العدد 3577 - الجمعة 22 يونيو 2012م الموافق 02 شعبان 1433هـ

جامعات ماليزيا تجتذب عشرات الطلبة البحرينيين

ماليزيا تبدأ بمدّ السوق البحرينية بالموارد البشرية

ماليزيا، البلد الذي دخل على خط المنافسة للطلبة المغتربين، وبدل أن تستقبل أفراداً معدودين من الطلبة البحرينيين كل عام، بدأت تستقبل عشرات البحرينيين المتعطشين لنيل أرقى الشهادات في البلدان البعيدة، ماليزيا المتنفس السياحي، متنفس آخر للطالب والطالبة البحرينية.

من مملكة البحرين لماليزيا تسير طوابير الطائرات لجامعات ماليزيا المتعددة، الطالب والطالبة، خطوةً خطوة، يسيرون وسط طرقات الحياة المتفرعة، يرسمون بأيديهم لوحات حياتهم المقبلة.

باللقاءات والاتصالات جمعت «الوسط» الطلبة والطالبات البحرينيين المغتربين بماليزيا، هنا في هذه الرحلة المختصرة، هنا بين دفتي التقرير، اطلعت على آمالهم، وهمومهم، قرأت بين دفتي حياتهم مستقبلهم الذي يكتبونه رويداً رويداً، وما أن انتهوا منه قدموه للوطن أغلى هدية، من أغلى روحٍ تغربت وتعبت، لتنتج وتطور، وتبني.

قبل الركوب للطائرة، وبين جدرانٍ أربعة، جلست «الوسط» تتحدث مع المغترب البحريني بماليزيا، الطالب حسين عبدالجليل، الذي توسّع ليخبرنا بفعالياتٍ أقامها الطلبة والطالبات البحرينيون ضمن حفل الجاليات الأجنبية بجامعتهم، ليصبح عرضهم أفضل عرض بالحفل، وذلك بشهادة جماهير طلاب الدول الأخرى، والذين تفاعلوا بالتصفيق الحار أيضاً.

يطرق حسين رأسه قليلاً ثم يقول «كانت أفضل التجارب التي جمعتنا سنة وشيعة، في العام 2009، شاركوا فيها الشباب والبنات لقد وحّدنا الوطن، ووحّدنا الهدف الذي نسعى إليه». ويوضح فكرة العرض قائلاً «فكرته كانت عن زواج تقليدي على أيام الغوص، ويشرح صعوبة الحياة بتلك الفترة، وباختصار هو شخص فقير كان يبي يتزوج بنت واحد غني، وأبوها ما رضى، لأنه فقير، وقاله روح جمّع مهر بهذا المقدار، وتعال، فذهب الفقير لاستخراج اللؤلؤ من البحر، وبعد كدّه وتعبه عاد بالمهر، وذهب للأب ووافق، وتم الزواج بين الفقير والفتاة الغنية، وكان الزواج بصورة تقليدية، وظهر دور البنات البحرينيات في هذا العرض، وكنّ جديرات حتى تفاعل الجمهور بالتصفيق الحار».

لمقاعد الدراسة نعود، لنستفهم غربته التي اختارها لماليزيا، ما الذي ميّز هذه الدولة لتكون ملاذه، ملاذه الذي أصبح بعد أعوام ملاذ العشرات من البحرينيين... يشير حسين «تشجعت بسبب أن الدراسة الجامعية هناك آخذة في التطور والسمعة الدولية التي لها، والتي يذهب لأجلها العرب والعديد من الأجناس والأعراق، وأهم الأمور التي قارنتها بين الدراسة بماليزيا عن بقية الدول كبريطانيا وأميركا أن التكلفة أقل، والشهادة معترف بها وقوية».

ويعرج حسين سبب تأخره في التخرج إلى عدم وضوح الرؤية في أول جامعة بماليزيا اختيرت للدراسة، إذ يقول «في البداية دخلنا الجامعة الإسلامية بمنطقة ايديماوترا، وبقينا فيها أنا مع اثنين من البحرينيين، ولم نرتح لها، رغم قوة شهادتها ورغم استفادتنا من كورس اللغة الإنجليزية، فهي تقع بمنطقة غير متطورة، والمواصلات فيها صعبة، بالإضافة إلى نظامها المتشدد إسلامياً»... يصمت حسين لحظاتٍ متفكراً ثم يضيف «شعرنا بأننا سنتأخر على التخرج لو بقينا في هذه الجامعة فقررنا الاطلاع على بقية الجامعات، وبالفعل ذهبنا لمنطقة ملكاً، حيث جامعة ملتميديا، وصادف وقت ذهابنا وصول وفد رسمي من البحرين، وكان يقوم بدراسة إرسال بعثات بحرينية لهذه الجامعة، وتشجعنا للالتحاق بهذه الجامعة، وبالفعل سجلنا فيها، وابتعثت وزارة التربية طلاباً بحرينيين للجامعة».

جامعة ملتميديا، انجذب لها البحرينيون، وضمنت قوة شهادتها بعثة مملكة البحرين لها، صار العديد من الطلبة والطالبات يسافرون للتسجيل فيها. «اخترت جامعة ملتميديا لوجود التخصص الذي كنت قد وضعته في بالي»، بهذه العبارة أخبرتنا الطالبة البحرينية ميعاد المحروس سبب دراستها في ماليزيا، وتمضي قائلةً «كنت حاطة ببالي تخصص وهو موجود بماليزيا، وهو تخصص الهندسة المالية، وتشجعت لأن أدرسه هناك لكثرة البحرينيين الدارسين هناك». وعمّا إذا كانت الدراسة سهلة أم لا، أفادت المحروس «رغم أني للتوّ في السنة الأولى من الدراسة، إلا أن الدراسة تحتاج إلى جهد». وعرجت إلى الأساسيات التي يأخذها الطالب والطالبة في السنة الأولى بماليزيا «ضمن خطة الدراسة تختار بين دراسة اللغة الماليزية أو أي لغة أخرى».

وأشارت المحروس إلى أن جامعة ملتميديا تنافس جامعات دولية في الوقت الذي تجد أن تكلفة الدراسة قليلة مقارنةً ببريطانيا وأميركا.

إلى ذلك قال الطالب المبتعث من وزارة التربية والتعليم إلى ماليزيا (ع.خ) بجامعة ملتميديا إلى مشكلة ضعف الاتصالات بين الوزارة والجامعة، ما يسبب في إضاعة الطالب بين الجهتين، ويفيد قائلاً «مشكلة الدفع، عندما تقول الوزارة إنها دفعت المبلغ، وعندما نراجع الجامعة يقولون لم يصلنا شيء» .

وعما إذا كانت المخصصات المالية كافية أم لا، يفيد (ع.خ) «إنها مناسبة لمستوى المعيشة بماليزيا، تكفي وتزيد بعض الأحيان، وخصوصاً للسكن وللدراسة».

وأوضح (ع.خ) «المشكلة الأساسية التي نواجهها من إدارة جامعة ملتميديا، هو تغيير الأنظمة، فأنا الآن في الرابع سنة من دراستي، وبقي على تخرجي أربعة شهور، يتم كل سنة أو سنتين تغيير المدير، وهذا التغيير يؤثر على عدم استقرار الطالب على نظام معين».

«لما تروح تتحير تدخل أي جامعة، وأي تخصص، تخصصات واجد» بهذه الحيرة بدأ المتخرج من جامعة ملتميديا محمد الجزيري تعقيبه على الدراسة بماليزيا، ويوضح قائلاً «اخترت ماليزيا لكونها أنسب وأفضل الخيارات الموجودة كجهة أكاديمية، وكجهة اقتصادية، فالدخل المتوسط مناسب لماليزيا»... يأخذ نفساً قليلاً ثم يضيف «جامعات واجد بماليزيا، صحيح أن بعضها غير معترف فيها، لكن أكثر الجامعات شهاداتها قوية، وقد اخترت جامعة ملتميديا لوجود المبتعثين من البحرين فيها».

ناصر السعيد، طالب بحريني اختار أن يترك الغربة في بريطانيا ليلتحق بالمغتربين في ماليزيا... «اخترتُ الدراسة بماليزيا لكون الكلفة أقل، بالإضافة إلى نصيحة الشباب الذين كانوا هناك، وعندما ذهبت وجدت أن الطفرة التعليمية في ماليزيا كبيرة، فهناك طلاب من كازخستان وإفريقيا ودول عديدة يتوجهون للدراسة هناك».

«تخرجت من جامعة ملتميديا، ولكن لحد الآن لم أصادق على الشهادة في البحرين، الحقيقة الدراسة بماليزيا تغير نمط معيشتك عن البحرين، تُطلعك على ثقافة وحياة جديدة، وأنصح الطلاب بأن يجربوها، وخصوصاً الطلبة ذوي الأعمار الثمانية عشر عاماً، وأن يبني شخصيته ويطورها هناك» .

علي مهدي، واحد من أوائل المغتربين في ماليزيا التي بدأت تجتذب فيما بعد العشرات من البحرينيين، علي مهدي يطرق رأسه قليلاً ثم يجيب «صحيح أنني حصلت على عمل بعد تخرجي من جامعة ملتميديا، ولكن أنصح الطلبة البحرينيين أن لا يكتفوا فقط بشهادة البكالوريوس، فقد رأيت السوق البحريني مليء بشهادات البكالوريوس من شتى الجامعات، فإذا أردت أن تتطور وتتميز فادرس لنيل الشهادات العليا أيضاً».

ويعود علي للحديث عن الجامعات الماليزية بمقارنتها مع جامعة البحرين ودول الخليج مفيداً «إن تنظيم التعليم العالي، بدأ قديماً في ماليزيا، على عكسنا» ويضيف «هناك كل الجامعات لازم تتبع نظام التعليم العالي، المتمثل مثلاً عندما يدخل الطالب لازم تكون عنده لغة إنجليزية من مستوى معين، وإذا ستختار تخصص إدارة الأعمال، لابد من أن تعطى أساسيات الإدارة، وبخصوص برنامج الفصل الدراسي، لا يتم البدء في الفصل الدراسي إلا بعد التأكد من أن عدد الدكاترة كافي لعدد الطلاب، وأن المنهج مناسب للمدة الدراسية».

ويعرج علي على مواكبة الدراسة الجامعية لكل تطورات الاقتصاد العالمي قائلاً «عندما كنا في الأزمة المالية في العام 2008، كنا ندرس القضية بالوقت نفسه، فمناهجهم كانت مستحدثة، تحاكي الحاضر، وليست قضايا قديمة جداً».

ويختم علي امتنانه للشعب الماليزي، وانفتاحه على المغتربين والسياح.

العدد 3577 - الجمعة 22 يونيو 2012م الموافق 02 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 12:17 م

      دراسة الدكتوراة

      حاليا أحضر الدكتوراة في جامعة باينري وقد اخترت الدراسة في هذه الجامعة بسبب نظام الحضور المرن والذي يمتد على مدى ثلاث سنوات أحضر كل أربعة أشهر مرة للالتقاء بالبرفسور المشرف على الدراسة وأكون على تواصل معه عن طريق البريد الالكتروني حيث أرسل له ما أبحث عنه ، الدراسة رسومها مناسبة مقارنة بالجامعات البريطانية والأمريكية مع العلم ان المشرف على رسالة الدكتوراة برفسور بريطاني.

    • زائر 9 زائر 8 | 8:41 ص

      تعقيب لأخي (دراسة الدكتوراة )

      أخوى ممكن تخبرني اكثر عن جامعة باينري.. لأن اريد اسجل فيها وما عندي تفريغ من العمل

    • زائر 7 | 7:39 ص

      ارفع راسك فوق ايها الطالب النجيب فانت بحريني اصييل

      تحياتي اليكم ياطلابنا الاعزاء ومن نجاح الى نجاح و تفوق

    • زائر 6 | 6:49 ص

      تحيه الا طلاب البحرين في ماليزيا

      بالتوفيق ابو علي في الدراسه , و الا كل الطلبه المغتربين في ماليزيا

    • زائر 5 | 5:47 ص

      والله شعب يتعب على نفسه

      في كل المحافل الدولية ليخدم وطنه الام وطن البحرين وطن العلم والتفوق والنمو

    • زائر 4 | 3:33 ص

      تحية لطلابنا

      ...

    • زائر 3 | 1:31 ص

      الطيران

      جت على الطيران إلى ماليزيا إذا نلاحظ انخفاض الميزانية للغلقها الخطين المغذين لبللدين مقدسين  ( إيران والعراق) ومع استمرار عنادها ستخسر الكثير والدول الخليجية من حولها ستربح وخاصة إن الشعب البحريني لن يتوقف عن السففر مهما كلفه من أموال.

    • زائر 1 | 11:11 م

      مشكلة الطيران

      مع ازدياد عدد الطلبة البحرينين في ماليزيا يجب ان تساهم الناقلة الوطنية طيران الخليج في تخفيض اسعار التذاكر من اجل الطلبة البحرينين.

      ولكن لأن طيران الخليج يازعم مفلسة وتبي فلوس من الحكومة قرروا اغلاق خط الطيران لماليزيا!

      كل شي في هالديرة ريوس

اقرأ ايضاً