العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ

نشطاء: أكراد سوريا لا يثقون في الحكومة أو المعارضة

قال ممثلون عن المعارضة الكردية في المنفى إن أكراد سورية أكبر أقلية عرقية في البلاد لا يثقون في الرئيس بشار الأسد ولا في المعارضة، الأمر الذي أبقاهم حتى الآن بعيدين إلى حد كبير عن المشاركة في الانتفاضة ضد الحكومة.
كما يخشى الأكراد من تأثير تركيا المتزايد على الجماعات العربية التي تحاول الإطاحة بالأسد خوفاً من قيام هذه الجماعات إذا نجحت في ذلك بسحق آمال الأكراد في الحصول على الحكم الذاتي في سورية في ظل رفض أنقرة لمنح أكرادها ذات الحق.
وقال مجيد يوسف داوي العضو الكردي بالمجلس الوطني السوري الذي يمثل مظلة للمعارضة "لا توجد ثقة بين الأكراد والمعارضة العربية وهذا يفسر عدم وجود احتجاجات حاشدة في المدن الكردية".
وأضاف قائلاً لرويترز في مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق "لا توجد أي اتفاقات بيننا وبين المعارضة العربية فيما يتعلق بحقوق الأكراد... لم نتوصل إلى أي اتفاقات بشأن كيفية تغيير النظام. كما أن تصريحات زعماء المعارضة العرب لا تعطينا أي سبب يجعلنا نثق بهم".
وبينما تشهد المدن السورية التي تقطنها أغلبية من العرب السنة احتجاجات حاشدة شبه يومية ضد الأسد على مدى عشرة أشهر، ظلت المدن والبلدات ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سورية هادئة إلى حد كبير بعد احتجاجات محدودة في الأيام الأولى للانتفاضة.
وقال سارباست نبي وهو كردي سوري يعمل أستاذاً للعلوم السياسية بجامعة صلاح الدين بإقليم كردستان العراق: "الأكراد لا يؤيدون النظام. نحن الأكراد ضد النظام السوري على مدى أكثر من 20 عاماً، وكان الأكراد من أوائل من خرجوا إلى الشوارع".
وكان سوريون أكراد اشتبكوا مع قوات الأمن على مدى عدة أيام ما أسفر عن مقتل كثيرين بعد حادث في استاد لكرة القدم بمدينة القامشلي إحدى المدن الكردية الكبرى في سورية العام 2004.
وقال نبي "كنت في دمشق آنذاك... لا أريد أن أذكر أي أسماء، ولكن أولئك الذين يتزعمون المعارضة الآن وقفوا ضد المطالبات بحقوق الأكراد. مازالوا يؤيدون فكر الهوية العربية والإسلام السياسي".
وقال محللون سياسيون إنه إضافة إلى انعدام الثقة بين الأكراد وجماعات المعارضة العربية الرئيسية توجد انقسامات عميقة بين الأكراد السوريين أنفسهم ويدعمهم لاعبون إقليميون مختلفون حيث يحظى بعضهم بدعم أكراد العراق بينما يحظى آخرون بدعم حزب العمال الكردستاني المتمرد لأكراد تركيا.
وتابع المحللون إن الحكومة السورية زادت من دعمها لحزب العمال الكردستاني رداً على دعم تركيا للمعارضة السورية، ولذلك فإن أنصار الحزب داخل سورية لم ينضموا إلى الكفاح من أجل الإطاحة الأسد.
وقال محمود محمد صابر العضو القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، أحد أقدم جماعات المعارضة الكردية، إن الأسد يستغل المخاوف العربية من نوازع الانفصال الكردية والمخاوف الكردية من المشاعر القومية العربية.
وأضاف أن أي احتجاجات كردية لم تقابل بنفس القوة كما حدث في أماكن أخرى حيث استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وقتلت المئات من المتظاهرين.
وتابع إن هذا يعود إلى أن الأسد يخشى رد فعل آلاف الأكراد الذين يقيمون في العاصمة دمشق ومدينة حلب - المركز التجاري - اللتين بقيتا أكثر هدوءاً من مدن وبلدات أصغر حجماً.
لكن يوسف داوي النشط الذي سجن لمدة شهرين في سورية قبل فراره إلى كردستان العراق، قال إن النشطاء الأكراد داخل سورية مازالوا يحشدون الشبان الذين يخرجون إلى الشوارع بغض النظر عن موقف أحزاب المعارضة الكردية.
وقال ممثلون عن أكراد سوريا إن دعم الحكومة التركية للمعارضة التي نشأت عن مجموعة من الأحزاب الإسلامية المحظورة دفعت الجماعات الإسلامية من العرب السنة إلى صدارة الاحتجاجات.
ويقول أكراد سورية إنه إذا وصلت هذه الجماعات إلى السلطة فإنها ستواصل على الأرجح ذات السياسات القومية العربية لحكومة الأسد وتقف في طريق مطالب الأكراد بالحكم الذاتي وهو نفس ما حدث مع إقليم كردستان العراق.
وقال النشط يوسف داوي "أعتقد أن الثورة في سورية لم تعد في أيدي الشعب السوري بل أصبحت صراعاً بين القوى الإقليمية... يجب ألا نثق في تلك الدول الكبرى لأنها تضع مصالحها أولا".
وقال نبي "نحن خائفون من أي دور تركي داخل سورية... أنا واثق أن تركيا ستواجه معارضة كردية قوية في سورية".
وأضاف أن أكراد سورية ينتظرون الآن ما ستؤول إليه الانتفاضة، لكنهم على استعداد للقتال دفاعاً عن حقوقهم عند الضرورة.
وقال "لا أعتقد أنهم سيظلون على الحياد لأنهم مضطرون للدفاع عن أنفسهم سواء في مواجهة النظام أو بعد تغييره لأن الصراع سيتحول عندئذ إلى صراع متعدد الأطراف".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:08 م

      من قال ان القامشلي كردية

      جميع اطياف الشعب السوري اخوة الاان يدعي الاكراد ان القامشلي كردية فهذا تنفيذ لخرطة الشرق الاوسط الجديد التي الفها الصهاينة واخرجها الامريكان وانتجها القطري والانكليزي والفرنسي المعروفين بتاريخهم الاستعماري للدول العربية الاخوة الاكراد غدا يقول الاشوريون ان الحسكة مدينة اشورية ومنبج مدينة شركسية ومعلولا مدينة ارامية وهذه مدينة تركمانية وتلك البلدة كذا وكذا هذه التسميات تخرب اللوحة الفسيفسائية السورية التي طالما حلم الصهاينة بتمزيق عراها وباذن الله سيخزيهم الله ويجعل كيدهم في نحورهم ونحور عملائهم

اقرأ ايضاً