العدد 3511 - الثلثاء 17 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ

المرأة رائدة رياح التغيير في باكستان

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تنطلق الأخبار الجيدة من دولة يستمر فيها الإرهاب والتطرف والصراعات الداخلية والاستقطاب تنهش جذورها، إلى العالم من مصدر ربما يكون غير متوقع: من نسائها. تحارب النساء الباكستانيات من أجل ما هو أكثر من مجرد التمكين، إذ إنهن يشغلن دوراً محورياً في الصراع ضد الظلم والاستبداد والتطرف. إنهن شعارات التغيير، وشاد بيجوم هي واحدة من هؤلاء النساء.

تشكل صور شاد بيجوم، وهي تقف إلى جانب سيدة أميركا الأولى ميشيل أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون متألقة بالرضا، جزءاً من أخبار جيدة تخرج من باكستان. حصلت السيدة بيجوم على جائزة الشجاعة العالمية للنساء العام 2012، والتي تقدمها سنوياً وزارة الخارجية الأميركية إلى نساء حول العالم يُظهِرْن قدرات قيادية وشجاعة وتضحية تجاه الآخرين.

تنحدر شاد بيجوم من مقاطعة خيبر باختونخوا، حيث النظام الاجتماعي أبوي إلى درجة بعيدة، وحيث تسيطر الحساسيات القبلية، وبعكس المقاطعات الأخرى، لا يُسمَح للنساء الباكستانيات هناك بالعمل في الحقول.

وصفت وزارة الخارجية الأميركية السيدة شاد بيجوم، بمناسبة تسلمها جائزة الشجاعة العالمية للنساء للعام 2012 بأنها «ناشطة شجاعة في مجال حقوق الإنسان وقائدة غيّرت المضمون السياسي للمرأة في مقاطعة دير المحافِظة جداً».

قامت جمعية شئون المرأة (التي غيرت اسمها فيما بعد إلى «جمعية تحويل السلوك والمعرفة») التي أنشأتها شاد العام 1994 بأعمال اجتماعية رائدة للنساء في مقاطعة دير. في البداية، ركزت الجمعية على الأعمال الخيرية، ولكن الدعم المتزايد من جانب المجتمع المدني والمانحين ساعدها على التركيز على التنمية وتمكين الأفراد بدلاً من القيام بالأعمال الخيرية فقط. تقوم شاد الآن بحشد النساء المحليات من خلال مساعدتهن على الحصول على التعليم الابتدائي والتدريب السياسي والائتمان الميكروي للعمل نحو التمكين وبناء قدراتهن الخاصة. ومن الأمثلة على الأعمال التنموية التي تقوم بها الجمعية توفير المرافق الصحية وبناء الجسور وتركيب المضخّات اليدوية وحفر الآبار وتعبيد الطرق.

قررت شاد بيجوم دخول معترك السياسة العام 2001، لتفاجأ بالصِدام وجهاً لوجه مع القادة المحليين المحافظين الذين عارضوا بشدة مشاركة النساء في القيادة والاختلاط بين الجنسين. في منطقة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، ولا توجد فيها سوى 150.000 من النساء المسجّلات كناخبات، لم يكن ذلك سهلاً. شاركَت كمرشّحة مستقلة لأنها لم تجد حزباً سياسياً يدعمها.

وقعت السيدة بيجوم ضحية لاغتيال الشخصية، وسميت «عميلة خارجية مموّلة» وتسلّمت تهديدات من «طالبان». إلا أنها استمرت بمهمتها وآمن الناس بها. حصلت على أعلى عدد من الأصوات من أية مرشحة أخرى. بعد أربع سنوات، ونتيجة لجهودها، بما فيها حملة ناجحة وفاعلة حصلت على اهتمام المسئولين، تم انتخاب 127 امرأة على المستوى المحلي في المنطقة نفسها. «صوّت الرجال للنساء في الانتخابات. هذا تغيير كبير»، تقول السيدة بيجوم.

نقلت شاد مكاتب المنظمة إلى بيشاور عندما برز وجود «طالبان»، وقد تم تهديدها من قبل متمردين مسلّحين غير معروفين.

بوجود نساء مثل شاد يتقدمن على مستوى الجذور، جرى اتخاذ خطوات كبيرة في الفترة الحكومية الحالية عندما يتعلق الأمر بالتشريعات التي تشجّع حقوق المرأة. أجبرت الضغوط من جانب المجتمع المدني ومجموعات التأثير النسائية صانعي السياسة على التعامل مع اهتمامات المرأة. وقد تم إصدار تشريعات تجرّم التحرش الجنسي في أماكن العمل، إضافة إلى مكافحة التمييز في النوع الاجتماعي. كذلك تم إصدار تشريعات تتعلق بحقوق المرأة في الميراث والزواج القسري.

في يناير/ كانون الثاني 2012، أصدرت الجمعية العمومية الباكستانية بالغالبية قانوناً بإيجاد هيئة وطنية قوية ومؤثرة حول وضع المرأة، وهي خطوة كبرى في الاتجاه الصحيح تجري الإشادة بها من قبل ناشطي حقوق الإنسان على أنها حركة بارزة لصالح المرأة. ويأتي هذا القانون بعد سنوات من كفاح خاضته لجان المرأة ومشاورات وأعمال تأييد وتأثير لم تكلّ و22 تعديلاً بالإجماع.

لا يمكن التأكيد بشكل كافٍ على أثر امرأة مثل شاد بيجوم في هذا التقدم. تبشّر هؤلاء النساء برياح التغيير في باكستان.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3511 - الثلثاء 17 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً