العدد 358 - الجمعة 29 أغسطس 2003م الموافق 02 رجب 1424هـ

لا أشارك حسين في اعتزاله... ومن اعتصم أدى واجبا

في خطب الجمعة... قاسم:

أثار الشيخ عيسى قاسم في خطبته يوم أمس اعتزال الناشط السياسي عبدالوهاب حسين للخطاب السياسي في خطبة الجمعة ولقاء الثلثاء، مؤكدا انه لا يشارك حسين في قناعاته عن هذه المسألة، إذ أشار في هذا الجانب إلى أن «من اعتصموا أمام منزل حسين للمطالبة بعودته إلى صلاته وخطابه قد عبَّروا عن واجب، وتحملوا مسئوليتهم في هذا الجانب، وأبدوا وعيا وفهما والتفافا حول من يستحق الالتفاف».

وأضاف «(الأستاذ) لم يقع في عزلة ولا انعزال من الناحية السياسية بالكامل، وإنما أصر أنه سيتوقف - ولا أدري إلى متى - عن الخطاب السياسي، مبينا أنه «لن يبخل بمشورة أو مشاركة برأي، وسيبقى (الأستاذ) يحترم العلماء ويحترمونه، ويساند العلماء ويساندونه، ويحترم الرموز السياسية من إخوانه المؤمنين ويحترمونه، ويساندهم ويساندونه»، مشددا على أن حسين سيبقى «صوتا ناطقا بالحق، ولمعاناة المؤمنين وبلواهم ناطقا بضميرهم ووعيهم الديني، وما هم عليه من استمساك بالدين القويم».

من جانبه، تطرق خطيب جامع أبوعبيدة بن الجراح في المحرق الشيخ إبراهيم بوصندل إلى الدروس المستفادة من سيرة الصحابي الجليل سلمان الفارسي (رض) مشيرا إلى أن أهم الدروس تتمثل في أن «نعمة الله علينا كبيرة أن أكرمنا بالإسلام ومنّ به علينا، هذا الإسلام الذي بذل سلمان ماله وجاهه ومنصبه من أجله وعمل خادما من أجل الوصول إليه».

وأضاف «كما نستفيد أن الله عز وجل لم يفضل جنسا على جنس، ولا لونا على لون، ولا لسانا على لسان، فكل الخلق عنده سواسية، وأفضلهم وأقربهم إليه هو أتقاهم وأعبدهم له، وأشدهم تمسكا بدينه، فلا يهم أكان المرء عربيا أم فارسيا، هنديا أم أوروبيا» مشيرا إلى ان التفرقة على هذا الأساس إذا هي من أمر الجاهلية، ولاتزال موجودة بين الناس، فهذا أصله كذا، وذلك أصله كذا، وهذا ابن حمولة، وذاك من عامة الناس، إذ يفاضلون بحسب الأنساب، وليس بالتقوى، وهذا ليس من دين الله في شيء».

وأشار بوصندل إلى أن «بعض الآباء اليوم يعادون أبناءهم وبناتهم، لأن الابن قد أطلق لحيته أو قصر ثوبه تأسيا بالنبي (ص)، أو لأنه يرفض العمل بالربا والاختلاط المحرم، وينكر المنكر في أهله، لهذا يصبح منبوذا غير مرغوب فيه، مذموما ولو كان على الحق، وكذلك البنت إذا تحجبت أو تنقبت، واعتزلت مجالس الغيبة والنميمة واللهو المحرم، صارت محل تندر من بعض قريباتها أو صديقاتها».

ودعا بوصندل إلى الاستماع قبل الحكم، وعدم الاستعجال في الحكم على الآخرين، فالحق هو ما وافق دين الله، وإن خالف الدنيا وما فيها، والباطل هو ما حرمه الله وإن فعله أهل الأرض جميعا، كما دعا أيضا الى أن يطلب الدين والفتيا من أهلهما، كما فعل سلمان عندما رغب في تعلم الدين سأل النصارى عن أصل هذا الدين ومركزه الذي نبع منه، محذرا من سؤال من هب ودب عن الدين، لأن الناس- كما قال - لا يحرصون على سؤال العالم العامل المشهود له بالدين والعلم وتعظيم شرع الله.

ولفت بوصندل «أن بعضا من «علماء الدنيا» والأمراء من همه المال، فتراه يذهب ذات اليمين وذات الشمال بحثا عنه، وقد يتنازل عن بعض مبادئه طلبا له، حتى يتجمع لديه منه الشيء الكثير، فيكنزه لنفسه، ولا يوصله لمصرفه، وتجده لا يتورع عن ظلم العباد ومطل حقوقهم من أجل أن يزيد رصيده بمزيد من المال، ولو مات الناس جوعا، ولو وصل الفقر بالناس إلى حد الجريمة والانحراف».

أما خطيب جامع يوسف أحمد كانو في مدينة حمد، القاضي الشيخ جلال الشرقي، فتطرق إلى الآلام التي تعاني منها الأمة الإسلامية، منبها إلى أن الكل ينهش في جسم الأمة الإسلامية سواء كانوا أعداء خارجيين كاليهود وأميركا ومن يساندهم، أو الأعداء الداخليين من منافقي الأمة الإسلامية، سواء كانوا مسئولين كبارا أو علماء سلطة أو غيرهما، إذ لفت إلى أن هذا الهجوم بنوعيه رافق الإسلام من أول ظهوره، فعاشت دولة الإسلام هذا الهجوم أيام كان حاكمها الأول نبينا محمد (ص).

وأضاف «كان مشركو قريش واليهود يمثلون العدو الخارجي، وكان عبدالله بن أبي بن سلول ومن معه من منافقي المدينة ومن حولها يمثلون العدو الداخلي، وقد مرت دولة الإسلام الأولى بشدائد كبيرة وابتلاءات كثيرة، لكنهم بثباتهم على دينهم وتمسكهم بعقيدتهم الصحيحة، وصبرهم على البلاء حققوا النصر والعزة للإسلام والمسلمين»، داعيا المؤمنين ألا يقنطوا من رحمة الله لأن النصر قريب، ويحتاج إلى صبر وتضحيات بالغالي والنفيس.

كما شدد الشرقي على عدم الإذعان إلى أصوات المرجفين والمثبطين من منافقي هذا الزمان أو من أعداء المسلمين كالأميركان، وعدم تصديق كلامهم فيما يرمون به أهل الإيمان من مجاهدي الأمة الإسلامية ودعاتها الصالحين، إذ وجه دعوته إلى الحكومات الإسلامية «ألا تصدق ما يدعيه اليهود والنصارى ان المجاهدين في فلسطين والعراق هم إرهابيون، ويجب قطع الأموال عنهم».

واعتبر الشرقي أن كل هذه الدعوات تصب في صالح اليهود والإميركان، داعيا إلى الاستمرار في دعم هذه الأحزاب الإسلامية والجمعيات الخيرية التي هي شامة عز وفخار للأمة الإسلامية، مبينا ان «ما نقدمه لهم من مال هو واجب ديني، وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسب كل من يتخلف عن دعم الجهاد الإسلامي»

العدد 358 - الجمعة 29 أغسطس 2003م الموافق 02 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً