العدد 3512 - الأربعاء 18 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ

بلاغان ضد وزيري «العدل» و«البلديات»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بادرت جمعية «الوفاق»، كبرى جمعيات المعارضة، إلى رفع بلاغٍ جنائي لدى النيابة العامة، بشأن قضية هدم عشرات المساجد في البحرين.

الخبر سيثير استغراب أيَّ متابع لأخبار البحرين في الخارج، لأنه مقدَّمٌ ضد وزيري «البلديات» و«العدل والشئون الإسلامية والأوقاف»، بتهمة مسئوليتهما وتورط وزارتيهما في هدم المساجد. وهو بهذه الصفة الغرائبية، قد ترشِّحه بعض الصحف العربية للنشر في الصفحة الأخيرة.

في السياق نفسه، نظّم عددٌ من العلماء ورجال الدين اعتصاماً الثلثاء الماضي، في مسجد الإمام الصادق بمنطقة القفول، إحدى ضواحي العاصمة (المنامة). ويأتي الاعتصام في ذكرى مرور عامٍ على عملية الهدم، التي توقّف عندها محمود شريف بسيوني في تقرير لجنته الشهيرة، التي أجرت «تحقيقات في المواقع، حيث التقط المحققون صوراً، وسجّلوا قياسات، والتقوا مع الشهود على عمليات الهدم» (1312). ويقول التقرير: «ما لم يثبت خلافَ ذلك؛ فإن حكومة البحرين تكون قد هدمت ثلاثين موقعاً خلال فترة الدراسة»، ثم يعرض التسلسل الزمني لعمليات الهدم. وفي أحد الهوامش، يشير إلى أن حريقاً أضرم بأحد المساجد بعد خطبةٍ ألقاها أحد رجال الدين، دعا فيها «رواد المسجد من الشيعة إلى ضبط النفس وعدم الوقوع في الشِّراك الطائفية التي تنصبها الأيادي المشبوهة»، من دون أن يوجه أي اتهام إلى أي أحد.

عملية الهدم صدمت الرأي العام بشدة، كونها خطوةً غير مسبوقة ولا مألوفة، وربما ستظل جرحاً غائراً في الوجدان الشعبي لأمدٍ بعيد. وكانت من أوائل ردود الفعل، ندوة جماهيرية حاشدة في الأشهر الأولى، طالب فيها الشيخ عيسى قاسم بإعادة بناء المساجد المهدومة إلى سابق وضعها احتراماً للشرع الإسلامي، حتى لو بُني في مواقعها سوقٌ أو مصنعٌ أو قصر.

في الاعتصام الأخير الذي نظم تحت عنوان: «وجع المحاريب»، شكّل رجال الدين غالبيةً مطلقةً من الحضور، تقدّمهم كبار علماء الدين، إلى جانب عددٍ من طلبة العلم في الحوزات الدينية. وقد ربط قاسم هدم المساجد بمشكلة الفساد والخلل السياسي، «ولن تستوي الأمور بإعادة بنائها من دون الإصلاح السياسي».

وتساءل: لماذا هدمُ المساجد؟ وهل هناك مكسبٌ سياسي وراء ذلك؟ فهي ليست قلاعَ حربٍ ولا مخازنَ أسلحةٍ... والحكومة وقعت في خطأ فادح بإقدامها على خطوةٍ مكشوفةٍ وموقفٍ يعيبها، وهدفٍ أسقطه الوعي والإيمان والحرص على سلامة الوطن، وبقاء الأخوّة الإسلامية».

نائب رئيس المجلس العلمائي الشيخ علي رحمة تساءل بمرارة: «أية مصلحة في هدم المساجد؟ وأي دخلٍ لهدم المساجد في مطالب الشعب»؟، وقال إن «عرقلة إعادة بنائها هدم على هدم». أما رئيس لجنة الدفاع عن المساجد المهدمة، الشيخ محمد جواد الشهابي، فاعتبر الاعتصام رسالة من علماء الدين تعبِّر عن رفضهم واستنكارهم التام لهذا القرار، وتأكيدهم على إعادة بنائها طال الزمان أم قصُر. أما الشيخ ابراهيم الصفا فطالب باسم الحوزات الدينية بتنفيذ توصيات بسيوني بإعادة بنائها.

بلاغان جنائيان ضد وزيري «البلديات» و«العدل والشئون الإسلامية والأوقاف»، بتهمة التورط في هدم المساجد في بلد إسلامي. وسبق أن كتبت قبل أشهر، أن هدم المساجد سياسةٌ استفزت جمهوراً عريضاً من المؤمنين الوادعين، الذين كانوا يعيشون بعيداً عن السياسة، وأنزلتهم إلى الميادين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3512 - الأربعاء 18 أبريل 2012م الموافق 26 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 2:42 م

      أن هدم المساجد سياسةٌ استفزت جمهوراً عريضاً من المؤمنين وأنزلتهم إلى الميادين .. هذا صحيح يا استاذنا الكبير...... ام محمود

      ما حدث من تجرؤ كبير على بيوت الله وهدمها و حرق الكتب أو تدميرها بالآليات الثقيلة يعتبر حادث مزلزل و ليس مؤسف فقط
      ما حدث العام الماضي شيء هائل تكاد السموات و الأرض يتزلزلن من عظمته والحمدلله ان الله سبحانه و تعالى لم ينزل علينا غضبه و سخطه لأنه عالم بالخفايا و النوايا و لكنه يمهل الظالمين ليراجعوا أنفسهم و يتوبوا أو سينالهم العقاب الحتمي
      يجب أن تبادر الجهات المعنية باصلاح و بناء ما تم تكسيره و هدمه وتستجيب لدعوات رجال الدين

      كما يجب وقف استهداف المساجد و المآتم بالملتوفات من قبل المجهولين

    • زائر 31 | 2:00 م

      باي ذنب تهدم المساجد

      ماذا كسبتم بهدم المساجد غير الغليان الديني

    • زائر 30 | 6:44 ص

      قتل الدين فقتلوا بذلك كل ذرائعهم فلم يبقى لهم سوءة الا كشفوها

      هكذا هي الحمقى دائم تأتي بأفعال تحيق بها ريب المنون وقريبا تسقط في مزابل التاريخ . ولن تنسى الاجيال عارها وشنارها ستبقى وصمة عار حتى على الراضيين والمؤيدين والمطبلين لذلك بل حتى الساكت سلبيا ستنال منها حسيكة قد ظهرت وضح الشمس .

    • زائر 29 | 6:26 ص

      اتحاربون الله

      حسبنا الله ونعم الوكيل عندما أمر على شارع الهاي وي وأنظر لارض كانت تحمل مسجدا حوى ضريح لشيخ فاضل عالم عامل الشيخ محمد أمير البربغي يعتصر قلبي الما مسجدا لاكثر من مائة سنة يهدم بحجة عدم وجود تصريح

    • زائر 28 | 5:11 ص

      مقارنه

      استغفر الله على هذه المقارنه اين الثرية واين الثرى

      سيدي لوهدم فندق فجور لقامت الدنيا ولم تقعد ولا اقيم الحد على الفاعل ولاكن تهدم بيوت الله الكل ساكت ولم يحاسب الفاعل . ولكن اقول سيرميهم الله بطير ابابيل انشاء الله. فالمساجد لله وليس لطائفة معينه ويجب على جميع المسلمين ان يعترضوا على هذا الفعل. حتى ولكانت مساجد طائفه معينه واستغفر الله من هذا القول الم يكن القران موجود في المساجد المهدمه اين حرمت القران. فالمسجد الحرام والمسجد النبوي لجميع المسلمين ليس لطوائف او جماعات والله اكبر

    • زائر 18 | 2:53 ص

      تعليق رقم 4 نعم انا معك

      لكثير ما شدد النبي ص على حرمة المؤمن وحرمة دمه وعرضه وماله اشد من حرمة الكعبة ولكن كما قال جمال الدين الافغاني نحن اسلام بلا مسلمين

    • زائر 15 | 2:29 ص

      لم هدمت مساجد ؟؟؟؟!!!!!

      نحن ايضا نتسائل لم هدمت مساجد في البحرين

    • زائر 14 | 2:27 ص

      ليس من هدم المساجد من أهل البحرين

      إننا نستنكر هدم دور العبادة لأي لون مذهبي و نشارككم الحزن والأسى على هدم المساجد حتى لو كانت من غير لون مذهبي لأننا تربينا على حب الله والوطن ، لكن وأنا أخوكم من الطائفة السنية أجزم ومتأكد بأن من قام بهذا الفعل الفضيع ليس من أبناء البحرين ولا من مواطني هذا الوطن ، كيف نهدم بيوتا يذكر فيها اسم الله ، إخواني لا علاقة بين الخلاف السياسي مع هدم بيوت الله

    • زائر 11 | 2:16 ص

      أهل النويدرات والبربورة

      يسمح لي الكاتب أن أتقدم بالشكر والتقدير والاعتزاز لأهلنا في البربورة والنويدرات على جهودهم في بناء مسجد سلمان الفارسي المحمدي وقد سعدت كثيرا بالأمس عندما مررت على الشارع المجاور بالمسجد وقد شهدت اكتمال البناء وهو الآن في مرحلة الصباغة

    • زائر 9 | 1:44 ص

      و تبقى حرمة المؤمن أعظم,,,,,,,

      روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر قال :
      ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : ما اطيبك واطيب ريحك ما اعظمك واعظم حرمتك والذي نفس محمد بيدة لحرمة المؤمن اعظم عند الله حرمة منك , ماله ودمه وان نظن به الا خيرا ).

    • زائر 8 | 1:42 ص

      سبحان الله في خلقه

      عجبي لمن يدعي الاسلام ان يقوم بهدم مكان يذكر فيه اسم الله
      عجبي لمن يدعي الاسلام يحارب المسلمون ويكفرهم ويهدم مساجدهم
      عجبي لمن يدعي انه رجل دين ويحمل الحقد على الاخرين
      عجبي لمن يدعي الايمان ويحرض على الاخرين ويقطع ارزاقهم
      عجبي لمن يبتغي الجنه بعمله المشين
      عجبي لمن يدعي الايمان بالنصب والاحتيال ويكسب رزقه بكلمة خبيثة تفتن بين المسلمين
      والأكثر من العجب ان هناك من صدقه وأمنا به وبقوله وفعله دون الرجوع الى تاريخه وقراءة افكاره فأيده وناصره في هدم قيم وشرا يع دين الله

    • زائر 6 | 1:17 ص

      لو لم تكن لهم يد في ذلك

      لماذا لم يحاسب من له يد بهدم المساجد
      و الوعد ببنائها
      و هل يصح هدم بيتك ثم الوعد ببناءه
      فكيف ببيوت الله

    • زائر 4 | 12:59 ص

      هدم الأيمان

      من امر و من رضى و من فعل فى هدم المساجد و اعتدوا على الحسينيات كان مطلبهم شىء واحد وهى هدم الأيمان و العقيده فى نفوس الناس . كما يقال إن تهدم المسجد او المعبد سوف تبنى و لكن هدم النفوس من الصعب بنائها .

    • زائر 2 | 11:44 م

      شاهدت

      فتى دون العاشرة ارسلته أمه حاملا مبلغا من المال

      طالبة منه كما يبدو ايصاله للقائمين على اعادة بناء أحد

      المساجد المهدمة لكنه تلقى الرد بان ما جمع من المال كاف وقدم له الشكر وأثنى عليه وطلب منه ايصال شكره ودعائه بقبول عمله لمن أرسله وله

      هكذا هم الغيارى على الدين لايرضى بالفعل ولا يرضى بان يبنى بيته وتهدم بيوت الله

      الا ان العجب العجب كيف فقد ما فقد من هدم وامر بالهدم

      صغير يبني وكبير يهدم وشتان بين البانيوالهادم

      رغم ان الهدم لن ينل الجدران بل نال ما هو اغلى

      مشاعر المسلمين

اقرأ ايضاً