حازت البحرين بشكل دوري ومتكرر على الترتيب المتقدم بين الدول العربية في التنمية. وهذا شيء يثلج الصدر بحق، ولكنه ربما يستدعي وقفة طويلة تتغير بحسب الناظر.
فلو ركزنا على هذه المسألة من جانب اقتصادي، سنرى أن هذا التقدم في الترتيب التنموي لابد أن يساهم في جذب الاستثمارات، فما هو معروف أن رأس المال «جبان» ويبتعد عن كل منطقة مضطربة، وعلى النقيض، فهو يلاحق الأماكن الوادعة.
بيد أن الناظر إلى هذا الجانب وتطبيقه على نموذج البحرين، سيرى أن السمعة الطيبة والعالية التي حازتها في التنمية لم يظهر أثرها في جذب الاستثمارات. أو ربما لم يكن الأثر واضحا وظاهرا للعيان.
حجم الاستثمارات التي تجذبها إمارة مجاورة للبحرين لهو كبير جدا. وهو يتزايد بشكل مستمر يدعو إلى الغبطة حتى صرنا نتفاخر بمثل هذه السمعة التي تتمتع بها دولة نحن بجوارها.
ولكن أين هذه الاستثمارات منا؟ ولماذا لا ينصب ولو جزء بسيط منها في دولتنا الفتية؟
القضية إذا، وكما يبدو للعين المراقبة، أن البحرين لم تستثمر هذه السمعة الرائدة في التنمية من أجل جذب الاستثمارات. فأن تنتظر البحرين النتيجة التي تعلنها الأمم المتحدة كل عام لتتباهى بذلك أمام الصحف المحلية وتنشره مرة واحدة في السنة فقط ليس الطريق الصحيح لاستثمار هذه السمعة. فما تحتاجه البحرين أن تنتشر هذه السمعة عالميا، ويتم التسويق للمملكة اعتمادا عليها. وهذا يتطلب استراتيجية ترويجية يجب النظر فيها.
المحرر الاقتصادي
العدد 351 - الجمعة 22 أغسطس 2003م الموافق 23 جمادى الآخرة 1424هـ