بعث عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، برسالة خطية إلى الرئيس التركي عبدالله جول، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقام بتسليم الرسالة وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة ، خلال استقبال الرئيس التركي له أمس الأربعاء (9 مايو /أيار 2012) في أنقره في مستهل زيارته الرسمية إلى الجمهورية التركية.
وقد نقل وزير الداخلية للرئيس التركي، تحيات عاهل البلاد ، وتمنياته بمواصلة الشعب التركي الشقيق وقيادته الموقرة، مسيرة النهضة والتقدم، ودوام الازدهار، مؤكدا أن العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، مؤهلة لمزيد من التطور وتوسيع آفاق التعاون الشامل لما فيه مصلحة الدولتين والشعبين الشقيقين.
وقد أشاد الرئيس التركي بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، مثمنا الانجازات السياسية والاجتماعية المتميزة التي حققتها مملكة البحرين في ظل المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد ، خاصة ما يتعلق بتعزيز المشاركة الديمقراطية وكفالة الحقوق والحريات الأساسية في إطار دولة القانون والمؤسسات الدستورية ، مثمنا في هذا المجال التعديلات الدستورية التي قام جلالة الملك بالتصديق عليها مؤخرا.
وأكد أنه رغم وجود بعض العناصر التي تعمل على زعزعة الاستقرار، فإن البحرين وبحكمة جلالة الملك ، قادرة على تجاوز هذه الأزمة، وعودة الأمور إلى سابق عهدها.
وعبر الوزير عن عمق ومتانة العلاقات التي تجمع البلدين والتي تنطلق من رؤى مشتركة بين القيادتين، يعززها حرص الجانبين على تطوير هذه العلاقات بهدف وصولها إلى آفاق أرحب، منوها إلى ما تمثله تركيا من دور إقليمي بارز من خلال عمقها الإسلامي ومكانتها الحضارية ودعمها المتواصل لتعزيز التعاون والسلام في محيطها الإقليمي والدولي.
وفي ختام اللقاء ، حمل الرئيس عبدالله جول وزير الداخلية، تحياته الصادقة لجلالة الملك وللشعب البحريني الشقيق وتمنياته بأن يعم الاستقرار والرخاء ، كافة ربوع المملكة.
وخلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الداخلية إلى تركيا، التقى نائب رئيس الوزراء التركي للشئون الأمنية بشير أتلاي، حيث جرى بحث إمكانات التعاون بين الجانبين البحريني والتركي وآفاق تطوير العلاقات الثنائية بما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وقد عقد الجانبان البحريني والتركي، جلسة مباحثات ثنائية ، رأسها عن الجانب البحريني، وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ، وعن الجانب التركي وزير الداخلية إدريس نعيم شاهين ، والذي أكد أن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وستشكل إضافة نوعية للعلاقات الثنائية مع ترحيبه بإمكانية الاستفادة من الخبرات التركية بما من شأنه تطوير علاقات البلدين، ونقلها إلى مستويات متقدمة.
وأشار إلى أن إقدام جلالة الملك على تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، حظي بتقدير عالمي، "كما نثمن من جانبنا الخطوات التي اتخذتها اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق لأنها تصب في تطوير مختلف المجالات".
وعبر وزير الداخلية التركي، عن استنكار بلاده للأعمال الإرهابية الأخيرة التي شهدتها البحرين وإدانتها للمجموعات التي تقف وراءها، منوها إلى مباركته للتعديلات الدستورية الأخيرة ، والتي جاءت ملبية لمصلحة المواطن البحريني بالدرجة الأولى.
وقال "إن المواقف التي اتخذتها بعض الجمعيات السياسية في البحرين لم تكن موفقة لأن المعارضة يجب أن تتحرك بروح وطنية، وفي هذا الإطار فإننا نعبر عن قناعتنا بإقامة حوار وطني يشارك فيه الجميع بهدف تجاوز هذه الأحداث".
كما أعرب وزير الداخلية التركي عن تقدير بلاده للبحرين ودورها في تعزيز الأمن الإقليمي من خلال علاقاتها الدولية المتميزة ، مؤكد على أهمية مواصلة مسيرة التعاون الثنائي بين أجهزة الشرطة في البلدين الشقيقين، لما فيه مصلحة وخير الشعبين التركي والبحريني.
من جانبه، أعرب وزير الداخلية عن شكره على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، مثمنا الدعوة الكريمة للزيارة ، ومنوها إلى أهمية تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين.
وقد تناولت مباحثات معالي وزير الداخلية مع نظيره التركي عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين، ويسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون وتبادل الخبرات في المجال الأمني.
وفي ختام اللقاء ، اتفق وزيرا الداخلية على تعيين ضباط ارتباط في البلدين لمتابعة عملية التواصل والتنسيق بالإضافة إلى تشكيل لجنة دائمة من المختصين ، تعمل على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية وخاصة مجال التدريب، وذلك تفعيلا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين في 6 مارس / آذار 2006 ، كما وجه معالي وزير الداخلية الدعوة إلى نظيره التركي لزيارة مملكة البحرين على أن يتم تحديد موعدها في وقت لاحق.
حضر اللقاءات التي أجراها وزير الداخلية، السفير البحريني لدى تركيا وعدد من الضباط المرافقين لمعاليه.