العدد 3436 - الخميس 02 فبراير 2012م الموافق 10 ربيع الاول 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

بين عالم المعاقين... وعالم الأصحاء

عندما يتأمل المرء في عالم المعاقين ينتابه إحساس بالخوف وشعور بالألم لما يراه من حالات بمختلف أنواعها، يشعر بأنه واقف أمام عالم مليء بالأنفاق المظلمة والموحشة، سجون مليئة بأسارى مكبلين بشتى أنواع القيود التي يبدو التخلص منها من المستحيلات، يشعر أنه أمام متاهة أو جدران عالية وسميكة محيطة بأفراد محاصرين في داخلها لا يمكنهم الخروج منها إلا بمعجزة،

ولكن عندما يقترب من هذا العالم وينظر إليه من الداخل، يرى عكس ما كان يخيل إليه تماماً، إذ يرى مشهدا في غاية الجمال والإبداع وقد رسمه من أبوا أن يستسلموا إلى إعاقتهم أو أن يظلوا حبيسي عالم الظلمة الذي بدأ معهم بظلمة الرَّحم والذي كان سينتهي بهم إلى ظلمة القبر فيما لو كانوا استسلموا لواقعهم.

رسم ذلك المشهد أمثال طه حسين وبتهوفن وهيلين كلر وغيرهم ممن أبوا أن تبقى حياتهم أسيرة لإعاقتهم وللقيد الذي خرجوا به إلى الدنيا، وقاموا بكسر ذلك القيد وتحطيم الجدران التي تحاصرهم والتي كانت تعوق حركتهم وتقدمهم وحوَّلوا بذلك ظلمتهم إلى نور، وبتحديهم وعزمهم تمكنوا من التغلب على واقعهم المرير، ليصبحوا شموعاً لم تُضئ عالمهم فحسب، بل أضاءت الطريق لمن حولهم أيضاً، ليصبحوا قدوة لغيرهم يستلهمون منهم روح التحدي والعزم وقوة الإرادة والإصرار؛ بحيث فقدت كلمة المستحيل معناها أمام هؤلاء، وبذلك يرى المرء نفسه أمام رسالة تقول: لا شيء يمكن أن يقف عائقاً أمام تطور الإنسان وتقدمه إلا نفسه.

راودتني هذه الأفكار وأنا أتأمل وجوه الإخوة المكفوفين المشاركين في الملتقى الذي أقامته جمعية البحرين للمكفوفين، حيث وجدت نفسي بين خليط من الشعور بالألم لفقدانهم البصر والشعور بالفخر والعزة لما حققوه من إنجازات وتقدم في حياتهم، وكانت المفاجأة بالنسبة لي عندما اكتشفت أن أحد الذين قدموا ورقة عمل، مكفوف أيضاً، وذلك عندما تم تكريم من قدموا أوراق عمل في الملتقى.

إزاء ذلك المشهد يتوقع المرء أن يرى مشهداً آخر أكثر جمالاً وإبداعاً في عالم الأصحاء لما يملكونه من إمكانيات وقدرات وطاقات، حيث لا قيود ولا حدود للتطور والتقدم، لكنه يصدم بما يراه من أناس حولوا عالمهم المضيء إلى ظلام حالك، بل إلى سجن بنوه بأيديهم ودخلوه بمحض إرادتهم، ووأدوا قدراتهم وارتضوا لأنفسهم البقاء مكبلين بقيود هي إما صنيعة الجهل أو الخوف أو الكسل وضعف الإرادة أو عدم الثقة بالنفس أو انعدام الهمة أو الركون إلى الراحة، أسروا أنفسهم بالمعتقدات الخاطئة ورضوا بالبقاء في المستويات الدنيا، فشوهوا بذلك لوحة حياتهم، ليس هذا فحسب بل تسببوا في فساد الآخرين وجرهم إلى عوالمهم القبيحة، والمحصلة كانت خيانة الأمانة التي أودعها الله فيهم.

أمام هذا المشهد المؤلم، يقف المرء مندهشاً ومتسائلاً: ما الذي يمنع الكثيرين من التطور، ما الذي يجعلهم يقفون دون تقدمهم والاستسلام إلى واقعهم وظروفهم، ما الذي يمنعهم أن يكونوا عظماء وقد أوجد الله سبحانه وتعالى فينا جميعاً القدرة على ذلك، لماذا نكتفي بالتمني من دون أن نحرك ساكناً، ما الذي يمنعنا من السعي لنكون خلفاء الله في أرضه كما شيء لنا ذلك، وختاماً لماذا نقوم بوأد القدرات التي وهبنا الله إياها وبمحض إرادتنا؟!!.

مريم الحسيني


أنا على ذمة التحقيق!

كفكفت دمعي واتخذت مآقيَّ سراجا...

وانسكب من الأقداح ماءٌ أجاج..!!

نعم؛ بانت روحي عن جسدي..

وجسمي مسجى على مغتسل الحقيقة، والواقع، والخيال...!!

فعلى خاصرة السماء أكتب توبتي، وعلى همس الندى أعلن رحيلي،

وعلى أكف الدعاء أخط اعتذاري وأسفي... فما أظنني سأصافح يد الطريق مرة أخرى...

فأنا الذي لا تطأ رجلي أرضاً إلا لمال كيف أجنيه..!، أو لنجاح كيف أحتلبه..!،

أو لاتصال كيف أستغله و((أُجَيرُه))..!!

أنا الذي كنت أفسر طيبتهم غباء، وكرمهم ضعفا، وتواضعهم سذاجةً..!!

أنا الذي ادعيت مُجمل الكرم؛ وكأن الشمس خلقت لأجلي..!!

أنا الذي أنكرت معروف صديقي وقريبي..!!

أنا الذي احتضنته في عباب الورق، وقتلته في وضح النهار..!!

أنا الذي طالت عيوني حلاوة الحرام من المال، وداست رجلي كرامة الحلال..!!

أنا الذي جمعت حروف الحب.. في غربال الكراهية والأنانية..!!

أنا الذي استصغرت كل كبير؛ وأكبرت كل حقير..!!

أنا الذي استخففت بعقول الناس؛ وعبست في وجوههم..!!

أنا الذي وضعت حروف الأنا في مخرف الغرور والتكبر ومرض العظمة..!!

أنا الذي قويت هذا وأضعفت ذاك؛ بجهل مني وقصور في فهمي وإدراكي..!!

أنا الذي جالست البسطاء.. مخترفاً لب أفكارهم لصالحي ومصالحي..!!

أنا الذي جعلت الفقير من أهلي.. يلاحقني كملاحقة الفصيل لأمه..!!

أنا الذي كسرت أغصان كل مبدع.. وأسكت فاه كل بارع.. وقطعت أوراق كل فنان... عاتباً معاتباً على من آلمني وأتعبني في بدايتي..!!

أنا الذي التصقت بفقراء أهلي... ظنّاً منهم أن ذلك لتواضعي وبساطتي..

وفي المحافل الكبرى.. أتجاهلهم حتى بأسمائهم.. لأقيم طقوس الاستعباد عليهم..!!

أنا الذي طالبت بسطاء القوم... لفهمي بالتوبيخ والتجريح والاستهزاء..

وفي التواء عقارب الزمن أمتدحهم وأثني عليهم لشراء نتاجي بقبلة الجبين..!!

أنا الذي لم أعتد لرأي الفقير والصغير.. فآخذ استشارة ذاك لمكانته ومقامه..!!

أنا الذي لا أنظر إلى أخي في إنسانيته.. ولا إلى صديقي في شراكته... فنظرت إليه لشهرته ومكانته..!!

أنا الذي ذممته صباح مساء.. وحينما أهداني حفنة مال أوجاه أو هدية

أو وليمة دسمة... امتدحته هنا وهناك..!!

أنا الذي زرع الكراهية عن يميني وعن شمالي..

لأظل الناصح الأمين..!!

أنا الذي أقيّم الناس على قدر وجاهتهم ومالهم ونفوذهم..

وما دون ذلك أتجاهله في مقاعد ومآدب الأفراح والأتراح..!!

أنا الذي تسلقت جدار غيري.. وهدمت عتبة جاري وصاحبي..!!

أنا الذي من وطأت حروف فكري تراب الورق فلثمتها وشممتها..

وحينما تساقطت كونت منها جملة (لا أعرفك)..!!

أنا الذي ركبت حصاني.. وأمتشقت سيفي.. وسددت سهمي..

وطعنت برمحي.. وصلت وجلت لمآربي..!!

أنا الذي مارست وتفننت على أهلي وجماعتي.. بهاتف (أبو رنة) ليلاً..

وضحكت عليهم مع خيوط شمس الضحى..!!

أنا الذي خالفت ذاتي.. ولم أوفِ بعهدي.. وتنكرت وبررت لفعلي وقولي..!!

أنا الذي اقترضت الفكر لإيصاله.. فقمت وأعلنت استبداله..!!

أنا الذي لففت حبال الكراهية على أعناقهم.. وفتحت خيوط صدري لمدحهم..!!

