها بيوت القرى بشكل يومي، وأطفالنا وشيوخنا ومرضانا هم الأكثر ضرراً منها لأنهم الأضعف والأقل تحملاً لتلك الغازات التي تطورت وأصبحت أكثر فتكاً، ناهيك عن المنازل التي تحترق جراء إطلاق تلك الغازات عليها وكأن المنازل تشارك في الاحتجاجات أو حتى تنطق أو تتحرك لكنها تصوب كما يصوب ساكنوها الذين ينحشرون في زواياها، إذ لا تزال صورة الأطفال التي ترسل عبر الوسائط الالكترونية خير معبر عما يجري في بيوتنا ليلاً، وهي صورة لخمسة أطفال يختبئون في مكان لا يتسع لسادسهم، وكل واحد منهم يضع يده الصغيرة على أنفه خشية الاختناق. أطفالٌ لا يقومون باللعب بقدر ما هي حركة هروب من الموت، هروباً من هالة الضباب التي تحوم حول دورهم، ومن سموم تسري في أجسادهم الضعيفة لأمراض تنتظرهم في شبابهم، لا ندري ما هي؟ وماذا تسبب من عاهات وآلام في المستقبل القريب لهم؟

الاستنشاق اليومي الذي نستنشقه من هذه المواد القاتلة تقتلنا، وتقتل إنسانيتنا، وتشعرنا وكأننا أناس غير مقبولين في أوطاننا، تشعرنا بأننا حشرات يراد التخلص منها بأي صورة وبأية كيفية. نحن مواطنون لنا عزتنا وكرامتنا، نعيش وعاش أجدادنا على هذه الأرض الطيبة، فكفى

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3399 - الثلثاء 27 ديسمبر 2011م الموافق 02 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 2:04 م

      صحيح

      هذا صحيح وينسجم مع رأى مسؤول حقوق الانسان الامريكي الذى زار البحرين مؤخراً حيث طالب بالحد من استخدام مسيل الدموع

    • زائر 39 | 1:56 م

      ما الهدف؟

      ما الهدف من ضرب بيوت القرى بالغازات السامة والمسيلة للدموع التي تستخدم لتفريق المتظاهرين والمتجمهرين

    • زائر 38 | 8:29 ص

      شعب يحب بعضة وسلطة تحن علي الجميع

      لنتحدث بواقعية لماذ مناطق دون اخري مدينة عيسي مثلالماذا لم تضرب الغاز الامن والسلطة لها حساباتهالكن في البحرين لخصوصىة العلاقة بين الحاكم والمحكوم يزعل الناس ويلجؤن للتعاميم خصوصا ان الشعب البحرينى لدية معتقدات وان كانت دينية الا انها مشوبة بالعاطفة مع اننا كلبحرنين وسلطة جماعة نسعد ببعض لي ما اريد ولك ما تريد لكننا نحب بعضنا

    • زائر 36 | 6:20 ص

      صمود

      لاتنسين اختي في البحرين مسيل الدموع الوان هناك الأبيض والأحمر وألأصفر وألأسود, كل الوان قوس قزح.
      مهما كانت الألوان في النهاية نحن نستنشق لون الحرية والكرامة.

    • زائر 35 | 5:14 ص

      مثال من قرية الديه

      في أحد الأيام رمى (شرطي) مسيل الدموع من نافذة الحمام وهو جارنا(حيث البيت صغير جدا(25 في 40 قدم) ومحكم) وتسبب في إختناق من بالمنزل من أطفال والزوجين وحتى الطيور البريئة

      حسبنا الله ونعم الوكيل- اللهم حاسب من يعمل هذه الأعمال ومن يأمرهم

    • زائر 31 | 3:41 ص

      عجبي

      انا مع السلمية قلبا وقالبا ، ومن الناس التي تنتقد بشدة حرق الإطارات. ولكن للأخوة المعلقين الذين يعتقدون ان السبب فقط هو خروج الشباب في المسيرات هناك فيديوات ترى فيها رجل الشغب يرمي مسيل الدموع عمدا داخل البيوت.

    • زائر 30 | 3:37 ص

      تسلمين يانجمة الدير

      تسلمين يابنت الدير أصبتين الهدف صار لنا اسبوع واحنا كل ليله نودي الوالد للطوارئ كله بسبة مسيلات الدموع

    • زائر 29 | 3:19 ص

      السبب ماذا

      القفز على السبب الى النتيجة هذي مشكلة وهناك حرق الاطارات و حرق حاويات القمامة اليس لها تأثير ومثل ما يقال اذا عرف السبب بطل العجب

    • زائر 28 | 2:52 ص

      كدنا ان نموت

      في منتصف الليل بينما كان الجميع نائما في المنزل سمعنا صوت اطلاق مسيلات الدموع وعندما استيقظت كان المنزل لايرى من كثرة الدخان وكنا جميعا على وشك الموت من الاختناق لولا رحمة الله ولا اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل وكل ظالم له يوم طال الزمان او قصر الشعب سوف ينتصر.

    • زائر 27 | 2:50 ص

      إلى تعليق رقم 21

      إذن طفح الكيل وعليكم أن تخنقون الناس والحيوان !
      ثم ما تريد من المعارضة أن تصفق لكم مثلا أو أن ترضى
      بالعبودية وإلا فالغازات هي الحل ! ..
      متى ستفهمون إن الناس عندهم مطالب و كل
      هذا القمع يزيدهم إصرارا على وجوب تنفيذ المطالب
      لأننا ليس بحشرات تباد ولا بخرفان تقاد

    • زائر 26 | 2:37 ص

      وما خفي أعظم

      هذا بعض مما حدث ويحدث وهناك ما هو أعظم مما خفي على الناس والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 25 | 2:33 ص

      شكرا الى الأخ زائر 3

      نعم كم فرحت عندما قرأت تعليقك المستند على القوانين العلمية ، وقلت في نفسي يبدو ان الدنيا مازالت بخير وان هناك بين شبابنا من يهتم بالعلم سبيلا ، اتمنى اضافتا الى اطلاعك على قوانين الفيزياء ان تطلع على القوانين الاجتماعية العلمية والتي من بينها قانون العلة والمعلول

    • زائر 24 | 2:24 ص

      مسيل الدموع لا يستخدم عبط

      مسيل الدموع لا يستخدم عبط هو يستخدم لان هناك من يثير الشغب و الفوضى

    • زائر 23 | 1:58 ص

      طفح الكيل

      ارجو من المعارضة ان تتفهم من هذا المقال لانهم هم السبب في استخدام رجال الامن هذه الغازات علي القري ولكن مابليد حيله حسبي الله ونعم الوكيل .

    • زائر 21 | 1:44 ص

      قلتي ويقول القانون تستخدم لتفريق التظاهرين لا قتل من في البيوت

      استخدام خاطيء بكل معنى الكلمة حتى الأجانب يتعجبون لماذا تلقى مسيلات الدموع في البيوت
      والأماكن السكنية.
      المتعارف عليه دوليا أنها تستخدم لتفريق المتظاهرين
      وإذا تفرق المتظاهرون انتهت الحاجة اليها وإذا عادوا
      يعود الاستخدام حسب الحاجة ...والقصد ليس فقط تفريق المتظاهرين
      وإنما العقاب الجماعي

    • زائر 20 | 1:36 ص

      كلمة مسيلات الدموع يجب نسيانها هذه سموم وغازات أعصاب على غرار غاز الخردل.... الرحمة بالمواطن الضعيف فغداً حسابكم عسير أما الله

    • زائر 19 | 1:13 ص

      الضرر أصاب الحيوانات المنزلية

      ليس الأطفال والشيوخ والنساء هم فقط المتضررون من هذه الغازات السامة ، حتى الحيوانات المنزلية والطيور والدواجن تضررت أيضا ، فقد نفق الكثير منها في البيوت فمن يعوض أصحابها، لله المشتكى

    • زائر 18 | 12:50 ص

      لنكن صادقين مع انفسنا

      لولا الممارسات الغير سلمية التي يقوم بها ويروج لها البعض، وداخل قراناوعلى مشارفها، لما ألقيت علينا هذه المسيلات، وربما هم يبالغون باطلاقها حتى نصل لهذه النتيجة ولكن لماذا نعطيهم الذريعة لنلتزم بسلمية غاندي فهي الأقوى لتحقيق المطالبب

    • زائر 17 | 12:47 ص

      طابت أوقاتك يا أخت رملة

      اقتباس:
      ((هذه المواد القاتلة تقتلنا، وتقتل إنسانيتنا))

      و لكن لا تستطيع قتل أرواحنا.

    • زائر 16 | 12:40 ص

      شكراً لكم (صموووووووووود)

      نعم تستخدم هذه الغازات لتفريق المظاهرات او الاحتجاجات بكميات معقوله لتفريق المتجمهرين الا ان من يسمون برجال الامن وهم من يهددون امننا يقومون باطلاق مسيلات الدموع بغزاره بشكل عشوائي بأتجاه البيوت شرقا وغربا وجنوبا سمالا فوق الاسطح المنازل وداخل البيوت حيث تطلق الرصاصه الغازيه على النوافذ فتكسر النافذه لتستقر الرصاصه او العبوه الغازيه السامه داخل منازلنا وتخنقنا حيث ان هذا الطلق متعمد

    • زائر 15 | 12:31 ص

      حتي موظفين السلك الدبلومسي للسفارات العربية والأجنبية الذين كانوا يقطنون في القرى غادروها لأماكن أقل تأثر من الغازات السامة وبعض من السفارات الأجنبية إنتقلت أيضاً لمناطق آخرى وحتي مجمع السيف وستي سنتر يتأثر بتلك الغازات السامة بين فترة وآخرى.

    • زائر 14 | 12:30 ص

      الله على الضالم

      هذا نحن نستنشق هذه السموم فى كل يوم وخاصه فى هذه الايام يتعمدون برمي مسيل الدموع فى المنازل.فمن هو المسؤول؟ ولا ننسى ان هناك فى المنازل
      -كبار بالسن
      -اطفال
      -مرضى
      -حوامل
      -والاصحاء ممكن يسبب لهم الامراض
      حسبي الله ونعم الوكيل.

    • زائر 13 | 12:15 ص

      ......

      هناك ازدياد ملحوظ في حالات سقوط الجنين قبل موعد الولادة والمواليد المشوهة. اذا وزارة الصحة ترفض الكشف عن عدد الوفيات للرضع بعد الولادة أو السقط أسلوا العاملين في المقابر ودفن الأموات

    • زائر 12 | 12:13 ص

      لماذا

      ماذا ترمى مسيلات الدموع عليكم هل حرق الاطارات ورمي القمامه شي جميل

    • زائر 11 | 12:12 ص

      احنا بعد مانرضى عليكم

      انتوا اخوانا وربينا وكلنا مع بعض .. وابسط حق من حقوق الانسان ان يتنفس هوى نظيف ونقي .. ويأمن على نفسه لما يمر أي منطقة في البحرين في أي وقت صبح أو ليل .. نبي نرجع بلد الآمان

    • زائر 10 | 12:10 ص

      ابو غائب

      اهم شي المواطن ... هذا هو جزاء المواطن.

    • زائر 9 | 11:54 م

      الله كريم

      ليسنا الى أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 8 | 11:53 م

      يااستاذه تصحيح لمعلوماتك

      مسيلات الدموع فقط تحجب الرؤية ولاتخنق وتم تجربتها في التسعينات أما النوع الجديد فهو غاز اعصاب خانق.

    • زائر 7 | 11:52 م

      شكرأ للاخت علي هذا الموضوع

      وهل هناك من يتخيل ان ترمي مسيلة دموع داخل بيت من فتحت قياس 120×70سانتي في كراج سياره علما ان هذ الشارع لم يكون به اي حدث.
      ارجو من المسولين في الداخليه الاهتمام ببعض التصرفات الغير مقبوله والتى ربما تكون تصرفات شخصيه.

    • زائر 6 | 11:51 م

      صح الله لسانك ياخت رملة وازيدك من الشعر بيت

      في الواقع أن مسيلات الدموع لاتضر الأهالي فقط إنما ضررها يتعدى حتى لراميها من رجال الأمن ولكن للأسف الإحساس معدوم تجاه الأطفال وكبار السن والمرضى من الاهالي ونسأل الله الفرج

    • زائر 5 | 11:32 م

      علاقة سببية

      تعلمنا في الفيزياعلاقة السببية وان ا النتيجة بعد السبب الا في البحرين النتيجة قبل السبب

    • زائر 4 | 11:01 م

      العيون التي تدمع اليوم الما ستدمع غدا فرحا

      العيون التي تدمع اليوم الما ستدمع غدا فرحا

      وبالعكس وما ذلك على الله ببعيد

    • زائر 3 | 10:55 م

      شكرا لكم

      شكرا لكم..
      وسنبقى صامدون إن شاء الله..

    • زائر 2 | 10:25 م

      غاز السموم القاتل

      أستاذة رملة هذا يسمى غاز السموم القاتل وليس مسيل دموع,وهو أسوأ مما كان يطلق فى التسعينات بكثير ....

    • زائر 1 | 9:30 م

      بحريني

      البحرين بلد الامن و سلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اقرأ ايضاً