العدد 3417 - السبت 14 يناير 2012م الموافق 20 صفر 1433هـ

نتائج استطلاع عربي والطريق إلى الأمام

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يحاول الناس في جميع أنحاء العالم فهم أهمية ما يحصل في الشرق الأوسط، وخاصة من حيث ما يفكر فيه الناس على أرض الواقع. وهذا صحيح بالذات عن الأميركيين، حيث إن الولايات المتحدة مرتبطة مع الشرق الأوسط لعقود كثيرة بشبكة من المصالح المتبادلة، بما فيها المصادر الطبيعية (وخاصة النفط) والتجارة وأمل مشترك بإصلاحات اجتماعية اقتصادية واستقرار إقليمي.

يلقي استطلاع (أكتوبر/ تشرين الأول2011) عن الرأي العام العربي، الذي نشره في (21 نوفمبر/ تشرين الثاني) الأستاذ بمنصب أنور السادات للسلام والتنمية بجامعة ميرلاند شبلي تلحمي، بعض الضوء على هذا السؤال. يقيّم الاستطلاع، الذي ضم 3000 شخص في مصر والأردن ولبنان والمغرب والإمارات العربية المتحدة، المواقف والتوجهات فيما يتعلق بالانتخابات المصرية والعلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط والنزاع العربي الإسرائيلي وإيران.

وتشير النتائج إلى أنه على رغم أن وجهات النظر الإيجابية تجاه الـولايات المتحدة ارتفعت من 10 في المئة العام 2010 إلى 26 في المئة العام 2011، فإن غالبية المستَطلـعة آراؤهم العرب ما زالوا يحملون وجهات نظر غير إيجابية (59 في المئة). وتبقى الغالبية (52 في المئة) مثبطة من سياسات إدارة الرئيس أوبـاما في الشرق الأوسط. وقد انخفضت هذه النسبة من 65 في المئة العام 2010، على رغم أنها مازالت مرتفعة من نسبة الـ 15 في المئة العام 2009.

وعند السؤال عن الخطوتين اللتين يجب على الولايات المتحدة اتخاذهما لتحسين وضعها وموقفـــها، أجاب 55 في المئة: «اتفاقية سلام إسرائيلية فلسطينية»، وأجاب 42 في المئة «وقف المساعدات لإسرائيل».

يمكن لنتائج سلبية كهذه أن تفسَّر جزئيّاً بالشكوك الكثيرة التي يحملها الكثير من العرب عن سياسة الشرق الأوسط تجاه الأنظمة العربية السلطوية وإسرائيل، إضافة إلى نزاعها الفعلي أو المنظور مع الدول ذات الغالبية المسلمة.

وحتى يتسنى تحسين موقفها في العالم العربي يجب على الولايات المتحدة اتباع استراتيجية جديدة لشرق أوسط جديد، يتمحور حول شعبه ويرتكز على الأداء، مركزاً على الاتصالات والأمن والمعونة.

وقد يحتوي ذلك على تقديم مفهوم واسع للديمقراطية يغطي التنمية البشرية والحرية الاقتصادية والانتخابات الحرة النزيهة المتكررة، وحقوق إنسانية للأفراد والمجموعات والأقليات والنساء.

وتستطيع الولايات المتحدة المتابــعة مع الحكومات العربية لضمان الاشتمال والتعددية في السياسة، وخاصة في ضوء الحوادث المتسارعة في الصحوة العربية. لا تستطيع الشعوب العربية تحمل استبدال نوع من أنواع الديكتاتورية، دينية أكانت أم علمانية، بنوع آخر، فمنطقة عربية مستقرة ستكون أكثر فائدة للولايات المتحدة بسبب الروابط القائمة عبر التجارة والمعونة التنموية.

هناك حاجة كذلك لأن تقوم الولايات المتحدة بإيصال نواياها وسياساتها بدقة ووضوح وتجنب الحفاظ على الضغط من أجل إصلاحات حقيقية. ربما يساعد ذلك على مجابهة سوء الفهم الواسع الذي يساهم بمستويات منخفضة من الأفضلية. وإذا أخذنا في الاعتبار أن غالبية العرب الذين تم استطلاع آرائهم أشاروا إلى أن حل الـنزاع الإسرائيـــلي الفلسطيني سيحسّن موقف الولايات المتحدة في المنطقة؛ فإن مساهمة جادة في حل هذا النــزاع بأسلـــوب عـادل قد يشـكل أسلوباً مختلـــفاً لاحترام صوت الولايات المتحدة.

إضافة إلى ذلك، تسـتطيع الولايات المتحدة التأكيد على الأمن البـشري بدلاً من القدرة والبراعة العسكرية من خلال إيجاد إجماع إقليمي من أجل السلام يخدم مصالح جميع الأطراف كما يعرفونـــها هم. فمـــن خلال عمل ذلك، تستطيع إدارة الرئيس أوباما مرة أخرى استعادة مستـويات أعلى من الصدقية في المنطقة، وهو أمر يقع في مصلحة الولايات المتــــحدة بشكل واضح.

إضافة إلى ذلك، وبوجود مليارات الدولارات من المعونة الاقتصادية والعسكرية تدخل إلى الشرق الأوسط كل عام، يمكن المساعدة على الحد من القلق العام في كل من الولايات المتـــحدة والشرق الأوسط بشأن المعونة الإقليمية من خلال ربط هذه المعونة مع قدرة الحكومات على تحقيق أهداف تتعلق بالبلد. وسينطوي علــى ذلك وبشكل رئيسي تحسينات ديمقراطية أساسية وشفافة، إضافة إلى إجراءات اقتصادية، تهدف إلى تحسين نوعـــية الحياة والفرص للجمهور العام. وتستطيع الولايات المتحدة إتمام المعونة من خلال رفد دبلوماسيتها العامة وتواصـــلها الثقافي وتبادلاتها التعليمية والتربوية.

في نهاية المطاف، إذا أرادت الولايات المتحدة أن تكـون لها سياسـة خارجية أكثر صدقية وقدرة على البقاء في العالم العربي، يجب أن ترتكز استراتيجيتها علـى القيم الأميركية الأساســــية من المساواة والشفافية، إضافة إلى المصـالح الشخصية داخل المنطقة.

بشكل عام، يعتبر مواطنو أية دولة قادة تغيير دائمين. لذا يجب على الولايات المتحدة أن تبني وتطور شراكات طويلة الأمد وباقية مع الناس العاديين في الشرق الأوسط

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3417 - السبت 14 يناير 2012م الموافق 20 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً