العدد 3522 - السبت 28 أبريل 2012م الموافق 07 جمادى الآخرة 1433هـ

لنخرج من «حالة الإنكار»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ليس سهلاً أن يجيب المرء عن سؤال يتكرر «ماذا يتوجب أن نفعله لإخراج البحرين مما تمرّ فيه؟»... فالإجابات الروتينية من هذا الجانب أو ذاك أصبحت معروفة، كما أن توصيات المراقبين ولجنة تقصي الحقائق وأصدقاء البحرين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة العمل الدولية والشخصيات الخليجية والعربية، وكل من يودّ رؤية البحرين في حال أفضل قالوا ما لديهم وكرّروه وسمعه الجميع في كل أنحاء العالم، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من تاريخ موثق يصعب تغييره حتى لو تم توظيف العشرات أو حتى المئات من الشركات المتخصصة في العلاقات العامة التي تسعى إلى قلب الصورة عمّا هي عليه.

لعل أحد العوائق الرئيسية لتحريك المياه بصورة إيجابية ومباشرة هي «حالة الإنكار» التي أحكمت سيطرتها على طريقة التعامل مع الأمور. وحالة الإنكار تتمثل في عزل الذات عمّا يجري خارجها، ويتبع ذلك غضّ الطرف، وإغلاق الآذان، وعدم الرغبة في التعرف على تفاصيل الأمور وحقيقتها، ومن ثم توظيف شتى الوسائل والإمكانات لرؤية الأشياء بطريقة محددة ومختلفة عن واقع الأمر وذلك لتسهيل الاستمرار في «حالة الإنكار». وعلى هذا الأساس يمكن للجهات المعنية أن تنكر مسئوليتها عن الاستمرار في ارتكاب الأخطاء ذاتها التي أدّت إلى حدوث الفظائع، ولذا فإن نتائج أو توصيات لجنة أو حتى لجان تقصي حقائق لا تنفع في إخراج الوضع من المأزق. بل على العكس، لأن «حالة الإنكار» لا تؤدي فقط إلى تكرار الأخطاء وإنما أيضاً إلى التخندق والتمترس لإنكار ليس الواقع فقط وإنما إنكار حتى التاريخ القريب والبعيد، وقد يضطر من يعيش «حالة الإنكار» إلى توظيف متوسطي ومنخفضي الذكاء لتغيير الوقائع بطريقة تثير السخرية.

حالة الإنكار ربما تنفع في إقامة سد يمنع هذه الجهة أو تلك من الشعور بالذنب، كما يسهّل ويجمّل عملية التراخي والركون إلى اللامبالاة. وهذا كله يوفر وظائف شاغرة لمن يتعيّش من خلال سرد حكايات وأوهام وتكرارها من أجل تعزيز ثقافة إنكار الواقع، وفي نهاية الأمر، فإن جميع التوصيات والنصائح الداعية لعقلنة الأمور وفهمها على ما هي عليه تذهب هباءً منثوراً... كما أن الداعين إلى التعقل لا يُعدُّ لهم رأي مسموع أو تأثير في مجريات الأمور، وتدخل البلاد في دوّامة من المشكلات التي تغذِّي بعضها الآخر وتزداد مع الأيام بدلاً من أن تقلّ.

إننا بحاجة إلى المساهمة في إيجاد حلٍّ لما نمر فيه من خلال إنهاء «حالة الإنكار» التي تفسح المجال للتسويف والهروب من الحلول، وتدفع نحو مزيد من التعقيدات التي تجعل الوضع العام أقرب إلى حالة من الاكتئاب العام، والمعاناة التي تزداد سلبياً تنعكس على المجتمع والاقتصاد والسياسة ولا يسلم منها أي طرف. لا يكفينا أن نقول بأن البحرين كانت درّة الخليج العربي، بل يجب أن نستمر في تسنُّم هذا الموقع وأن نبذل جهدنا لكي لا تتحوّل بلادنا من «مصدر إلهام للآخرين» إلى وضع «يثير شفقة الآخرين».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3522 - السبت 28 أبريل 2012م الموافق 07 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 7:20 ص

      مرحلة الإنكار والإسقاطات

      حسب علماء الإجتماع عند حصول مشكلة فإنها تمر على ست مراحل للحل وما بعد الحل.
      الاولى هي مرحلة الإنكار والإسقاطات..كله من فلان..الدولة الفلانية هي السبب.
      مرحلة الإعتراف بالمشكلة
      مرحلة تشخيصها وأسبابها
      مرحلة البحث عن الحلول
      مرحلة تطبيق الحل المناسب
      ثم أخيرا الصيانة..لضمان عدم العودة للمشكلة
      والمتتبع للأمر يرى أأننا لازلنا في المرحلة الأولى وهذا واضح وجلي من خلال تصريحات كبار..كبار المسؤلين...وسلامتكم

    • زائر 33 | 6:19 ص

      المخرج واحد

      السلام الملك القدوس الحكيم العليم – العدل أساس الحكم
      الابواب كثيرة منها باب المندب ، باب البحرين وباب التوبة. هل سمع أحد انها اغلقت؟
      يبداء من العدل والعدول ليظهر العدل – فإني كنت من الظالمين بداية التنازل عن الكبر وعن الأنا - نية..
      اعدلوا هو أقرب للتقوى.
      فكيف يكون حكم ليس فيه عدل؟

    • زائر 32 | 5:20 ص

      الانكار من ممثل الشعب

      لو الأنكار صادر من المعنيين لقلنا حفاظا على مناصبهم ولكن يأتيك الأنكار من مايسمى ممثل الشعب هذه قمة الخيانة الكبرى

    • زائر 31 | 4:51 ص

      شكرا لك ايها العقل الزاهر د منصور

      رحم الله السيد جعفر الحلي

      يرقى منابـر أحمد متأمرا في المسلمين وليس ينكر مسلم
      ويضيق الدنيا على ابن محمد حتى تقاذفه الفضاء الأعظم

    • زائر 30 | 4:50 ص

      ما الامل ام ما العمل؟

      من المعروف أن لا سؤال بلا جواب ولا مسألة بدون حل وكذا المشكلة. فما مشكلة البحرين أهي معضلة؟
      ففي المعضلة تتشابك المسألة بالمشكلة، والعام بالخاص ويضيع هوية الأهم والأعم بتفاصيل، الفصل فيها محير.
      اما الاجابة فمعروفة لكنها غير مرغوبة؟
      لكن الحقيقة مرعبة ! من أدخل البحرين في هذا النفق؟
      لذا السؤال يعاد.. ما العمل؟ وفي ما الامل؟

    • زائر 29 | 4:26 ص

      صدقت ياولدى

      ولو ان معظم كلامك اليوم ما فهمته لاني كبيرة في السن وثقافتي ما وصلت الى الدرجة اللي افهم فيه كلامك ولكن فعلا صدقت في فقرتك الاخيرة نحن فعلا نثير شفقة الاخرين في كل مكان نذهب اليه يطلبون لنا بالفرج ويتعاطفون معنا كل الاجناس بدون استثناء والمحزن ان اللي معانا وعشنا واكلنا وشربنا معاهم يتنكرون لينا ويتشمتون فينا ونسوا ان الرب موجود وقادر ان ينتقم ومنصور يامنصور

    • زائر 28 | 3:31 ص

      من يعيش على تأليه المسئول لن يعترف

      الذين يعيشون على تأليه المسئولين وكأنهم رسل الله في الأرض لن يعترفوا بشيء وسيبقى الأنكار .

    • زائر 26 | 2:33 ص

      الانكار حالة وقتية ستنتهي أجلا أم عاجلا

      ما ذكرته عين الصواب ولكن هل تريد من متمصلح ومستفيد من هذه الأزمة أن يقول غير الكذب ويقلب الحقائق ويزور التاريخ ؟ هل تريد من شخص كسب وأثرى حتى أصابته التخمة المادية بعد أن كان معدما ونكره في المجتمع تريد أن تسمع منه كلمة حق وتريده أن يقف ضد الباطل ، هم نوع من البشر يعيش ليومه ويتلون حسب الظروف ولا يهمه مصلحة وطن أو مواطن . حالة الإنكار التي يتمسكون بها سيقاتلون من أجل استمرار أزمة هذا الوطن، ولكنها حالة وقتية ستنتهي يوم الوعي الرسمي واعتراف الحكومة بأن هذه الأزمة يجب حلها بشكل مرضي. تحياتي

    • زائر 25 | 2:24 ص

      أذا طال الوضع وأستطال

      لو كان الوضع الحالي وليد يوم أو شهر لقلنا هناك مبرر للمواقف الصامتة ولكن هذا الوضع طال كثيرا وتعاضم خطره على أبناء المجتمع كافة فلا يعقل أنه لايوجد من يرد منكرا، هل خلا المجتمع من المخلصين لبلدهم أم يعتقدون ، هذه الدنيا ستدوم لهم حتى لو أخدو حقوق غيرهم أنتم يانواب الا ترون مايجري أم أنتم تمثلون شعب أخر

    • زائر 23 | 1:58 ص

      حكمة اليوم:-

      قال امير المؤمنين و امام المتقين (ع):
      "صواب الرأي بالدول ، يقبل بإقبالها ، ويذهب بذهابها"

      و كل صباح و انت بخير,,, دكتور منصور,,,,,

    • زائر 22 | 1:54 ص

      في قول الحق منجاة لحياة الناس

      نفهم دوافع الظالم في الانكار ..اما ان يدافع المظلوم والمسحوق عن الانكار فهذا مالا نفهمه الا في اطار الاحساس بالعبودية والاستضعاف... لو كل نطق بالحق لما كان هناك شياطين خرس.

    • زائر 21 | 1:48 ص

      صدقت أيها الصوت الحر

      لازال بعض المتشدقين والمتمصلحين ينعقون لتلميع صورة الوضع ومحاولة قلب الحقائق ولذلك يخرج من يسمع لهم لينكر ويقول من يعترض على هذا الوضع المرير إنما هم شردمة .... فحسبنا الله ونعم الوكيل .

    • زائر 19 | 1:36 ص

      حالة الإنكار ورمي الأخطاء على الآخرين ماذا تعني

      كما قلت يا دكتور لن يصلح الحال وكل واحد يرى نفسه ملاكا لم يخطيء وإنما يخطي الآخرون فكل المجتمع البحرين هو الذي يسرق وهو الذي يظلم وهو سيء الاخلاق وهو صاحب الدواهي العظمى نعم هو المجتمع البحريني الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.
      أما المسؤلون فسلام الله عليهم لم يخطئوا ولم يرتكب
      تقصير ولم ولم.
      هكذا هو حال هذا البلد الشعب هو المدان في كل الاحوال وكما يقول المثل القديم (أنا الممشوق دفي وانا المحجي عليه)

    • زائر 18 | 1:30 ص

      صباح الخير دكتور

      هم خلو فيها درة الخليج ... هذا الحراك ومن يقوده لو كانت سنغفورة لدبو الظلام فيها والحزن والسواد بدل كل اطياف الالوان ول شخبطو علي مبانيها وشوهو طرقها...حقيقة الي قلبه مو علي بلاده ماله الا الذل والخسران

    • زائر 17 | 1:30 ص

      صدق والله من قال القصيدة..

      تقتل كم وتسجن كم؟
      تظن بالخوف تخضعنا..!!




      فالسحب لا تخفي الشمس.. قد ترعد وتبرق وتملأ الأرض مطراً غزيراً.. ولكن تظهر الشمس فيراها الناس..

    • زائر 16 | 1:24 ص

      مقالاتك دكتور كلها تصيب كبد الحقيقة ولكن

      حالات التنكر والانكار لن تنفع ولن تجدي ومحاولات التلمييع واظهار الوضع للخارج بأنه افضل ما يكون لن يخدم احد طالما ان الشعب لديه قناعة تامة بواقع مختلف.
      كما ان وجه الانسان يعكس حالة الانسان الصحية فكذلك وجه البحرين الخارجي لن يستطيع احد تبييضه والوضع في الداخل سيء. محاولة منع ظهور الواقع الداخلي للعالم لن تجدي فقلنا سابقا ونقول الزمن غير، ولا يمكن حجب وصول الحقيقة، حتما ستصل وإذا كنا نريد وجها
      ابيض فلنعمل على ذلك وسوف ينعكس هذا البياض ناصعا في الخارج اما التنكر للواقع نحن نرى نتائجه

    • زائر 15 | 1:23 ص

      عندما يقول "قواتنا تتعامل وفق الضوابط القانونية"

      على الرغم من شكوى التعذيب و الافراط في استخدام القوى ضد العزل
      وعندما يظهر رجال الامن بالصور و الفيديو وهم يسرقون و يعذبون بالشارع و يستمر بنفس المقولة وفق الظوابط القانونية و يكرمون و لم يحاسب احد
      هذا قمة بالتخلف و الانحطاط لايمكن ان يقبل به احد رغم كل هذا الالم و الحزن الذي اصاب الشعب
      شكرا ولد الجمري

    • زائر 14 | 1:12 ص

      لا أريكم إلا ما أرى

      شكراً دكتور منصور ، ربما حالة الإنكار الحاصلة هي ليست إنكار بل هي حالة إصرار ، وهذه حالة نفسية معروفة لمن ارتكب جرماً كبيراً فبدل الإعتذار وهو ديدن العقلاء يقوم صاحب الجرم لإرتكاب جرماً آخر أقسى من الأول ليقنع نفسه بأنه على حق حتى لو تجمعت الدنيا كلها ضده ، ويدفع للمصفقين وهو يعلم بأنهم كذابين وهو سلوك جاهلي قديم لذلك احترب العرب في القديم على أسباب تافهة . والعقل هو الإعتذار وبلسمة الجراح مهما كان الجرم كبيراً . 

    • زائر 13 | 1:06 ص

      هل تريد معرفة ماكتبتة اليوم سيدي وهو صحيح تابع تصريحات كبار المسوءلين في الصحافة وسترى الواقع الذي ذكرته

      لن ازيد سيدي الدكتور عن ماذكرتة في عنوان مداخلتي شكرا لك ايها الضمير الحي ولد الجمري

    • زائر 12 | 1:06 ص

      إنما تعمى القلوب

      يكفي قراءة مقابلات كبار المسوؤلين لمعرفة درجة حالة الإنكار والتي تجعلك تشعر أحيانا بأن تقرير بسيوني مثلا كان قبل

    • زائر 10 | 12:57 ص

      منصور يا منصور

      دكتور الانكار هوى القشه التي يتعلق بها الغرقان ربما تنجيه من غرقه السارق يسرق وكل الدلائل والشهود تشير انه سارق واول مايسائله القاضي انت سرقت الشيء الفلاني على طول جوابه لا انا لم اسرق والقاتل ايضا انا لم اقتل لو عولج الموضوع بصدق وواقعيه ما وصل الامر لما وصل والتخبط والانكار كما تفضلت زاد الامر تعقيدا قراءت الاحداث بشكل يومي يبين سذاجه سياسه مسالانكار التى يمارسها مستشارين اقرب للغباء من اي شيء صباح الصدق يابحرين...ديهي حر

    • زائر 9 | 12:36 ص

      نشاهد أمثلة كثيرة من حالة الانكار والمصفقين لها من المتمصلحين.. ولكن العين تكذب اللسان والاذن..

      يقول الدكتور: وهذا كله يوفر وظائف شاغرة لمن يتعيّش من خلال سرد حكايات وأوهام وتكرارها من أجل تعزيز ثقافة إنكار الواقع..

      وأقول: مثلاً سرد حكاية قطع لسان مؤذن.. فلقد سمعت أحدهم في مقابلة لقناة مصرية يقول أنه رآى بعينه المؤذن الذي قطع لسانه في المستشفى.. مع أن الدلائل ضعيفة على هذه القضية والميل أقرب بأنها فبركات.. وهكذا نال مرتبة عالية للأبواق الخارجية مما وفّر له وظيفة يتعيش منها..

    • زائر 6 | 12:01 ص

      حالة الانكار

      هي حالة لدواعي اقليمية و طائفية تعود البعض عدم الرضوخ للحقائق ومتابعة الامور بعدسة واحدة .
      تعكس الحالة عدم الجدية في الاستماع للواقع وان كان مؤلم . ثم عدم الرغبة في انكار ما يصرح بة وقد يفقد البعض مصداقيتة لجة معينة حيث ان البعض لا يصدق الا تلك الاصوات .ليس بجديد هذا الاسلوب القديم النابع من حب الذات وعدم الاهتمام بمجريات الاحداث .

    • زائر 5 | 11:24 م

      صباح الخير

      انها مسألة وقت ليس الا ,فالله يمهل ولا يهمل والتاريخ مليء بهكذا نوع ولربما هناك قصص لأفراد كانوا قد حكموا بالطريقة الميكافيلية لكنهم اينهم الان؟ صحيح يتم ذكرهم في كل مرة ولكن في اي موضع ؟ أبشرك يادكتور منصور كما بشرنا الله في محكم كتابه فيكفي أن قال جل وعلى :أن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

    • زائر 4 | 11:20 م

      نعم الكلام

      كلام متسم بالعقلانيه هذا مانحن بحاجه اليه وضع البلسم على الجرح وليس التفرج عليه ولعن كيف حدث الجرح ننتظره حتى يتقيح ثم يبتر .فهذا لن يفيدنا بشئ سوا اضاعة الفرص التشاقي و اضاعة الوقت .

    • زائر 3 | 11:12 م

      متى ينطق الصامتون ؟؟؟

      الم يحن وقت رفع أصواتكم ؟ وانكاركم لماهو

      حاصل اجهروا وارفعوا أصواتكم منكرين ورافضين

      لما هو قائم في الوطن والقائمون به وعليه

    • زائر 1 | 10:47 م

      الحياة بلا الوسط خانقة

      لنتصور لولا هذه النافذة الصغيرة المفتوحة مقابل منافث الكربون التي الموجهة للبيت المحلي كم سيكون الجو خانقا- فشكر لك يا وسط

اقرأ ايضاً