العدد 3487 - السبت 24 مارس 2012م الموافق 02 جمادى الأولى 1433هـ

سُحب مسيلات الدموع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم يكن الجوُّ بارداً؛ فمازلنا في شهر مارس/ آذار، ولم يكن ضباباً والوقت الرابعة والنصف من عصر الجمعة الماضي، وإنما كانت سُحُباً من مسيلات الدموع.

كان أطفال العائلة يلعبون في فناء (حوش) «البيت العود»، وفجأةً دخلوا إلى الصالة المغلقة، بعد أن بدأت سُحُبُ الدخان الخانقة تغرق شوارع القرية.

كان المنظر أشبه بالضباب الكثيف، أو قطع السحاب التي تعبر السماء في الشتاء. واستمر الإطلاق إلى ما بعد أذان المغرب. كانت مع العائلة بعض نساء الجيران اللاتي اعتدن على زيارة الوالدة كل يوم.

استخدام مسيلات الدموع أصبح موضوعاً ملحّاً في البحرين، بعد أن أصبح أداةً عقابيةً لعشرات القرى، التي يقطنها عشرات الآلاف من المواطنين الذين يُحاصَرون في منازلهم كل مساء. وهي من المناطق المحسوبة تقليديّاً على المعارضة، وتتميز بكثافة سكانية عالية، وحراكٍ سياسيٍّ قوي، وبنيةٍ تحتيةٍ هزيلةٍ وخدماتٍ ضعيفة يكشفها أي هبوب ريح قوية أو تساقط زخاتٍ من المطر.

بتنا نقرأ يوميّاً أخباراً عن حالات وفاة اختناقاً بالغازات السامة التي تخلّفها مسيلات الدموع. وبتنا يوميّاً نشاهد صوراً لمنازل متضرّرة للسبب نفسه، احتراقاً أو تكسيراً للنوافذ والأبواب. ولشيوع هذه الأخبار وتوثيقها بالصور ولقطات الفيديو في الإعلام الحديث (كمواقع التواصل الاجتماعي) يصبح من الصعب دحضها أو تكذيبها أو ادعاء فبركتها.

هناك مشكلةٌ كبرى إذاً، وهناك معاناةٌ يوميّةٌ واسعةٌ لعشرات الآلاف من المواطنين في عشرات المناطق والقرى. وإحدى الظواهر المستجدة وجود طلبٍ كبيرٍ على شبابيك الألمنيوم لتحصين النوافذ، واستبدال الأبواب الخشبية بأخرى من الألمنيوم أو الحديد المطاوع. وهو عبء اقتصادي إضافي على كاهل هذه الأسر حين يُضاف على موازنتها الشهرية «بند» تحصين المنزل من مسيلات الدموع.

لم تقتصر الأضرار على تكسير النوافذ والأبواب، بل تعدّى ذلك إلى تكسير زجاج السيارات المتوقفة أمام البيوت. وهناك شكاوى يوميّة تصل من مختلف المناطق المحسوبة على المعارضة بهذا الخصوص، تكتفي الصحافة بنشر بعضها كعيّناتٍ متفرقةٍ ليس إلا.

وأنا أكتب هذا المقال تلقيت اتصالاً من أحد المواطنين من «الغُرَيفة»، وهي قريةٌ صغيرةٌ تقع على طرف العاصمة الجنوبي، ولا تبعد عن شارع المعارض أو المنطقة الدبلوماسية بأكثر من كيلومتر واحد أو كيلومترين.

من مميزات الجيل الجديد من مسيلات الدموع أن رائحته تعلق بالجو لأكثر من 12 ساعة، كما يحدث في منازلنا أو حتى في مسجد قريتنا التاريخي (ناصر الدين). واكتشفنا أنها أقوى تأثيراً من العود الكمبودي لأنها تعلق بالملابس أكثر من 24 ساعة.

بصدقٍ... ألم يحن الوقت لإيقاف استخدام مسيلات الدموع الخانقة ضد المواطنين في عواصم الربيع العربي؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3487 - السبت 24 مارس 2012م الموافق 02 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 46 | 1:17 م

      تصور

      العمال الآسيويين قاموا يجمعون مسيلات الدموع ويبيعونها لمصنع الالمنيوم والحديد

    • زائر 45 | 9:54 ص

      لماذا لا توجه هذه السموم للعدو بدلا من الأخ؟!!!

      بعد توقف إطلاق تلك الغازات مع أذان المغرب لبعض الوقت أخذنا أطفالنا للمسجد للصلاة والدراسة وبالرغم من محاولات القائمين على المسجد بإخراج ما تبقى من تلك السموم التي أطلقتها (رجال أمننا )إلا إنها بقية عالقه إنها محاولات مستمرة للإبادة الجماعية فلماذا لا توجه هذه الأسلحة للعدو المشترك وهو الكيان الصهيوني المحتل بدلا من توجيهها لإخونكم في الدين والوطن يا مسلمين .

    • زائر 44 | 7:49 ص

      رد على كل يومين مقال (زائر 15)

      موضوع مسيلات الدموع وأيد مهمه اذا انت مو حاس فيها غيرك وأيد متضررين منها وخصوصا الاطفال وكبار السن كابوس يومي لهم ويجب وقفها فورا. عجبي!!!

    • زائر 43 | 7:03 ص

      تسلسل 12 ما في أهم من أرواح الناس

      واللي موعاجبه لا يطالع الوسط ، الوسط صوت الشعب والشعب مجروح ومقتول ومسموم ،، فهمت ؟؟ ونشكر السيد قاسم لتبنيه هذتا الملف ( قتل الناس ) بمسيلات الدموع انم كنت لا تشعر بالأخرين فغيرك لديه الغيرة والشعور الذي يجعله يفزع للناس ، ومنع هذا الأستهتار بأرواحهم .

    • زائر 42 | 6:15 ص

      اشلون

      ياريت تفيدوننا . اذا كان مسيل الدموع جريمة حرب والشوزن كذلك والخ.. اذا كيف يمكن التصدى للارهاب وايقاف عنف الشارع ؟ تعرفون ان الوقت تغير ولن تصلون لاى مكسب مهما صغر بدون وقف العنف والاعتذار عن جريمة شق الوطن عندها يصير خير

    • زائر 41 | 6:09 ص

      كل يومين مقال

      ردينا حق موضوع مسيلات الدموع

      ترا في مواضيع وايد مهمة

    • زائر 40 | 5:59 ص

      بل غازات سامه قاتله

      سيدنا أتحداك تشم مسيلات الدموع "السامه" وتنزل منك دمعه واحده!!! إنه غاز سام خانق قاتل وأنا أعني وأعي ما أقول ومن يقول أني أبالغ حياه ستره ويشم ( الموت ) من الغازات التي يطلقها البواسل.. والمصيبه العظمى ياسيدنا العزيز إننا تعودنا على ريحته :)) تصدق!!

    • زائر 39 | 5:56 ص

      ليت هناك من يستمع

      المشكلة ليست في الشكوى من سحب المسيلات او غيرها من انتهاكات رجال الامن في حق المواطنين المسالمين
      المشكلة هل من مستمع عاقل في الحكومة لايصال البلد الى بر الامان عبر حوار منتج وليس شكلي للاعلام فقط

    • زائر 38 | 5:53 ص

      المعادلة المثلى لإيقاف أستخدام مسيلات الدموع !!

      المعادلة هي كما يلي , بدون تفلسف ولا هذرة زايدة !!
      وقف العنف والخروج على القانون و الأعتداءات الأرهابية على الممتلكات والأرواح = وقف مسيلات الدموع !!!

    • زائر 37 | 5:25 ص

      الم يحن الوقت وفتح الدوار

      تعطلت مصالح الناس
      متى يختار الموطن من يريد ليحكم عطلتم مصالح الشعب
      شكرا للوسط

    • زائر 36 | 5:14 ص

      الكل يسبب الأذى

      الأخ حسين اني اود اسألك التالي وانت تسكن في الخميس : لماذا يقتلع الطابوق الأحمر من جوانب الشوارع في القرية - لماذا ترمى اكياس القمامة السودا امام منازلنا ثم تحرق الا تحتوي على غازات سامة - لماذا نمنع من الخروج من منازلنا او الدخول اليها اذا اراد بعضهم ذالك - قطع الشوارع يتم في كل ليلة وبدون سبب - الا يوجد في هذه البيوت اطفال الا يوجد مرضى- عجائز - نحن ضحايا الطرفين وليس الحكومة فقط - بلادي

    • زائر 34 | 4:52 ص

      عدم الاحساس بالمسئولية والاستهتار بارواح المواطنيين

      نعم لا يرر احتجاج الشباب بالمطالب في الشوارع قتلهم ونشر السموم بهذه الطريقة الهمجية الا ناتج من عدم الاحساس بالمسئولية والاستهتار بارواح الناس لان من يرمي بهده السموم على البيوت والشوارع الضيقة هدفهه القتل وليس شي اخر

    • زائر 33 | 4:50 ص

      سيد قاسم حسين

      الرجاء الكتابة عن الاثار الجنبية والخوف لدى الاطفال من مسيلات الدمع. واليك معناتي وانقلها لك بصدق. مصيبتي اعضم.
      لدي طفل يخاف جدا من اصوات اطلاق مسيلات وصفارات سيارة قواة الامن التي تجوب المنطقه حتى ولوج الصباح فابني لاينام وان نام اسيقض مفزوعا من طلقاتهم ورائحها لقد ايستيقض البارحه وبعد 5 دقائق من خلودة للنوم على صوة قنبلة صوتيه بجانب البيت واحتضن امه واخذ يسئل اسئله كثيرة لماذا وكيف والى متي ومن والى من حتي سئل سؤال لفت انتباه هل القلب مهم فوضعت يدي على قلبه واذا به يطرق طرقا مخيفا ياالله

    • زائر 31 | 4:27 ص

      بصدق

      بصدق----ألم يحن الوقت لإيقاف تعطيل مصالح الناس من حرق الاطارات وسكب الزيت في الشوارع غلق الشوارع بالحجارة وسلاسل من الحديد.

    • زائر 30 | 4:18 ص

      مدمن شم

      سيدنا

      انا واحد من ادمنو على رايحة مسيل الدموع ولا استطيع العيش بدونه

    • زائر 20 | 2:01 ص

      في مصر عشر قطع من مسيل الدموع عجب العجاب

      وهناك بالأمس رأيت عامل النظافة الهندي قد ملأ كيس قمامة الى فمه اذ لم يعد يتسع للمزيد ولكن ما يوجد على الأرض يملأ كيسين آخر وكل هذا في منطقة لا تتعدى مساحتها 300 متر مربع تصوروا هذا الكم الهائل من مسيل الدموع في هذه المنطقة الصغيرة ماذا سيكون مفعوله. وأقول يا جماعة رفقا بالحشرات والحيوانات الصغيرة التي بدأت تنقرض من الديرة بسبب
      كثافة مسيل الارواح
      الا يوجد حد اقصى للاستخدام الا توجد تعليمات معينة بخصوص الاجواء اذا كانت الرطوبة كثيفة ام لا

    • زائر 17 | 1:48 ص

      الى متى ؟

      المشكله تكمن في عقليات الداخليه والافراط في استخدام هذه الغازات اللتى لها تاثير مباشر بالوفيات حتى الغير معلن عنها مثل الموت الفجئه ! وعدم الادراك والاحساس بسبب هذه الغاظات كثير من المصابين يفقدون القدره على الحركه والتركيز مما لاشك فيه ان هذه الغازات تؤثر على العقل وتدمره.

      نرجو من المحامين الدوليين مساعدتنا وحمايتنا من هذه الغازات السامه .

    • زائر 16 | 1:38 ص

      يامنتقم

      بصراحة السالفة مصخت اغراق قرى وقتل الابرياء والسبب خروج شباب سلميين في قراهم لا وليس لباطل بل مطالبة بحق لابد من ايقاف هذه الغازات القاتلة لان الوضع كارثي وهو ما يريدونه لنا موت بطيء

    • زائر 9 | 12:48 ص

      صباح الخير سيد

      بصدقٍ... ألم يحن الوقت لإيقاف استخدام مسيلات الدموع الخانقة ضد المواطنين في عواصم الربيع العربي؟

      بصدق ..... ألم يحن الوقت لايقاف الفوض و لتطيق القانون وفرض الامن فى الشوارع ووقف المسيرات التى تظهر عن القانون السلمى و محاسبة كل من يخالف شرع الله فى إذا المواطنين والمقيمين.

      ويجب محاسبة القائمين على المسيرات الى تظهر عن سلميتها وعدم إعطائهم التصاريح

      ولكم الشكر ياجريدة الوسط والقائمين عليها

    • زائر 5 | 12:11 ص

      كلامك صح ياسيد

      العطر الكمبودي مو خوش تحت تأثير المسيل للدموع صباحك كموبدي ياسيد

اقرأ ايضاً