العدد 3530 - الأحد 06 مايو 2012م الموافق 15 جمادى الآخرة 1433هـ

اكتشاف سورية الصغيرة في نيويورك

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

في الوقت الذي يوصف فيه العالم العربي بأنه عكس الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، من الأهمية بمكان أن نتذكر أن الأميركيين العرب لديهم تاريخ طويل وغنيّ في الولايات المتحدة. ومثل الكثير من الجاليات المهاجرة الأخرى فإن رحلتهم إلى وطنهم الجديد ساهمت في جعل الولايات المتحدة المكان الذي هي عليه اليوم.

بحسب استطلاع المجتمع الأميركي للعام 2008، هناك ما يزيد على 1.5 مليون أميركي عربي، يشكّلون نحو 0.5 في المئة من مجموع السكان الأميركيين. وتعود أصولهم إلى دول عربية مختلفة ويعتبرون أنفسهم مجموعة متنوعة ذات ثقافات غنيّة. خذ بالاعتبار، على سبيل المثال بعض الأميركيين من أصول عربية ساهموا بشكل واسع في الولايات المتحدة: ستيفن جوبز المؤسس المشارك لشركة أبل وملكة جمال الولايات المتحدة للعام 2010 ريما الفقيه، والمرشح السابق للرئاسة الأميركية رالف نادر والفكاهي جيري ساينفيلد.

تحارب مجموعة من النيويوركيين للحفاظ على إرث المهاجرين العرب الأوائل من خلال نشر الوعي حول الماضي النابض بالحياة لشارع واشنطن حيث تجد ما كان يسمى «سورية الصغيرة». كانت المنطقة في السابق مركز الحياة الأميركية العربية في الولايات المتحدة والمكان الذي عاشت فيه الجالية الأميركية العربية المكوّنة من المسيحيين والمسلمين واليهود.

كانت المنطقة، التي تعرف كذلك بِـ «المستعمرة الأم» تضم العديد من الكنائس والمتاجر التي تبيع بضائع شرق أوسطية، ومطاعم لبنانية وسورية. ولو أنك زرت المنطقة في ذروة القرن التاسع عشر لشممت رائحة القهوة العربية القوية ورأيت العديد من الرجال يلبسون الطربوش الأحمر. كانت تلك المنطقة مركزاً للبائعين المتجولين ورجال الأعمال الموسرين، ومركزاً للحياة الفكرية والثقافية، حيث كان بإمكانك رؤية كتّاب أميركيين عرب مثل أمين الريحاني وخليل جبران وميخائيل نعيمة.

وبينما انتشرت أجيال لاحقة عبر الولايات المتحدة وانخرطت في المجتمع، تم نسيان سورية الصغيرة تدريجياً. ومع حلول نهاية القرن العشرين، شكّل بناء نفق «بروكلين باتِري» ومبنى التجارة العالمية حافزاً لهدف معظم المباني المتعلقة بالموجة الأولى من المهاجرين العرب. لم تبقَ سوى ثلاثة مبانٍ من تاريخ الشارع المفعم بالنشاط، وهي 103 شارع واشنطن التي كانت سابقاً كنيسة القديس جورج للملكيين الكاثوليك، و105 – 107 شارع واشنطن والتي كانت في السابق مركزاً مجتمعياً افتتحه عمدة نيويورك لخدمة حي سورية الصغيرة، و109 شارع واشنطن وهي عمارة سكنية مازالت تضم بعض الشقق السكنية.

«أنقذوا شارع واشنطن» هي مبادرة للحفاظ على هذه المعالم ونشر الوعي حول ماضي الشارع عبر تكريم عشرات الألوف من المهاجرين الذين مروا من هناك. هناك شخصان وراء المبادرة وبشكل فردي، وهما كارل أنطون، الأميركي من أصول لبنانية، الذي قضت أسرته بعض الوقت على ذلك الشارع وأدارت عملاً تجارياً ناجحاً هناك، وتود فاين، وهو خريج من جامعة هارفرد عمل خلال السنوات السبعة الماضية على نشر الوعي بالمؤلف اللبناني أمين الريحاني ومساهمته المهمة في العلاقات العربية الأميركية المبكرة.

الهدف الحالي للمنظمين هو الاستمرار بنشر الوعي بالمشروع والحصول على وضع «معلَم تراثي» للمباني. وهما يبحثان كذلك عن مشترٍ لتملّك المباني، وفي نهاية المطاف تحويلها إلى متحف. إضافة إلى ذلك هناك خطط لوضع تمثال تذكاري لأمين الريحاني في مانهاتن السفلى، ووضع لوحة على موقع منزله السابق على شارع واشنطن.

حصلت مبادرة «أنقذوا شارع واشنطن»على الدعم من السياسيين المحليين وأناس من كل أنحاء العالم ممن يقدّرون الثقافة العربية. «تواجدنا هنا منذ تواجدت المجموعات العرقية الأخرى»، يشرح أنطون أن «مدينة نيويورك هي أهم مدينة في العالم لهذه الأمور، فكمية الثقافات والقصص واللغات الموجودة هنا مثيرة للإعجاب. يستحق المهاجرون العرب الأوائل أن نتذكرهم ونكرمهم تماماً مثل أية مجموعة عرقية أخرى».

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3530 - الأحد 06 مايو 2012م الموافق 15 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً