العدد 3436 - الخميس 02 فبراير 2012م الموافق 10 ربيع الاول 1433هـ

في البدء يتجاهلونك!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

من أقوال القائد السياسي العظيم غاندي «في البدء يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يهاجمونك، ثم تنتصر»، أي أنّ العبرة في النهاية مهما ضحك عليك الآخر ومهما تجاهلك ومهما هاجمك، فإن كنت أنت على بصيرة بأنّ ما تقوم به هو الطريق الصحيح، فسر ولا تتوقّف، ففي النهاية أنت تنتصر.

هذه المقولة تدل على إصرار غاندي وصبره على الشتم والسب واللوم، فالشمس واضحة والحقوق التي غامر من أجلها واضحة وجلية، وما كانت إلا سنوات حتى انتصر غاندي، بعد أعوام من التجاهل والسخرية منه ومهاجمته.

ولكن ما هذا الانتصار الذي ننشده كمواطنين في البحرين، أهو انتصار المعارضة أم انتصار الحكومة أم انتصار هذه الطائفة أم تلك؟ كلها ليست انتصارات بل هي خسارة كبيرة للوطن وللمواطن... وستثبت لنا الأيام هذه الخسارة، إن لم نكن لها بالمرصاد.

لقد مررت بتجربة غاندي وإن كنت صغيرة أمام هذا العملاق، فعندما بدأت الأحداث، وتوتّرت العلاقات، كنت أردِّد كلام سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، عن نبذ الطائفية، وعدم مزج الأجندات، فمن حق الجميع التعبير عن رأيهم ومطالبهم، لكنّي في البداية واجهت التجاهل من قبل المحيطين، وبعدها السخرية، فبعضهم سخر من شكلي -مع أنه خلق الله- والبعض الآخر من ملابسي، وبعضهم من فكري، ومن ثمّ تربّص بي بعض الحاقدين من أجل مهاجمتي، وما هي إلا شهور معدودة حتى وجدتُّ من يحرّض على الفتنة، ومن سخر مني وهاجمني، هو نفسه يردّد كلامي الذي أخذتُّه من ولي العهد، عن اقتناعي بأن الشعب البحريني واحد وليس طوائف ومجموعات مناهضة لبعضها بعضاً.

ليس النصرة عندما تكون أنت على حق والآخر على باطل، لكن النصرة عندما تصبر لتغيّر الخطأ إلى صواب، وهنا يذوِّب الأنا وتُنكر الذات، لأن النصرة التي ننشدها هي تحقيق المطالب وزيادة الحرّيات، واستقرار البحرين قبل كل ذلك، وليس مصالح شخصية أو أراضٍ أو سيارات.

فتأكّد يا أخي القارئ... أنّ من يتجاهلك في الحقوق ومن ثمّ يسخر مما تتفوّه به وما تطلبه، فإنه سيهاجمك وبشراسة، لأنّ هذه المبادئ التي في جعبتك قد تشكّل خطراً على مصالحه الشخصية، فبالتالي سيكون لك بالمرصاد، ولكن صبرك وإيمانك بما تقوم به هو الذي سينتصر وسيكون أكثر رواجاً في يوم من الأيام، والعبرة في النهاية لا في البداية. وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3436 - الخميس 02 فبراير 2012م الموافق 10 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 5:57 ص

      الفرساني

      تحيه إلى بنت الشروقي

    • زائر 25 | 5:31 ص

      نتمنا من العقلاء امثلك

      التحرك لحرية ووحدة البحرين

    • زائر 24 | 5:29 ص

      عين العقل

      المشكلة هي حين تم ممارسة اسلوب التخويف و التخوين .. الوطن يختطف وما الى ذلك من شحن وتشويه القضية .. اتمنى ان يعود الجميع الى رشده وتكون نظرتنا الى بحرين اكثر تماسك متحابين متراصين في خدمة الوطن الغالي معاً لنسير جميعاً في طريق الاصلاح مستقبل لنصنع مستقبل افضل لابنائنا لا ان نزيد من بقعة الظلام بسبب اكاذيب روجت في الاعلام وبينها تقرير بسيوني انها اكاذيب لم تجلب للبحرين سوى الالم و التراجع .. معاً لنحقق غداً افضل مهما كلفنا الامر وطال الطريق

    • زائر 23 | 5:27 ص

      ثبتك الله على الحق

      الاخت العزيزة الفاضلة مريم الشروقي المحترمة
      بعد التحية والاحترام
      اشكرك على هذه الكلمات الجميلة التي عهدناها منك وكلامك جميل
      ولكن لدي سؤال واحد فقط ممكن ان تشيري اليه فيما بعد ؟

      هل نحن ملائكة ؟ طبعا لا ما جزاء من اهاننا وخوننا وتشمت علينا واحتقرنا وعذبنا وقتلنا وجعلنا نعيش في اياما سوداء كالحة
      هل بعد النصر سنقول عفا الله عما سلف
      والله انها كبيرة

      والله المستعان على من تعاون علينا وفضل الاجانب على اخوانه عيشة سنين بيعت في لحظات
      جمعة مباركة يا اخت مريم
      ودمتي تصدحين بالحق ان شاء الله

    • زائر 21 | 5:14 ص

      هذه هي النصرة الحقة بالفعل

      ليس النصرة عندما تكون أنت على حق والآخر على باطل، لكن النصرة عندما تصبر لتغيّر الخطأ إلى صواب، وهنا يذوِّب الأنا وتُنكر الذات، لأن النصرة التي ننشدها هي تحقيق المطالب وزيادة الحرّيات، واستقرار البحرين قبل كل ذلك، وليس مصالح شخصية أو أراضٍ أو سيارات. لا نريد أراضي و لا سيارات .. نريد المواطن يعيش بحرية و بعدالة فقط ..

    • زائر 20 | 5:12 ص

      هل يعقل بأنك تقرئين أفكاري ؟؟؟؟

      هل يعقل بأنّك تقرئين أفكاري يا شريفة الأشراف ، فلقد ىكنت أتكلّم مع صديق لي حول أحداث البحرين ، وقلت له بأنّ البعض سخر منا و اليوم يتكلّم بما نقوله ، كيف يعقل الا دليل توافق الأرواح .. شكرا جزيلا يا مريم الشروقي على الوقفة التاريخية التي سيذكرها لك التاريخ .. محب لوطنه

    • زائر 19 | 4:12 ص

      كلام من ذهب

      "فتأكّد يا أخي القارئ... أنّ من يتجاهلك في الحقوق ومن ثمّ يسخر مما تتفوّه به وما تطلبه، فإنه سيهاجمك وبشراسة، لأنّ هذه المبادئ التي في جعبتك قد تشكّل خطراً على مصالحه الشخصية، فبالتالي سيكون لك بالمرصاد، ولكن صبرك وإيمانك بما تقوم به هو الذي سينتصر وسيكون أكثر رواجاً في يوم من الأيام، والعبرة في النهاية لا في البداية. وجمعة مباركة"
      ابدعتي اليوم ايظا كالعاده استاذه مريم

    • زائر 18 | 3:57 ص

      الانتصار..

      الانتصار يكون للأنسان والأنسانية..للمبدأ الحق والقيم الحقه..الانتصار على من يريد ان يشق صفوف البحرين .. الانتصار على الطائفية..الانتصار لكل ماهو جميل في حياتنا..الانتصار للبحرين بشعبها

    • زائر 17 | 3:06 ص

      من يقرأ هذه المقولات عاد؟

      أستاذة مريم .. شكرا على هذه الكلمات و على وضع هذه المقولة ، و لكنا في زمن لا يعرف للمقولات العظيمة أي معنى ، فالمعاني عنده غير مفهومة و مطلسمة ، شكرا من قلبي و قلب كل حر اليك ايتها الحرة ابنة الأحرار . ابو يوسف

    • زائر 16 | 3:04 ص

      صدقتِ و بانتصار

      ليس النصرة عندما تكون أنت على حق والآخر على باطل، لكن النصرة عندما تصبر لتغيّر الخطأ إلى صواب، وهنا يذوِّب الأنا وتُنكر الذات، لأن النصرة التي ننشدها هي تحقيق المطالب وزيادة الحرّيات، واستقرار البحرين قبل كل ذلك، وليس مصالح شخصية أو أراضٍ أو سيارات.

    • زائر 15 | 2:56 ص

      أحب كتاباتك الشريفة

      يادانة الحد يا ابنة الكرام ما قلته صحيح ليتى الاخر يعي صوت العقل والحق معا "جمعة مباركة

    • زائر 14 | 2:45 ص

      أستاذ غاندي

      لاشك ان غاندي تعلم من الحسين كثيرا حتى اتباع الحسين لم بحسنوا أن يتعلموا منه ما تعلم غاندي منه فهو يقول على بصيرة من أمره لأنه محق .....فإن نهزم فهزامون قُدماً وإن نُهزم فغير مهزمينا وهذه أبلغ من تلك يا سيدتي

    • زائر 13 | 2:25 ص

      يتجاهلونك ثم يتجاهلونك

      ماذا تقولين في اللي يتجاهلونك ثم يتجاهلونك ثم يتجاهلونك ، أعتقد ان مهما تجاهلونا فان النصر حليفنا ، و العبرة يا أستاذة مريم في النهاية وليس البداية ، شكرا على المقال و على روح الوطنية والاخلاص في حب الوطن ...

    • زائر 12 | 1:09 ص

      الأحرار يتعلمون من الاحرار والعكس صحيح

      أنت حرة يا بنت الحد لذلك تنطقي من منطق الاحرار
      انت وطنية بامتياز لذلك منطقك هو منطق الوطنيين الشرفاء
      الشريف لا يقبل المساومة على المباديء

    • زائر 10 | 1:01 ص

      في البدء يتجاهلونك!

      شكراً للكاتبة المتميزة الاخت مريم الشروقي على هذا المقال الرائع .
      قالوا : عندما تأتيك الضربات من الخلف فعلم بأنك دائماً في المقدمة .
      فسر ولا تتوقّف، ففي النهاية أنت تنتصر.
      ويكفينا قول الامام علي (ع) ماترك لي الحق من صديق.
      فواصلي المسير

    • زائر 9 | 12:46 ص

      ابنتي بنت الشروقي

      المخلصين من ابناء البلد لم ولن ينسو لكي مبدائك وثقافتك اتجاه شركائك في الوطن من كل ابناء الوطن مع احر تحيه لك...

    • زائر 8 | 12:38 ص

      كقوا والف كفو يادانه الحد

      يبنيتي مو بس الاصاله تخلي الانسان مصر على الصح وينبذ الغلط الذكاء والعقل له دور يبنتي في صقل شخصيه الانسان والتربيه الصحيحه له دور كبير في تحوير الشخصيه اذا ولد الانسان وترعرع في كنف عائله تاكل من سرقة معيلها الاولاد عاجلا ام اجلا كثيرا ما يكونوا سراق الحليب يبنتي اللي يرضعه الانسان من امه له دور كبير في تشكيلة الانسان فاذا كانت المرضعه ناصعه البياض بس العبوديه في جيناتها مستحيل ان تخرج جيل من الاحرار على العموم صبرتي ونلتي ياحره بنت حره فخرا لاب انجبك وبطن حملك وضرع رضعك يبنيتي ,,, ديهي حر

    • زائر 7 | 12:19 ص

      صباح الخير أخت مريم

      مما يحز في النفس ان الذين يحاربونك ، ويتشمتون بك ويتسهزئون فيك ، إخوان لك في الدين !! أختي مريم الثياب والمال والجاه لا تصنع انسان وانما المواقف والمحن والثبات على كلمة الحق هي من تصنع الفرد ، ( وسيعلم اللذين ظلمو اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ) ص ،،،،

    • زائر 6 | 12:12 ص

      الله يحميك

      كلام من ذهب اربعه وعشرون قيراط .

    • زائر 5 | 11:54 م

      من أقوال الإمام علي عليه السلام

      بعد التحية والسلام النصر انساء اللة اود اشكر الاخت الكاتبة الاستاذة مريم الشروقي الف شكر الى جميع العملين في صحيفة الوسط المحترمين
      من أقوال الإمام علي عليه السلام
      عند الإيثار تتبين جواهر الكرماء .

    • زائر 4 | 10:58 م

      واحد

      العزيزة مريم، صح لسانك. فقط نسيتي أن تضيفي "ثم يفاوضونك" بعد "ثم يهاجمونك". جعل الله كل أيامك و أيام الوطن مباركة.

    • زائر 3 | 10:56 م

      ولي العهد و النعم

      نحتاج نسمع رأي سموه بصورة اكثر وضوحا و حزما لانه الصوت الارشد

    • زائر 1 | 8:28 م

      امنية ليتها تتحقق

      مثل ما قلتي اختي الغاليه النصر ليس انتصار المعارضة أو انتصار الحكومة أو انتصار هذه الطائفة أو تلك؟ كلها ليست انتصارات بل هي خسارة كبيرة للوطن وللمواطن ، نريد نصراً يضم حكومة ومعارضه ونصر يضم سنة وشيعة ونصر يضم الجميع والله يا اختي مريم اشتقنا لأيام بعد احداث التسعينات عندما كنا نزين سياراتنا بصور الشيخ الجمري مع صور الملك فهي كانت من اسعد الايام فهل سنحمل صور الرموز السياسيين مع صور الملك او ولي العهد ؟؟؟
      اتمنى ان اعيش الحدث مرة اخرى والله اتمنى ذلك .

اقرأ ايضاً