العدد 3402 - الجمعة 30 ديسمبر 2011م الموافق 05 صفر 1433هـ

وداعاً العام 2011

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

كل عام وشعب البحرين بخير، كل عام والبحرين في تقدم وازدهار، كل عام والبحرين بدون مفصولين ومعتقلي رأي، كل عام والبحرين بدون نساء ثكلى وشباب جرحى، كل عام والبحرين بعيدة عن وقاحة «من كذب الكذبة وصدقها» من أصحاب الأقلام التي تخط بدل الحبر سمًّا للوطن، كل عام والأطباء يقومون بعلاج المرضى والجرحى دون أن يعتقلوا ويعذبوا على قيامهم بعملهم.

نودع اليوم العام 2011 الذي أطلق عليه «عام الربيع العربي» لنستقبل العام 2012، ولكن أي وداعٍ هذا، إنه عام جريح بكل الآلام، لكنه عام مفعم بالكرامة والصرخة المدوية للشعوب التي ظلت صامتة ترزح تحت حكم الدكتاتوريات لعقود طويلة.

نودع العام 2011 في بحريننا العزيزة وهناك الآلاف من الأشخاص الذين طالهم قرار تجويع بفصل معيل العائلة التي ينتمون إليها لأنه عبر عن رأيه الذي تكفله له كل المواثيق.

نودع العام 2011 وأطباء البحرين يتعرضون لمحاكمات بعد اعتقالهم والتهمة علاج الجرحى، وهذا بدلاً من تكريمهم.

نودع العام 2011 وبيئات المدارس أضحت أقرب ما تكون لبيئة إهانة للعملية التعليمية من خلال فصل المدرسين واقتطاع رواتبهم، فضلاً عن اعتقالهم أمام طلبتهم من المدارس.

أما الوداع الخاص فهو وداع الأم التي فقدت ابنها البالغ من العمر 16 عاماً، فهل يا ترى ستنسى هذه الأم العام 2011؟ هل ستنسى آخر مرة ضمت فيها ابنها لتشعره بحبها العميق له؟ أم هل ستنسى رؤيته على المغتسل وقد صبغته الدماء؟ هذه الأسئلة لا يمكن لأحد أن يجيب عليها سواها.

وهل ستنسى عوائل (زكريا العشيري، عبدالكريم فخراوي، علي صقر، حسن مكي، جابر العلويات) ما جرى لأبنائهم داخل السجن ووثقه تقرير بسيوني، خلال هذا العام؟

بل إن تلك الجراح التي لا يمكن أن تندمل شملت نحو 50 عائلة، لتدمي معها قلب البحرين، فهؤلاء أبناء البحرين من شيوخ وشباب وصبية ونساء.

في العام 2011 تقبع نساء في السجن يحرم أطفالهن منهن، واحدة منهن تهمتها الاستماع لأناشيد!، أي تكريم للمرأة في العام 2011، وعلى رغم كل ما جرى إلا أن المحتفلين نسوا أن هناك امرأة اسمها بهية العرادي حرمت من حياتها برصاصة أصابتها بحسب تقرير بسيوني.

ورغم كل ذلك، مازالت آمال كل هذه العوائل وهذا الشعب ترمق المستقبل بنظرة تفاؤل، بمستقبل لا يحرم فيه أبناء هذا الوطن من العمل في الأجهزة الأمنية لأنهم ينتمون لطائفة معينة، إلى مستقبل لا يهدم فيه أكثر من 30 مسجداً، إلى مستقبل يكون المعيار فيه المواطنة، إلى مستقبل لا يحصل فيه المتنفذون على أراضٍ على امتداد البصر بينما يحرم المواطنون من الحصول على بيت يأويهم.

وأخيراً لي بعض أمنيات، أتمنى في العام 2012 أرى مثول المسئولين عن السرقات والفساد أمام المحاكم في محاكمات عادلة يرتضيها شرع الله والقانون والناس.

أتمنى في العام 2012 أن يكون الشعب مصدر السلطات في جميع البلدان العربية، فليس هناك شعب قاصر، ولم يعد هناك مكان لكذبة «احنا غير».

أتمنى في العام 2012 أن يتفهم الحكام مطالب شعوبهم مبكراً، فالفهم المتأخر نتيجته الهروب بثياب النساء كما هي حال بن علي تونس

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3402 - الجمعة 30 ديسمبر 2011م الموافق 05 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:12 م

      نعم مقال في الصميم

      أقلام حرة كهذه لا بد من أن نقف إحتراما لها.. شكرا لكم

    • زائر 5 | 9:26 ص

      تسلم

      أبو زينب تسلم أناملك الحرة ياحر

    • زائر 4 | 2:53 ص

      هلابيك

      تسلم مقال في الصمييييم مالك ملقته حباً فيك الله يشهد علي تسلم الانامل الحره

    • زائر 3 | 1:54 ص

      شكرا جزيلا على هذا المقال الرائع

      شكرا جزيلا على هذا المقال الرائع

    • زائر 2 | 1:47 ص

      مقال في الصميم

      شكرا جزيلا على هذا المقال الرائع .

    • زائر 1 | 12:58 ص

      أمنيات الشعب مع أمانيك

      أتمنى في العام 2012 أن يكون الشعب مصدر السلطات في جميع البلدان العربية، فليس هناك شعب قاصر، ولم يعد هناك مكان لكذبة «احنا غير».

اقرأ ايضاً