العدد 351 - الجمعة 22 أغسطس 2003م الموافق 23 جمادى الآخرة 1424هـ

سوق الصرافة في البحرين... نشاط متميز في الصيف

تتميز سوق الصرافة المحلية في المملكة بإقبال على عملات لا يكون الطلب عليها عادة كبيرا في بقية الدول الخليجية، ويرجع السبب في ذلك إلى أن جل المسافرين البحرينيين يتوجهون إلى مقاصد لا يسافر إليها نسبيا إلا قليل من أبناء الدول الخليجية الأخرى.

فغالبية البحرينيين يقصدون الدول التي تضم الأماكن المقدسة مثل إيران وسورية والعراق، وهو أمر عائد إلى التركيبة السكانية التي تتميز بها المملكة عن بقية الدول الخليجية. ولكن هناك عامل آخر يساهم في هذا التوجه، وهو عامل اقتصادي سببه قلة كلفة السفر لهذه الدول، إما بسبب هبوط سعر عملتها، أو عائد إلى أن كلفة المعيشة فيها منخفض.

أشار مشتغلون في سوق الصرافة إلى أن الليرة السورية والدينار الأردني كانتا العملتين الأكثر مبيعا خلال صيف هذا العام. وسببت صعوبة إمكان السفر إلى العراق في ظل الاحتلال الأميركي لأراضيه والانفلات الأمني غير المسبوق في هذا البلد تحول وجهة كثير من البحرينيين عن السفر إلى بغداد.

وعلى رغم أن حجم العملات المشتراة لم يتغير كثيرا هذا العام، إلا أن التوزيع فيها هو الذي اختلف فقط. فبالإضافة إلى غياب السفر إلى العراق، فقد قل السفر أيضا إلى جنوب شرق آسيا - بحسب تقدير الصرافين - بسبب انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد، الذي على رغم انحساره إلا أن الكثيرين مازالوا يتخوفون من المضي إلى هذه الدول.

وزاد المشترون للعملة السورية إلى نسب عالية، إذ يقول أحد الصرافين: «الليرة السورية كانت الأنشط خلال هذا الصيف، وخصوصا النصف الثاني من يوليو/تموز الماضي وأغسطس/آب الجاري» وقال وهو يعد رزمة من العملة ذات فئة الألف ليرة في محله الواقع في قلب المنامة: «الإقبال عليها كبير. كل الزبائن يأتون ليشتروا مختلف العملات بحسب وجهة سفرهم، ولكن غالبية من يأتون لنا يطلبون شراء العملة السورية. هذا التوجه زاد قليلا هذا العام لأن الذاهبين إلى العراق تحولوا إلى دول أخرى وسورية كانت خيارا رئيسيا». ووقف صف من الزبائن ينتظرون دورهم في الشراء.

وقال بشار الوقفي من الدليل للصيرفة: «كانت هناك حركة في السوق خلال يوليو الماضي ابتدأت من أول الشهر. الحركة تضمنت الحوالات، وصرف العملات أيضا، وطبعا السبب كان بداية موسم العطلات». ويشهد الصيف في البحرين من كل عام حركة كبيرة للسفر، يشكل الهروب من الجو القائظ السبب الأكبر فيها. ومضى الوقفي قائلا: «الطلب على الدينار الأردني كان كبيرا. أما العملات الأخرى التي تأتي في المقدمة أيضا فهي الليرة السورية، والجنيه المصري». ولا توجد أماكن مقدسة في الأردن، ولكن كثيرا من المسافرين يقصدونها طلبا للعلاج أو بسبب مناخها المعتدل. ويرى الوقفي أن سببا آخر لزيادة الحوالات المصرفية كان عدد المغتربين الذين يغادرون البلاد أثناء الصيف فيحولون رواتبهم بأكملها إلى هناك.

يقول: «الحوالات نوعان: حوالات عمالية - بشكل دوري ثابت - وهذه زادت خلال الشهر الذي مضى بمقدار كبير بسبب أن كثيرا من المدرسين مثلا يحولون رواتبهم بأجمعها إلى الخارج إذ يقضون إجازة الصيف بين أهليهم».

«أما النوع الثاني فهي الحوالات الموسمية. وسبب هذه الحوالات هو السفر الذي يحين موسمه الآن. ولكنها بدأت بقوة في أول الصيف، ثم أنها أخذت بالانحسار هذه الأيام بسبب قرب انقضاء الاجازات».

وقال الصرافون إن العملات الأخرى المطلوبة كانت أيضا الدولار الأميركي، واليورو الأوروبي، والجنية الإسترليني

العدد 351 - الجمعة 22 أغسطس 2003م الموافق 23 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً