العدد 3406 - الثلثاء 03 يناير 2012م الموافق 09 صفر 1433هـ

حدث في 2011م

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

انتهت حوادث العام 2011م، وأصبحت شيئاً من الماضي، والماضي تاريخ لا يمكن تغييره أو نسيانه أو تجاهله، العام 2011م أضحى إرثاً إنسانيّاً يمتلكنا بلياليه وأيامه، وسيبقى 2011م عاماً مميزاً في التاريخ العربي، عاماً حوادثه الصاخبة صارت إشعاعاً عالميّاً، وثورة بركانية تنم عن حراك شبابي واعد سيفجر من حوله. لم يكن أحد منا يتصور أن تطيح الشعوب العربية بعروش ثابتة قابعة لسنون في عام واحد، أن يضربوا وتسفك دماؤهم في الشوارع والميادين في عام واحد، أن تخرج نساؤهم بإصرار عنيف وثبات مبهر في عام واحد، أن يحدث كل ما حدث في عام واحد، فأي عام أنت، اختصرت سنوات طوال من الكبت والقهر والألم.

العام 2011م التونسي، عام مغاير عرفت فيه تونس الديمقراطية لأول مرة في تاريخها، عام بدأه العزيزي بإشعال النار في جسده وإخراج بن علي من الباب الصغير، تونس الخضراء هي أصغر الأمم الواقعة على طول سلسلة جبال أطلس، وقد اختلفت في أصل تسميتها لكن ابنها المؤرخ ابن خلدون يعزي تسميتها إلى اشتقاق من وصف سكانها بطيب المعاشرة وحسن الوفادة، كانت تونس هي قرطاج التي خاضت حروباً ضد أباطرة روما الذين استطاعوا إخضاعها لسيطرتهم، وأصبحت بذلك تونس سلة خبز روما، ثم خضعت للعرب المسلمين في القرن 8 م عندما أسس عقبة بن نافع مدينة القيروان، بعد ذلك تداولتها الدويلات الإسلامية والأسر حتى خضعت للخلافة العثمانية، ثم الاستعمار الفرنسي العام 1881م حتى حصلت تونس على استقلالها العام 1956م، وأصبح الحبيب بورقيبة أول رئيس لها واستمر حتى ثار عليه زين العابدين بن علي العام 1987م، ليبدأ حكما استبداديا سيطر فيه مع عائلته على مقدرات البلد حتى أطاح الثوار بحكمه ليكون حدث في 2011م.

العام 2011م المصري، عام مصري بامتياز، فمصر التي ارتبط تاريخها بوادي النيل استعبدت بفراعنة قدماء وجدد أحفاد من تجبر وطغى معتقدا بأنه (الرب الأعلى)، فقد عرفت مصر حكم الأسر بدءاً من الفراعنة ثم الروم مرورا بحكم الأسرة الإخشيدية فالطولونية ثم الفاطميين الذين جعلوا عاصمتها القاهرة، ثم أسرة الأيوبيين بعدها المماليك ثم أسرة محمد علي باشا من العام 1805م حتى آخر سلالته الملك فاروق الذي أجبره الضباط الأحرار على التخلي عن العرش العام 1952م، وأعلنت قيام الجمهورية، وتفاءل المصريون خيرا في أن تنقلهم هذه الحركة من العبودية ومن الأسر، لكنهم في الواقع انتقلوا من أسر وراثية الى أسرة مهنية (الضباط الأحرار)، انتقلوا من استبداد الى استبداد، من اشتراكية الى انفتاح الى فساد، حتى جاء العام 2011م قال فيه المصريون كفى وخلعوا السيد الرئيس، وبقي الصراع مع حكم العسكر، فهل يحمل العام 2012م المصري أي جديد عما حدث في 2011م.

العام 2011م الليبي دموي بشدته وقسوته، خرجت فيه ليبيا بعد معاناة سنين وأعوام بإسقاط النظام، ليبيا التي سكنها البربر وحكمها الرومان تم تعريبها في الحكم الإسلامي بهجرة بني هلال وبني سليم في فترة الخلافة الفاطمية، بعدها خضعت ليبيا لحكم الدويلات والأسر حتى احتلها الايطاليون العام 1912م وجاهدهم الليبيون بقيادة عمر المختار، واستقلت ليبيا العام 1963م وبعد 6 سنوات قام مجموعة من الضباط بقيادة الملازم الأول معمر القذافي بانقلاب أعلنت على إثره قيام الجمهورية الليبية التي حكمها القذافي قرابة أربعين عاما بالعصا حتى قتله شعبه في العام 2011م ليصبح حدث في 2011م.

العام 2011م اليمني عام ساحة التغيير، فاليمن الذي سمي بهذا الاسم لأنه كما قيل يقع على يمين الكعبة بلد العرب العاربة، بلد الحضارات لم يستطع أي غزو خارجي اقتحام قلاعه إلا على المدن الساحلية نراه لم يزل غير قادر على إسقاط نظامه الذي عمد الى افقار شعبه وزجه في حروب قبلية وطائفية وفئوية، اليمنيون ينظرون الى العام 2012م سيكون استكمالاً لما حدث في 2011م.

أما 2011م البحريني، فكان عام الدوار والفاتح، عام قتل فيه من قتل، عام سجن فيه من سجن،عام فصل من عمله فيه من فصل، عام جاء وغادر فيه بسيوني ورفاقه بتقرير، عام بدأ وانتهى بفقد ومرارة وألم

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3406 - الثلثاء 03 يناير 2012م الموافق 09 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:14 م

      سامحيني أختي رملة عبدالحميد

      سامحيني فلقد كتبت في حقكي وتكلمت في السابق ولست أبحث عن هل أنا كنت مخطئ أو لا ولكن كانت هناك كلام من جانبي وكتبت وأنا آسف وأعتذر لكي فأرجوكي أن تسامحيني وتبرأيين ذمتي رجاء وغفر الله لي ولكي ورحم الله والديكي.

    • زائر 4 | 3:49 ص

      سبحان الله

      قالوها الأوليين يا بنتي لو فيها حليب حلبت
      ولكن لا يسعنا إلا القول وليفعل الله أمرا كان مقضيا
      ولا يرد الدعاء إلا الدعاء
      فادعوا الله بالفرج واصبروا فان الصبر مفتاح الفرج

اقرأ ايضاً