العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ

اتساع نطاق احتجاجات السودانيين على إجراءات التقشف

اشتبكت قوات الامن السودانية مع محتجين معارضين للحكومة في الخرطوم اليوم الجمعة (22 يونيو / حزيران 2012) في اوسع المظاهرات انتشارا بالعاصمة السودانية منذ ان اعلن المسؤولون عن اجراءات تقشف قاسية هذا الاسبوع.
واتسع نطاق المظاهرات التي دخلت يومها السادس حيث تجاوزت حدود نشطاء الطلبة وامتدت الى عدة احياء كانت هادئة في السابق حيث خرج مئات السودانيين الى الشوارع بعد صلاة الجمعة. وقال شهود عيان ان رائحة الغاز المسيل للدموع عالقة في الهواء فيما تغطي الحجارة الشوارع بعد مواجهات بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين بأنحاء المدينة.
واحرق متظاهرون اطارات سيارات واستخدمت قوات الامن الهراوات لتفريقهم. وفي اول مظاهرة كبيرة اليوم قال ناشطون وشهود عيان إن ما بين 400 و500 محتج أخذوا يرددون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" أثناء خروجهم من مسجد الامام عبد الرحمن في ضاحية أم درمان.
ومع احتشاد قوات الأمن دعا المحتجون الشرطة للانضمام إليهم وهتفوا قائلين "يا بوليس يا بوليس مهيتك (راتبك) كام ورطل السكر بقا بكام؟" وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ثم استخدمت الهراوات في اشتباكها مع المحتجين الذين رشقوها بالحجارة. وقال شهود إن رجالا يرتدون ملابس مدنية هاجموا المظاهرات أيضا. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشرطة. والمظاهرات الحاشدة نادرة نسبيا في السودان الذي تفادى احتجاجات الربيع العربي التي اجتاحت مصر وليبيا المجاورتين. وعادة ما تسارع قوات الامن لتفريق المظاهرات.
لكن خطوات اتخذتها الحكومة لخفض الانفاق من أجل سد عجز في الموازنة وشملت خفض دعم الوقود أشعلت موجة من المظاهرات هذا الاسبوع. ويعاني السودان من ارتفاع حاد في التضخم منذ انفصال جنوب السودان قبل نحو عام مستحوذا على نحو ثلاثة ارباع انتاج البلاد قبل التقسيم من النفط.
ويحاول الناشطون استغلال الاحباط العام لبناء حركة للاطاحة بحكومة الرئيس عمر حسن البشير. وعلى خلاف الأيام السابقة حيث كان الطلاب هم من يقودون المظاهرات في الغالب شاركت في احتجاجات اليوم فيما يبدو شريحة أوسع من سكان العاصمة.
وفي مظاهرة في ام درمان هتف حوالي 100 شخص قائلين "حرية.. حرية" قبل أن تطلق الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وقال شهود عيان ان الشرطة اطلقت ايضا الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاجات منفصلة في احياء بري والخرطوم ثلاثة والديم بوسط العاصمة والتي كانت هادئة في السابق.
واضاف الشهود ان المحتجين اشعلوا اطارات السيارات في الشوارع واوقفوا حركة المرور ورشقوا قوات الامن بالحجارة. وقال ناشطون إن مظاهرتين صغيرتين خرجتا أيضا في ضاحية بحري بشمال الخرطوم وفرقتهما الشرطة بالهراوات.
وأكد شاهد عيان هذه الرواية. وانضمت مجموعة من حوالي 40 شخصا إلى مظاهرة في بحري لكنها توقفت وسط وجود أمني مكثف بينما أحرق نحو مئة شخص إطارات سيارات في المظاهرة الأخرى قبل أن تفرقهم الشرطة. ويقول مسؤولون سودانيون انهم ليس امامهم خيار اخر سوى خفض دعم الوقود واتخاذ اجراءات اخرى حساسة لسد عجز الموازنة الذي قدره وزير المالية بحوالي 2.4 مليار دولار.
وكان من المفترض ان يستمر حصول السودان على بعض عائدات نفط الجنوب لان الدولة الجديدة لا تطل على سواحل ومضطرة لتصدير نفطها عبر الشمال. لكن الجانبين فشلا في تحديد رسوم مرور صادرات الخام واوقف جنوب السودان انتاجه في يناير كانون الثاني بعد ان بدأت الخرطوم في مصادرة بعض النفط. وفشلت محادثات بوساطة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا في التوصل إلى تسوية حتى الآن. ويعاني اقتصادا البلدين بالفعل من صراع امتد لعقود والعقوبات التجارية الامريكية وسوء الادارة.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً