العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ

معارضة المعارضة ليست معارضة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في اللغة العربية تأتي كلمة «معارضة» بمعنى «الاحتجاج، المخالفة، الممانعة»، فيما يأتي معنى المعارضة السياسية بأنها «انتقاد حزب من الأحزاب أو فئة لأعمال الحكومة أو السلطة والتصدي لها بإظهار عيوبها».

من الواضح أن المعارضة في علم السياسة، لا يكون إلا للسلطة، فكثيراً ما نشهد في الدول المتقدمة والمتطورة التي عاشت من الديمقراطية عقوداً، أن تبادلت المعارضة مع السلطة الأدوار، بحيث تحول الحزب المعارض إلى سلطة، وتحول حزب السلطة إلى حزب معارض، وهكذا يتم الصراع بين الطرفين.

ففي الديمقراطيات العريقة تلبس المعارضة لباس نقيض السلطة لإظهار عيوبها، ومراقبة أدائها، عندما تكون تلك الحكومة ممثلة عن الشعب، فالشعب اختارها من أجل إصلاح حالها، لكن أيضاً اختارت المعارضة لكن بدرجة أقل لمراقبة السلطة.

المعارضة ليست كلمة وبهرجة، بل هي بناء في النظام الديمقراطي، عندما تتسلم الغالبية السلطة في الدول التي لديها هذا النظام، وأن تلجأ الأقلية في النظام ذاته إلى المعارضة لمراقبة الأكثرية التي يجب ألا تلجأ إلى استخدام ما لديها من غالبية لتفرض على الناس ما تشاء من قوانين، أو لتستخدم صلاحياتها استخداماً سيئاً لا ينسجم مع القانون.

المعارضة صمام أمان في وجه السلطة ذات الغالبية لضمان عدم ديكتاتورية الغالبية، وهذا في النظم الديمقراطية المتطورة التي يكون فيها الشعب وحده مصدر السلطات.

تختلف درجة المعارضة من بلد إلى آخر ومن نظام سياسي إلى آخر، وفي الأنظمة السلطوية المعارضة مقموعة، وفي الأنظمة الليبرالية مرحب بها.

لغة المعارضة المتقدمة والمتطورة التي تأتي منسجمة مع معارضة الدول المتقدمة والديمقراطية؛ لغة الدليل والحجة والمنطق والعقلانية، ولن تكون أبداً لغة الدفاع عن السلطة.

دائماً ما تلجأ السلطات في عالمنا العربي لخلق مؤسسات مجتمع مدني تميل لرؤاها وتحمل رايتها، وأطلق عليها بعد ذلك بـ «جمعيات الغونغو»، وليس مستغرباً أن تلجأ أيضاً لإيجاد معارضة يمكن أن يطلق عليها أيضاً «معارضة الغونغو»، لخلق حالة من التشرذم والتشتت.

من يطلق على نفسه معارضة؛ يجب عليه أولاً تحديد من يعارض، وما هي أهداف معارضته، وماذا يريد؟ وخصوصاً أن المعارضة لا تولد فجأة، بل تأتي نتيجة حراك متراكم طويل المدى واضح للعيان.

بالتأكيد لم توجد المعارضة لتعارض المعارضة، وإلا تحولت هذه المعارضة الرافضة للمعارضة أداة من أدوات السلطة لمحاربة غريمتها المعارضة

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 53 | 3:05 ص

      الفردان

      أراك تتفرد هذه الأيام بمقالات غاية في التميز. نغبطك و ننتظر جديدك

    • زائر 51 | 7:29 ص

      الحق بين لمن يملك البصيرة

      معارضة المعارضة بهذا الحجم دليل نجاح المعارضة بامتياز..وليس دليل على عدم أحقيتها

    • زائر 50 | 7:10 ص

      من قال ان في البحرين معارضة

      اتركوا عنكم كلكم هالفوضى والتشتت في البلد تره مافي احد بيقدر يتخلص من الثاني، عيشوا بسلام مع بعض حتى لو انكم ما اتحبون بعض

    • زائر 49 | 5:59 ص

      دمت سالماً

      بصراحه اتحفنونا بها المقال اليوم، المعارضة في الواقع السياسي هي معارضة لنظام بناء على سلوكياته وسياسته ولا تدخل ضمن الأطر المذهبية أو الطائفية فليس من الضروري ان تكون المعارضة متلونة بعدة أطياف مذهبية .

    • زائر 47 | 5:41 ص

      سؤال لأخواني

      والكتاب الكرام..لماذا لم نري موضوع واحد ينقد لو عمل واحد اخطأت ما يسمي بالمعارضة فيه..حبا" فيهم وليس كرها" والقياديون اولي بالنصيحة...فهل يعقل سنة مرت ما في خطأ عملوها يجدي بالكتابة عنه ليش؟

    • زائر 46 | 5:34 ص

      يا أستاذ هاني

      لا تقلل من شأن الغير والعدد مضاعف....فدفاعك عن معارضة من عالم الخيال والتخبط لا تجدي ولا تنفع اناسها

    • زائر 44 | 5:13 ص

      معارضة المعارضة

      معارضة المعارضة تعني معارضة معارضة الهم من قبل معارضة الفم ما الفرق بينهم

      معارضة الهم تعني ان الاحساس والضمير هو الذي يعمل. وهذه هي الحالة الصحيحة فمن يحمل هم الناس لايمكنه ان يسكت او يستكين لانه يعيش الالم مع الناس ويعرف ما هو علاجها

      اما معارضة الفم فهي مثل مكبر الصوت فقط يستخدم لايصال صوت الغير ويتم تركيب بطارية او اعادة شحنها عندما نتنفذ او يسبدل المكبر اذا كان اداءه غير فعال.لانه يزعج من حوله ويوصل الصوت الخاظئ لانه لايشعر بما يشعرون.

    • زائر 43 | 5:02 ص

      المعارضه من نوع اخر

      المعارضه هي طر ف موالي للسلطه قله منتفعه على حساب اكثريه الشعب المعارض .

    • زائر 42 | 4:57 ص

      معارضة المعارضة

      اذا لكم شي هذه هي الحكومة اطلبوا ما شئتم ام محاورة المعارضة فهي ليست سلطة فما هي مطالبكم من الحكومة؟
      وماهي انتقاداتكم للحكومة؟

    • زائر 39 | 4:10 ص

      المعارضة وجدت لتعديل الوضع.

    • زائر 38 | 3:48 ص

      إبليس كان مع الملائكة أيضا

      نعم هم معارضة ولكن هي معارضة الاصلاح معارضة العدالة ومعارضة تكافؤ الفرص معارضة المواطن المتساوي في الحقوق والواجبات معارضة أن يكون شعب الله المختار كباقي الشعوب

    • زائر 37 | 3:48 ص

      موالاة

      شكراً جزيلاً الاخ الفردان

      معارضة المعارضة ليست معارضة بل موالاة

    • زائر 36 | 3:26 ص

      رقم 23

      نعم الجهل المركب....فكثيرون واقعون فيه وخاصة في القصص الخيالية في الدين.او السياسة.

    • زائر 31 | 2:56 ص

      ما شاء الله عليك

      ما عليك زود دكتوراه في السياسة

    • زائر 30 | 2:49 ص

      من يهمون المعارضة بالطائفية نقول لهم

      من الذي منع الآخر بأن لا ينضم للمعارضة ؟ وهل هناك في دستور المعارضة ما يمنع من انضمام الآخر لجمعيات المعارضة ؟؟ ولكن وأرجو من الوسط النشر ،، في البحرين هناك من لا يريد الأنضمام للمعارضة من الطرف الآخر وهذا حقه ويريد في نفس الوقت معايرتها ( المعارضة ) بما هو ممتنع عنه ،، مع علمنا التام وتيقننا بأن أبواب جمعيات المعارضة مفتوحة لكل أفراد الشعب.

    • زائر 29 | 2:43 ص

      لا يمكن لأصحاب المنافع والمناصب ان يكونوا معارضة

      قبل أيام رفض قانون تجريم التمييز وهذا القانون في أساسه هو مع القيم الانسانية والدينية. ومن اصطف ضد المعارضة لا يلام فهو يدافع عن مصالحه التي اكتسبها من غير شرعية ولا احقية فهناك مناصب ومنافع حصل عليها الكثير لا من اجل اهليتهم واحقيتهم بل من اجل شيء واحد فقط هو من اجل ان يقفوا هذا الموقف المطلوب منهم في ساعة العسرة اي ان الحبوة التي حصلوا عليها لا بد ان يكون لها مقابل
      والمقابل هو ان يقفوا هذه المواقف ضد المعارضة
      فكل شيء له ثمنه

    • زائر 28 | 2:28 ص

      في الديمقراطيات العريقة

      لابد من تلون المعرضة بكل أطياف الناس....واذا بلون واحد لها عدة أسماء..منها اسم الحراك كلشيوعي الرأس مالي السني الشيعي البوذي مثلا"..واذا اخذ صفة العنف والتعدي علي حرية الغير يسمي بحزب او جماعة

    • زائر 27 | 2:04 ص

      وموالاة المعارضة ليست بمعارضة

      ما رئيك ياهاني....هل لنا ننظر من هذه الزاوية!!!

    • زائر 26 | 1:56 ص

      نعم الكلام لمن ألقى السمع وهو شهيد

      كلام يخترق القلوب التي لا يوجد عليها اقفال أما القلوب المقفلة فسوف تخرج لك اليوم تحاول التعريب والتحريف والتبرير الواهي.
      الجهل البسيط سهل التعامل معه اما الجهل المركب فمن المستحيل افهامه.
      لأن الجهل البسيط يعني ان الانسان جاهل ويحتاج لان يعرف ويتعلم ولكن الجهل المركب هو الانسان جاهل ولا يعرف انه جاهل لذلك هو لا يبحث عن ما يتعلمه
      لأنه في اعتقاده انه صاحب فهم ودراية وهذا من الصعب تعليمه وتدريسه لاعتقاده انه ابا الفيت

    • زائر 25 | 1:51 ص

      تماماً كما هو حال "عدو عدو ي .. صديقي"

      لا غرابة في الأمر ... إنها "المصالح الشخصية" و ما تصنع.

    • زائر 24 | 1:49 ص

      بعد التحقيقات والتقريرات

      تبين لدول العالم بأنه الحراك في البحرين مقتصر علي طائفة واحدة...مما يتعارض مع تسمية اي معارضة في العرف العالمي وهنا مربط الفرس...بينما معرضة المعارضة كما يسميها الغير توجد بها ليست تعدد طوائف فقط بل اديان واعراق والله يهديكم ونسمي الأمور ليس بما يحلو لنا والسلام

    • زائر 23 | 1:40 ص

      انتبهو ولنتصارح

      كيف يسمي حراك من طائفة وحدة بمعارضة...انه حراك طائفي ليخدم طائفة وثبت ببداية لامر....لما أدركو ان العالم لا يسمي معارضة من لون او طيف واحد....بدت مغازلة الاطياف الأخري بأنه الخير للجميع.....نحن نعلم الخير وطريقة ولا نريد من يدلنا عليه بعد ما ظل الطريق ونسانا ثم تذكرنا فعاد لنا...فاذا بنا قد رحلنا عنه..وشكرا" للوسط

    • زائر 22 | 1:34 ص

      شل المطلوب

      والتجمع لم يسمي نفسه معارضة...وكل الحراك في اي مكان لابد له مطالب ويعارض امور ويتفق في امور...لاكن ماذا نسمي المعارضة في كل شي....حتي الرزنامة تعارض متي طل الشهر..معارضة حتي فتح الطرق للناس

    • زائر 20 | 1:05 ص

      م ص ر

      نعم هؤلاء تعجبهم المعارضة ولكنهم لا يستطيعون دفع ثمنها .

    • زائر 18 | 12:59 ص

      ثقافتكم العالية يا هاني

      هناك من لديه ثقافة ديمقراطية عالية ومؤهل لخوض المعترك السياسي لو اعطي الفرصة ، ولكن بالمقابل هناك من لا يريد لهؤلاء المثقفين سياسيا المضي قدما في انتشل البلد مما هي فيه لذا جاؤ ( بمعارضة المعارضة ) الناجضة والرشيدة سياسيا والمتتبع يرى الفرق بين الخطابين والتفريق بين ( المعارضة الطارئة ) والمعارضة الحقيقية

    • زائر 17 | 12:48 ص

      بوركت يا أستاذ

      للعلم إن القذافي كان معارض لنفسه

    • زائر 16 | 12:47 ص

      أصبت يا هاني .... مقالاتك دائما تكون مميزة ... شكرا لك.

      كلام منظقي جدا.

    • زائر 15 | 12:40 ص

      الى الزائر رقم

      Gongos: Government Non-government Organizations وتعني مؤسسات مجتمع غير حكومية مدعومة من الحكومة!!!

    • زائر 14 | 12:39 ص

      معارضة نحن هنا !

      لأول مرة اسمع عن معارضة همها الشاغل ليس ايصال رؤاها وتطلعاتها ولا يوجد لها اي برنامج سياسي او خارطة طريق او تصور .. موجودة فقط لتكون عائق

    • زائر 13 | 12:30 ص

      هاني أتسميها معارضة

      لا توجد معرضة في البحرين....الأولي استغلال كلمة معارضة في مشروع للقفز علي السلطة والكل يعلم بذلك ولو تلونت ما تلونت....والمعارضين لها حقهم بأن يطالبو بما يرونه..هل بسبب تضارب واختلاف المطالب نسقط حق الأخر ..هل هذه الديمقراطية والحرية المطلوبة..أ، تكون معارضة بوكيل واحد(أحتكار)

    • زائر 12 | 12:25 ص

      وبالتالي المعارضة والمعارض لها يجيبو معارضة لهم

      ماذا تقصد هل المعارضة حكرا" ....ولو وجدت معارضة لها ما المشكلة كلنا ضد المعارضة التي عارضت وتعارض حتي الضل كل شي تتعارضه

    • زائر 11 | 12:25 ص

      ديمقراطيه عريقه

      ففي الديمقراطيات العريقة تلبس المعارضة لباس نقيض السلطة لإظهار عيوبها، ومراقبة أدائها، عندما تكون تلك الحكومة ممثلة عن الشعب، فالشعب اختارها من أجل إصلاح حالها، لكن أيضاً اختارت المعارضة لكن بدرجة أقل لمراقبة لسلطة.

      لحظه لحظه....

      هل نحن ديمقراطيه عريقه لها 100 او 200 سنه.

      اي برنامج سواء كان ديمقراطيه او غيره يحتاج لمراحل طويله للوصول للنتائج المرجوه.

    • زائر 10 | 12:21 ص

      معارضة بفلوس مو بلاش

      نعم تم تصنيع معارضة للمعارضة
      ولا ارى ضير في التحاور معها ام على اساس انها مع السلطة جزء منها
      او ان السلطة تترك مكانها لنتحاور مع معارضة المعارضة .

    • زائر 9 | 12:16 ص

      عجبني المقال

    • زائر 8 | 12:14 ص

      معارضة المعارضه لدعم النظااااااااااااااااام

      معارضة لا تطال بحقوق المواطن ليست معارضه؟ولا تمثلنى ابدا؟وبالفعل ان ما ظهر فى هذه الايام من معارضة المعارضه تعتبر من جمعيات الكونغو اجارنا الله واياكم من شرورها ومرضها المزمن المدفوع الاجر .

    • زائر 7 | 12:00 ص

      اين هي الديمقراطية ياستاذ هاني وهل المعارضة وحدها في الوجود

      بالتأكيد لم توجد المعارضة لتعارض المعارضة، وإلا تحولت هذه المعارضة الرافضة للمعارضة أداة من أدوات السلطة لمحاربة غريمتها المعارضة

    • زائر 6 | 11:36 م

      معارضة المعارضة

      معارضة المعارضة جزءا من السلطة

    • زائر 5 | 11:14 م

      نعم تولد صدفه ياهاني

      اذا اقتضت الظروف تولد معارضات صدفه من ارحام قدر لها ان تنجب معارضات بدون اباء ربما استنساخ لان وببساطه العلم تتطور ربما هي على شاكله اطفال الانابيب نطف جاهزه ومثلجه موضوعه في ثلاجات تتدنى فيها البروده مئات الدرجات تحت الصفر وقت الحاجه بس تحتاج لسخونه كي تدب الروح فيها لتكون معارضت المعارضات يوليدي حالنا هو اقرب للهلوسه اقرب لحاله مريض يعرف خطوره مرضه ولهذا يتناول انواع العقاقير الضاره والنافعه منها بدون استشاره طبيب ولذلك تسوء حالته المرضيه يوم بعد يوم شافاك الله ياوطني العليل..ديهي حر

    • زائر 4 | 11:04 م

      شكرا لك هاني الفردان

      مقال يستحق القراءه بس وش معناه الغونغو !!

    • زائر 3 | 11:01 م

      ان الله مع الصابرين

      الله يكون في العون
      مشكور وماقصرت ياولد الفردان عاد انشاله اناس تسمع او تحس ترى الاحساس نعمه

    • زائر 2 | 10:43 م

      بوركت استاذ

      في الصميم .. وهو خير الكلام !

اقرأ ايضاً