افتتح وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا صباح اليوم الاثنين مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز والذى يعقد تحت شعار "المجهول المعروف والمجهول غير المعروف" بتنظيم من شركة كونفرنس كونكشن جروب وفاكت جلوب انرجي وبالتعاون وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة نفط البحرين (بابكو)، حيث سيحتفل بالذكرى العشرين على تنظيمه بوصفه حدثاً مهماً في مجال النفط والغاز على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم وهو يعتبر نقطة محورية للشركات النفطية الرائدة لتكوين وتبادل وجهات النظر ومناقشة القضايا الرئيسية والتحديات التي تواجه قطاع النفط والغاز على الصعيد العالمي .
وقال الوزيرفي كلمتة الافتتاحية أن هذا المؤتمر يعقد بعد فترة من الحدث المهم الذي احتضنته مملكة البحرين وهو سباق الفورملا واحد الذي أثبت نجاحاً وصدى عالمي كبيرين، وأن هذا المؤتمر يعتبر واحدا من اشهر المؤتمرات في مجال النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط. موضحاً سعادته بأنه في شهر يونيو 2012 م سوف تحتفل مملكة البحرين بمرور 80 عاماً على اكتشاف النفط في البلاد في منطقة جبل الدخان وبالتالي أصبحت البحرين أول دولة يكتشف فيها النفط في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف بأن هذا المؤتمر هو العشرين في سلسلة هذا النوع من هذه المؤتمرات وأن هذه هي المرة الخامسة التي يعقد فيها في مملكة البحرين، وأوضح سعادة الوزير بأن هذا المؤتمر يضم نخبة من المتحدثين العالميين وأهمهم الدكتور فريدمان فيشراكي وهو إحدى الشخصيات البارزة والمعروفة في صناعة النفط الدولية والذي ارتبط اسمه وبشكل وثيق مع مملكة البحرين لسنوات عديدة، وقد عين مؤخراً من قبل وزير الطاقة الأمريكي ليصبح عضواً في المجلس الوطني الأمريكي للنفط والذي يعتبرهيئة استشارية لوزير الطاقة.
وقد تطرق وزيرالطاقة في كلمته إلى تذبذب الأسعار وعلاقة ذلك بصناعة النفط، وقال انه في حين أن تذبذب الأسعار على المدى القصير هو الذي يلفت نظر بلاتس ورويتر وبلوبيرج، فإن أسعار النفط على المدى الطويل هي الأهم بالنسبة لصناعتنا. فصناعتنا تعتمد على كثافة رأس المال العالية وكثيراً ما تستثمر في تطوير بنى تحتية وعادة ما تكون فترات الاستراد فيها طويلة، والمستثمرون يتطلعون إلى عائد مضمون لاستثماراتهم ولذلك فإن استقرار الطلب يعتبر عاملاً مهماً. كما أن الركود الاقتصادي لم ينته بعد، فقد أعلنت المملكة المتحدة مؤخراً أنها تواجه ركوداً اقتصادياً من جديد، في حين أن بقية أوروبا لا تزال تقف على أرضية غير مستقرة بسبب أزمة الديون وإجراءات التقشف التي طرحت مؤخراً، أما الولايات المتحدة فتظهر بعض علامات التعافي، ولكن لموازنة ذلك، نشاهد تباطؤاً في محركي الاقتصادات العالمية وهما الصين والهند. لقد تولدت نظرة التشاؤم بسبب انعدام الثقة في جانب الطلب الذي يؤدي حتماً إلى تردد المستثمرين في توظيف أموالهم في استثمارات غير مؤكدة. ومع ذلك، فإن هذه الممارسة تنم عن قصر نظر، لأننا نرى بأنه إذا لم توظف الاستثمارات في حينها وبالطريقة المناسبة، فإن الاحتياجات الاستهلاكية المستقبلية لا يمكن توفيرها، ونحن في البحرين أدركنا هذه الحقيقة واتخذنا خطوات لتوظيف الاستثمار.
وأشار الوزير إلى أن البحرين قد أدركت ذلك واتخذت خطوات استثمارية متقدمة بفضل الحكمة التي تتميز بها القيادة الرشيدة لمملكة البحرين، فقد شهد عام 2010م ولادة شركة تطوير للبترول وهي مشروع مشترك بين الشركة القابضة للنفط والغاز وشركة أوكسيدنتال الأمريكية ( أوكسي ) وشركة مبادلة الإماراتية والتي تهدف إلى تنشيط حقل البحرين ، وزيادة إنتاج الحقل من النفط إلى ثلاثة أضعاف ومضاعفة انتـاج الغـاز المحلي إلى 2,7 مليار قدم مكعب بحلول عام 2024م ، وهذه التعهدات تتطلب استثمارات ضخمة، فمن المتوقع استثمار نحو (15) مليار دولار لتطوير مواردنا الوطنية خلال العقدين المقبلين تتحملها الشركات النفطية. مشيراً إلى آخر المستجدات في مجال الحفر والتنقيب، منوهاً الوزير إلى أن مصفاة بابكو تعتبرقديمة حسب المعايير العالمية وأن بعض الوحدات فيها يبلغ عمرها أكثر من (75) سنة، إلا أنه قد جرى عملية تطوير على المصفاة على مر السنين وأن أهم مشروع في برنامج تحديث المصفاة هو مشروع الديزل منخفض الكبريت الذي بلغت تكلفته 725 مليون دولار وقد تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بافتتاحه في عام 2007م. منوهاً سعادته إلى أن حجم الاستثمارات الجديدة المتوقعة لتطوير المصفاة تتراوح مابين 6-8 بلايين دولار. وسيمكن التطوير الجديد للمصفاة من توفير نوعية المنتجات التي تطلبها الأسواق في المستقبل والتقيد بمعايير المحافظة على البيئة، وستصمم منه معايير الكفاءة العالمية للطاقة.