العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ

الطفل أحمد بين التحري والتحقيق

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

انتشر مساء الخميس الماضي (14 يونيو/ حزيران 2012) نبأ إصابة طفل يبلغ الرابعة من عمره ووالده الخمسيني، في منطقة الدير إثر مناوشات أمنية.

بعد دقائق انتشر مقطع مصور لرجال مكافحة الشغب وهم يحملون طفلا فيما يقوم المصور التابع لوزارة الداخلية بتصوير الطفل المحمول.

أهالي المنطقة أكدوا إصابة الطفل، ووقوعه وعدم قدرته على الحركة، ولكن لم تعرف نوعية الإصابة وأسبابها، وأن قوات الأمن أخذت الطفل معها، فيما بقي والده مصابا دون علاج.

صمت وزارة الداخلية بشأن الحادثة، استمر 24 ساعة تقريباً، ربما يكون ذلك للتثبت من الحدث، إلا أن الوزارة عودتنا من قبل على سرعتها في «التغريد» عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن كل شيء، حتى عن احصاءات بعض المسيرات وليس كلها.

بعد يوم كامل أصدرت وزارة الداخلية بيانا على لسان مدير عام مديرية شرطة محافظة المحرق، يتحدث فيه عن أن الأجهزة الأمنية المختصة تقوم حالياً بالبحث والتحري في ملابسات إصابة الطفل أحمد منصور ووالده، ومع ذلك سارعت في البيان ذاته لتخلي مسئوليتها مباشرة وترمي باللوم على «عدد من الخارجين على القانون في منطقة الدير».

ومع أن الوزارة مازالت تتحرى عن ملابسات الواقعة، ومع أنها حملت المسئولية «خارجين عن القانون»، إلا أنها اتخذت الإجراءات اللازمة لمعالجة الطفل في الخارج من أجل الاطمئنان على صحته وسلامته.

الغريب في البيان أنه لم يحدد نوعية الإصابة وأسبابها، وهو سلاح «الشوزن» الذي خرم جسد الطفل وأصابه في عينه حتى عجز أطباء البحرين عن علاجها، وهو ما يثير التساؤل عن أسباب عدم ذكر الوزارة أسباب إصابة الطفل والتي من دون شك ستكشف المتسبب الحقيقي في إصابة الطفل وأبيه.

بيان وزارة الداخلية واضح فالتحري يعني البحث عن جناة وبالتأكيد لن يكونوا من منتسبي الوزارة، فلو كان كذلك لقامت الوزارة بفتح تحقيق في الأمر وإحالة أفراد الشرطة المتسببين في إصابة الطفل إلى التحقيق ومن ثم المحاسبة الجنائية لعدم قدرتهم على تشخيص الحدث ووضع سلامة المواطنين ضمن أولويات عملهم قبل صد الخارجين عن القانون.

من البديهيات في أي إجراء أمني أن تكون سلامة الجميع حتى المستهدفين أولوية في أي مواجهة أمنية ما لم تقتض الحاجة الملحة ووفق النطاق الضيق جداً، فما بالكم بسلامة الأبرياء والتي من أجلها تبذل كل الإجراءات الأمنية وغيرها.

تقول وزارة الداخلية في بيانها «إن المخربين يتحملون مسئولية ما يتعرض له الأبرياء من المواطنين والمقيمين، حيث يعمدون إلى تنفيذ عملياتهم التخريبية في المناطق السكنية، وهو ما يؤدي إلى ترويع الآمنين وتهديد الأرواح والممتلكات العامة والخاصة»، إلا أن إصابة الطفل أحمد ووالده لم تكن نتيجة أعمال تخريبية بل نتيجة طلق من قوات الأمن، وفقاً لما صرحت به عائلة الطفل أحمد.

الواقع يقول ان على كل الأطراف تحمل المسئولية، فإذا أصيب مواطن نتيجة أعمال تخريبية يتحمل المخربون ذلك، ولكن إذا أصيب مواطن من قبل منتسبي الأمن فعلى وزارة الداخلية تحمل المسئولية، ومحاسبة منتسبيها ومحاكمتهم لمخالفتهم القانون الصريح والواضح، في عدم استخدام القوة والتي من شأنها أن تؤدي للضرر بالمواطنين، وخصوصاً أن واجبها حماية الناس وليس إصابتهم.

