العدد 3498 - الأربعاء 04 أبريل 2012م الموافق 13 جمادى الأولى 1433هـ

أحرار

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شتان بين من يقف مع الديمقراطية والحرية والكرامة وحقوق الإنسان... ومن يصطف مع الاستبداد والظلم والعبودية والفساد.

في الجانب الأول ستجدون كل الأنبياء والمصلحين وروّاد التحرر وعشّاق الحرية وأصحاب الفكر الحر، وفي الجانب الآخر ستجدون أصحاب المصالح الشخصية والانتهازيين والمتسلقين والسماسرة وكتّاب العملة والشعراء الرخيصين.

الواقفون إلى الجانب الصحيح من التاريخ، نخبةٌ من أصحاب الضمائر، تتلمّس هموم الناس، وتعيش معهم وتعبّر عن تطلعاتهم، رائدها الصدق والحقيقة، تشربت الروح الإنسانية وتتحمّل أصناف العذاب حتى تُدمي معاصمها القيود.

نخبةٌ هي التي تدفع بالأمم والشعوب نحو مدارج الرقي والتطور، وتفتح للشعوب أبواب النهضة. تقابلها وتقف في وجهها مجموعاتٌ من العلق والطفيليات، التي تستميت في الدفاع عن امتيازاتها ومواقعها التي احتلتها لا عن كفاءةٍ واقتدار، وإنّما تسلقت إليها على عظام الآخرين.

في هذا الصف، ستقابلون المهاتما غاندي، الذي عاش بقطعة إزار يلفها حول خصره، ويعتمد في غذائه على حليب عنزة، ويقود حملات المقاطعة لأكبر امبراطورية في التاريخ. كان معلّماً شامخاً صاحب ضمير، يدافع عن شعبه، ويؤمن بقيمٍ إنسانية عليا مشتركة مع كل البشر.

في هذا الصف، ستقابلون القس مارتن لوثر كنغ، الذي ظلّ يحلم بيومٍ لا يكون فيه تقييم الناس بلون بشرتهم، بل بأخلاقهم ومنجزاتهم. كان يقود الزنوج المضطهدين ومعهم ثلة من البيض الأنقياء نحو الكونغرس، في مسيرات سلمية للمطالبة بالحقوق المدنية والمساواة، وكان هدفه «الوصول إلى مجتمع يعيش في سلام مع نفسه، ويتعايش مع وجدانه، لن يكون يوم الرجل الأبيض ولا الأسود، وإنما يوم الإنسان بوصفه إنساناً». ويقف في هوليوود ليقول: «يجب أن نفخر بما قمنا به كي نخلص أمتنا من هذا الشر الكبير: الفصل والتمييز العنصري». وكان يعيّر بلاده على ما فعلته في فيتنام: «ما الذي كان يفكر به الفلاحون الفيتناميون ونحن نختبر أحدث أسلحتنا ضدهم ونسقط آلاف القنابل على أمة ضعيفة تبعد عن شواطئنا أكثر من 8 آلاف ميل. لقد دمّرنا اثنتين من مؤسساتهم الأثيرة: القرية والأسرة، ودمرنا أرضهم وسحقنا قوتهم الوحيدة غير الشيوعية: الكنيسة البوذية. لقد اضطهدنا نساءهم وأولادهم وقتلنا رجالهم».

كل هذه الإنسانية المتدفقة، واجهتها الصحف المنحطة بطريقة قذرة، إذ قرنت حركته الحقوقية السلمية بالشغب، ما أسهم في خلق مناخ من الحقد المتعاظم ضده لدى قطاعٍ من الرأي العام القابل للخديعة. في تلك اللحظة الكالحة السواد، كان يجول بنظره في الكرة الأرضية قائلاً: «لن تشاهدوا الكواكب ما لم تكن السماء شديدة الظلمة. إن البشر ينهضون في جنوب أفريقيا وغانا وأطلنطا وممفيس ويردّدون صيحة واحدة: نريد أن نكون أحراراً». كان ذلك في منتصف الستينات، قبل أربعين عاماً من الربيع العربي.

في هذا الصف، ستقابلون الماديبا نلسون مانديلا، رمز مقاومة نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، الذي سُجن 28 عاماً في جزيرة نائية وسط مياه المحيط. كان يخرج من زنزانته مع رفاقه صباحاً ويعودون بعد الظهر، ووجوههم مغطاةٌ بطبقةٍ من الغبار الأبيض بعد يوم عمل شاقٍّ في قطع الأحجار من الجبل. سجنه أصبح محجةً للسائحين من كل بقاع الدنيا.

مناضلون أحرار، ضمائر حية، وثقافة إنسانية منفتحة على البشرية جمعاء. كانوا يتألمون ويجوعون، ويعانون ويُسجنون. أولئك الذين يفتحون أبواب الغد المشرق للشعوب.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3498 - الأربعاء 04 أبريل 2012م الموافق 13 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 12:17 م

      bahraini

      Al sallam Alikum ,This story remind me with little island in the middle of the gulf ,there people has been forced for many years to live slavery life But finally the little nation refuse to bow for human ,Thank you

    • زائر 37 | 9:14 ص

      خالدون

      وسيخلد التاريخ أسماءً كثر ففي زمننا هذا هناك من يرشد الناس لطريق الإصلاح والديمقراطية

    • زائر 36 | 8:59 ص

      سنتبسيون

      غريب امر بعض الناس كلما اردت لهم الحريه والكرامه قاوموك وتمسكوا الذل والعبوديه ينطبق عليهم (الناس اعداء ما جهلوا ) صحيح أن الجهل مصيبه

    • زائر 34 | 7:40 ص

      بارباري حر

      سيدنا ماذا تعني بالديمقراطية وماذا تعني بالعبودية والاستبداد ؟ الديمقراطية مفهوم غربي يقابله في ديننا الشورى وشتان بين الاثنين كلاهما يختلفان ولا يتلاقيان ، والعبودية ايضا مختلف عليها فنحن نعرف من خلال كتب السيرة بأن كبار المسلمين كانوا يمتلكون العبيد والجواري عن شتى الطرق سواء كان عن طريق مغانم الحرب او البيع والشراء والذي حرّمه هو الغرب الرأسمالي الذي يمتلك الآلة وهو الذي دعى الى الحرية الاقتصادية بما فيها حرية انتقال الانسان وقد تجسدت في الاعلان العالمي لحقوق الانسان الموقع عليه من قبل دولتنا

    • زائر 33 | 7:11 ص

      الى ابن الحسن

      طبعا راحت تقول مافي ايه عن العدل ولافي ايه عن الأخلاق ولافي شي من منظورك يوحي بعدل الله سبحانه وتعالى . حتى الأحاديث متفسخا شي عن العدل وووووو الى آخره فقط لأنك عبد للمخلوق وليس للخالق . انت هم من يقصدهم الكاتب عبيد ، افهمها ياشاطر.

    • زائر 32 | 7:04 ص

      شتان بين الخواجة وسجانه

      حين يردد آخر انفاسه بين القيد وتتحرر روحه لتزرع القيد في معصم سجانه .. لينبلج أفق الحرية وزحف الشمس من عروقه

    • زائر 31 | 6:54 ص

      حرية وحرية

      ياجماعة البحرين بلد الحريات والاديان عيب الظلم على الوطن

    • زائر 30 | 6:34 ص

      الجانب الثالث

      مقال في منتهى الروعة ولكن
      هناك من الناس الذين يقفون في الوسط
      قلوبهم وعقولهم في جانب ...وممارساتهم في جانب آخر ...
      هاؤلاء الاشخاص الذين كان ابو الحسنين الامام ووالد الائمه اذا لم يخاف يحطاط منهم في ساقه حديثه في نهج البلاغة وهم اصحاب المصالح او كما يصفهم الدكتور الجمري البيرقراطيين السياسيين
      في العالم كل العالم موجودين
      كما يصفهم المثال او الحكمة الروسيه
      ان الثورات بخططها العباقرة والمفكريين ويقوم بها الشباب اليافع والنشط ويستفيد منها اصحاب

    • زائر 29 | 5:37 ص

      الديمقراطية لا تمت بتراثنا بأي صلة

      لماذا نغالط انفسنا ونفسر على كيفنا المفاهيم الحداثية الارضية ونربطها بتراثنا وفقا لتغير الواقع ، لماذا لا نلتزم بالمعنى المعطى لنا من قبل المفسرين الذين فسروا لنا ديننا وقد فهمناه قبل ان تتفتح عيوننا على هذه المفاهيم الحداثية ، انا دائما ممسك بالقران وعندما انام يكون بجانب رأسي لم اجد فيه ما تتحدث عنه يا سيدنا من مفاهيم كالتي ذكرتها من ديمقراطية فهذه كلمة غربية لا تنتمي لتراثنا فاما أن نلتزم بتراثنا الذي هو سماوي وليس ارضي وندافع عنه بشراسة واما ان نعلنها صراحة عدم قناعتنا بالسالف

    • زائر 28 | 5:16 ص

      شكرا لكم

      حقيقة مؤقنة انتم كتاب الانسانية والفطرة السليمة لكن في الطرف الاخر كتاب الارهاب والدمار

    • زائر 27 | 4:34 ص

      الحرية والضمير الحي

      الضمير الحي كما عبر عنه شكسبير "عين الله في ارضه".
      هذا ليس معتقد أو فكرة او وجهة نظر، وانما حقيقة طبيعية قد يعرفها البعض.
      والعلاقة واضحة بين الحر وضميره الحي. بيان هذه االعلاقة تتضح في العدل الذي تجده في مساواة الناس وانصافهم.
      اليس صحيح انه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .. ففيها عدل لمن علم وتقدير لمن لا يعلم..
      ففي الجاهلية عصبية تستعبد الناس فيستبدو بالرأي، فهل كانو احرار ام عبيد الشهوة والمصلحة والملذات؟؟

    • زائر 26 | 4:17 ص

      حرية وحرير وكرامة من كريم

      الكثير منا يعرف من كتب .. أراك عصي الدمع شيمتك الصبر..
      فالناس تسمع عن الحرية ويتحدثون عنها، لكنهم لا يستمعون اليها بداخلهم. قد تكون مغيبة عن أذهان البعض بسبب اهتمامهم بما هو مادي فالحرية لا تمنح لانها موهوبه من الخالق و وبيانها يتجلى في كرامة الانسان.
      وكما اشير في المقال الى عضماء البشر الذين تمتعوا بالحرية.. فالحكمة تقول ان " الذي يعرف الشيء ليس كمثل يحبه والذي يحب شيئًا ليس كمثل الذي يتمتع به".

    • زائر 24 | 3:50 ص

      الى "ابن الحسن"

      أسأت الفهم للدين,,,,
      فالدكتاتورية قائمة على مبادئ و قوانين جائرة تم وضعها من قبل طغاة و فراعنة و لذا جاء الانبياء لضعوا عن الناس إصرهم و الاغلال التي كانت عليهم و يخروهم من ظلمات الجهل و الفقر و الظلم و الاستعباد الى نور الحق و الحرية و المساواة و الكرامة,,,,
      اما عن الآية التي ذكرت فيكفي دعاء امير المؤمنين(ع):
      إلهي كفى بي عزاً ان اكون لك عبدا,,,,

    • زائر 22 | 3:17 ص

      هكذا هي الدنيا

      تجمع بين الإثنين والأدهى والأمر تكون الدنيا مع من يصطف مع الظلم والظالم سمة مسماة الدنيا وازيدك من الشعر بيت يسمون انفسهم الشرفاء بعد ولكن يكفي من الدنيا مافعلته في أهل البيت

    • ابن الحسن | 3:10 ص

      لم نسمع عن نبي طالب بالديمقراطية

      لم أجد في القرءان أو في الأحاديث الشريفة ما يدل على أن الديمقراطية قد طالب بها الأنبياء أو أن السلطات تكون بيد الشعب..
      بل هي بيد الله.. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون.

    • زائر 19 | 2:15 ص

      في المحاسبة علمونا - دائن ومدين

      وذلك هو واقع الحياة يوجد دائن ويوجد مدين فكل منا يختار ما يلقى الله به واسلامنا اصبح في الجوازات والهويات وعلى الورق ولكن في المعاملة لا يوجد اسلام. كما قلت غاندي لم يكن مسلما ولكن الناس سلموا من لسانه ويده بل وكان يموت من اجل الآخرين مهما اختلفوا معه

    • زائر 18 | 1:54 ص

      نعم هو الفرز الإلهي والرباني للبشر

      شاءت القدرة الإلهية ان يمتحن البشر ليميز الخبيث من الطيب وليحق الحق ويبطل الباطل ورغم وضوح الحق وطريقه الا ان هناك من يحاول التلبيس عليه اي لبس الحق بالباطل فحتى فرعون لم يقل انه كان ظالما بل قال (ما اهديكم الا سبيل الرشاد). ولا يوجد احد يمارس العنصرية وغيرها من الاعمال المقيتة ويعترف ان فعله سيء.
      المكابرة هي دائما التي تودي بصاحبها الى المهالك
      وإلا فالحق بين والظلم واضح والعدل اوضح ولا يوجد
      عاقل لا يستطيع التفريق
      لكن عند الله تخرس الالسن وتتكلم الجوارح لكي تشهد بالحق

    • زائر 17 | 1:48 ص

      ما يخرج من القلب يدخل في القلب

      ودروس أخرى من أبو الأحرار لايسع ذكرها ولكن كما قالها حينما خاطب ذلك المعسكر المتخلف إن لم يكن لكم دين فكونو أحرار ، ولكن تأبى الحرية أن تدخل قلب العبيد.
      تحياتي لك أبوالهواشم ولعناوين كتاباتك الحرة.
      عشت حرا للحق مناصرا وللباطل كارها.

    • زائر 16 | 1:48 ص

      صنفان لا ثالث لهم

      الرجال صنفان

      صنف أحرار ويدعون ويضحون من أجل الحرية والكرامة


      صنف عبيد ورثوا العبودية ويورثونها لابنائهم ويحاربون من يعمل على تحريرهم


      وقد أظهرت الحوادث الصنفين

    • زائر 15 | 1:19 ص

      يحفظك ربي سيدنا

      مناضلون أحرار، ضمائر حية، وثقافة إنسانية منفتحة على البشرية جمعاء. كانوا يتألمون ويجوعون، ويعانون ويُسجنون. أولئك الذين يفتحون أبواب الغد المشرق للشعوب.

      اللهم آمين يارب العالمين

    • زائر 13 | 12:57 ص

      لوثر كنغ وغاندي لا يعرفون عقيدتنا السمحاء

      يا سيد صدقني وأنا اقرأ مقالك كنت احاول أن افهم العلاقة بين النظرية والواقع ، بين ما نقوله وما نفعله ، كم اتمنى أن تخصص مقالة عن مفهومك للديمقراطية والمدنية والتي شاع صيتها هذه الايام واصبحت تتردد على كل الالسنة بما فيها لسانك ، حسب فهمي فأن الديمقراطية مفهوم حداثي ولادته كانت على الأراضي الاوربية وهو ناتج عن التطور والتغيّر الذي حدث للواقع وليس له علاقة بتراثنا المتمسكين به الى يوم الدين والذي لا يؤمن بالخروج عليه ، ايمان راسخ لا وجود فيه بالحرية التي دعى لها لوثر كنغ وغاندي اضف لهم سبارتاكوف

    • زائر 12 | 12:54 ص

      الحرية لك يا اخواجة

      صح لسانك والكل يتغني بهم ضمائر حية ويخلدهم التاريخ في الحاضر والماضي

    • زائر 11 | 12:37 ص

      ستبقى الى الأبد

      بمعنى إن الدنيا حرب الى الأبد بين الشر و الخير . الأشرار هم الذين يعبدون الشيطان او بكلمه اخر انهم ابناء الشيطان .

    • زائر 10 | 12:33 ص

      النبي محمد ( ص )

      في مقدمة المطالبين بالحرية و عدم العبودية لغير الله و الكرامة الانسانية هو نبيا محمد ( ص ) و نشر ان الناس ليس تبعا و عبيد لفلان لقوته و إنما احرار

      فختر مع اي خط تكون مع من طالب بالحرية و الكرامة الانسانية او مع من طالب بالعبودية و التبعية للإنسان لقوته

    • زائر 9 | 12:33 ص

      في صميم

      شتان بين من يقف مع الديمقراطية والحرية والكرامة وحقوق الإنسان... ومن يصطف مع الاستبداد والظلم والعبودية والفساد.

      صدقت وجبتها في الصميم

    • زائر 8 | 12:27 ص

      شكرا

      مقال رائع

    • زائر 7 | 11:58 م

      سلام اللله على الحسين

      ** الحسين بن علي ابو الشهداء قدم نفسه الزكية والجود بالنفس لقصى غاية الجود . فداءا لهذا الدين وهذة الامه . تعرض للكثير من حالات الظلم وابسطها وصفه بالخارجي والذي يريد أن يفتت الامة وهو رجل الاصلاح الاول في العالم بعد جده وابيه واخيه الحسن ــ ع ــ .

    • زائر 6 | 11:56 م

      الجانب الاخر

      بينما الجانب الاول لا زال يعيش في ذاكرة التاريخ وفي ضمير العالم تقبع ذكرى الجانب الاخر في مزبلة التاريخ ، بينما الجانب الاول هو الملهم والمحفز للثورات في أرجاء المعمورة يستحوذ الجانب الاخر على ازدراء واحتقار العالم وفي هذه المقارنه لنا السلوى والإلهام ليتفكر ويتدبر الانسان العاقل

    • زائر 5 | 10:57 م

      الناس صنفان

      الناس صنفان

      صنف حر ينشد الحرية والكرامة له ولغيره

      وصنف كتب على نفسه ان يكون عبدا ويريد ذلك لغيره

      والحوادث تظهر هذا التصنيف

      والعبودية ليست علامتها لون البشرة كما يظن البعض فكم ابيض البشرة يعيش العبودية ويرضاها لنفسه

      وكم من أسود البشرة يعيش الحرية والكرامة والتاريخ خير برهان والنواذج كثيرة

اقرأ ايضاً