العدد 3536 - السبت 12 مايو 2012م الموافق 21 جمادى الآخرة 1433هـ

استئناف الحوار بين وكالة الطاقة وإيران اختبار قبل اجتماع بغداد

تستأنف غداً (الإثنين) في فيينا المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران التي يشتبه بأنها تسعى لاقتناء السلاح النووي، على أمل إحراز تقدم في نهاية المطاف قبل لقاء أساسي مع الدول الكبرى في بغداد في 23 مايو/ أيار.

والاجتماع الذي سيستمر يومين في ممثلية إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، سيشكل اختباراً للنوايا الإيرانية كما قال دبلوماسيون غربيون وخبراء.

وقال المسئول عن الأبحاث في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية، برونو ترتريه لوكالة «فرانس برس» إن القيام «ببادرة واضحة بشأن موقع بارتشين العسكري على سبيل المثال سيوفر مناخاً إيجابياً لبغداد».

وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن هذا البلد قام في هذا الموقع الواقع شرق طهران بتجارب تفجير تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، الأمر الذي تنفيه إيران.

وكان فريق مفتشين من الوكالة أكد انه لم يسمح له بدخول هذه القاعدة العسكرية في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، ما أدى إلى تجميد المحادثات.

وسيكون موقع بارتشين مجدداً في صلب النقاشات في فيينا كما صرحت مصادر دبلوماسية، لكن لا شيء يدل على أن إيران مستعدة للتساهل في هذا الملف. وسيقود المدير العام المساعد البلجيكي هرمان ناكيرتس مجدداً وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأثناء منتدى أخير عقد في سان غال بسويسرا صرح المدير العام للوكالة الياباني يوكيا امانو أن الدخول سريعاً إلى هذه القاعدة يشكل «أولوية».

وكان أمانو ألمح في مارس إلى أن إيران قد تكون بصدد محو كل أثر نشاط نووي في بارتشين، وهو تلميح وصفته الجمهورية الإسلامية بـ «الدعاية».

ونشر معهد العلوم والأمن الدولي في الثامن من مايو على موقعه الالكتروني صوراً التقطت بالقمر الصناعي يعود تاريخها إلى مطلع أبريل/ نيسان وتظهر أنشطة حول حاوية قد تكون أجريت فيها التجارب، ما يبعث على الاعتقاد بأن عملية تنظيف قد تكون جارية.

واعتبر مركز الدراسات الأميركي هذا أنه «على إيران أن تسمح على الفور لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول هذا المبنى» وأن تعطي إيضاحات عن هذه النشاطات.

وبوجه عام تريد الوكالة التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ما تسميه «مقاربة منتظمة» تهدف إلى حل جميع النقاط العالقة في ما يخص أي بعد عسكري محتمل للبرنامج النووي الإيراني.

وقد أثيرت هذه المسائل في تقرير للوكالة تضمن انتقادات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقدمت فيه جملة عناصر تشير إلى أن إيران كانت تعمل على صنع السلاح الذري حتى 2003، وربما بعد ذلك، الأمر الذي نفته إيران مجدداً وبشكل قاطع.

وقال الخبير في العلوم السياسية في هامبورغ والمتخصص بشئون الشرق الأوسط ماتياس كونتزل لوكالة «فرانس برس»: «لا استبعد إمكانية أن تسمح إيران للخبراء «بزيارة بعض الأقسام المحدودة من بارتشين». وأضاف «لكن ذلك لن يكون سوى نجاح خادع للتحضير (...) لنجاح خادع جديد في بغداد».

وقبل استئناف اتصالات اعتبرت ايجابية في أبريل في اسطنبول، يتوقع أن تدخل مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) وإيران في صلب الموضوع في 23 مايو في بغداد.

وقالت طهران خصوصاً إنها ستكون مستعدة بشروط للموافقة على التخلي عن تخصيب اليورانيوم حتى 20 في المئة، وهو موضوع خلافي مع القوى العظمى.

وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن الولايات المتحدة قد تفكر بالقبول بأن تقوم البلاد بالتخصيب بدرجة ضعيفة لإنتاج الكهرباء. وتجدر الإشارة إلى أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة يمكن أن يدخل في تركيبة السلاح الذري.

وتواجه إيران ستة قرارات صادرة عن الأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي، أربعة منها مرفقة بعقوبات وخصوصاً لأنشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.

العدد 3536 - السبت 12 مايو 2012م الموافق 21 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً