العدد 3403 - السبت 31 ديسمبر 2011م الموافق 06 صفر 1433هـ

تركيا بحاجة الى منطقة يورو قوية للحفاظ على نموها الاقتصادي

بعد أكثر من عشرة أعوام على ولادة منطقة اليورو، سجَّل الاقتصاد التركي ازدهاراً كبيراً؛ على رغم أن تركيا لم تنضم إلى الاتحاد الأوروبي؛ لكن الأزمة في أوروبا قد تؤثر سلباً على نموه.

وأعلن سياسي أوروبي متخصص في شئون تركيا رافضاً الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن «ما يحصل في أوروبا يعني تركيا عن قرب. وإذا ما عانى الاتحاد الأوروبي من مشكلة، فإن تركيا تصاب هي الأخرى لأن الاقتصادين يتداخلان».

وأضاف «عندما ينظر تركي اليوم إلى أوروبا من أنقرة أو من إسطنبول، فإن الاتحاد لا يدعو إلى الحلم وإنما السؤال الذي يتعيَّن طرحه هو، إلى أي حد ترتبط بلادي بأوروبا؟».

وتشكّل الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي قسماً مهماً من المبادلات التجارية لتركيا التي تأمل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؛ وخصوصاً منذ الاتفاق الجمركي الموقع في 1995.

وقبل عشر سنوات تقريباً خرج البلد من فترة واجه خلالها مشكلات اقتصادية خطيرة بعد تدخل صندوق النقد الدولي الذي فرض إصلاحات هيكلية عميقة تؤتي ثمارها الآن.

وأشارت الإحصاءات الرسمية إلى أن معدَّل التضخم في البلد كان آنذاك 54,4 في المئة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، تراجع التضخم الى 9,48 في المئة.

وفي 2001، سجّل البلد نسبة نمو سلبية من 9,5 في المئة. وخلال الأشهر التسعة الأولى من 2011، بلغ النمو 9,6 في المئة.

واليوم، تمثل تركيا وسكانها البالغ عددهم 73 مليون نسمة الاقتصاد السابع عشر عالمياً ويسجلون أحد أعلى معدلات النمو في العالم.

وصرح دبلوماسي غربي رافضاً الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن «تركيا يمكن أن تكون نموذجاً لعدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي». وفي معرض الإشارة إلى الوضع الحالي في اليونان، أضاف أن «تركيا مرت في أزمات اقتصادية لكن جهود الخصخصة أعطت نتائجها. ينبغي على اليونان أن تراقب جارتها لأنها قد تستخلص الدروس منها».

لكن على رغم النمو المرتفع، تسجّل تركيا عجزاً كبيراً في الحسابات الجارية. ففي نوفمبر الماضي، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني درجة البلد من «إيجابي» إلى «مستقر».

ويبقى معدل البطالة المرتفع تحدياً رئيساً أيضاً، وبحسب الحكومة، فإن النمو قد يكون في العام المقبل (2012) نصف ما هو عليه بسبب الأزمة التي تغرق فيها منطقة اليورو حالياً.

وبدأت تركيا المحادثات الرسمية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2005 بعدما وافق البرلمان على سلسلة إصلاحات طلبها الاتحاد الأوروبي.

لكن منذ ذلك التاريخ، تباطأت المحادثات بسبب النزاع مع قبرص وكذلك بسبب معارضة بعض دول الاتحاد الأوروبي؛ وخصوصاً فرنسا.

وعلى رغم كل شيء، فإن عملية الانضمام جذبت المستثمرين الأجانب في حين طور البلد أيضاً علاقاته الاقتصادية مع الشرق الأوسط.

ورأى مراقب أن «تركيا تجذب مستثمرين أجانب لأن البلد اعتمد قواعد الاتحاد الأوروبي».

وأضاف «في الماضي كانت تركيا في غالب الأحيان في حالة لا استقرار سياسي وانقلابات، لكن المستثمرين يعتبرون الآن أن البلد أصبح مستقراً»

العدد 3403 - السبت 31 ديسمبر 2011م الموافق 06 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً