العدد 3571 - السبت 16 يونيو 2012م الموافق 26 رجب 1433هـ

درة البحرين

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من المشاهد التي لن تفارق مخيلتي لفترةٍ طويلة، رغم كثرة المشاهد الصعبة خلال العام الأخير، صورة تعرّض الطفل أحمد النهام، للإصابة برشّةٍ من طلقات الشوزن مساء الخميس الماضي.

الصور الأولى التي انتشرت للحادثة توضّح لقطات متتابعة لما حدث، وسرعان ما بثّت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو تبيّن ما حدث بالضبط.

الصور كانت مروّعةً، حيث تظهر لحظة الاستعداد والاستهداف، وصندوق حفظ السمك ملطخاً بالدماء، ولا تدري هل هي دم الطفل أم الأب الذي بدا في صورةٍ أخرى يسير برفقة رجال الأمن لحاقاً بابنه للاطمئنان على مصيره. وانتشرت صور جديدة للطفل يومي الجمعة والسبت، تبيّن ما جرى له لاحقاً، من نقلٍ إلى المستشفى؛ ووجوده ممدّداً على السرير الطبي وجسده متأثر بالشظايا الصغيرة، ثم صورته وعينه مغلقةٌ بعد الإعلان عن الفشل في إنقاذ بصره، وهو ينظر نظرةً كلها براءة ونقاء.

تأثّري البالغ بما وقع ربما يُضاف إليه عاملٌ شخصيٌ، وهو أنه يشبه طفلي الأصغر شكلاً وبراءةً وجمالاً، إذ هما يدرجان في السن نفسه. وخلال اليومين الماضيين كلما شاهدت طفلي في البيت تذكّرت موضوع الصور، وهكذا لم تفارقني صورة أحمد. وألح عليَّ خاطرٌ كأب: إذا كان هذا الطفل البريء تعرّض إلى خطر الموت وهو بجانب والده، في لحظةٍ خاطفة، فما المانع أن يتعرّض أيٌّ من أطفالنا للخطر نفسه، في أية لحظة عابرة، في هذه المنطقة أو تلك، حتى لو كنت عابر سبيل، أو نازلاً من سيارتك، أو تهمّ بدخول مسكنك مع أطفالك كما حدث ويحدث باستمرار.

في العام 2000، كان مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في غزة متواجداً في منطقة تشهد اشتباكات، وكان محمد الدرة (12 عاماً) عائداً إلى بيته برفقة أبيه، فتعرّضا لإطلاق عشوائي، فاحتميا ببرميل إلى جانب الطريق، لكن الرصاص استمر باتجاههما حتى قضى الطفل نحبه وأصيب الأب. من حسن حظ الحقيقة أن مراسلاً كان يصوّر الحدث ليسجّل للعالم ما وقع بكل دقةٍ وأمانةٍ وصدق. وتحوّل حينها اسم الدرّة أيقونةً من أيقونات الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وترك تأثيراً بالغاً على مختلف شعوب العالم، وخُلّدت الواقعة في مئات اللوحات الفنية.

حينها لم تكن هناك هواتف نقالة منتشرة، مزوّدة بعدسات صغيرة تقوم مقام الكاميرات، فتوثق مثل هذه الوقائع. كان الجيل الأول من الهواتف النقالة قد بدأ ينتشر تواً، وكان يتوفر على المكالمات والمسجات، ولم تدخل خصيصة التصوير إلا العام 2003، وفي العام 2005 تقريباً بدأ انتشار الموبايل ليصبح في متناول الجميع. لم يكن أحدٌ يتوقع أن يأتي يومٌ يتحوّل فيه إلى أداة رصد وتوثيق لما يحدث من انتهاكات في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي. ولم يكن أكبر المنجمين والمنجمات الذين يخرجون على بعض الفضائيات العربية مطلع كل عام، لم تخطر بخيالاتهم أن ربيعاً عربياً سينفجر في عدد من البلدان، ويغير الكثير من المعادلات، ويشهد أوسع الانتهاكات.

الأطفال رسلُ سلامٍ، وعناوين محبة وبراءة، أوصت بهم مختلف الأديان. وتعرّض هذه الدرة البحرينية (أحمد) لهذه الحادثة التي تبين مدى الاستخفاف في التعامل مع البشر والأطفال، تستوجب فتح تحقيق ومحاسبة المخطئين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3571 - السبت 16 يونيو 2012م الموافق 26 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 3:45 م

      هل ستتم محاسبة المخطيء و الجاني أم سيعتبر قضاء و قدر.. ام محمود

      قلوبنا يعتصرها الألم على جميع من أصابهم الشوزن في أجسادهم و في عيونهم و كان سببا لفقدان أبصارهم بشكل كلي و جميع أموال الدنيا لن ترجع لهم هذه النعمه الإلهية و يمكن حان الوقت لوقف استخدام هذا السلاح الخطير بشكل نهائي أتوقع أدانات دولية للحادث الذي أصاب الطفل فالعالم يراقب وضعنا بدقة
      و أتمنى ان يتم إرسال الطفل الى المانيا عسى ان يجد علاجا أفضل
      الطفل من عائلة فقيرة جداً و تحتاج الى تعاطف المجتمع لمساعدتهم
      ما حال الاب الان

    • زائر 42 | 1:52 م

      لجنة

      نحتاج للجنة تقصى حتى ننسى

    • زائر 41 | 1:02 م

      أم البنات

      إلى الزائر ( 9 ) لا تنتظر محاسبة من تسبب في إصابة عين الطفل أحمد لأن هذا محال ومن سابع المستحيل بأن يقدم للعدالة والعدالة لن تتحق إلا من صاحب العدل وهو المنتقم

    • زائر 40 | 9:38 ص

      I dont expect and wait any simpathy from

      those who called themselves brothers and sister in our beloved country Bahrain . for very simple reason. they accept to be quite thinking its the least they can do. and they dont know that this is the worst they can do. as they are described they are silent devils.

    • زائر 39 | 9:30 ص

      أنا مع الزائر وقم 7

      الجواب ستقوم الدنيا ولن تقعد حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 38 | 8:56 ص

      الدرة

      ليس فقط كان هناك درة واحد او اكثر ، فنحن لا ننسى ايضا اطفال الامام الحسين في رمضاء كربلاء الذين قتلوا بلا ضميرولا انسانية ،،، \r\n\r\n\r\nوما اريد قوله لك اخ قاسم انت دائما مبدع وتتحفنا بأبداعك المستمر والمتألق دائما ،،، تحية لك ولكتاباتك الرائعة :)

    • زائر 37 | 7:30 ص

      محمد الدرة مجددا

      كل من عايش انتفاضة الشعب الفلسطيني يعرف حادثة استشهاد الفتى محمد الدرة.فقد كان حادثا موثرا ترسخ في الاذهان. وكذا حادثة استهداف الطفل احمد النهام فهي حادثة شبيهة وستبقى خالدة في اذهاننا لان كلا الحدثين ينمان عن مدى موت الضمير الانساني عند هتين الموؤستين الامنيتين.

    • زائر 34 | 6:31 ص

      ردا على 16 (سبحان الله)

      أخي اعطني دليل واحد مصور او فيديو على حادثة الظفيري المزعومة لاصدق و اتضامن مع اهله لكن ان تأتوا لنا بفبركات غير مدعمة بأدلة و تريدون منا ان نستنكر فهذا لعب أطفال رحم الله المتوفى و شافى أحمد النهام الطفل الوديع

    • زائر 33 | 6:27 ص

      أبو مسلم

      عجبي ممن يبرر ويقارن ويقف موقف المتشمت لك الله ياولدي يا أحمد

    • زائر 32 | 6:15 ص

      الى الزائر قم 16

      نحن يؤلمنا كل فقيد او مصاب في هذا البلد العزيز ولكن هل سالت نفسك لماذا يحدث هذا ؟ طبعا الجواب عندك لماذا يخرجون في الشارع يطالبون بالاصلاح ؟ البلد كل شى فيها طيب وبخير وانما هؤلاء ايادي تنفذ اجندات خارجيه ، هذه الاجابات معروفة

    • زائر 31 | 4:46 ص

      مجرد من الاحساس ؟؟

      لم نرى اي استنكار من اخواننا في الوطن من الحادث

      مجرد فرض لو مات بعيد الشر هل سيتغير احساسهم بما جرى

      ام على قلوبهم اقفالها

      هل هذا الطفل غير عن الطفل عمر ام ان خالقهم واحد

    • زائر 30 | 4:42 ص

      سبحان الله

      دمعت عينك على طفل مصاب ولم تدمع على الشاب الي مات احمد الظفيري . .والد الاول يعرف ان المنطقة فيها ناس تحرق وتسد الطرق وعادي ياتي الامن حتى يوقف الارهاب الي يسونه كل يوم اما الثاني فكان يريد ان يزيل الاذي عن الناس وشتان بين الاول والثاني وينكم ما دمعت عينكم عليه

    • زائر 29 | 4:17 ص

      كأن حال ابيه يقول للرصاص عيني ولا عينه

      كان بالامس يرى هذا الطفل بعينان قبل ان يخرج مع ابيه بائع السمك ليعود لامه وعينه قد مزقتها تلك اخترقت عينيه هي ليست واقعه عائه ولا شعب هو ضمير انساني انهكه التمييز حتى في جثث القتلى والجرحى ولماذا بقي من بقي من كل الفئات يزور في قصة احمد النهام ويكذب فيها ويستهزء بها كيف للانسانيه ان تصحوا في زمن يمييز بين عين طفل وطفل



      احمد حبيبي عينك التي فقدتها هي عيوننا يا حبيبي

    • زائر 28 | 3:30 ص

      احمد الدرة

      كان الشعور نفسه يخالجني اذ لم استطع ان امسك نفسي حيث خرجت دمعة حزينة وانا اقرأ الخبر بالتويتر واشاهد الفيديو القصير وزاد من المي قراءة الخبر بجريدة الوسط يوم امس من ان العملية التي اجريت على الطفل احمد لم تكلل بالنجاح شعرت حينها بضيق شديد بالتنفس لم استطع ان اتمالك نفسي ياالله كيف يمكن لإنسان له قلب ان يطلق على طفل صغير ألا لعنة الله على القوم الظالمين ولكن يجب ان لايغلق هذا الملف وان تفتح قضية احمد النهام حتى يتم معاقبة المذنبين وتتم تعويض احمد واعادة تأهيله ومحاولة علاجه ماأمكن.

    • زائر 25 | 2:48 ص

      دم احمر ودم ازرق !!!!

      لا يا سيدنا ، صح هو طفل ما اختلفنا معاك بهالشي بس عاد طفل درجة ثالثة ويمكن رابعة وخامسة بعد !!! يعني مو محسوب مثل اطفال الطوائف والشرائح الأخرى ! يعني يا سيد معقولة تبي تساوي الطفل احمد النهام بطفل أخر لا لا مالك حق يسيد ، يعني انت ما تدري ان الدماء البشر لها تقسيمات يعني في دماء حمراء وفي دماء زرقاء ومو معقول يتساوون الله يهداك يسيد !!!

    • زائر 24 | 2:44 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

      وانني هنا اقول ان اي انسان لم تدمع عيناه ويعتصر قلبه الماً وهو يشاهد نظرة الطفل احمد النهام البريئة والمشبعة بالحزن ، ومن لم يجزع من ذلك فليراجع مكنونات نفسه ويبحث عن اسباب جفاف روحه و قسوة قلبه....!
      اللهم انى اعوذ بك من عين لا تدمع وقلب لا يخشع . (إنا لله وإنا إليه راجعون ) .

