العدد 3463 - الأربعاء 29 فبراير 2012م الموافق 07 ربيع الثاني 1433هـ

التوتر بشأن ايران يثير مخاوف في منطقة جنوب القوقاز

يرى محللون ان منطقة جنوب القوقاز تشعر بعواقب التوترات المتعلقة بايران المجاورة بعد احباط هجوم ضد اسرائيليين في جورجيا والخلافات بين اذربيجان والجمهورية الاسلامية حول شراء اسلحة.
وفي حين ان التهديد بشن هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية يتصاعد، تخشى الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث في جنوب القوقاز -جورجيا واذربيجان وارمينيا- ان تؤدي ضربة عسكرية محتملة الى زعزعة استقرار منطقة هشة اساسا امام التوترات.
وقال سفانتي كورنيل مدير الابحاث في معهد آسيا الوسطى والقوقاز "كما يحصل على الدوام حين تتوتر العلاقات بين اكبر القوى المجاورة للقوقاز، فان منطقة القوقاز تتاثر".
وبالتالي فان اذربيجان التي تقيم علاقات جيدة مع اسرائيل واشترت منها في الاونة الاخيرة اسلحة بقيمة 1,5 مليار دولار، رفضت الاربعاء الانتقادات الايرانية حيث ان طهران تشتبه بان الدولة العبرية تريد استخدام حليفتها القوقازية خلال "اعمال ارهابية" ضد ايران.
وسبق ان اتهمت طهران في منتصف شباط/فبراير باكو بالتعاون مع اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وبتسهيل اغتيال العلماء النوويين الايرانيين في السنوات الماضية.
وما يدل على انعكاس التوترات بين اسرائيل وايران على منطقة القوقاز فان عدة مؤامرات تقول الحكومة الاسرائيلية انها دبرت في ايران، احبطت في الاسابيع الماضية.
وفي جورجيا اعلنت الشرطة في مطلع شباط/فبراير انها فككت قنبلة قرب السفارة الاسرائيلية. وفي اذربيجان تم توقيف اشخاص يشتبه في انهم حضروا لهجمات ضد اسرائيليين.
واذا كانت منطقة جنوب القوقاز تخضع منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق لصراع نفوذ بين روسيا والغربيين فان القوى الاقليمية لا سيما ايران وتركيا تريد ايضا تحقيق طموحاتها في هذه المنطقة.
وقال فافا غولوزاده المستشار السابق للرئاسة في هذا البلد الغني جدا بالمحروقات لوكالة فرانس برس "منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، تريد ايران وضع يدها على اذربيجان".
والعلاقات بين البلدين معقدة ايضا بسبب وجود اقلية كبرى من الاذريين في ايران.
وقال لورنس شيتس الخبير في انترناشونال كرايسيس غروب ان "اذربيجان قلقة من احتمال مجيء لاجئين في حال تزعزع استقرار الوضع (في ايران) بعدما واجهت مثل هذه المشكلة مع اشخاص نازحين داخل البلاد".
والحرب بين اذربيجان وارمينيا من اجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باخ، الجيب الاذربيجاني الذي يضم غالبية ارمنية، اوقعت 30 الف قتيل وتسببت بنزوح مئات الاف الاشخاص بين 1988 و 1994. ورغم وقف اطلاق النار فان باكو لا تخفي رغبتها في الانتقام.
من جهتها تخشى جورجيا، حليفة الولايات المتحدة والدولة الممر للغاز والنفط الاذربيجاني الذي ينقل الى اوروبا، من تهدد هذا "الدور الاستراتيجي" كشريك للطاقة في حال وقوع "حرب في ايران" كما يقول المحلل الجورجي سوزو تسينتسادزه.
وتخشى تبيليسي ايضا ان تستفيد روسيا التي اجتاحت البلاد في اب/اغسطس 2008 لصد القوات الجورجية التي كانت تحاول استعادة السيطرة على منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا، من نزاع ايراني محتمل لكي تتوغل مجددا في الاراضي الجورجية.
واخيرا فان ارمينيا التي لا تقيم علاقات مع جيرانها -اذربيجان وتركيا- تعمل جاهدة منذ ذلك الحين لاقامة علاقات جيدة مع ايران وروسيا.
وقال تسينتسادزه ان "اي تصعيد في الوضع في ايران يطرح مخاطر فعلية على كل دول جنوب القوقاز".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:03 ص

      نحن الخاسر الاكبر

      ان ما تقمو به امريكا و بعض المتطرفين في الوطن العربي من اثارة المشاكل و الفتنه الطائفيه انما هو هدفه زعزعه المنطقة و هذا يخلق لدى الحكومات العربيه حالة من الخوف مما يدفعها لشراء الكثير من الاسلحة و هذا ما تقصده امريكا .

      فأمريكا همها الاكبر هو تعزيز الاقصاد الامريكي من خلال بيع الاسلحة للعرب و نهب ميزانية الدول العربية من خلال بيعها الاسلحه ..

      و الجميع يعلم عدم صحة انباء وجود حرب في المنطقة

اقرأ ايضاً