فلتعذرني وزارة الداخلية، إذا فقد الطفل أحمد عينه، من سيكون المسئول عن ذلك؟ فما حدث يتوجب المحاسبة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 10:10 ص

      السلام عليكم

      لأسف وصلنا الى مرحلة كسر العظم اي انتهاكات صغرت او كبرت لا يكثر فيها ....موتى او قتلى معذبين او مسجونين موقوفين ام مفصولين كلها على حسب المزاج و لا شئ له علاقة بالقانون ...القانون مجمد الى اجل غير مسمى على فئة و مشدد أكثر من اللزوم على فئة أخرى

      ظلامتك ايها الحبيب أحمد ارفعها الى رب السماء فهو حقا منتقم لك ممن ظلمك

    • زائر 29 | 9:23 ص

      ماذنب الاطفال عندما يتم استهدافهم بالشوزن وماذنب اهله لكي يحترق قلبهم وهم يشاهدون فلذة كبدهم تموت امام اعينهم .

    • زائر 28 | 8:33 ص

      أنا أقول لك لن يتم محاسبة أي فرد

      لانهم أعطو الضوء الاخضر بأستخدام الاسلحه واصابة أجسام المواطنين بشكل مباشر حتى بمسيل الدموع فمابالك يالشوزن الذي بسببه فقد العشرات اعينهم بسببه واستشهد ما لايقل عن 5 بسببه .... تقرير بسيوني يقول ذلك

    • زائر 27 | 8:12 ص

      لا انصاف مع الدكتاتورية

      لن تتحمل ...المسئولية ابدا ...
      لم يحاسب أي شخص ....رغم الأنتهاكات الفاضحة والتي لم يستطع بسيوني من أخفائها أو التستر عليها ولكن أين الحساب
      لا شي سياسة الأفلات من العقاب والحماية للمنتهكين لحقوق الإنسان في ظل الدكتاتورية المنغلقة على ذاتها.
      عندما ننتهي من هذا الأسلوب في التعامل مع البشر نستطيع أن نطمئن للتسوية والإنصاف والعدالة

    • زائر 26 | 6:39 ص

      محرقية

      المخربين اللى يتكلم عنهم الاستاذ هاني هم اللى خربوا عيون احمد... موب بس احمد توجد هنالك عدة عاهات عملوها المخربين ... والشاطر يفهم والله يحفظ هالبحرين من هؤلاء المخربين

    • زائر 25 | 6:15 ص

      لاجف حبرك

      لاجف حبر قلمك مقالاتك تحاكي الواقع
      تحيات القرامزه لشخصكم الكريم

    • زائر 24 | 5:32 ص

      ما يصير خاطرك إلا طيب

      ما يصير خاطرك إلا طيب أستاذ
      ستنشئ الداخلية لجنة تحقيق وإذا لم تتوصل إلى الجاني ستنشئ لجنة منبثقة عن تلك اللجنة
      وإن لم يفد ذلك فستنشئ لجنة عن اللجنة المنبثقة
      لأن التحقيق صعب وسيطول
      أما تعلم أستاذنا أن الداخلية لا تستعجل حتى لا يظلم احد
      خلوا في بطنكم بطيخ صيفي في هذا الحر الشديد وعلى نفقة الدولة

    • زائر 23 | 4:59 ص

      الإفلات من العقاب

      سياسة الإفلات من العقاب قدييييمة ، ولذا يكون المتسببون لهم مطلق الحرية في أي تصرف يقومون به ، ولا حساب ولا كتاب ، .. لو طبق قانون المحاسبة العادل ، لما تجاوزه أحد

    • زائر 22 | 4:37 ص

      غريبه يتوطن

      امس كان عندي صديق من الامارات زياره يقول احنا في الامارات كل شي نعرف عنه عن البحرين

    • زائر 21 | 3:58 ص

      لا اله الا الله

      انها جريمة ضد الانسانية لان وجه سلاح الشوزن للاب وابنه كان يقصد قتلهم ولانه ليس أعمى وفي مكان مفتوح
      اللهم انتقم منهم بحق محمد وال محمد

    • زائر 20 | 3:54 ص

      هل سيطبقون العدالة للفاعل

      هناك تصوير للحادث وهناك بعض الصور لمن فعل وكيف صوب الرصاص الشوزن . موجوده في فضاء الانترنت وبكثره

    • زائر 19 | 3:34 ص

      عاد شبه

      سلام الله على العدل

    • زائر 18 | 2:46 ص

      انت في البحرين

      انت في البحرين...لدينا رجال امن معصومون

    • زائر 17 | 2:43 ص

      بلد المليون كذبة وتبرير

      أكيد طلقات الشوزن التي أطلقت على الطفل لا تطابق طلقات شوزن وزارة الداخلية وهاردلك يا وطن ويا مواطن مطحون.

    • زائر 16 | 2:35 ص

      الى الرائر رقم

      الاستاذ هاني لم يقصد احد بالمخربين بل يقول على لسان وزارة الداخلية انهم يقولون مخربين . وشكرا .

    • زائر 15 | 2:30 ص

      بين التحري و التحقيق

      ضاع حق المئات من الشهداء و الجرحي و المعتقلين و الأرامل و الأيتام و المفصولين ..........و مازال التحقيق مستمراً

    • زائر 14 | 2:27 ص

      الزائر رقم

      أخي العزيز أنا الاستاذ هاني ينقل كلام الداخليه وهذا ليس رأيه الشخصي ودمتم سالمين

    • زائر 13 | 2:24 ص

      استاذ هاني لك التحية والأحترام

      القضية اكبر من شوزن وغازات سامة

    • زائر 12 | 2:15 ص

      كالشمس في رابعة النهار

      الاصابة واضحة (( رصاص الشوزن )) ـــ في جسد الاب والابن . ولا تحتاج إلا لمحاسبة من اطلق الشوزن وهذا أمر مسبعد والكل يعرف ذلك .

    • زائر 10 | 2:13 ص

      قائمة انتظار التحري والتحقيق طويلة ولم ينجز منها شئ

      عزيزي هاني قائمة الضحايا الذين ينتظرون فعل التحري والتحقيق طويلة وأولهم علي مشيمع لم ينتهي التحقيق والتحري في قضيته فلا مدري متى سيأتي دور فخراوي وصقر وفرحان وعيسى \r\nمع أن المعنيين لايحتاجون سوى لدقائق للإعلان الاتهامات والتفاصيل المملة في بعض القضايا الاخرى

    • زائر 9 | 2:01 ص

      من المخربون

      لتسمح لي أخ هاني في البداية، لماذا تسمي المطالبين بحقوقهم المسلوبة(مخربين)؟؟؟
      المخرب هو الذي يخرج للشارع ويقتل الأبرياء وليس المطالبين بحقوقهم الأساسية.
      تقبل رأيي المتواضع

    • زائر 7 | 12:23 ص

      مقال فى صميم

      176 توصية أمام البحرين في جنيف بتاريخ 21 مايو/أيار 201 جميع انتهاكات حقوق الإنسان والبحرين خسرت كثير بسببها وشكرا.

    • زائر 6 | 11:59 م

      أهو ده اللي مش ممكن أبداً.. ولا تفكر فيه أبداً.. ده مستحيل..

      إذا أصيب مواطن من قبل منتسبي الأمن فعلى وزارة الداخلية تحمل المسئولية، ومحاسبة منتسبيها ومحاكمتهم لمخالفتهم القانون الصريح والواضح، في عدم استخدام القوة والتي من شأنها أن تؤدي للضرر بالمواطنين، وخصوصاً أن واجبها حماية الناس وليس إصابتهم..

    • زائر 5 | 10:54 م

      محد الذره فى البحرين

      ما حدث ل احمد يذكرنا بالحادثة المؤلمه التى تعرض لها الطفل الفلسطيني محمد الذره

    • زائر 2 | 10:52 م

      لا حياة لمن تنادي

      الله اشافي الطفل المصاب
      بحق باب الحوائج
      امن يجيب المطظر اذا دعاه ويكشف الهم

اقرأ ايضاً