العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ

الملك يرعى افتتاح وتدشين شركة محطة الدور للطاقة والمياه

توفر 1234 ميغاوات من الكهرباء و48 مليون غالون مياه يومياً وبكلفة 2.1 مليار دولار

المنامة - بنا، هيئة الكهرباء والماء 

30 أبريل 2012

شمل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برعايته الكريمة افتتاح وتدشين شركة محطة الدور للطاقة والمياه بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة.

ولدى وصول جلالة الملك كان في الاستقبال وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا والرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء الشيخ نواف بن ابراهيم ال خليفة ومحافظ المحافظة الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد ال خليفة ورئيس مجلس ادارة شركة الدور للطاقة والمياه شفيق علي والرئيس التنفيذي لشركة الخليج للاستثمار هشام رزوقي والرئيس التنفيذي للشركة العالمية للطاقة من المملكة المتحدة فل كوكس.

ورحب وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا بهذه الاحتفالية قائلاً «إن هذا التدشين يعكس اهتمام صاحب الجلالة بالمشروعات التنموية في البلاد، إذ تشرفنا اليوم بالاستماع لتوجيهات جلالته السديدة في كل ما يتعلق بأهمية توفير الخدمات الأساسية للمواطنين ومنها توفير خدمتي الكهرباء والماء».

وأوضح الوزير أن «المحطة خلال الفترة التجريبية في صيف 2010 وفرت ما قدره 400 ميغاوات من الكهرباء، ومع بدء التشغيل التجاري للمحطة ستوفر نحو 1234 ميغاوات من الكهرباء و48 مليون جالون يومياً من المياه المحلاة». وبين ميرزا أن كلفة تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع تقدر بنحو 2.1 مليار دولار أميركي، وسيتم شراء الطاقة الكهربائية والمياه من قبل هيئة الكهرباء والماء بتعرفة ثابتة قدرها أربعة عشر فلساً لكل كيلووات/ساعة من الكهرباء و350 فلسا للمتر المكعب من المياه على مدى 25 عاماً من تاريخ التشغيل الرسمي للمشروع، والتي تمثل مدة العقد الذي تم توقيعه في 28 أغسطس/ اب 2008.

وأشار الوزير إلى أن «هيئة الكهرباء والماء تحرص على توفير خدمتي الكهرباء والماء من خلال العمل على تطوير وتحديث البنية الأساسية بصفة مستمرة، بما يضمن تحقيق الريادة والتميز في تقديم خدمات ذات جودة عالية، ويكفل استمرار تدفق الخدمات للمشترك وصولاً إلى تحقيق رضائه باعتباره الهدف الأساسي من قبل العاملين بهيئة الكهرباء والماء وتلبية احتياجاته من الطاقة الكهربائية والمياه بشكل يفوق توقعاته».

وقال ميرزا: «إن مجالات عمل الهيئة شهدت نقلة نوعية كبيرة تواكب متطلبات الحاضر الزاهر والمستقبل المضيء والمرحلة المقبلة من مراحل العمل الوطني، ويعتبر التطور الذي حققه قطاعا الكهرباء والماء والذي يحظى بدعم ورعاية عاهل البلاد وصاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين رئيس مجلس التنمية الاقتصادية، انعكاساً لمدى ما وصلت إليه مملكة البحرين من تقدم وتطور في جميع المجالات التنموية والحضارية، إذ ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين تحقيق الإنجازات وبين توافر القوى البشرية المتميزة، إذ اهتمت الهيئة بانتقاء الكفاءات البشرية في مختلف التخصصات».

وأكد وزير الطاقة ان «ما حققته الهيئة والذي يتضح من إنجازاتها البارزة وأنشطتها الملموسة في مجالات عملها يساهم في دخول البلاد مرحلة جديدة مؤداها الانطلاق نحو آفاق المستقبل ومواكبة عصر التقنيات بركائز أساسية وحضارية ثابتة الجذور ورؤية واضحة الأهداف، كما أنه يعكس أيضا تحمل أبناء الوطن المسئولية ومواكبة المستقبل بكل معطياته ومتغيراته وأدواته».

وذكر الوزير أن التوسع في إنتاج الكهرباء والماء بزيادة محطات الإنتاج، يواكبه طلب متزايد على خدمتي الكهرباء والماء من المستهلكين والمستثمرين وأصحاب المشروعات الكبيرة، وهذا يتطلب إنشاء محطات إنتاج جديدة وتوسعة وتقوية شبكات نقل وتوزيع الكهرباء والماء لمواجهة الطلب المتزايد على هاتين الخدمتين في البلاد من جميع القطاعات السكانية والصناعية والتجارية، والذي ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية.

وأضاف الوزير ان الهيئة تواصل تنفيذ البرامج وخطط التطوير المختلفة من أجل توفير خدمات الكهرباء والماء، وحققت الهيئة خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملحوظاً ومعدلات نمو قياسية وقفزة نوعية في مجالات عملها، وتتمثل من خلال التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء محطة الدور للطاقة والمياه، لذلك تم منح الرخصة الثالثة لكل من تحالف شركات سويز الفرنسية ومؤسسة الخليج للاستثمار في شهر أغسطس 2008 لإنشاء محطة الدور لتوليد الكهرباء وتحلية المياه. وتم إنشاء المرحلة الأولى من المحطة بوحدات توليد مركبة متمثلة بوحدات غازية وبخارية، بالإضافة إلى محطة لتحلية مياه البحر بطريقة التناضح العكسي. وبدأ التشغيل التجريبي للمحطة بقدرة إنتاج قدرها 400 ميجاوات من الكهرباء في شهر سبتمبر/ ايلول 2010 من تربينتين غازيتين قدرة كل منهما 200 ميجاوات.

وذكر الوزير أن المحطة تتكون من الأجزاء الرئيسية المتمثلة في أربع وحدات إنتاج كهرباء تتكون من توربينات غازية، قدرة كل وحدة 200 ميجاوات تقريباً، ووحدتين لإنتاج الكهرباء بتوربينات بخارية قدرة الوحدة القصوى 268 ميجاوات تقريباً، ومحطة لتحلية مياه البحر بالتناضح العكسي بقدرة إنتاجية كلية تصل إلى 48 مليون جالون يومياً، ووحدة لمعالجة المياه لجعلها قابلة للشرب. وستستخدم وحدات إنتاج الكهرباء الغازية نظام الوقود المزدوج (الغاز أو الديزل)، من أجل زيادة اعتمادية الوحدات للمحافظة على إنتاج الكهرباء باستخدام وقود الديزل في حالة حدوث خلل في نظام الغاز الطبيعي. وأوضح وزير الطاقة ان هيئة الكهرباء والماء تقوم بتشييد محطة نقل كهرباء رئيسية جهد 220 كيلوفولت لنقل الكهرباء، بالإضافة إلى محطة تخزين وضخ للمياه لاستيعاب القدرة الإنتاجية من المحطة ونقلها إلى مناطق الطلب في مملكة البحرين. وأكد الوزير ان هذه المشروعات الحيوية تشكل ركيزة أساسية لخطط زيادة الطاقة التي ستمكن حكومة البحرين من توفير خدمات الكهرباء والماء للوحدات السكنية والمشروعات في جميع مناطق مملكة البحرين بما فيها جزر حوار، واستيعاب المزيد من المشروعات التجارية والاقتصادية الكبرى والتي تعد عصب الحياة المستقبلية لتطور وازدهار مملكة البحرين.

ثم القى رئيس مجلس ادارة الدور للطاقة والمياه شفيق علي كلمة رحب فيها بجلالة الملك ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي والحضور واعرب باسمه واسم اعضاء مجلس ادارة الشركة على هذا التعاون والاستثمار في هذا المجال بين شركة الدور للطاقة والمياه وهيئة الكهرباء والماء بمملكة البحرين.

كما القى رئيس الادارة للشركة العالمية للطاقة فل كوكس كلمة بهذه المناسبة، قال فيها إن محطة الدور للطاقة والمياه شريك قوي لحكومة البحرين وشركة الطاقة الدولية، GDF SUEZ، التي تفتخر بأن تكون مالكا جزئيا ومُشغلا - من خلال شركة العِزل للعمليات والصيانة – لمحطة توفر لمواطني المملكة ثلث إمدادات الطاقة والمياه التي يحتاجون إليها من أجل التنمية. وأضاف ان إتمام هذا المشروع بنجاح في ظروف لم تخل من الصعوبة، هو نتيجة مجموعة من العوامل، أبرزها القدرة على توحيد قوانا مع شركاء أقوياء وهم: مؤسسة الخليج للاستثمار، وهي أيضا شريك في مشروع العزل للطاقة في المملكة، الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، إنستراتا كابيتال، بنك البحرين الإسلامي، مصرف الطاقة الأول وبيت إدارة المال. واوضح ان صفقة محطة الدور تمكنت من النهوض في أعقاب الأزمة المالية عام 2009، لسببين رئيسيين: الأول كونها صفقة الطاقة الوحيدة التي وصلت إلى تسوية مالية في أوربا والشرق الأوسط في النصف الأول من 2009، والثاني أنها أول صفقة طاقة يتم إغلاقها في الشرق الأوسط في المرحلة التي تلت انهيار بنك ليمان الأميركي. وشكر شركة هيونداي للصناعات الثقيلة في كوريا، المقاول الرئيسي للمشروع، وذلك لإنجازهم في محطة الدور، وتحقيق سجل سلامة خالٍ من الحوادث المضيعة للوقت على وجه الخصوص.

وبين ان المحطة تنتج اليوم مياه شرب بمعايير صارمة جدا تلبي، إن لم تكن تتجاوز – اشتراطات منظمة الصحة العالمية. وقال «إننا في شركة الطاقة الدولية متلزمون بأعلى معايير السلامة في كل شيء نفعله. ولهذا، لابد لي من تهنئة الفرق المساهمة، سواء في بناء أو تشغيل محطة الدور، وذلك لأدائهم المتميز في مجال السلامة، فحتى اليوم، لم تتكبد الفرق أية حوادث مضيعة للوقت». ثم القى الرئيس التنفيذي لمؤسسة الخليج للاستثمار هشام الرزوقي كلمة قال فيها: إن مساهمة مؤسسة الخليج للاستثمار في مشروع الدور للطاقة والمياه ليؤكد على دورها الفاعل في دعم اقتصادات دول مجلس التعاون، حيث عملت المؤسسة ومنذ إنشائها من قبل قادة دول المجلس في عام 1983 على أن تفي بهدف الدول المالكة لها في تطوير التعاون الاقتصادي لدول المجلس. واتساقاً مع إستراتيجية مؤسسة الخليج للاستثمار في التركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية لاقتصادات المنطقة، فقد ركزت المؤسسة على قطاع المياه والكهرباء باعتباره واحدا من القطاعات الإستراتيجية المهمة.

واضاف أن لمؤسسة الخليج للاستثمار دوراً واضحاً في خدمة اقتصاد مملكة البحرين يتمثل في استثمارها في عدد من الشركات وبكلفة إجمالية تناهز الستة مليارات دولار أميركي مع ملاحظة دورها في التوظيف، حيث يبلغ عدد البحرينيين العاملين في مشاريع المؤسسة القائمة والتي هي تحت التطوير أكثر من الف وست مائة موظف بحريني. كما تعد مؤسسة الخليج للاستثمار من كبار المستثمرين في المشاريع الصناعية في البحرين، إذ تشمل قائمة استثمارات المؤسسة في مملكة البحرين شركة العزل للطاقة والمالكة لأول مشروع طاقة مستقل في مملكة البحرين، حيث تعادل إجمالي الطاقة الكهربائية التي ينتجها المشروعان ما يقارب 65 في المئة من إجمالي طاقة البحرين الكهربائية، كما تسهم المؤسسة في قطاع المعادن في البحرين من خلال شركة الخليج المتحدة للفولاذ، والمالكة لشركة الخليج للاستثمار الصناعي والتي تنتج كريات الحديد بطاقة إنتاجية تبلغ 11 مليون طن سنوياً، بالإضافة إلى تطويرها ثلاثة مشاريع جديدة تشكل بالإضافة إلى المصانع القائمة مجمعا متكاملا لإنتاج الحديد والصلب في المملكة. وتساهم المؤسسة أيضا في شركة الخليج لدرفلة الألمنيوم، كما تمتلك مؤسسة الخليج للاستثمار أيضا حصة في شركة الأوراق المالية والاستثمار وهي شركة بحرينية ذات دور ملحوظ في المساهمة في تطوير الأسواق المالية البحرينية والخليجية. واضاف ان مؤسسة الخليج للاستثمار قامت مع شركائها في تمويل المشروع تمويلا ذاتيا إلى أن تسنى الحصول على التمويل بعد إعادة هيكلة القرض وإضافة شروط أخرى صاحبها زيادة كبيرة في كلفة التمويل، كما يعتبر مشروع الدور الأول عالميا والذي يتم تمويله في عام 2009 بطريقة التمويل الائتماني والذي يحد من التزامات أصول المقترض تجاه البنوك. ولاشك أن نجاح استكمال تمويل المشروع في نجاح إكمال التمويل في تلك الظروف الصعبة إنما يرجع إلى الخبرة الكبيرة والسمعة القوية التي تتمتع بها مؤسسة الخليج للاستثمار وشركائها في المشروع.

بعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن المحطة والخدمات التي سوف تقدمها ومراحل انشائها.

وقام جلالة الملك وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بجولة في مختلف اقسام المحطة حيث تعرف جلالته على عمل كل قسم واستمع الى شرح حول الاجزاء الرئيسية التي تتكون منها هذه المحطة ومنها اربع وحدات لانتاج الكهرباء من توربينات غازية ووحدتين لانتاج الكهرباء بتوربينات بخارية ومحطة لتحلية مياه البحر بالتناضح العكسي ووحدة لمعالجة المياه لجعلها قابلة للشرب. كما قدم وزير الطاقة ايجازا الى جلالة الملك حول البرامج وخطط التطوير من اجل توفير خدمات الكهرباء والماء والتي تواصل الهيئة تنفيذها لمواكبة المستقبل بكل معطياته ومتغيراته وادواته.

وبهذه المناسبة أشاد جلالة الملك بما شاهده في هذه المحطة من استخدام احدث التقنيات والأنظمة المتطورة والحديثة في مجالات الطاقة والماء مؤكداً ان هذه المحطة تشكل أهمية حيوية لخدمة المواطنين ودعم العديد من المشاريع الصناعية والاستثمارية في البلاد وان محطة الدور للكهرباء والماء تأتي في إطار تلبية الطلب المتزايد للكهرباء لمواكبة المشاريع الإسكانية والعمرانية والصناعية التي تنفذ في مناطق مختلفة من المملكة كما ستشكل نقلة نوعية في تطوير الخدمات، ما يشجع على إقامة المزيد من المشاريع الصناعية والاستثمارية بما يسهم في تحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وأكد جلالة الملك حرص البحرين الدائم على تشجيع اقامة مثل هذه المشاريع الاستثمارية الكبيرة المشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان تقديم أفضل الخدمات للمواطن باعتباره الهدف الأساسي للتنمية وغايتها، معرباً جلالته عن تمنياته بالتوفيق والنجاح للتعاون القائم بين هيئة الكهرباء والماء والشركات المستثمرة في محطة الدور، حيث إن ذلك يعزز الثقة في مملكة البحرين كونها بلدا يتمتع باقتصاد قوي قائم على أسس متينة ويستقطب العديد من الشركات والمؤسسات الاستثمارية التي تتخذ من البحرين مقراً لإدارة عملياتها.

وعبر جلالته عن اعتزازه بالكوادر والكفاءات البحرينية التي تتولى عملية تشغيل وإدارة هذه المحطة وتحملها المسئولية بكل جدارة، بما يخدم ويعزز مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، مؤكداً جلالته ان البحرين ستواصل سياسة بناء وتشييد الصروح التنموية والحضارية بما يضمن تقديم أفضل الخدمات المتطورة لتحقيق كل الأهداف والتطلعات المنشودة لمزيد من التقدم والازدهار، مؤكداً جلالته «اننا ماضون معاً في طريق التطوير في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والصناعة بعون الله من أجل رقي وطننا العزيز ومواطنيه»، مشيدا جلالته بما تقوم به هيئة الكهرباء والماء من جهود طيبة وما حققته من انجازات في هذا المجال وبسعيها وحرصها الدائم على تأهيل وإعداد أبناء البحرين في مختلف التخصصات، وتمنى جلالته لجميع العاملين في المحطة كل التوفيق والسداد تحقيقا لكل ما فيه خير ونماء بلدنا العزيز.

العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:59 ص

      شكرا ملك البحرين

      تسلم حمد
      تسلم حمد

      الله يحفظك من كل شر

اقرأ ايضاً