العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ

الأطبّاء والمحامون مفخرة أخرى

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أكبر وأهم وأغرب القضايا المعروضة أمام القضاء البحريني ما عُرف بـ «قضية الطاقم الطبي»، التي لم تنته فصولها بعد.

قصة الكادر الطبي بدأت مع منع خروج سيارات الإسعاف لنقل جرحى ميدان اللؤلؤة، ووصول الدفعات الأولى عبر السيارات الخاصة، حيث تحول طوارئ السلمانية مصدراً لآخر الأخبار. ما حدث كان استجابة تلقائية لمعالجة موقف كارثي، أملاه القسَم والواجب على الأطباء والمسعفين والممرضين. هذه هي الخلاصة، دون أسلحة وتمييز في معالجة المرضى، مما فبركه الإعلام لاحقاً.

جلسة الخميس الماضي طالت عشر ساعات، وطالب فيها الدفاع بلجنة طبية مستقلة للفحص على ما تعرّض له الكادر الطبي من تعذيب. وفي جلسة الثلثاء عرضت هيئة الدفاع فيلماً توثيقياً بعنوان «لماذا يحاكمون»، فنّد مقولة احتلال مجمع السلمانية الطبي، بعرض لقطات لمسئولين بالصحة يشرفون على إدخال ومعالجة الجرحى، وشخصيات حكومية تنفي وجود الأسلحة التي دندنت عليها بعض الجهات.

الكوادر العشرون صدرت ضدهم أحكامٌ بين 5 و15 عاماً، صدمت المجتمع الدولي، فصدرت بيانات إدانة ضدها، وحازت قضيتهم تعاطفاً واسعاً لدى الرأي العام المحلي والدولي. ولو كانت هناك مراجعةٌ سياسيةٌ حصيفةٌ لتمّ إنهاء هذه القضية في أقرب وقت، لكن ما جرى هو إصرارٌ على تجريم أطباء كل تهمتهم الالتزام بالقسَم الطبي ومعالجة الجرحى. وهو إصرار يقود إلى تدمير سمعة البحرين التي بنتها الكوادر البحرينية عبر عقود، باجتهادها وكفاءتها التي يشهد لها الجميع. والمحزن أن أجهزة إعلامية رسمية وشبه رسمية تورطت في هذا المستنقع بطريقة غير مسبوقة ودون مبالاة.

هذا على المستوى الإنساني والمهني البحت، أمّا على المستوى الحقوقي فقد أبلى المحامون، وأغلبهم من المحامين الشباب من الجنسين، بلاءً حسناً في الدفاع عن هذه الكوادر أمام القضاء، حيث سيحسب لهم موقفهم المهني المشرِّف في ترسيخ الممارسات القانونية وصيانة حق المواطن في الدفاع عن حقوقه أمام تغوُّل الدولة وأجهزتها.

القضية بدأت بقصة وستنتهي إلى قصص أخرى، بسبب تداخل السلطات الثلاث، فقبل أسابيع اتهمت النيابة العامة فريق الدفاع بأنّ لديه «أجندات خاصة»، وتعمّد «المماطلة» و «التطويل»، مع أن من مسئولية المحامي في كل دول العالم الدفاع عن موكّله مهما كانت قضيته، فكيف إذا كانت بهذا الجلاء.

أحد الصحافيين (اللقطة)، لم يجد مهمزاً في أداء المحامين غير اتهامهم بالعمل «بطريقة محكمة»! وحاول الإيحاء بأنهم لقّنوا الشهود بما يقولونه، ونسي أن اتفاق شهادات عشرات الشهود يدلّ على ثبوت الحقائق ورسوخها. ونسي أن هناك مئات الشهود ممن حضروا وقائع السلمانية ورأوا بأعينهم كيف عالج الأطباء مئات الجرحى وأعينهم مغرورقة بالدموع.

هذا الصحافي (اللقطة) وصف الأطباء الذين برّأهم بسيوني في تقريره الشهير، بوزير دعاية هتلر (جوبلز) الذي يكذّب الكذبة فيصدّقها، وهو مثالٌ ينطبق على مزوّري الحقائق ممن خانوا أمانة القلم وشرف المهنة، وليس على الأطباء والمحامين الذين يحملون في قلوبهم كل هذه الرحمة والحب للإنسانية المعذَّبة.

لقد لعب المحامون الوطنيون في الهند وجنوب افريقيا ومصر وتونس وغيرها... أدواراً تاريخيةً في تحرّر الشعوب ونهضة الأمم. واستهداف المحامين والتشكيك في الشهود بهذه الصورة المتخبطة يضرب ركناً أساسياً من أركان العدالة ومخالفةٌ للقانون الدولي، ويتعارض مع حقّ الناس في الحصول على دفاع أمام قضاء نزيه.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 4:41 م

      رب ارجعوني, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

      كلمة شكر للكاتب الكبير الأستاذ قاسم حسين, هذا الطبيب الذي رهن نفسه قبل قلمه في قول الحق دون هوادة, حقا نحن محتاجون لمثل هذه الأقلام المبلسمة للجراح, وكم يؤسفنا بل يحرق قلوبنا أولئك الذين ستلاحقهم أقلامهم وسطورهم التي لا يدخرونها إلا في الرخاء, ,,,

    • زائر 33 | 1:08 م

      الناس والمهن

      من المعلوم أن الطب يعالج الأمراض التى قد يصاب بها جسم الانسان. وأما الامراض التي تصاحب معاملات الناس فتحتاج الى مهني متخصص ويملك الكفاءة للدفاع ليس عن الجراثيم وانما للحيلولة دون بلوغ الجراثيم مبتغاها .. كما في الطب تملماً.
      فأين الطبيب وأين المحامي من السياسي الا مهنة له؟؟

    • زائر 32 | 1:00 م

      16 و 19 ألم تعلمك أمك بأن الكذب حرام؟!

      الكذاب عدو الله يا رجل!!

    • زائر 31 | 12:54 م

      ردا على تعليق 14

      أكيد الاخ يشتغل في التحقيقات و مقهور من رواتب الاطباء خاطري اعرف مستوى شهادتك

    • زائر 30 | 12:54 م

      وماذا عن الثلاثة الذين لازالوا خلف القضبان يا أستاذ قاسم؟!

      شكرا على الموضوع وقلمك الشجاع كالعادة أستاذ قاسم، ولكن:
      هناك ثلاثة من الطاقم نفسه لازالوا رهن الإعتقال برغم خروج الطاقم بكامله، هؤلاء هم: الممرض المعتوق والصيدلاني المشتاط، و الستيني المريرض جدا إداري مستشفى الولادة ودار المسنين بالمحرق السيد يونس عاشوري الذي سيقدم لمحكمة اسئتناف يوم 25 مارس.. السؤال هل سيحظون بالحديث عنهم ايضا؟!

    • زائر 29 | 9:31 ص

      اقص يدي اليمين قبل الشمال

      تعليق 16 و19 نفس الشخص ويثني على نفسه عقليه مصديه ذرة ذكاء مافيه يدفع الله البلاء...ديهي حر

    • زائر 28 | 7:21 ص

      صح النوم

      الظاهر زائر 16 وزائر 19 للحين نايمين !!!!

    • زائر 27 | 6:36 ص

      تعليق رقم 16 كفو عليك

      كفو عليك يالغالي بس ياليت الجماعة يقرون تعليقك

    • زائر 26 | 6:20 ص

      نحبكم

      نحبكم أيها الأطباء،نحبكم أيها المحامون، نحبكم أيه التربويون...فأنتم تكونون تاج الوطن بمعية الشعب

    • زائر 25 | 6:01 ص

      لقد قالها الطبيب الشريف طه الدرازي كلمة يجب ان تعلق بماء الذهب

      لنعرف ما هي اصالة هؤلاء الاطباء اقول سأل الدكتور طه
      الدرازي ماذا تقول لمن آذاك إبان هذه الفترة أتدرون ماذا كان رده اسمعوا يا أولي الالباب ماذا قال:
      لو جائني من كان سبب ألمي لعالجته بدون تردد
      هكذا هم اطباؤنا فاتعظوا يا أولي الالباب أيها الناس
      خل عندكم شوي ذوق ترى الزمن دوار وربما يأتي اليوم الذي تحتاجون الى هؤلاء الاطباء ولا يكون شفاؤكم الا على ايديهم

    • زائر 24 | 5:55 ص

      موضوع مهم جداً

      أحد الصحافيين (اللقطة)، لم يجد مهمزاً في أداء المحامين غير اتهامهم بالعمل «بطريقة محكمة»! وحاول الإيحاء بأنهم لقّنوا الشهود بما يقولونه، ونسي أن اتفاق شهادات عشرات الشهود يدلّ على ثبوت الحقائق ورسوخها. ونسي أن هناك مئات مقاطع الفيديوهات تبين كيف كان الأطباء يعتدون على المصابين الأسيويين الشهود ممن حضروا وقائع السلمانية ورأوا بأعينهم كيف عالج الأطباء مئات الجرحى وأعينهم مغرورقة بدموع التماسيح .

    • زائر 23 | 5:48 ص

      الاطباء

      لد تقيدها المخبرات الفلتة لاتوجد في العالم مثل ذكائهم والدليل يضعوا اسلحة في المستشفى ويتهمون الأطباء بها هذه عقلية الخمسينات ومازالت موجودة عندهم هم في وين والعالم وين

    • زائر 22 | 5:33 ص

      ردعلى تعليق 11

      ليش هذه الجماعة مرفوع عنها القلم وله شنهو فهمونا نبي نفهم هالمهاترات التي تنقال حدث العاقل بما يعقل

    • زائر 21 | 4:23 ص

      حب الوطن جمعهم

      حب الوطن والإنسان جمع الأطباء والمحامين في قلب و قالب واحد وهذا ليس بغريب على شعب البحرين الأصيل المنتمي لهذه التربه الطاهره وتربيته الإسلاميه تحتم عليه أن يكون بهذا النهج القويم ويسير على السراط المستقيم.

    • زائر 19 | 3:03 ص

      إنها اوال وكفى

      نعم إنها اوال مفخرة الماضيين والمعاصرين والقادمين ، سجل التاريخ لها في كل حقبه ومفاصله الريادة والعنفوان والسبق ايضا ...

    • زائر 18 | 2:52 ص

      فشلتونا

      فضحتونا بين الامم مشفنا دكتور ينضرب ولاطبيب ينسجن ويعذب ويهان من ادنا واحقر الناس السبب انه ادا الواجب وعالج الناس وحمل الامانه

    • زائر 17 | 2:41 ص

      سيدنا

      راح اذكر مشهد احد الاطباء يساله المحقق كم راتبك فيجيبه برقم ما فيغر هذا المحقق فاه ويقول له ايها ... انت تستلم اضعاف ما استلمه يرد عليه الطبيب انا تعبت واجتهدت حتى اصبحت طبيبا فما ذنبي انا
      العقليه عقليه غيره وحسد وانتقام لكن العواقب ستكون وخيمه على كل من اعتدى وظلم والعاقيه للمتقين اللهم ارحم شهدائنا وانتقم لنا من من قتلهم في الدنيا قبل الاخره

    • زائر 16 | 2:32 ص

      أبناء هذه الارض الطيبة

      لقد كنت احد المتواجدون باستمرار بمستشفى السامانية الطبي بقسم الطوارئ ورأيت كيف كان الطاقم الطبي يعمل كخلية من النحل في علاج المصابين والمرضى دون تمييز وكنا مبهورين من أدائهم المتميز فقد أثبتوا انهم أبناء هذه الارض ولاننسى المحامون الذين لم يبخلوا بجهدهم على اي كان فقد تدافعوا للدفاع عن المعتقلين حتى في ايام السلامة الوطنية لم يتقاعسوا بل فاموا بواجبهم انهم ابناء هذه الارض الطيبة.

    • زائر 15 | 2:21 ص

      ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين

      الذي حصل للاطباء هو بخس بمعنى الكلمة وقد كان من المفروض ان يتم تكريمهم ولكن بسبب البخس
      حصلوا على ما لا يليق بمقامهم ولا بجهدهم.
      وكما هو الحال دائما يأتي التكريم من الخارج اما هذه
      الحكومة فلا تكرم من يستحق فالجوائز التقديرية
      حصل عليها الكثير من البحرينيين في الخارج اما في الداخل فلهم السب والشتم والتخوين والحمدلله
      والامر كله لله فهو على كل شيء شهيد

    • زائر 14 | 2:11 ص

      ياكاتبنا العزيز

      لاتنسى طلبة جامعة البحرين وموظفيها وكوادرها. فإبني اعتقل 11 ساعة ويوم المحاكمة الأولى لم يقرأ اسمه وقال القاضي عندما سألته المحامية عن اسمه ليس معهم ولكن ضعوا اسمه والخمس التهم مثل الأخرين ولم تجد المحامية له ملف في النيابة مع ذلك حكم سنه

    • زائر 13 | 2:06 ص

      نعم هم مفخرة وهم تاج راسنا ولقد ابهرني ما رأيت منهم

      لقد كنت احد المتواجدين في خلية النحل ورأيت بأم عيني كيف كانو يعملون بأقصي ما أتو.
      نعم لقد بهرت من المنظر وحقا لهم ان يكرموا ويتوجوا
      ويعطوا الشارات فقد انقدوا الكثير ولم يقصر احد منهم
      لقد رأيت العجب العجاب في ذلك اليوم وكنت اتوقع
      ان يحصلوا على تقدير الدولة وتقدير العالم.
      يبقى ما بذلوا هو ذخرا لهم في يوم الحساب وسنحمل لهم هذا الجميل ما حيينا وسنورثه لابنائنا

    • زائر 12 | 1:59 ص

      إن لله في خلقه شئون

      لا يعرف الانسان ما مصيره في الحياة ففي كل العالم الاطباء هم المهنيين الذين يحضون بالتقدير الاكبر دوكتور ساب في الهند وفي امريكا هم عمود فقري رفع بسمعة الولايات لتصبح أهم المستشفيات هي في الولايات المتحدة.
      السؤال هنا ماذا دهانا، هل هذه خطة لتهجير العقول النيرة هل هناك حماقة أكبر من المساس بهذا الكادر المجاهد الذي يبدل حياته كلها يتعلم من أجل ان يحمي لنوع البشري؟

    • زائر 6 | 1:34 ص

      إصرارٌ على تجريم أطباء كل تهمتهم الالتزام بالقسَم الطبي ومعالجة الجرحى

      السبب الرئيسي للإصرار على تجريم الاطباء وبقية الطاقم الطبي هي كونهم شهود عيان على جرائم غير مسبوقة ارتكبت ضد المتظاهرين كما أوضح الفيلم الذي عرض في اثناء المحاكمة!!!!

    • زائر 4 | 1:11 ص

      وصمة عار في جبين الطب

      والله وصمة عار في جبين مهنة الطب في البحرين

    • زائر 3 | 1:11 ص

      لا تستغرب

      لا تستغرب فأنت في البحرين بلد العجائب "!!!!!"

    • زائر 2 | 12:19 ص

      نعم سيدنا انها اوال مفرخه لمفخرة المفاخر

      هم من ترفع بهم الرؤس اطباء ومهندسين ومحاميين جلهم من النوابغ ولدو من رحم اوال لأسر كان عائلها بلكاد يستطيع توفير لقمة العيش والحياه الكريمه لمن يعيلهم تميزوا وتالقوا في مجالات عده رافعين اسم البحرين في شتي المحافل وحين يمتحنون تغص بأسمائهم لوحات الشرف وحين تسبر اغوار المعالي يشار لهم بل البنان هولاء ابناء اوال ومفاخرها
      لم تغيرهم المراكز ولا الشهادات هم هم مثل ماكانوا قبل التميز وبعده يتفاخر الفرد منهم انه ابن فلان الذي كان يسترزق مما تهمر جبينه من عرق لتوفير اللقمه الحلال فنعم المعادن..ديهي حر

اقرأ ايضاً