العدد 3507 - الجمعة 13 أبريل 2012م الموافق 22 جمادى الأولى 1433هـ

أميركيون من أصول شرق أوسطية يتسامون فوق السياسة بالفكاهة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يعمل فريق أميركي متعدد الألوان من أصول متنوعة عربية وإيرانية من الكوميديين على إضحاك الجمهور وفي الوقت نفسه تفكيك الصور النمطية. عمل آرون قادر وماز جبراني وميسون زايد ودين عبيد الله، من خلال أسلوبهم الفكاهي الخاص بهم ورحلاتهم العالمية التي تباع جميع تذاكرها وأفلامهم الوثائقية وظهورهم المتعدد كمعلّقين في الوسائل الإخبارية الرئيسية، عملوا على بناء جسور عبر الدول من خلال الفكاهة.

كافح الكوميديون قبل الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في بيئة شديدة المنافسة لم يرَ فيها أصحاب النوادي والوكلاء والمروّجون الاحتمالات الكامنة للكوميديا الشرق أوسطية. ولكن عندما تحولت أضواء الإعلام إلى الدول الأصلية لهؤلاء الكوميديين بعد 9/11، بدأ عملهم يولّد اهتماماً هائلاً. أدى النمو الضخم لمنتجهم الكوميدي وجمهورهم من الولايات المتحدة إلى الإمارات المتحدة إلى نجاحهم العالمي، وانتهى الأمر بتأسيس «رحلة محور الشر الكوميدية»، وهو عنوان ساخر يشير إلى التعبير الذي أطلقه الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش لوصف الدول التي أعتقد أنها تدعم الإرهاب.

ترتكز مادتهم بشكل متساوٍ على النزوات الثقافية والمآزق السياسية للشرق الأوسط. سألتهم في مقابلة في لوس أنجليس إذا كانت مادتهم خياراً إبداعياً، أو إذا شعروا بالتزام بأن يكونوا سفراء لتراثهم. شرح ماز جبراني، الذي ولد في طهران ونشأ في كاليفورنيا أنهم لم يقصدوا تفكيك الصور النمطية عن العرب والإيرانيين. «ليس هذا سبب كوني كوميدياً. في اللحظة التي تقدم فيها مادة ترتكز على ما هو متوقع، فقد تخليت عن صوتك الفني».

اكتشف الكوميديون بسرعة أنه في الأوقات الصعبة، تشكّل الكوميديا أداة مقنعة للسلام. استشهد جبراني بمثال محدّد لرجل تعرّض لرؤيا بعد أن ضحك في حفلات «محور الشر». «أرسل لي رسالة إلكترونية قال فيها إنه كان يكره الشرق أوسطيين بعد الحادي عشر من سبتمبر، وأنه بدأ يغير رأيه مع مرور الوقت. قال إن مشاهدة البرامج التلفزيونية الخاصة ساعدت في تلك العملية».

إلا أنه مع احتدام الحرب العراقية، كانت هناك أوقات سمع فيها جبراني صيحات استهجان من أفراد في الجمهور لانتقاده قيادة الرئيس بوش. «تخطيت ذلك، حيث أنني أومن بما أقوله». وهو يؤكد في ما يقدمه واقع الحياة اليومية في إيران. «يظهروننا في التلفزيون شعباً غاضباً يحرق الأعلام. أتمنى لو أنهم يظهروننا ولو لمرة واحدة فقط ونحن نخبز البسكويت، لأن عندنا بسكويت في إيران».

المؤسس المشارك لـ «رحلة محور الشر الكوميدية» هو دين عبيد الله، الفلسطيني الإيطالي من نيوجيرسي، الذي يقوم حالياً بإنتاج شريط وثائقي عن الكوميديين الأميركيين من أصول عربية اسمه «المسلمون قادمون» بالنسبة له، تثير الكوميديا قضايا اجتماعية سياسية بأساليب مؤثرة. «مستشهداً بتأثيرات مثل مضيف البرنامج الحواري جون ستيورات والكوميديين الأميركيين من أصول إفريقية مثل ريتشارد براير وكريس روك، يأمل دين أن «تدحض الكوميديا بعض المفاهيم الخاطئة التي يحملها الأميركيون عن العرب والمسلمين».

أدى التعاون مع آخرين بعبيد الله إلى تشكيل «رحلة الوقوف مع السلام» مع سكوت بلايكمان، الذي يقول إن إيمانه اليهودي يجبره على رفع صوته ضد التصوير النمطي. في الوقت نفسه، تنشغل ميسون زايد، المؤسسة المشاركة مع عبيد الله لـِ «مهرجان الكوميديا العربية» في تفكيك الأساطير حول «المرأة المسلمة المقموعة والفلسطيني المتعطش إلى الدم والمقعد المسكين الذي يحتاج إلى التعاطف». ميسون زايد كوميدية أميركية من أصول فلسطينية وناشطة في مجال مكافحة الشلل الدماغي، وهي حالة تعيش وتضحك معها.

بناء الجسور طريق باتجاهين. في الوقت الذي يتحدى فيه هؤلاء الكوميديون الوضع الراهن لسوء فهم الشرق الأوسط في أميركا، يربح هؤلاء الكوميديون القلوب والعقول في الشرق الأوسط، حيث أدوا عروضهم أمام الآلاف وأقاموا ورشات عمل ورعوا مواهب ناشئة، وكما يضيف عبيد الله، كانوا شاهدين على «ظهور الكوميديا وقوفاً في العالم العربي، وهم يؤدون باللغتين العربية والإنجليزية». ويقول قادر إنه «في أميركا، أشعر بأنني ملزم بإعلام الجمهور عن الشرق الأوسط، وهناك، أنا أميركي ملزم بوصف ما يشعر به الأميركيون».

سارة بيلين، معمر القذافي، ثورة التويتر في إيران، ثورة مصر، العنصرية، الموسيقى الريفية والشلل الدماغي: لا يعتبر أي موضوع ممنوعاً لهؤلاء الكوميديين وهم يعبرون ببساطة ثقافات متعددة في عروضهم الكوميدية. «اجعلها مضحكة، أعطها خفة، استخدم التواضع حتى يسهل هضمها وبحث القضايا السياسية الخلافية»، يقول قادر، إثباتاً للأساليب التي يدحض فيها الكوميديون الأميركيون من أصول شرق أوسطية الأساطير ويتسامون فوق السياسة بالفكاهة.

هذه الكوميديا متعددة الثقافات ناشئة ولكنها ضرورية في عالم يتطور بسرعة في الأسلوب الذي يتواصل ويسلّي ويثقف به.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3507 - الجمعة 13 أبريل 2012م الموافق 22 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً