العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ

أنهار وبحيرات تحت رمال الصحراء العربية

مشروع جامعة أكسفورد لاستكشاف آثار تغير المناخ

شبه الجزيرة العربية ـ المنتدى العربي للبيئة والتنمية 

21 يونيو 2012

شبه الجزيرة العربية حالياًّ صحراء مترامية الأطراف. لكن الأزمنة تغير الأشياء، ففي عصور سابقة كان المناخ أكثر اعتدالاً ورطوبة. وقد أظهرت صور للأقمار الاصطناعية أن شبكة من الأنهار القديمة كانت تشق طريقها في الماضي عبر رمال هذه الصحراء، ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن المنطقة شهدت فترات أكثر رطوبة في الماضي. وكانت تلك الصور انطلاقة مشروع بحثي تقوده جامعة أكسفورد البريطانية، لاستكشاف تأثير التغير المناخي طويل الأمد على البشر والحيوانات الأوائل الذين استقروا أو عبروا هناك، وكيف أدت تصرفاتهم حيال هذه التغيرات إلى بقائهم أو زوالهم.

حتى الآن، تجاهل الباحثون شبه الجزيرة العربية بشكل كبير، على رغم موقعها المهم كجسر بين أفريقيا وأوراسيا. وفي المشروع الجديد، الذي يموله مجلس الأبحاث الأوروبي، سيدرس فريق من الباحثين متعددي الاختصاصات تأثيرات التغير البيئي في المنطقة خلال مليوني سنة الأخيرة. وستكون الدراسة المنهجية للعصرين البليستوسيني والهولوسيني فريدة من حيث طولها ومستوى تفصيلها.

على مدى خمس سنوات، سيدرس الباحثون معالم الأرض، ويحفرون مواقع قد تكون لها أهمية أثرية، مستخدمين شبكة مجاري المياه كخريطة. وسيستخدمون أحدث تقنيات التأريخ لتحديد عصور أحافير الحيوانات والنباتات والأدوات الحجرية التي تم اكتشافها، ومقارنة أوجه الشبه والاختلاف التي تظهرها الرسوم والنقوش الصخرية في المنطقة.

ومن الأسئلة الرئيسية التي سيحاولون الإجابة عنها: متى وصل البشر الأوائل إلى شبه الجزيرة العربية من أفريقيا، أو من مناطق مجاورة، وكيف استطاعوا البقاء والعيش في أحوال جافة ومتطرفة.

وقال قائد المشروع البروفيسور مايكل بتراغليا: «تظهر صور ناسا الملتقطة للصحراء العربية معالم الأراضي التي تشاهد من الفضاء، والتي تُظهر شبكة كاملة لأودية أنهار وأحواض بحيرات كانت هناك في الماضي. هذه الخطوط والمنحدرات في الرمال ستوفر خريطة للمنطقة يركز العلماء أبحاثهم عليها. ووجود الماء مؤشر دقيق إلى الأماكن التي هاجر إليها أو استقر فيها البشر والحيوانات الأوائل.

يعتمد المشروع على معارف كثيرة يؤمل أن يُظهر الجمع بينها قصة مهمة لم تروَ حتى الآن عن أثر تغير المناخ على البشر الأوائل. وسيتفحص الباحثون كهوفاً بحرية وبرية وآبار مياه وحفريات مقالع حجار لدراسة طبقات الصخور. وسيحللون رسوبيات على أعماق تتراوح بين 30 و60 متراً لقياس تأثيرات التغير البيئي، ملاحظين أي تغيرات في الأحافير النباتية والصخور والطبقات تشير إلى متى كان المناخ أرطب أو أجف.

يبدو أن شبه الجزيرة العربية كان في ما مضى مكاناً مخضوضراً تدفقت فيه الأنهار وازدهرت حيوانات عملاقة تعود إلى ما قبل التاريخ. من هذه الحيوانات سلف الفيل، وهو «ماموث» عملاق له أربعة أنياب. وقد وجد الباحث مارك بيتش في رمال صحراء أبوظبي ناباً من أحد هذه الحيوانات القديمة. كما عُثر في أحواض بحيرات سابقة على أحافير أسماك يصل طولها إلى متر.

وكان الأمين السابق لمتحف هارفرد للآثار الساميّة جيمس سوير أقام برهاناً من جيولوجيا الصحراء العربية وتاريخها على أن نهر بيشون القديم الذي ورد ذكره في التوراة هو ما يعرف الآن بوادي بيشة، وهو قناة جافة تبدأ في جبال الحجاز قرب المدينة المنورة وتمتد باتجاه الشمال الشرقي إلى الكويت. وبواسطة صور الأقمار الاصطناعية، قام مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن، العالم المصري فاروق الباز بتتبع القناة الجافة من الكويت حتى وادي البطين ونظام وادي الرمّاح الذي يبدأ قرب المدينة.

العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً