العدد 3494 - السبت 31 مارس 2012م الموافق 09 جمادى الأولى 1433هـ

بعد السيطرة على البرلمان واللجنة التأسيسية للدستور عين الاخوان على الرئاسة

باعلانهم خوض السباق على الرئاسة المصرية يطمح الاخوان المسلمون الى السيطرة على مقاليد البلاد كلها بعد ان هيمنوا بالفعل على البرلمان وعلى اللجنة التأسيسية المكلفة وضع الدستور الجديد للبلاد، الا ان بعض المراقبين يرون ان هذا الرهان قد لا يكون سهلا.
فقد اعلنت جماعة الاخوان مساء السبت ترشيح خيرت الشاطر النائب الاول لمرشدها الاعلى محمد بديع للرئاسة وهو رجل اعمال واسع الثراء يعتقد انه الممول الاول للجماعة والمشرف على ادارة مواردها المالية.
وقد ادى هذا الاعلان الى خلط الاوراق وقلب المشهد السياسي قبل اقل من شهرين على اول انتخابات رئاسية بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011 والمقرر ان تجرى دورتها الاولى في 23 و24 ايار/مايو المقبل.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل ان "الاخوان المسلمين يسعون الى امتلاك كل ادوات السلطة في البلاد لذلك فلا شيء يثير الدهشة في ان يكون لهم مرشح للرئاسة".
ويضيف "بعد فوزهم الكبير في الانتخابات التشريعية من الممكن ان تكون امامهم فرص كبيرة في الوصول الى الدورة الثانية" من الانتخابات الرئاسية.
الا ان الخبير السياسي والكاتب الصحافي حسن نافعة يرى ان المعركة لن تكون سهلة بالنسبة للاخوان الذين "يمكن ان تمثل رغبتهم المتزايدة في الهيمنة خطورة شديدة عليهم وان تؤدي الى حالة استقطاب" في البلاد.
واضاف "سيبدون وكانهم يريدون السيطرة على جهاز الدولة باكمله والتخلي عن وعودهم بالتعاون لا بالسيطرة".
وقد اكد الاخوان المسلمون لاشهر طويلة رغبتهم في دعم مرشح توافقي يتبنى افكارهم لكن يكون من خارج الجماعة وذلك حتى لا يعطوا الانطباع بالرغبة في احتكار السلطة.
وقد سبقت الاعلان عن رجوعهم في هذا القرار ايام عدة من النقاشات الداخلية الصاخبة.
وياتي الاعلان عن ترشيح الشاطر ليزيد من تفاقم الازمة التي اثارتها تشكيلة اللجنة التاسيسية المكلفة وضع الدستور القادم والتي قاطعتها الاحزاب العلمانية واليسارية بل وحتى المحكمة الدستورية العليا والازهر الشريف احتجاجا على سيطرة الاخوان والسلفيين على هذه اللجنة وعلى اقصاء فئات عدة من المجتمع منها.
وقد بررت الجماعة الرجوع في وعدها واختيار الشاطر "المرشح الوحيد" للاخوان ب"المتغيرات والتحديات التى تمر بها الثورة الآن والتهديدات التى تواجهها وبعد دراسة كاملة للموقف وما يصبو إليه شعبنا العظيم من آمال وطموحات".
وايضا ب"التلويح والتهديد بحل مجلسي الشعب والشورى المنتخبين لاول مرة بارادة شعبية الامر الذي ينذر باجهاض الانجاز الاهم للثورة والدفع بمرشح رئاسي او اكثر من بقايا النظام السابق ودعمهم من فلول الحزب المنحل في محاولة لانتاج النظام السابق".
وتقصد الجماعة بذلك الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى او احمد شفيق اخر رئيس وزراء لمبارك.
وربما ايضا يكون ما تردد عن امكانية ترشح مدير المخابرات العامة السابق اللواء عمر سليمان، الذي كان لفترة طويلة من اشد اعداء الاسلاميين، للرئاسة، قد اجج قلق هذه الجماعة.
من جهة اخرى يواجه الشاطر ايضا منافسه قوية من مرشحين اخرين ينتمون الى التيار الاسلامي سبقوه في خوض السباق مثل السلفي المتشدد حازم صلاح ابو اسماعيل الذي يملك شعبية قوية وعبد المنعم ابو الفتوح القيادي الاخواني السابق والذي رغم تخلي الجماعة عنه لخروجه عن اوامرها يحظى بتاييد الكثير من شباب الاخوان.
واعتبر نافعة ان "الاخوان بتقديم مرشح للرئاسة رغم وعودهم السابقة بعكس ذلك، اتخذوا خيارا صعبا خاصة مع وجود اسلاميين اخرين سبقوهم في خوض السباق".
وترى رباب المهدي الاستاذة في الجامعة الاميركية في القاهرة ان النقاشات الداخلية الحادة التي سبقت قرار الجماعة التقدم بمرشح للرئاسة تنم عن وجود خلافات بشان الاستراتيجية الواجب اتباعها.
وقالت ان لدى الاخوان "آلة سياسية قوية لكنهم استنفدوا كل الفرص في العثور على مرشح توافقي. وخيرت الشاطر كان في الحقيقة ورقتهم الاخيرة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:55 م

      محب

      هذا خيار الشعب إذا اختار شئ غير صالح فهو مسؤل عن خطأه

    • زائر 1 | 12:36 م

      سنابسيون

      عليهم بالعافيه اذا قدروا يفيدون الوطن والمواطن ليه لا ،خلهم ياخذون كل شي وانا اقول عليهم بالف عافيه

اقرأ ايضاً