العدد 3437 - الجمعة 03 فبراير 2012م الموافق 11 ربيع الاول 1433هـ

القطان يدعو للتآلف ووحدة الصف... عيد: اعتصامات المفصولين تناقض تصريحات المسئولين

حشود غفيرة شاركت في مسيرة الجمعيات السياسية أمس-تصوير احمد ال حيدر
حشود غفيرة شاركت في مسيرة الجمعيات السياسية أمس-تصوير احمد ال حيدر

الوسط - محرر الشئون المحلية 

03 فبراير 2012

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلام، الشيخ عدنان القطان أن «الأمة اليوم بأمس الحاجة في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخها إلى التمسك الصحيح بدينها وهدي رسولها، في محبة وتآلف واعتصام، وفي سماحة ويسر ووئام، وبذلك تتحقق وحدة الصف، وجمع الشمل، وتوحيد الكلمة، على منهج كتاب الله وهدي نبيه (ص)، فلن يصلح أمرُ آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وبذلك تنكشف الغمة عن هذه الأمة، وما ذلك على الله بعزيز».

وتحدث القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (3 فبراير/ شباط 2012)، عن الرسول (ص)، قائلاً: «إنَّ الحديثَ عن الحبيب المصطَفى، والرسول المجتبى، والخاتم المقتَفَى (ص)، لهو حديثٌ عَذبُ المذاق، مُجرٍ لدموع المآق، بَلسَمٌ لجفوة القلوبِ ولقَسوَتها تِرياق، كيف لا، وهو رسولُ الملِك العلام، وحامِلُ ألوية العدلِ والسّلام، ومُخرجُ البشريّة بإذن ربِّها من دياجير الانحطاطِ والوثنية والظلام، ووِهاد الأرجاس والآثام، إلى أنوار التوحيدِ والإيمان والمحبة والوئام؟!».

وبيّن القطان أن «لا يتمّ دينُ المرءِ إلاّ بإجلاله والانقيادِ له وحبِّه، ومن صعَّر خدَّه هدم دينَه، واتُّهِم في لُبِّه».

وأكد القطان «إننا بحاجة إلى تجديد المسار على ضوء السنة المطهرة، وتصحيح المواقف على ضوء السيرة العطرة، والوقوف طويلاً للمحاسبة والمراجعة. نريد من مطالعة السنة النبوية، والسيرة العطرة، ما يزيد الإيمان، ويزكي السريرة، ويعلو بالأخلاق ويقوِّم المسيرة». واعتبر القطان أن «يخطئ كثيرون حينما ينظرون إلى المصطفى (ص) وسيرته، كما ينظر الآخرون إلى عظمائهم في نواحٍ قاصرة، محدودة بعلمٍ أو عبقرية أو حِنكة. فرسولنا (ص) قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها في ذاته وشمائله وجميع أحواله، لكنه مع ذلك ليس رباً فيقصَد، ولا إلهاً فيُعبَد، وإنما هو نبي يُطاع، ورسول يُتَّبع».

وأضاف أن «من المؤسف حقاً أن بعض أهل الإسلام لم يقدروا رسولهم حقَّ قدره، حتى وهم يتوجهون إليه بالحب والتعظيم، ذلك أنه حبٌّ سلبي، لا صدى له في واقع الحياة، ولا أثر له في السلوك والامتثال».

وتحدث القطان عن جوانب الدين والدنيا بأسرها في الرسول (ص)، مبيناً «في مجال توحيده لربه، صدَع بالتوحيد ودعا إليه ثلاث عشرة سنة بمكة، وعشراً بالمدينة، وفي مجال عبوديته لربه قام من الليل حتى تفطرت قدماه، وفي مجال الأخلاق تجده مثال الكمال في رقة القلب، وسماحة اليد، وكفِّ الأذى، وبذل الندى، وعفة النفس، واستقامة السيرة».

وأردف «ألا فلتعلم الإنسانية قاطبة، والبشرية جمعاء هذه الصفحات الناصعة من رحمة الإسلام، ورسول الإسلام والسلام، الذي يجدون ذكر شمائله في توراة موسى وفي بشارة عيسى (ع)، وليعلم من يقفُ وراء الحملات المغرضة ضد الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام ما يتمتع به الإسلام من مكارم وفضائل، ومحاسن وشمائل، ومدى البون الشاسع بين عالميته السامية، وعولمتهم المأفونة في إهدارٍ للقيم الإنسانية، وإزراءٍ بالمثل الأخلاقية».

وتساءل إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح: «هل تدرك الأمة الإسلامية اليوم الطريقةَ المثلى للدعوة إلى دينها وإحياء سنة رسولها إحياءً عملياً حقيقياً، لا صورياً وشكلياً؟!».

وقال القطان: «اعلَموا أنَّ من مقتضَى محبّة رسول الله (ص)، محبّةَ آله الأطهار، وصَحبه الأخيار المهاجرين منهم والأنصار، ووُدَّ أهل بيته الطيّبين الطاهرين، وزَوجاته الطاهرات أمّهات المؤمنين، وصحابَتِه الغرِّ الميامين، فلَيس في الأمّة كالآل والأصحاب في الفضلِ والمعروف والإصابة؛ أبرُّ الناس إيماناً، وأهدَاهم قلوباً، وأجفَاهم للهِ جنوباً، انتَهَوا في محبَّتِهم لخير البريّة، إلى تفديَتِه بالآباء والأمّهات، وإلى أعالي الدّرجات، وسامي الغايات، التي تمتنِع إلاّ على النفوسِ المشرقة باليقين».

من جانبه ، قال إمام وخطيب جامع كرزكان، الشيخ عيسى عيد، إن استمرار اعتصامات المفصولين، يناقض التصريحات الرسمية بأنهم عادوا لأعمالهم، ويدلل على أن هذا الملف لم يغلق، رغم وعود المسئولين، وتعبيرهم عن اهتمامهم بهذا الملف.

وبيّن عيد، في خطبته يوم أمس (الجمعة)، «على رغم التصريحات الرسمية بإرجاع المفصولين إلى أعمالهم، إلا أننا نجد أن الواقع يكذب تلك التصريحات، فمئات العمال مازالوا مفصولين، وخارج أعمالهم».

واعتبر عيد أن «قضية إرجاع المفصولين من أبسط القضايا التي أوصت بتنفيذها لجنة تقصي الحقائق، بل أول ما طرحه رئيس اللجنة محمود شريف بسيوني قبيل دخوله البحرين، وفي أول مؤتمر صحافي، قضية المفصولين، حيث نقل كلام المسئولين بأهمية إرجاعهم إلى أعمالهم وتعهدهم بذلك، إلا أننا نجد هذا الملف يراوح مكانه».

وذكر أنه «لا يمر أسبوع إلا وتشهد البحرين اعتصاماً للمفصولين، ولا يمر يوم إلا ونقرأ في الصحف المحلية التوصيات، أو الانتقادات للبحرين، من قبل المنظمات العالمية، ما يدلل على فشل البحرين في تعاطيها الإيجابي مع ملف المفصولين، كما يدلل على عدم صحة تلك الادعاءات الرسمية بإرجاع المفصولين إلى أعمالهم.

وتساءل: «إذا كانت هذه القضية البسيطة يماطلون في تنفيذها، ويحاولون الالتفاف عليها، فكيف ببقية القضايا الكبيرة التي تمس حتى المسئولين الكبار في الدولة».

وأشار عيد في خطبته إلى أن الأحداث في البحرين تزداد تعقيداً، وتزداد ابتعاداً عن الحل، والبلد تزداد تدهوراً، وتأخراً في شتى الميادين، والمنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية والمحلية، الرسمية وغير الرسمية، مشددة في انتقاداتها لتعاطي الدولة في البحرين السلبي مع الأحداث، وعدم وجود رغبة صادقة في حل الأزمة حلاً يضمن للشعب حقوقه».

ولفت إلى أن «مازالت أكثر توصيات لجنة تقصي الحقائق لم تجد طريقها إلى التنفيذ، فها هم المفصولون مازالوا على حالهم، ومازالت عمليات التحقيق والتوقيف والفصل مستمرة، ومازالت طبول الطائفية تدق، ومازالت أبواقها تنفح من خلال وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية. ومازالت انتهاكات حقوق الإنسان التي أثبتها تقرير تقصي الحقائق لم يحاسب مرتكبوها محاسبة جدية صادقة».

مطر: تكدس الطلبات الإسكانية

لسنوات يدل على وجود خلل

من جهته رأى إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، أن البعد عن الشريعة الإسلامية، لن يغير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، موضحاً أن «مادامت الفجوة بيننا وبين الشريعة فأوضاعنا السياسية والاقتصادية الاجتماعية والمعيشية لا ولن تتغير».

