العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ

مقتل 30 شخصا في سورية.. والمعارضة تدعو مسؤولي الحكومة للانشقاق

دعا زعيم المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا كافة المسؤولين في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الانشقاق عن النظام ، في الوقت الذي أودت فيه أعمال العنف في البلاد بحياة 30 شخصا على الأقل اليوم الأحد.وقال سيدا ، الذي انتخب قبل ساعات رئيسا جديدا للمجلس المعارض ، في مؤتمر صحفي بمدينة اسطنبول التركية إن مرحلة حساسة قد بدأت في الصراع الدائر في البلاد منذ 15 شهرا.وأضاف أن الحكومة وصلت إلى مراحلها الأخيرة ، مشيرا إلى أن الحكومة فقد السيطرة على العديد من المدن.كما طمأن سيدا كافة الطوائف والجماعات ، بما فيها العلويون والمسيحيون ، بأنه لن يكون هناك تمييز في سورية المستقبل.

وقال السياسي الكردي ، بعد ساعات من انتخابه رئيسا للمجلس الوطني السوري خلفا لبرهان غليون ، إن سورية الجديدة ستكون دولة ديمقراطية.ويعيش سيدا ، الذي ينتمي إلى الأقلية الكردية في سورية التي يتراوح عدد أفرادها بين مليونين وثلاثة ملايين شخص ، في المنفى بالسويد منذ أوائل تسعينات القرن الماضي.وقاد غليون المجلس الوطني السوري منذ تأسيسه في تشرين أول/أكتوبر الماضي ، غير أنه عرض استقالته الشهر الماضي بعد أيام فقط من انتخابه لفترة ولاية جديدة في منصبه ، في خطوة اعتبرت علامة على التصدعات التي حدثت في صفوف المعارضة.ويعانى المجلس الوطني السوري ، الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له ، من انقسامات منذ تأسيسه ، وترددت تقارير مؤخرا تشير إلى أن المجلس يكثف جهوده لتعيين قائد يحظى بقبول الجميع قادر على توحيد صفوف الجماعات الإسلامية والليبرالية المنقسمة إلى جانب الأقليات العرقية والدينية العديدة في سورية.ويقول مراقبون إن الانقسامات التي حدثت داخل المعارضة السورية قوضت من مصداقيتها.من ناحية أخرى ، ذكرت لجان التنسيق المحلية السورية إن القوات النظامية قصفت أهدافا بينها موقع للمنشقين عن الجيش في منطقة حمص وسط البلاد ، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا في المحافظة المضطربة.وقصفت القوات الحكومية موقع إحدى كتائب الدفاع الجوي بعد أن استولى المعارضون عليه في وقت سابق اليوم الأحد.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن معظم العسكريين في الكتيبة انشقوا عن الجيش وانضموا إلى صفوف المعارضة.وأضاف المرصد السوري أن القوات النظامية استخدمت الأسلحة الثقيلة أيضا لضرب مواقع أخرى في حمص ، أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة.وأشار المرصد إلى أن عدة أشخاص لقوا حتفهم جراء القصف وإطلاق النار العشوائي في حلب وحمص واللاذقية.

وفي محافظة درعا جنوبي سورية ، لقي جنديان على الأقل حتفيهما إثر اشتباكهما مع معارضين قرب مدينة الصنمين.وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف أودت بحياة ما يربو على 14 ألف شخص ، بينهم رجال أمن ومعارضون ، منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة لحكومة الأسد في آذار/مارس 2011 .ويتعذر التحقق من الأنباء الواردة من سورية من مصدر مستقل نظرا لأن الحكومة تمنع معظم الصحفيين الأجانب من دخول المناطق المضطربة.على صعيد آخر ، أطلق ساسة إسرائيليون اليوم الأحد حملة انتقادات للنظام السوري وما يرتكبه من عنف بحق شعبه ، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما يحدث في سورية "مجزرة بحق مدنيين" فيما انتقد النائب الأول لرئيس الوزراء شاؤول موفاز دول العالم لفشلها في وقف ممارسات النظام.ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو القول في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "النظام السوري لا يقف وحده وراء المجازر بحق المدنيين وإنما تساعده إيران وحزب الله .. المجازر التي تحدث في سورية تكشف النقاب عن الوجه القبيح لمحور الشر".من جانبه ، اتهم شاؤل موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حكومة دمشق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة شعب ، ووجه انتقادات إلى دول العالم "لامتناعها عن اتخاذ خطوات عملية لوقف ممارسات النظام السوري بحق المدنيين". وحذر موفاز من أن الأزمة في سورية قد تنتقل إلى خارج الحدود السورية ، وذلك بسبب دعم إيران وحزب الله للنظام السوري.يأتي هذا بينما أعرب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عن أمله في انتصار قوى المعارضة في سورية.وقال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية إن على المجتمع الدولي بذل الجهد الكافي "لوضع حد لسفك الدماء في سورية".وأضاف أن القتل "يزداد سوءا يوما بعد يوم" واصفا ما يحدث هناك بأنه "فضيحة لا يمكن  تصديقها".وأكد بيريز على احترامه الكبير للثوار السوريين الذين يتظاهرون يوميا وهم معرضون لإطلاق النار.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً