العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ

الاخوان يتلقون ضربة سياسية قبل الانتخابات الرئاسية في مصر

خفف محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين التوقعات بفوزه في انتخابات الرئاسة المصرية بالتحذير من ان تزوير الانتخابات على غرار ما كان يحدث في عهد الرئيس السابق حسني مبارك قد يؤدي إلى فوز منافسه احمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
وعشية جولة الاعادة التي تجرى يومي السبت والاحد يأمل مرسي (60 عاما) ان يمنع اقبال كبير على التصويت من الناخبين الخائفين من عودة النظام القديم هذه النتيجة وينصبه أول رئيس اسلامي لمصر. لكن بعد حكم المحكمة الدستورية العليا التي عين قضاتها في عهد مبارك بحل مجلس الشعب الذي كان الاخوان القوة الرئيسية فيه يبدو ان قوة الدفع التي تمتع بها مرسي قد خفتت مما يعكس شعورا اوسع بأن عملية الانتقال السياسي التي منحت حركته مكاسب كبيرة لم تعد ماضية في مسارها.
وقال المهندس الذي عمل في الولايات المتحدة يوم الخميس مذكرا بذلك اليوم الذي شن فيه نشطاء اغلبهم من غير الاسلاميين احتجاجات ضد مبارك "ان حدث شىء من التزوير فان النتيجة ثورة عارمة على المجرمين وعلى من يحمى الإجرام حتى تتحقق أهداف ثورة 25 يناير كاملة."
لكن المؤسسة الحاكمة التي يقودها الجيش لا ترغب فيما يبدو في السماح للاخوان المسلمين بالحصول على سلطة كاملة ولا يظن احد ان الاخوان يمكنهم الحصول على هذه السلطة بالقوة او انها حتى ستحاول ذلك.
ويقدم مرسي نفسه كمدافع عن الثورة التي تردد الاخوان الذين تعرضوا للقمع على مدى عقود في الانضمام إليها في البداية. ويقول مرسي انه اذا اصبح رئيسا فسوف يضع نهاية للفساد الذي ساد في الماضي ويبني نظاما ديمقراطيا. لكنه يجد صعوبة في اقناع الكثيرين بذلك. ويتهم منتقدو الاخوان الجماعة بأنها نهمة للسلطة ولا تحفظ وعودها وتقصي الآخرين عن الحياة العامة.
ورغم وصول مرسي إلى جولة الاعادة فقد حقق ذلك بنصف الاصوات التي حصل عليها الاخوان في الانتخابات التشريعية. ولم تحدث اي مظاهر واسعة للتضامن في الشوارع بعد قرار حل مجلس الشعب الذي وصف على نطاق واسع بأنه "انقلاب".
واتهم مرسي انصار شفيق بالتخطيط لتزوير الانتخابات بعدة طرق وقال في مقابلة مع صحيفة الاهرام التي تديرها الدولة يوم الخميس "لدي معلومات مؤكدة لمحاولات التزوير الممنهجة التي يسعى إليها اتباع النظام السابق." وفي حملته لدعم قاعدة شعبيته سعى مرسي إلى التصدي للاتهامات التي وجهت لجماعة الاخوان المسلمين التي تقول انها ضحية لحملة تشويه منظمة من خصومها.
وجدد مرسي يوم الاربعاء تعهده بتشكيل ادارة شاملة للجميع تضم حكومة ائتلافية ونوابا للرئيس من خارج الجماعة. ويتضمن برنامجه الذي يشمل 15 تعهدا رئيسيا حماية حرية الصحافة وحقوق المرأة. وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية والاصلاحي المستقل "الاخوان المسلمون يعتمدون على الاسلاميين وأيضا على حقيقة ان من كانوا على عداء شديد للنظام السابق لن يصوتوا لاحمد شفيق." ودخل مرسي السباق بعد استبعاد خيرت الشاطر المرشح الأول لجماعة الاخوان المسلمين.
وقدم مرسي نفسه على انه زاهد في الترشح واضطر لدخول السباق في سبيل الله والوطن. وكافح مرسي ليبعد عن نفسه وصف المرشح "الاحتياطي" للجماعة. وانتهج مرسي نبرة دينية عميقة في البداية في وقت كان يواجه فيه اسلاميين آخرين في الجولة الأولى. وكانت خطاباته عامرة بذكر الله وآيات من القرآن الكريم والاحاديث النبوية.
وفي بادرة إلى الجماعة الاسلامية إحدى الجماعات السلفية تعهد مرسي بالعمل على الافراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة المسجون في الولايات المتحدة فيما يتصل بهجمات في نيويورك عام 1993.
وأضاف رجل دين اخر مستقل هو صفوت حجازي مزيدا من الطابع الاصولي على حملة مرسي في بدايتها بدعوته خلال مؤتمرات انتخابية لمرشح الاخوان إلى إقامة دولة عظمى في الشرق الاوسط عاصمتها القدس في تحد مباشر لاسرائيل التي حافظ مبارك على السلام معها على مدى 30 عاما. ونأى مرسي بنفسه عن هذا النوع من الخطاب مع تحوله من النبرة المحافظة إلى نبرة اكثر شمولا.
وعندما سئل عن تصريحات حجازي في مقابلة هذا الاسبوع تحدث مرسي عن نوع من التكامل على غرار الاتحاد الاوروبي بين الدول العربية وسوق عربية مشتركة.
وقال ان القدس في القلب والعقل لكن القاهرة ستظل عاصمة لمصر.
لم يتحدث مرسي كثيرا عن وعده بتطبيق الشريعة الاسلامية في مصر وهي بلد متدين بطبعه وينص دستوره على ان مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الاساسي للتشريع.
وقال مرسي ان حكم الاخوان لن يعني ان مصر ستتحول إلى دولة دينية واضاف انه لا يوجد اختلاف يذكر بين عبارة "مبادئ الشريعة" المنصوص عليها في الدستور الحالي والشريعة نفسها. ولم يعط مرسي اجابة واضحة عندما طلب منه محاور تلفزيوني توضيح موقف الحكم الاسلامي من ملابس السباحة (البكيني) على شواطيء مصر وبالتالي صناعة السياحة الحيوية في البلاد.
ووصف مرسي مثل هذه الأمور بأنها هامشية وسطحية ومحدودة في عدد صغير من الأماكن مضيفا انه تجب مشاورة خبراء قطاع السياحة في كل مشاريع القوانين الخاصة بها.
وجاب مرسي انحاء البلاد مروجا لمشروع "النهضة" الذي وضعه الاخوان في 80 صفحة.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:11 م

      مصر (ادفعوا بالتي هي أحسن)

      من الصعب جدا تزوير الانتخابات ف الفرق سيكون كبير

    • زائر 1 | 4:48 م

      الناشع

      الأخوان المسلمين هم سبب ما يحصل من إلتفاف على الثورة المصرية للأسف.

اقرأ ايضاً