العدد 3432 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ

عندما يكون «الشعب» منقوصاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في اللقاء الذي جمع وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أمس الأحد (29 يناير/ كانون الثاني 2012) مع عدد من الصحافيين والشخصيات تحدث عن ضرورة التواصل لتذليل العقبات في «وضع غير طبيعي» يشهد ارتفاعاً في درجة التوتر الأمني، ونحن نكمل قريباً مرور عام كامل على الاحتجاجات العاصفة التي مرت بها بلادنا، وما حصل من أمور أثناء فترة السلامة الوطنية وثَّق جزءاً منها تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة محمود شريف بسيوني.

الوزير تحدث عن مشروع القانون الذي ستتقدم به الحكومة لزيادة العقوبة على من يتعرض لرجال الأمن، وشرح إجراءات الحماية التي توفرها الوزارة لرجال الأمن، معقباً بأن «الناس تتكلم أن رجل الأمن غير محمي، وأنا أعتقد أن العكس هو الصحيح وأساساً في السابق لم يكن يحتاج لها ولكن الحاجة علمتنا، والبرنامج الحالي متميز لحماية رجل الأمن وتجهيزاته من الراس الى القدم».

التعقيبات والأسئلة والأجوبة التي تلت مقدمة الوزير مقلقة لمن يحب بلاده، فقد بدا واضحاً أن هناك منطقاً يتحدث باسم «الناس» و«الشعب» و«المواطن»، لكن هذا المنطق يستبطن حذف نصف المجتمع الآخر وهو يكرر هذه العبارات، بل إن البعض يدعو بالنصر على الآخر مستذكراً آيات قرآنية لدعم كلامه تجاه «الآخر». وهذا الموضوع ربما لا تختص به فئة دون غيرها، فربما تسمع الأمر ذاته وبالعكس في مكان آخر.

وهنا تكمن مشكلة كبيرة إذ يتم تضييع الحديث في الوهم، ويتم تأسيس السياسات على خرافات، وهذه الخرافات أصبحت الآن مهنة مربحة لبعض الباحثين عن مغانم، وهناك جماعات تتلذذ بعذابات «الآخر». وهذا الأمر ليس مستغرباً عندما يفسح له المجال على أساس نظرية تؤمن بصنع رأي مضاد لرأي غير مرغوب فيه... ولكن النتيجة سلبية على من يسير في هذا النهج، إذ ينتج عن ذلك حدوث الشلل العام في القرار الوطني. فمن بيده القرار سرعان ما يصبح ضحية لمثل هذه الحالة، وقد لا يستطيع أن يتقدم خطوة مهما كانت الوعود التي تعلن أمام القاصي والداني، لأن هذه الجماعات لا تمن فقط على من بيده القرار، وإنما تتحول إلى حركة دائبة للتأكد من عدم تفعيل أي اجراءات تصحيحية للوضع مهما تكن عواقب ذلك وخيمة.

أحد الحضور أشار الى ظاهرة ضمور عدد الذين يتحدثون عن «المصالحة الوطنية»، وهذه الملاحظة صحيحة، إذ إن الحديث عن الإصلاح والمصالحة ليس له معنى عندما يكون الشعب منقوصاً، بل إن هناك من يكرر بأن الإصلاح قد تم واكتمل، والمصالحة قد حدثت، وإن «الشعب» الآن يطالب بتطبيق القانون وعدم التهاون «معهم»

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3432 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 57 | 12:03 م

      دائماً الحكومة تبحث لها هن

      دائماً الحكومة تبحث لها عن منفذ لتشديد العقوبات
      والمنفد استخدام الموئيدين لهم لعمل فعالية ليطلبو ما تريد الحكومة
      ومن ثم
      اترك لكم التعليق

    • زائر 55 | 9:52 ص

      الى أين؟

      خاطرة جاءت على بالي. عندما تعرضت سفينة نبي الله يونس عليه السلام للغرق جراء العاصفة ، اقترع القوم ثلاثا وكلها كانت تخرج باسم يونس عليه السلام ؛ لذا كانت المصلحة أن رمى بنفسه متكلا على الله لانقاذ السفينة ؛ فأقول أليس في القوم رجل رشبد ينقذ هذا الوطن ويضحي لاجله ، أرجوا أن الفكرة اتضحت!!!

    • زائر 54 | 8:26 ص

      نحن نقول الاصلاح آت أت

      يا أخي الأستاذ منصور بالفعل الاصلاح قد تم وذلك من خلال ما نراه من مغانم كل المتطوعين وغير المتطوعيين مهما كان مشربهم ومهما كانت كفاءاتهم وقدراتهم حتى ( الأبله ) تم تعيينهم في مكاتب الدوله المهم يحصل على المغنم والمساكن توزعت على الداني ( المجنس ) والقاصي الذي هو بطور التجنيس المهم هو صار من الخلّص و الإعلان عن وظائف من وراء الكواليس وهات يامغنم وعلى قول المثل ( من حاش حاش لمه ) ولكننا نقول الله العدل وهو أحكم الحاكمين

    • زائر 51 | 5:05 ص

      كفانا حلول أمنية.. الحل سياسي بامتياز

      للأسف ولمزيد من الأسف يادكتور هناك من لا يريد للبلد إلا المزيد من التدهور والإنجرار للمجهول الخطير عبرعلاجات أمنية اثبت عالم اليوم عن فشلها بإيجاد استقرار وأمن لا للنظام ولا للشعب ، الحلول السياسية العاقلة والحكيمة هي العلاج الناجع لكل المشاكل في وطننا الحبيب فنحن نحتاج لقرار سياسي شجاع لأسراع للمصالحة والحوار بعيداً عن النفعيين والمتمصلحين الذين يبدلون جلودهم كالحرباء ويضرون ولا ينفعون وهم من أوائل من يطبلون للحرب ويصفقون للسلام وينتعشون في الظلام ويتبخرون عند شروق الشمس. نتمنى الفرج القريب

    • زائر 43 | 3:33 ص

      الحديث عن الإصلاح والمصالحة ليس له معنى عندما يكون الشعب منقوصاً و مكسورا و محطما و ذليلا ....... ام محمود

      هناك شلل شبه تام في القرارات الوطنية ونقص في الاجراءات التصحيحية للوضع المتأزم من فترة طويلة .. و البرلمان الحكومي يعمل لنفسه لا أحد يلتفت اليه و اللجان الكثيرة لم تعد تجدي
      الحديث عن الاصلاح لا معنى له في ظل المشكلات المعلقة و التي زادت كثيرا في السخونة و التعقيد

      أمس ذكرتم في الجريدة بان بسيوني سيعود للبحرين هل تسمح يا دكتور أن تكتب مقال تتنبأ فيه بايجابيات هذه الزيارة و أثرها على الوضع البحريني المتجمد

      نشبه أنفسنا بمن ركب سفينة بدون قبطان في بحر عالي الأمواج والمصير والوجهه مجهولان

    • زائر 42 | 3:23 ص

      وهنا تكمن مشكلة كبيرة إذ يتم تضييع الحديث في الوهم، ويتم تأسيس السياسات على خرافات.. صدقت يا دكتورنا الفاضل ...... ام محمود

      المنطق الجديد الذي يتحدث به البعض حـــــذف الفئة الأساسية من المجتمع البحريني وحذفت معه الحقوق و سبل الأمن الواجب توفيرها لكل مواطن يعيش على الأرض الطاهرة أصبح الكثير من الأفراد المغضوب عليهم غير آمنين في بيوتهم و مفصولين عن أعمالهم و يجدون صعوبة في توفير المأكل و الملبس لأطفالهم و فوق هذا سياراتهم و ممتلكاتهم تتحطم أمام أعينهم و تتحطم معها جميع الآمال و الثقة بتغيير الواقع الغير ملائم للحياة الكريمة
      لذا نحن نتوقع ردات فعل عنيفة جدا تتناسب مع الأفعال الغير مسئولة التي قام بها من جمعوا الغنائم

    • زائر 41 | 3:17 ص

      الله اكبر

      يعني النصف الثاني ايضا غير راضي والكل يتكلم بالنيابه وكأنه عنده تفويض ياليت الكتاب يدينون العنف من كل الاطراف تره الناس لا زال فيها خير والكراهيه مسطنعه فقط من قله بس اذا طول الوضع الترقيع مو مثل الوقايه

    • زائر 34 | 2:48 ص

      شكرا للوسط

      شكرًا للدكتور الحكيم منصور الجمري
      دعوة أوجهها للمسؤولين في البحرين أن يقرأوا الوسط لمدة أسبوع واحد فقط ويأخذوا بما يطرح فيها من أفكار عند ذلك سينجو بلدنا الحبيب من الأخطار وسيتعافى ، الوضع عندنا لا يتطلب الحل الأمني بل الحكمة هي المطلوبة .

    • زائر 30 | 2:05 ص

      عندما تصف العلاجات والادوية لمريض دون تشخيص علته حتما تتسبب في قتله.

    • زائر 28 | 1:52 ص

      لو طبقوا المواطنة

      طبقوا المواطنة واعترفوا بحق الجميع في الحياة يسلم الوطن واهاه

      من يعمل من اجل الوطن معروف ومن يعمل من اجل نفسه مفضوح

      من يملك القفار معروف ومن يطلب دارا معروف

      اذا الغيت الامتيازات الخاصة سلم الوطن

    • زائر 27 | 1:41 ص

      باختصار

      باختصار الحل الأمني والتصعيدي فاشل (تجارب التاريخ تعلمنا ذلك) وتهميش وإقصاء أو حتى القضاء على نصف المجتمع مستحيل، وإن حدث فسوف تدور الداوئر.

    • زائر 25 | 1:30 ص

      النعامة و العرب

      مشكتنا هى مشكلة النعامة التى تدفن رأسها فى الرمل وتبقى جسدها فى الخارج معتقدة أنها أبعدت الخطر عنها , العرب كانو و ما زالو يعيشون فى الوهم معارضة أو سلطة كلا يريد أن يزيل الآخر دون أذنى محاولة لمعرفة قيمة الآخر و مدى القدرة من ألاستفادة من الجميع عملا بمضمون سنة البارى سبحانة و تعالى لنبلوكم أيكم أحسن عمل

    • زائر 22 | 1:11 ص

      الرسالة و صلت,,,,,

      المتابع للاحداث في البحرين خلال اليومين الفائتين يشعر بما لا يقبل للشك ان الأمور تتجه نحو التصعيد ,,,
      فليس هناك طرح "لحلول سياسية" تخرج البلد من عنق الزجاجة,,,
      بل الحديث فقط عن "تشديد عقوبات" ؟؟!!!

      و كأن في هذا الأجراء حل لجميع مشاكلنا!!!!

      مشكل ,,,,و الله مشكل,,,,

    • زائر 20 | 1:09 ص

      عذرا سعادة الوزير

      لو الذين عذبوا المواطنين واسالوا منهم الدماء على سطح مبنى في الشاخورة لقوا جزائهم لما تعدى احد على رجال الشرطة لانهم سيقتنعون ان الشرطة لحماية القانون و تمنع تجاوزة من اي طرف كان

    • زائر 15 | 12:40 ص

      حب الوطن

      د .اري الاختلاف في حب الوطن مشروع المعارضه نفس الشي فعلت ومازالت تتناسا المكون الاخر ؟؟؟؟

    • زائر 14 | 12:37 ص

      هذا ما كنا نقوله

      النظام خلق شارعا مضادا للمطالب الشعبية معتقدا أنه سيكون صدا لأي أصلاح تطالب به المعارضةورويدا رويدا هذا الشارع ولو أنه ليس بتلك القوة الا أنه ألزم النظام بما تعهد به له فأصبح النظام مرهونا له.

    • زائر 13 | 12:35 ص

      قلب يتسع لجميع البحرينئن

      دكتور منصور عقل ناضج متفهم حضاري يقرء الأمور.ويحللها من جميع الزوايا الوطنيه وليس من زاويه طائفية مقيته ونتنة هذا هو الكاتب الناضج وفليتعلم منه الكتاب المراهقين الطائفئن التي فاحت ريحة أقلامهم دناءة وخبثا واقصاء للطرف الاخر. شكرا لك دكتور هذه أخلاق البحريني الشريف الذي يحب الخير لبلده في جميع الأصعدة.

    • زائر 10 | 12:14 ص

      وحدة الشعب

      شكراً يادكتور على هذا المقال اليوم
      من يتحدث عن وحدة الوطن او الوطنية يجب عليه ان يقر اولا ان البحرين شعب واحد وليست شعوب وطوائف.
      ان ما نعانيه اليوم هو التملق من قبل هؤلاء الطفيلين الذين لايهمهم الوطن مثلما تهمهم مصالحهم الشخصية وكيفية الوصول الى المراكز، ولكن
      وطني وان جارت علي عزيزة
      واهلي وان ظنوا علي كرام

    • زائر 9 | 12:13 ص

      وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر

      اننا صابرون وعند الله محتسبون وعلى الله متوكلون والعاقبة للمتقين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين

    • زائر 5 | 11:39 م

      سماء - البحرين (الوطن للمجهول)

      تعقيبا على المقال, هذة الخلاصة ومقولتك اللتى
      دائما تذكر "لا يمكن علاج الجرح العميق بأسعافات اولية"
      ما نراة من حوار هنا وهناك ومأتمرات الى اخرة
      هو لف ودوران ليس الاتميع واضاعة وقت,
      المهم النتيجة وليس التهريجة.

    • زائر 3 | 10:43 م

      الديمقراطية العربية استيراد لمنجزات الدولة المعاصرة الحداثية وتطبيق وفق شروط ما قبل الدولة ... يساري

      هناك منطق يتحدث بأسم الشعب ويستبطن حدف نصفه الآخر ويدعو للنصرة عليه مستحضرا نصوص قرآنية ، نعم ان الديمقراطية التي ينادي بها البعض محفوفة بهيمنة فكر الاغلبية في مخالفة للمفهوم داته ومفرغا مضمونه الحداثي في اطار الدولة المعاصرة ومؤسسا لديمقراطية طائفية ، قبلية ، ان هذا المنطق الذي يقتصر الديمقراطية على احدى حدوده (حكم الاغلبية) ويتجاهل الحدود الاخرى هو المنطق الذي يشكل لب الخطورة على مفهوم الوطن ويعمل على تكريس استبداد آخر واستبداله بالقديم ، مستخدما المفاهيم الحداثية في ذلك

    • زائر 2 | 10:11 م

      صباحك ورد يادكتور

      نعم الشعب يريد توصيات بسيوني مطبقه لامطبق عليها بغطاء الطائفيه المقبت والف شكر على هذا النضج السياسي النابع من الاحساس بالمسؤليه

    • زائر 1 | 10:10 م

      مربط الفرس

      هنا تكمن المشكلة دكتور وهي ان البعض لا يعترف بالمكون الاخر وانه ليس له الحق في طلب اي الحقوق بل في في الحياة وانه مجرد فرد خارج على القانون وتجب معاقبته .. مالم تتغير هذه الفكرة فلن تحل المشكلة .

اقرأ ايضاً