    • زائر 23 | 2:39 ص

      ترى هل ستغمض لمن أطلق عين ؟ ؟

      لا أظنه ينام ولو نام فهو فاقد الحس والضمير والايمان

      ومعه من أمر بالرمي وسكت وبرر الفعل ( كمن قال هل رمي وهو في بيته ) ناسيا متناسيا كل القيم

      والشرائع والقوانين ترى ماذا تقول وهل ستقول نفس هذا الكلام لو كان المصاب ابنك ؟؟

      عجبي ياسيد كيف تتحمل قلوبهم ولا تهتز مشاعرهم ولا يخشون خالقهم

      لكن الحساب عسير دنيا واخرة

    • زائر 22 | 2:12 ص

      زائر

      اللهم افتح بيننا وبين قومنابالحق وانت خير العاتحين /بارك الله فيك عاى هذا المقال

    • زائر 21 | 2:09 ص

      الظلم

      كثيرا من المغردين كانوا يتساءلون عن موقف الموالاة لما جرى لأحمد البحريني
      وكانوا يستعطفونهم بكلمة استنكار لما حصل لأحمد ابن البحرين
      أقول
      إن شركاءنا في الوطن واحباءنا وضع الإعلام المضلل حاجزا بينهم وبين الحقيقة
      فلو نجزر كالأضاحي لما تحركت منهم شعرة إن لم يشاركوا في ذلك
      ليس لأنهم سيئون
      حاشاهم إخواننا
      ولكنهم مضللون إعلاميا
      وإلا فهم أصحاب الضمير الحي والموقف الحكيم لو أنهم يتبعون عقولهم لا ما يحرفهم عن الحقيقة

    • زائر 15 | 1:17 ص

      اطفالنا رجال

      كل يوم يثبت ان اطفال البحرين هم رجال بحق وحقيقة

    • زائر 13 | 1:06 ص

      مجرد سوال

      لوكان احمد من الطائفه الثانية ماذا سيحدث

    • زائر 12 | 12:58 ص

      الكذب خيبة

      الحكومة تعرف الفاعل يقينا وكل الناس يعرفون ذلك لكن لن يعاقب الفاعل على فعله وراح اذكركم هذه دولة الاقلات من العقاب

    • زائر 9 | 12:47 ص

      جريمة بكل المقاييس

      إنها لجريمة بشعة يستحق من أمر بها ومن نفذها أقصى العقوبة .. نحن في إنتظار تقديمهم للعدالة

    • زائر 7 | 12:44 ص

      أيّ قلب لا يتفطر

      اي قلب لا يتفطر وأي عين لاتدمع يا سيد لمشاهدة صورالطفل احمد الذي فقد عينه وسيبقى الجرح معه الى اخر يوم من عمره .. الجرح الذي سببه له من يفترض فيهم حفظ سلامة احمد .. فأين هم المتملقون الطبالون المرجفون اصحاب اعمدة التخوين والتحريض من قضية هذا الطفل الا يجدر بهم ان تثور ثائرتهم لما حلّ به ؟ أم ان احمد ليس ببشر أو انه خائن فيجوز ان يحصل له ما حصل ويان وزار حقوق الانسان والحريصون على حقوق الطفل اليس احمد بطفل ولم يتعدى الخامسة .. مالكم كيف تحكمون .

    • زائر 6 | 12:43 ص

      الأطفال رسلُ سلامٍ، وعناوين محبة وبراءة، أوصت بهم مختلف الأديان. وتعرّض هذه الدرة البحرينية (أحمد) لهذه الحادثة التي تبين مدى الاستخفاف في التعامل مع البشر والأطفال، تستوجب فتح تحقيق ومحاسبة المخطئين..

    • زائر 4 | 12:20 ص

      إنا لله وإنا إليه راجعون

      الله يفرج عنه وينتقم ممن ظلمه

    • زائر 2 | 12:11 ص

      حال المواطن البحريني

      مقال اكثر من رائع\\\\\\\\r\\\\\\\\nشكرًا لكم

اقرأ ايضاً