أنا الذي كنت هاتف عملة لهذا وذاك.. وامتهنت التعالي بالنسيان والتناسي لهم..!!

أنا الذي أتأخر عمّن دعاني لوليمة أو مناسبة كي أقيم الضجيج لحضوري ومجيئي..!!

أنا الذي أمرت ذاك بشيء وجهد وعطاء.. وحينما جاء ليطلب حقه..

قلت له: لم آمرك بهذا وتنكّرت له!!

أنا الذي تتبعت بائع الذرة من مكان إلى مكان.. وكنت أعيره بجهله وفقره..

وحينما أصبح ذا شأن عظيم ومازال على مهنته وسمته بالعظمة والتواضع والعصامية..!!

أنا الذي ترنحت بالعجب والإعجاب بذاتي... وتناسيت أنني غبار متطاير..!!

أنا الذي امتهنت الفهم و(الأستذة) على من هم دوني.. مدعياً كثرة علمي واطلاعي..!!

أنا الذي نسيت وتناسيت كيف كنت.. وكيف أصبحت؟!!

ولا زلت أنا أنا أنا... حتى ضجّت جوارحي بالبكاء والنحيب...

لتكون كسرة الخبز اليابسة.. التي أعطيتها لذاك اليتيم الجائع..

هي من أنقذتني وخلصتني من سوء فعلي وجهالتي..

ولا زلت إلى الآن على ذمة التحقيق..!!

فمن أنا؟؟!!

عادل بن حبيب القرين


التجمعات والمسيرات

تعتبر إقامة التجمعات والمسيرات حقّاً مشروعاً كفله الدستور بشرط الالتزام بالقانون والحفاظ على النظام العام، وحرية الرأي والتعبير مكفولة أيضاً حيث أقرها الدستور في المادة (23) التي نصت على أن «حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقاً للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، مع عدم المساس بأسس العقيدة الإسلامية ووحدة الشعب، وبما لا يثير الفرقة أو الطائفية».

ومن هنا جاء تجريم إقامة التجمعات وتنظيم المسيرات غير المخطر عنها حتى لا تتسبب في تعطيل مصالح المواطنين والمقيمين، وإثارة الفوضى وزعزعة الأمن في الأماكن والطرق العامة.

وأشار قانون العقوبات البحريني في فصله الثالث والخاص بالتجمهر والشغب في المادة (178) إلى أن «كل من اشترك في تجمهر في مكان عام مؤلف من خمسة أشخاص على الأقل، الغرض منه ارتكاب الجرائم، أو الأعمال المجهزة أو المسهلة لها، أو الإخلال بالأمن العام ولو كان ذلك لتحقيق غرض مشروع، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة لا تجاوز مئتي دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين».

كما نصت المادة (180) من القانون نفسه على أنه «إذا رأى أحد رجال السلطة العامة أن خمسة أشخاص أو أكثر قد تجمهروا بقصد إحداث شغب، جاز له بصفته هذه أن يأمرهم بالتفرق، وله بعد ذلك أن يتخذ التدابير لتفريق الذين خالفوا الأمر بإلقاء القبض عليهم واستعمال القوة في الحدود المعقولة ضد من يقاوم، وكل من بقي متجمهراً بعد صدور الأمر بالتفرق وعلمه بذلك يعاقب بالحبس وبغرامة لا تجاوز ثلاثمئة دينار أو بإحدى العقوبتين».

وفيما يتعلق بالأحكام الخاصة لمثل هذه الجرائم؛ فقد أوجب القانون أن تكون في مكان عام ومن أمثلة الأماكن العامة «طريق عام أو في محفل عام أو في المكان المباح أو المطروق أو المعرض لأنظار الجمهور أو إذا وقعت بحيث يستطيع رؤيتها من كل مكان في مثل هذا المكان».

وحظر القانون في أماكن معينة ولمصلحة المواطنين القيام بأي تجمعات أو مسيرات أو مظاهرات؛ وتلك الأماكن هي: المستشفيات والمطارات والمجمعات التجارية، والعلة من ذلك العمل على عدم الإخلال بالأمن والنظام العام، واستقرار الأمن وعدم تعطيل مصالح الناس، وخاصة عندما تتحول بعض المسيرات والتجمعات إلى أعمال فوضى وشغب تؤدي إلى الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة وترويع الآمنين من المواطنين والمقيمين والزوار وتلاقي مثل تلك الأفعال استهجاناً كبيراً من أفراد الشعب، حيث نص دستور مملكة البحرين في الفقرة (ب) من المادة (28) على أن «الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة وفقاً للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، على أن تكون أغراض الاجتماع ووسائله سلمية ولا تنافي الآداب العامة».

وحفاظاً على النظام العام والآداب العامة وتنظيماً لممارسته الحق المذكور أعلاه بأحكام الدستور، أوجب القانون على من يرغب في تنظيم مسيرة أو اعتصام التقدم لوزارة الداخلية بإخطار عند تنظيم اجتماع عام أو مسيرة، حيث أشار قرار وزارة الداخلية رقم (57) لسنة 2011 بتحديد واجبات ومسئوليات اللجنة المنصوص عليها في المادة (6) من المرسوم بقانون رقم (18) لسنة 1973 بشأن الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات المعدل بالقانون رقم (32) لسنة 2006 أنه «يجب أن يكون لكل اجتماع عام لجنة مؤلفة من رئيس وعضوين على الأقل، فإذا لم ينتخب المجتمعون لجنة في بدء الاجتماع، اعتبرت مؤلفة من الموقعين على الإخطار المشار إليه في المادتين الثانية والثالثة من هذا القانون».

وعلى لجنة الاجتماع المحافظة على النظام فيه ومنع كل خروج على القوانين أو على الصفة المبينة للاجتماع في الإخطار وأن تمنع كل خطاب أو نقاش يخالف النظام العام أو الآداب أو يشتمل على تحريض على الجرائم. ولها أن تستعين في ذلك بأعضاء قوة الشرطة، وأن تلتزم اللجنة المحافظة على نظام الإجتماع العام أو المسيرة أو التجمع والعمل على منع كل ما من شأنه الإخلال بالأمن والنظام العام، كما أكد القرار على حق اللجنة المنظمة بالاستعانة بقوة الشرطة الحاضرة في الاجتماع العام أو التجمع أو المسيرة لفض أي منها في حالة حدوث تجاوزات للقانون، وعلى ذلك فحفظ الأمن والنظام يكون في المقام الأول مسئولية اللجنة المنظمة وتتدخل الشرطة عند الاستعانة بها لتحقيق الأمن والنظام ولمنع ارتكاب الجرائم أو لضبط الجرائم بعد وقوعها دون مساس بجوهر ممارسة هذا الحق الدستوري.

(وزارة الداخلية)


إخلاص متقاعد عن العمل

أخي وصديقي العزيز المتقاعد عن العمل بعد أن قضيت فترة طويلة في خدمة هذا الوطن الغالي الذي تربيت فيه وكونت أسرة سعيدة صالحة تفتخر بها أمام الجميع، إنها عائلتك أولادك وبناتك الذين يحملون اسمك في حياتك وبعد مماتك.

يجب عليك أن تشكر ربك على تلك النعم العظيمة التي أصبحت من نصيبك، منزل يأويك وزوجة صالحة شاركتك حياتك العملية والتقاعدية وأنجبت لك الأولاد، وراتب تقاعدي ثابت وأنت في مسكنك مرتاح البال، كل تلك النعم التي تنعم بها هي من حقك بسبب إخلاصك للوطن فيجب عليك أن تشكر ربك على نعمه وعلى كل ما أنت عليه.

فلعلمك أن هناك أناساً محرومين من هذه النعم التي من الصعب توافرها عند غيرك، كل هذه الأمور المتوافرة لديك بسبب إخلاصك لوطنك الغالي البحرين لأنها تستحق أكثر من ذلك، فيا أخي أكمل مشوارك بالإخلاص في هذه الأيام فالواجب عليك ألا تنكر هذا الجميل وتعمل على حفظ الأمن وبمشاركتك الحوارات والمحاضرات التي تقام في معظم المجالس الليلية التي تحتوي على مواضيع خاصة بالبلد والدفاع عنه تلك المجالس التي انتشرت في البحرين بشكل كبير وتعمل جاهدة للوصول إلى حل للأزمة البحرينية، فشاركهم بزيارة واحدة وستقتنع أنها مشاركة مفيدة والحديث فيها في مصلحة الجميع من المخلصين والأوفياء لهذا الوطن.

صالح بن علي

العدد 3436 - الخميس 02 فبراير 2012م الموافق 10 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:51 ص

      صالح صح النوم (( متقاعد مثلك ))

      يا الطيب انت نائم تتكلم عن شنو يا الطيب التقاعد انتحار بطي جدا شكلك عايش فى نعيم .... لا قروض ولا سكن مثل الناس من كثر ان البيت صار اليه 30 سنه والان ممنوع عليك اخذ اى قرض من الحكومه ....

اقرأ ايضاً