وقال مطر، في خطبته يوم أمس الجمعة (3 فبراير/ شباط 2012): «لننظر إلى الصدر الأول من هذه الأمة المرحومة، فبطاعتهم لله ورسوله واتباعهم، كيف مكنهم الله تعالى وأعزهم وفتح على أيديهم وأغناهم».

وأضاف «في بلداننا تم اكتشاف البترول من ثمانين سنة تقريباً، ولم نستطع أن نقضي على الفقر، وهو يزداد يوماً بعد يوم، ولم نستطع أن نوجد الحلول لأزمة الإسكان وها هي عشرات الآلاف من الطلبات تنتظر منذ سنوات وغيرها من المشاكل، ما يدل على أن هناك خللاً».

وتحدث مطر في خطبته عن مناسبة المولد النبوي الشريف، مبيناً أن القرآن الكريم حذر وتوعد من يخالف أمر رسول الله (ص)، وشريعته، مشيراً إلى أن «ما نراه اليوم في بلاد المسلمين من فتن وحروب وقتل، وتفرق وضعف وهوان، وتسلط الأعداء، وترهيبهم وتهديدهم لنا، وتدخل الغرب في شئون بلداننا، مباشرة تارة، أو عن طريق المنظمات الحقوقية المسيسة ذات المآرب تارة أخرى، إنما بسبب تعمدنا مخالفة هدي النبي (ص)، وإصرارنا على ذلك». وتابع «فها نحن نستورد منهم الديمقراطية والحريات، هذه الحريات التي يفتقدونها هم أصلاً في بلدانهم التي قامت على جثث وجماجم ملايين من الهنود الحمر والزنوج. ولا أدري أية حرية وديمقراطية نتعلمها ممن قتل وسفك دماء المسلمين والأبرياء في أفغانستان والعراق وغيرها، ففاقد الشيء لا يعطيه. ثم إنهم لا يريدون الاستقرار ولا التقدم ولا الديمقراطية لبلداننا وإنما يريدونها فوضى ومشاكل».

العصفور: منابر المساجد تحولت من الإصلاح إلى التخوين والطائفية

على صعيد متصل ،قال إمام وخطيب جامع عالي الكبير، الشيخ ناصر العصفور: «إن المساجد التي هي بيوت الله، تمثل منابر إلى الدعوة والفضيلة والأخلاق، والصلاح وجمع الكلمة والتآلف، نراها في حالات تحولت إلى منابر طائفية، وممارسة التخوين، وهذه مصيبة كبرى»، مستشهداً بقول الرسول (ص): «يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من القرآن إلا رسمه، ومن الإسلام إلا اسمه، مساجدهم عامرة، عامرة من البنى، وخراب من الهدى».

وبيّن العصفور، في خطبته يوم أمس الجمعة أن «أصبحنا نعيش بالمظاهر والشكليات، وأصبحت شخصية الفرد وذات الشخص ملغاة أمام الاستسلام للأفكار الجاهلة، التي يتلقاها الشخص، من تعصب وشحن وطائفي».

وأضاف «انحسرت مظاهر الرحمة التي أرساها رسول الرحمة (ص)، وهو القائل (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وهنا نقول: إذا ذهبت الأخوة الإيمانية، فلا أقل أن تكون هناك رحمة إنسانية، أي تراحم بين الناس، وكما قال أمير المؤمنين (ع)، (الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير في الخلق)».

وتساءل: «كيف تتحول هذه النفوس إلى البغضاء والشحناء وبث الأحقاد، وكم من الدماء التي أريقت والأموال التي سلبت والأعراض التي هتكت بسبب صراعات الهوى، من منطلق الهوى والعصبيات؟». وأشار العصفور في خطبته إلى مناسبة المولد النبوي الشريف، معتبراً أنها «من أكبر وأهم المناسبات عند المسلمين، التي من المفترض أن تكون منطلقاً لوحدتهم وجمع كلمتهم، والتخلص من كل أشكال الأنانية والعصبية والطائفية، وعدم الانغلاق على الذات ومواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة، وهي مناسبة للانفتاح على مساحات أوسع، ومجالات أرحب، والتركيز على جوهر القضايا الكبيرة، بدلاً من أن ينشغلوا بالقضايا الصغيرة والهامشية، التي تأخذ مساحة كبيرة من تفكيرهم وجهدهم ومقدراته»

العدد 3437 - الجمعة 03 فبراير 2012م الموافق 11 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً