العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ

أوروبيون يحتجون على إجراءات التقشف في عيد العمال

احتج آلاف العمال في أنحاء جنوب أوروبا على خفض الانفاق في تجمعات حاشدة سنوية بمناسبة عيد العمال اليوم الثلاثاء قبل انتخابات تجرى الأسبوع المقبل في اليونان وفرنسا حيث من المتوقع ان يعاقب الناخبون الزعماء على سياسات التقشف.
وتستغل نقابات عمالية في اليونان واسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا المسيرات التقليدية للتعبير عن غضبها من حملة تقشف في أنحاء منطقة اليورو بهدف تحسين الأحوال المالية لكنها تلقى انتقادات لأنها تدفع الدول لمزيد من الركود.
ونظم نحو خمسة آلاف من العمال والمتقاعدين والطلبة اليونانيين مسيرة سلمية إلى البرلمان في وسط أثينا وحملوا لافتات كتب عليها "الثورة الآن" و"الضرائب على الأغنياء".
وتجمع 1500 آخرون يؤيدون الجبهة النشطة لعموم العمال وهو حزب شيوعي أمام مصنع للصلب.
وسيدلي اليونانيون بأصواتهم في انتخابات برلمانية ربما تؤدي لإعاقة خطة الإنقاذ الدولية التي تهدف إلى الحيلولة دون انهيار الأحوال المالية للبلاد من خلال معاقبة الحزبين الرئيسيين اللذين أيدا خطة الإنقاذ.
وقالت ماريا دراكاكي (45 عاما) وهي عاملة في القطاع العام تم خفض راتبها "ستكون رسائلنا أقوى يوم الأحد... ليس هناك مجال على الإطلاق أن اختار أي من الحزبين الكبيرين."
وفي فرنسا سيتنافس الرئيس نيكولا ساركوزي مع النقابات لاجتذاب أكبر حشد في عيد العمال على أمل سرقة الأضواء من مسيرة سنوية قبل الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي تجرى يوم الأحد.
ولن يشارك المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في أنشطة أول مايو/ ايار ويقترب فيما يبدو من انزال الهزيمة بساركوزي الذي ظل يتولى السلطة طوال فترة أزمة الديون في منطقة اليورو.
وفي اليونان تأهبت الشرطة لأعمال عنف اتسمت بها الكثير من التجمعات الحاشدة لكن أثينا لم تشهد اشتباكات كبرى منذ الموافقة على مشروع قانون للتقشف لم يحظ بالشعبية في فبراير/ شباط.
تأتي هذه التجمعات الحاشدة في ظل تزايد الإحباط من التقشف الذي تقول بعض الدول الأعضاء المحافظة في سياساتها المالية في شمال منطقة اليورو إنها ضرورية لخفض عجز الميزانية للوصول إلى المعايير الأوروبية وإنهاء أزمة الديون.
وفي البرتغال يتوقع الاتحادان العماليان الرئيسيان انضام عشرات الآلاف للتجمعات في العاصمة لشبونة وغيرها من المدن الرئيسية.
وسيتظاهر الاتحاد العام لعمال البرتغال - الذي رفض التوقيع على معاهدة بشأن إصلاحات سوق العمل والذي تتطلبه خطة الإنقاذ التي وضعها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي بقيمة 78 مليار دولار في وقت سابق من العام الحالي - تحت شعار "لا للاستغلال والإفقار.. معا لتغيير السياسة". بينما سيحتشد الاتحاد الآخر الذي وقع على المعاهدة مقدما مطالب مثل "النمو والوظائف والعدالة الاجتماعية".
ودعت الاتحادات في اسبانيا إلى مسيرات احتجاج في 80 بلدة ومدينة في أنحاء البلاد تحت شعار "العمل.. الكرامة.. الحقوق".
ومن المتوقع أن تكون المشاركة محدودة بعد ان نظم آلاف مسيرة يوم الأحد للاحتجاج على خفض الانفاق على الصحة والتعليم.
وتسببت خطوات متكررة من خفض النفقات في اليونان في خفض الأجور ومعاشات التقاعد وتعميق الركود الذي تمر به البلاد الآن للعام الخامس.
كما تقلصت أجور القطاع الخاص بواقع الربع في العام الماضي وحده في حين أن معدل البطالة ارتفع ليبلغ 21 في المئة وهو مستوى قياسي.
وأصبح هناك شاب يوناني من كل اثنين لا يعمل.
وتقول جهات مقرضة لليونان إنه في حالة عدم التزام البلاد بالإصلاحات الوارد ذكرها في خطة الإنقاذ مقابل المساعدات فربما تجبر أثينا على الانسحاب من منطقة اليورو.
ويريد أغلب اليونانيين الاحتفاظ بالعملة الموحدة رغم معارضة إجراءات التقشف التي اضطروا لتحملها منذ أول خطة إنقاذ يضعها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي في 2010 .
وقالت دينا بيتسي (58 عاما) ولديها ابنان لا يعملان "نريد البقاء في الاتحاد الأوروبي واليورو. ندرك أن هناك أزمة لكن من غير المقبول أنه حتى الآن أصبح الأثرياء أكثر ثراء والفقراء اكثر فقرا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً