العدد 3487 - السبت 24 مارس 2012م الموافق 02 جمادى الأولى 1433هـ

ما هو تأثير الربيع العربي على القضية الفلسطينية؟

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

قبل ما يقارب العام، بدأت في تونس موجة من الثورات أدت إلى إسقاط حكام تونس ومصر وليبيا واليمن واحداً تلو الآخر. وها هم السوريون يقدّمون العشرات من القتلى كل يوم على أمل تحقيق نفس الأهداف في العيش بحرية وكرامة تحت نظام ديمقراطي. في هذه الأثناء، يتساءل الكثير من الفلسطينيين عن أثر تطورات السنة الماضية في العالم العربي على كفاحهم من أجل الحصول على الاستقلال.

بدأ الكثير من الفلسطينيين بعد الحرب العربية-الإسرائيلية العام 1967، والتي شكلت بداية انحلال الهوية القومية العربية، يشعرون بأن نضالهم يخصّهم هم فقط. ويُظهِر استطلاع أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للرأي العام أن الفلسطينيين لم يغيّروا وجهات نظرهم حول نظرة العالم العربي الكبير إلى قضيتهم. يشعر 65 في المئة من المستَطلعين أن الربيع العربي سيكون له أثر سلبي على القضية الفلسطينية. ويقول رئيس المركز الفلسطيني للرأي العام، نبيل كوكلي، إن معظم الفلسطينيين ينظرون إلى «الربيع العربي» على أنه «خريف فلسطيني». ويشرح كوكلي أن الأنظمة العربية الجديدة وشعوبها مشغولة اليوم بقضاياها الداخلية أكثر من انشغالها بمستقبل الفلسطينيين.

الوضع الداخلي للدول العربية التي عاشت الربيع العربي حتى الان غير مستقر بالطبع لأن كل دولة تحاول ترتيب اوراقها الداخلية. لذلك فان الوضع الداخلي لهذه الدول موجود على رأس سلم الاولويات في الفترة الحالية، حيث تحاول كل دولة إيلاء جل اهتمامها لشئون داخلية مثل الاقتصاد والأمن.

يذكره انه ومنذ بداية الربيع العربي، حدثت تغيرات كثيرة في مسار القضية الفلسطينية كان اهمها توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة من أجل كسب تأييد دولي للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. إلا أن هذه التطورات على الساحة الفلسطينية لم تلاقِ اي تحرك في الشارع العربي ولا في الحكومات الجديدة في الدول العربية. ولو أن الشارع العربي رفع صوته وناشد العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو في الأمم المتحدة، لكان بإمكان ذلك التأثير على اللاعبين الكبار، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، لتفكّر بإيجابية أكثر حول عضوية فلسطين، خصوصاً وأن لهذه الدول علاقات مع العالم العربي ترتكز على مصالح حيوية.

سيمضي بعض الوقت قبل أن يهدأ غبار الثورة وتصل الدول العربية التي تمر بفترة تحوّلية إلى نقطة تستطيع فيها إعادة هيكلة سياستها الخارجية وعلاقاتها الدبلوماسية. ويستطيع المرء النظر إلى مصر ليرى كيف تأثّر وضعها في العالم العربي وفي المنطقة عموماً بعد الثورة. يستطيع المرء أيضاً أن يناقش أنه قبل ذلك، كانت مصر هي القوة العربية الرئيسية في الشرق الأوسط، التي تلعب دوراً مهماً في الوساطة بين العالم العربي والغرب. والدليل على ذلك هو ان الرئيس الأميركي باراك اوباما اختار مصر كمحطة رئيسية يلقي فيها خطابه الأول الموجّه إلى العالم الإسلامي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، وذلك في يوينو/ حزيران 2009.

إلا أن الدور الذي تلعبه مصر في الساحة السياسية اليوم بات ضعيفاً لان أوراقها الداخلية مازالت مبعثرة. وعندما يُقتَل العشرات في مباراة كرة قدم في مصر، ليس هناك مجال لتركيز الاهتمام على السياسة الخارجية.

لا يملك الفلسطينيون الوقت للانتظار حتى يبدي الشارع العربي اهتماماً أكبر في قضاياهم، ويتوجب عليهم الدفع إلى الأمام وبناء قواعد وأسس دولتهم المستقبلية.الاعتماد على الذات في هذا الوقت أساسي لمستقبل الدولة الفلسطينية المستقلّة، ولا يحتاج المرء سوى النظر إلى الخطوات التي اتخذها الصهيونيون لتأسيس دولة «إسرائيل». لم ينتظروا العالم ليصحو من سباته. عملوا قبل عقود من العام 1948 بجد لبناء البنية الأساسية لدولتهم، وعندما أوجدوا العناصر الرئيسية للدولة، قدّم العالم دعمه لها.

تملك الأجيال الشابة من الفلسطينيين القدرة للقيام بذلك. ربما يكون الشباب العرب، الذين قاموا بمبادرة الربيع العربي قد حصلوا على الإلهام من النضال الفلسطيني، وخصوصاً الانتفاضة الأولى والحركة اللاعنفية في السنوات الأخيرة. أعتقد أن الشباب الفلسطينيين يملكون القدرة اليوم على تحقيق ربيع خاص بهم.

ليس هناك من شك بأن الدعم العربي، إذا جاء مبكراً، سيقوّي المركز الفلسطيني ويخلق أوضاعاً أفضل للتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية. يمكن للضغوطات الدبلوماسية من جانب هذه الدول، وخصوصاً من دول الخليج، وكذلك من الأردن ومصر، التي تملك اتفاقات اقتصادية وعسكرية مع قوى عالمية كبرى، أن تغير قواعد اللعبة بصورة أسرع. وسيكون ذلك أكثر فاعلية بشكل خاص إذا قامت الدول العربية بتشكيل توجّه موحّد نحو القضية الفلسطينية.

إلا أنه حتى في غياب الدعم العربي، لا يسع المرء إلا أن يضع أمله في الشباب الفلسطيني ليقوم بتحقيق التغيير على الأرض، والحصول على حرية الشعب.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3487 - السبت 24 مارس 2012م الموافق 02 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:36 ص

      فاطمة

      مقال جميل و تحليل منطقي جدا

    • زائر 1 | 3:47 ص

      يمنية

      ها نحن الان في عصر جديد بعد الانتخابات الرئاسية وذهاب صالح وتولي عبدربة السلطة الوضع اسوء مماكنا فيه ليس العيب في الرئيس الجديد وانما في من قاموا بالانقلاب لانه ليس تورة وانما تخريب واحقاد

اقرأ ايضاً