العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ

لقاء حاسم في موسكو حول الملف النووي الإيراني

ستحاول روسيا ان تقنع حليفتها ايران بتحقيق تقدم ملموس حول برنامجها النووي المثير للجدل وذلك خلال لقاء حاسم مع القوى العظمى في موسكو الاثنين والثلاثاء من اجل ابعاد خطر شن هجوم عسكري ضد طهران.
ويلتقي مسؤولون رفيعو المستوى من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) مع ايران من اجل مواصلة المباحثات بهدف التوصل الى حل دبلوماسي قبل اسبوعين على دخول حظر نفطي من الاتحاد الاوروبي على ايران حيز التنفيذ من اجل حملها على العدول عن برنامجها النووي.
وبعد جولتين من المفاوضات في اسطنبول في نيسان/ابريل ثم في بغداد في ايار/مايو، افترق الاطراف المشاركون على خلاف خصوصا حول مسالة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% التي تعتبر حساسة للغاية مما يجعل ايران اقرب من مستوى التخصيب الضروري لتصنيع قنبلة ذرية (90%).
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الجمعة (15 يونيو/حزيران 2012م) ان "هناك اسبابا تدعو الى التفكير بان الخطوة المقبلة ستجري في موسكو ومن المهم بالنسبة لروسيا ان تستمر عملية التفاوض".
واضاف "نريد ان تعقد لقاءات جديدة والا تتوقف لفترات طويلة".
واثر زيارة الاربعاء الى طهران، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان ايران "تامل بالتوصل الى حل" للازمة المتعلقة ببرنامجها النووي الذي تشتبه القوى العظمى واسرائيل بانه يخفي جانبا عسكريا وذلك على الرغم من النفي المتكرر لطهران.
اما نظيره الايراني علي اكبر صالحي، فاعرب عن "تفاؤله حول النتيجة النهائية" للمفاوضات في موسكو، مشيرا الى ان مسالة النووي "معقدة" وتتطلب "صبرا من اجل احراز تقدم".
ورأى الخبير الروسي اندريه باكليتسكي انه "لا بد من ان تقدم ايران مقترحات ملموسة والا فهناك خطر توقف المحادثات خصوصا وان الغرب بات يعتقد اكثر فاكثر ان ايران تسعى لكسب الوقت".
وتطالب مجموعة 5+1 (الاعضاء الخمس الدائمو العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى المانيا) ايران خصوصا بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وان تبادل مخزونها من اليورانيوم المخصب ب20% بمحروقات نووية هي بحاجة اليها.
في المقابل، تقترح مجموعة 5+1 تخفيف العقوبات الدولية على ايران والتعاون في مختلف مجالات الاستخدام المدني للطاقة النووية.
وكان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني اعلن الاربعاء ان ايران يمكن ان تبدي مرونة حول مستوى التخصيب لكنها لن تتخلى عن حقها فيه.
ويرى محللون ان ايران التي تتعرض منذ اشهر لضغوط من الغرب من اجل تقديم مقترحات ملموسة، تواجه احتمال ان تصعد حليفتها روسيا لهجتها في حال وصلت المحادثات في موسكو الى طريق مسدود.
وحذر باكليتسكي من ان "موقف روسيا سيصبح اكثر تشددا في حال رفضت ايران التفاوض لان ذلك سيشكل فشلا دبلوماسيا".
واكد دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى الفكرة نفسها، قائلا "في حال اعتبر الجميع ان المحادثات لا تؤدي الى نتيجة فسنجد انفسنا مرغمين على رفض الدخول في مفاوضات لا جدوى منها".
ومثل هذا الفشل يمكن ان ينطوي على عواقب خطيرة خصوصا وان الولايات المتحدة واسرائيل لوحتا مجددا باحتمال اللجوء الى ضربة عسكرية لوقف البرنامج النووي الايراني في حال فشل الدبلوماسية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً