العدد 3498 - الأربعاء 04 أبريل 2012م الموافق 13 جمادى الأولى 1433هـ

الثورة الليبية تدفع الطوارق إلى التمرد في مالي

يرى خبراء أن الدول الغربية أفسحت المجال أمام انتشار أعمال العنف والتمرد بتدخلها في ليبيا وتسببها في فرار مقاتلين طوارق مسلحين ومدربين إلى منطقة الساحل.

وأكد الخبراء أن سيطرة المتمردين الطوارق وحلفائهم مقاتلو الجماعات الإسلامية المسلحة المحلية وتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، على نصف شمال مالي، هي نتيجة مباشرة لتدفق مئات السيارات الرباعية الدفع وعلى متنها رجال مجهزون ومدربون طيلة سنوات في صفوف قوات معمر القذافي في الربيع الماضي على المنطقة.

وأضافوا أن المقاتلين الطوارق الذين مارسوا القتال في الكتائب الليبية وحلفائهم يحتلون في الوقت الراهن موقع القوة في بيئة نشأوا فيها ويعرفونها جيداً بينما لا تستطيع القوات الخارجية التحرك فيها بسهولة.

وأكد أريك دينيسي مدير المركز الفرنسي للابحاث حول الاستخبارات ومؤلف تقرير حول التمرد في ليبيا نشر في مايو/ أيار 2001 بعنوان «ليبيا مستقبل غامض»: «يجب أن نقول ونكرر إن العامل المفجر لكل ذلك هو التدخل الغربي في ليبيا».

وأضاف «في البداية لم يكن هؤلاء المحاربون القدماء في المليشيات الليبية يعادون مالي في شيء، لكن بما أن الطبيعة لا تحب الفراغ انتبهو لمهمة وتحالفوا مع الجماعات المحلية ووصلنا هذا الوضع اليوم».

وأكد أن الدول الغربية وخصوصاً فرنسا تلقت مراراً تحذيرات لكنها لم تفعل شيئاً.

وأضاف دينيسي أن «وزير الخارجية المالي سليمان، بوبيي مايغا كان يأتي تقريباً كل شهر إلى باريس يبحث مع وزارة الخارجية والرئاسة والمديرة العامة للأمن الخارجي ويقول لهم «الآن وقد تدخلتم وآثرتم الفوضى ماذا ستفعلون لمساعدتنا، في بلادنا ومنطقتنا؟ تدخلكم أدى إلى انتشار المقاتلين والأسلحة في كل أنحاء الساحل، أنتم تعرفون جيداً أن ليس لدينا الوسائل العسكرية والمالية لمكافحة هؤلاء الناس».

ولا يعرف أحد بالتحديد كم من قدماء المقاتلين في الجيش الليبي فروا من الثورة التي أطاحت بنظام طرابلس إلى الساحل لكن الخبراء يجمعون على الاعتقاد أن عددهم وعتادهم كان كافياً لقلب موازين القوى في المنطقة برمتها.

ومن الجزائر يقول الخبير محمد مقدم الملم جيداً بواقع تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي ومؤلف كتاب «فرنسا والتيار الاسلامي المسلح» إنه «ليس هناك رقم دقيق لعدد المقاتلين الذين غادروا ليبيا وانتقلوا إلى الجنوب».

لكنه يضيف «أعتقد أن عددهم يناهز الألف على الأقل وربما أكثر، والأكيد هو أن الازمة الليبية اعطت دفعاً لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة تمرد الطوارق».

وأوضح في اتصال هاتفي مع باريس «نشهد المرحلة النهائية من نشأة منطقة لا قانون لا يمكن أن يتحكم أحد فيها بالساحل» مؤكداً أن «قسماً كبيراً من الطوارق الذين همشوا منذ سنوات التحقوا بالإسلاميين المحليين والقاعدة، يشعرون أنهم ينتقمون».

واضاف مقدم أن «هؤلاء المقاتلين في مليشيات القذافي سابقاً أصبحوا قوة لا يملك أحد المنطقة وسائل التصدي لها. لقد دمجوا مجددا في النسيج الاجتماعي في شمال مالي» و»أبرموا اتفاقاً آنياً مع القاعدة والقبائل العربية والإسلاميين المحليين».

وتابع «لا يمكن لجيش مالي أن يفعل شيئاً في تلك المنطقة. لقد فقد السيطرة عليها».

والقوة الوحيدة العملانية في المنطقة هي الجيش الجزائري الذي قال مقدم إنه لن يتحرك «لأن الدستور يمنعه من التدخل خارج أراضي الوطن».

واعتبر أريك دينيسي أنه إذا تفاقم الوضع وهددت الفوضى ونفوذ الحركات المتطرف بالانتشار في المنطقة واقامة علاقات محتملة مع حركتي «بوكو حرام» النيجيرية والشباب الصومالية فإن الدول الغربية ستضطر إلى التحرك.

وقال «بسبب تدخلهم في ليبيا يتحملون مسئولية حقيقية».

لكنه تابع «ما العمل؟ اذا تعاون الفرنسيون والأميركيون وربما الجزائريون، فقد نعود إلى الوضع الذي سبق التدخل في ليبيا خلال حملة تستمر ثلاثة أشهر».

وأضاف «لن نتمكن من تصفية كل العصابات لكن يمكننا مساعدة مالي على استعادة المدن وإرغام العصابات على التنقل في مناطق الصحراء التي لا مدن فيها».

العدد 3498 - الأربعاء 04 أبريل 2012م الموافق 13 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً