العدد 3556 - الجمعة 01 يونيو 2012م الموافق 11 رجب 1433هـ

تحليل: هل ينفخ المستثمرون في نار التقلبات التي يخشونها؟

ربما كان مستثمرو النفس الطويل الذين يخشون أزمة مالية عالمية جديدة أكثر استعداداً لأي صدمة مما كانوا عليه قبل انهيار مؤسسة ليمان براذرز العام 2008 ولكن قلقهم المتزايد في حد ذاته قد يزيد من هشاشة الأسواق.

كان انهيار ليمان براذرز وما أعقبه من هبوط لأصول تنطوي على مخاطرة عالية في أرجاء المعمورة تحدياً لإحدى الركائز الأساسية التي قام عليها الاستثمار طويل الأمد على أساس أن التنوع الكبير للمحافظ كافٍ لحماية المدخرات إجمالاً بمرور الوقت.

فخلال فترة الأشهر الستة الحالكة التي أعقبت سبتمبر/ أيلول 2008 لم يكن من ملاذات تذكر تحمي من الهبوط المتزامن للأسهم والسلع الأولية والأسواق الناشئة والدين مرتفع العائد وصناديق التحوط وغيرها. ولم يكن هناك ما يمكن الاحتماء به سوى السيولة النقدية والسندات الحكومية عالية التصنيف وأساليب تحوط خاصة مثل مؤشرات التقلب.

وبالنسبة لكثير من المتعاملين على المدى الطويل وصناديق معاشات التقاعد وشركات التأمين التي تستثمر لآجال بين 20 و30 عاماً فإن الصدمة ربما لم تزد عن عقبة قصيرة الأمد يأملون أن تصححها العوامل الاساسية بمرور الوقت. لكن بعد أقل من أربعة أعوام مازالت أزمة القطاع المصرفي تهدد بتفتيت منطقة اليورو ويشبه البعض احتمال خروج اليونان من منطقة العملة الموحدة بلحظة انهيار ليمان وبصدمة أخرى للأسواق.

والسؤال الذي يفرض نفسه على عدد كبير من الصناديق هل تغمض عيونها وتأمل أن يكون تنوع أكبر كافياً لتجاوز انهيار آخر أم تتعمد وضع خطة لحماية نفسها سريعاً حين يحل الأسوأ. ويبدو أن الأمرين يسيران بالتوازي.

وتبين مسوح لصناديق معاشات التقاعد أنها تنسحب إلى حد كبير وعلى نطاق يبدو واسعاً من أسواق الأسهم، ويرجع ذلك في جزء منه للعائدات التي تقترب من الصفر على مدار العقد الماضي ونتيجة عوامل سكانية وإدارة الالتزامات ولوائح تنظيمية. ولكن مع انخفاض العائدات على البديل المفروغ منه وهو السندات عالية التنصيف لمستوى يكاد يضمن عائداً حقيقياً سلبياً بمرور الوقت يقود الابتعاد عن الأسهم لأصول «بديلة» مثل صناديق التحوط والاستثمار المباشر والدين مرتفع العائد والعقارات أو البنية التحتية.

وأظهر استطلاع أعلنت نتائجه مؤخراً ميرسر للاستشارات الأسبوع الماضي وشمل 1200 من صناديق المعاشات الأوروبية تصل أصولها إلى 650 مليار يورو أن الخروج من أسواق الأسهم لم يتوانَ خلال العام الماضي وأن أكثر من الثلث يعتزم إجراء مزيد من الخفض على مدار 12 شهراً مقبلاً.

وهذا التحول أمر لافت جداً للنظر بالنسبة لصناديق المعاشات البريطانية المحبة للأسهم. ففي العام 2012 انخفضت مخصصات الأسهم إلى 43 في المئة من 58 في المئة في 2008 وكانت قد بلغت 68 في المئة في العام 2003.

العدد 3556 - الجمعة 01 يونيو 2012م الموافق 11 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً