العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ

110 مدمنين متعافين في زمالة المدمنين المجهولين

مدمنون متعافون يروون لـ «الوسط» تفاصيل إدمانهم على المخدرات وتركها
مدمنون متعافون يروون لـ «الوسط» تفاصيل إدمانهم على المخدرات وتركها

أكد ممثل زمالة المدمنين المجهولين جواد العرادي أن عدد المدمنين المتعافين والراغبين في التعافي في الزمالة بلغ هذا العام 110.

وأوضح العرادي، في حديث إلى «الوسط»، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يصادف 26 يونيو/ حزيران من كل عام، أن الزمالة في البحرين هي أول زمالة في دول الشرق الأوسط والتي أسست في العام 1985، مشيراً إلى أن الزمالة موجودة في جميع أنحاء العالم وأعضاء الزمالة في البحرين لديهم مقاعد في الزمالة في مختلف الدول، وذلك عند سفر أي أحد من الأعضاء إلى الخارج وذلك حتى يتمكن العضو من حضور اجتماعات الزمالة.

وأشار العرادي إلى أن باب العضوية في الزمالة مفتوح إلى المدمنين الراغبين في التعافي فقط.


في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات

مدمنون متعافون يرفعون شعار: «لا ننسى الماضي حتى لا نعيد التجربة»

الوسط - فاطمة عبدالله

بدأت حياتهم تنحرف عن مسارها لتجرفهم رحلة الحياة إلى ما يطلق عليها بالمخدرات، ليصبحوا بذلك مدمنين، إلا أنه قبل فوات الأوان وسط إدمان هذه الحياة عادوا من جديد راغبين في ترك هذه الحياة، ليكونوا بذلك مدمنين متعافين، وليحملوا رسالة إلى جميع المدمنين تؤكد لهم بأنهم قادرون على إنقاذ أنفسهم من هذا الطريق.

وفي اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والذي يصادف 26 يونيو/ حزيران من كل عام، التقت «الوسط» بمجموعة من المدمنين المتعافين الذين يفتخرون بأنهم مدمنون متعافون استطاعوا التغلب على الإدمان برغبتهم بانضمامهم لزمالة المدمنين المجهولين ليؤكدوا بأن الماضي لا ينسى فماضيهم يمنعهم من تكرار التجربة.

محمود شاب في أواخر العشرينات، بدأ يسرد قصته منذ بداية تدخينه في المرحلة الابتدائية، وذلك حباً في تقليد والده، لينتقل بعد ذلك إلى تعاطي المواد الطيارة، فتنتهي مراحله الدراسية قبل تخرجه.

وقال محمود «بعد تعاطي المواد الطيارة بدأت في الشرب وكنت في ذلك الوقت أعيش الدور، بعد فترة من الزمن بدأت بتعاطي المواد المخدرة، وقد حصلت بعدها على عمل، إلا أنني لم أستطع التخلص من الإدمان في تلك الفترة، إذ إني انتقلت إلى تعاطي المنشطات، إضافة إلى المتاجرة فيها».

وأضاف أنه تزوج خلال فترة إدمانه، وكان قد دمر حياته الزوجية أثناء الزواج، مبيناً بأنه كان في اعتقاده بأنه قادر على التعاطي والإدمان بدون أن يتم القبض عليه، مؤكداً أن ذلك كان شعور كل مدمن، إلا أنه تم القبض عليه وسجنه.

وأكد محمود بأنه بعد ذلك بدأ في البيع وشراء المخدرات بكل أنواعها، مشيراً إلى أنه في تلك المرحلة كان علم بأن حياته على حافة الانهيار، وخصوصاً أنه كان قد انفصل على رغم إنجابه طفلين، ليتم بعد ذلك القبض عليه.

وأشار إلى أنه بعد القبض عليه والحكم عليه بالبراءة وبعد خروجه إلى المجتمع بدأ يشعر باليأس، لتبدأ أفكار الانتحار تراوده، مبيناً بأن إحدى أصدقائه أعطاه فكرة للانتحار حيث توجه معه، إلا أنه تفاجأ بأنه تم أخذه إلى زمالة المدمنين المجهولين.

وأوضح أن ترحيب الأعضاء كان كافياً لكي يكون سبباً في التخلص من الإدمان، مشيراً إلى أنه في اليوم نفسه توجه معه بعض الأعضاء إلى المنزل وتم أخذه بعد ذلك إلى المصحّة، ليبقى هناك لمدة 3 أشهر.


الإدمان بدافع تكوين شخصية قوية

أما كريم فقصته لم تختلف كثيراً عن محمود، فالقصص متشابهة، فقد ترك دراسته في المرحلة الإعدادية بحجة أنه يريد مساعدة والده، لينتقل بعد ذلك إلى التدخين والشراب، مؤكداً بأن هذه الصفات كان يراها في والده، الذي كان يراه المثل الأعلى بقوة شخصيته، مبيناً بأنه استطاع القيام بذلك خلال ثلاثة أعوام.

وأشار كريم إلى أنه في العام 1991 وبعد زواجه بدأ بتعاطي نوع من أنواع المخدر، إلا أن التعاطي كان على فترات، مبيناً بأنه في ذلك الوقت كان ينصح أخاه بترك التعاطي وذلك باعتقاده أن التعاطي بين فترات لن يضرّه.

وأوضح كريم أنه بعد فترة بسيطة بدأ في التعاطي بشكل يومي وكان يتعاطى مع أخيه الذي كان في يوم من الأيام يوجه إليه النصح، إلا أن الأقدار شاءت أن يفارق أخوه الحياة نتيجة جرعة زائدة.

ولفت كريم إلى أنه بعد وفاة أخيه بدأ يعتقد بأنه من الضروري أن يلحقه هو الآخر وذلك ظناً منه بأن هذا الطريق لا ينجو منه أحد.

وأشار كريم إلى أنه بعد ذلك كان يدخل مركز المؤيد للعلاج إلا أنه بعد انتهاء العلاج يخرج في اليوم ذاته ليتعاطى من جديد، وقد تكررت هذه الحالة كثيراً، مؤكداً بأن الخلل في ذلك الوقت كان فيه، فهو لم يكن له علم بكيفية معالجة هذا الإدمان.

ونوه كريم إلى أنه في العام 2010 قابل أعضاء زمالة المدمنين المجهولين عن طريق أحد الأصدقاء وذلك عندما كان الأعضاء يحملون رسالة إلى المدمنين، مشيراً إلى أن الخيار في ذلك الوقت إما التوجه للمصحة للحصول على العلاج، أو تحمل الأعراض الانسحابية، مؤكداً بأنه اختار طريق تحمل الأعراض، وكانت زوجته تساعده في ذلك، لينظم بعد ذلك الزمالة وليحمل بدوره رسالة إلى المدمنين.

وأكد كريم بأن ترحيب الأعضاء بالمدمنين كان يشكل دافعاً أمام المدمن إلى الرغبة في ترك المخدرات، إضافة إلى أنه من هم في الزمالة يصغون باهتمام ويوجهون بطرق صحيحة.

وأوضح كريم بأن حياته أخذت منحنى آخر اليوم فهاهو يعيش مع زوجته وبناته الثلاث، مبيناً بأن نظرة المجتمع تغيرت اتجاهه، فالجميع يلجأ إليه وقت الحاجة، مؤكداً بأن الخلل في السابق ليس في المجتمع، بل في الإدمان نفسه، مشيراً إلى أنه اليوم يعيش بشكل أفضل.

وأشار كريم إلى أنه تربطه علاقة قوية بين الزمالة وأعضائه فهم يجتمعون ويلتقون، مبيناً بأنه اليوم أصبح يصرف أمواله على هذه الجلسات التي تريحه، بدلاً من صرفها على المخدرات.


علي: أعيش كي أتعاطى وأتعاطى كي أعيش

أما علي فقصته هو الآخر لم تختلف كثيراً عن الباقي إذ بدأ حديثه قائلاً «إن الماضي لا ينسى فنحن نتذكر الماضي حتى لا نعيد التجربة، وكل عضو جديد في الزمالة يشعرنا بالحلاوة فهو يذكرنا أين كنا وأين أصبحنا، فهدفنا ألا ننسى الماضي».

وأضاف علي قائلاً «تربيت في عائلة متدينة ليس لها علاقة لا بالشرب ولا المخدرات، منذ صغري كنت انطوائياً انعزاليّاً أتخوف من بعض الأشياء، تركت الدراسة، لأبدأ مشوار المخدرات في عمر 18 عاماً».

وأكد علي أنه على رغم أن التجربة كانت جميلة إلا أنها كانت تجلب التعاسة بعد فترة من الزمن، منوّهاً إلى أنه تزوج ولم يكن يعلم أحد بأنه يتعاطى المخدرات، لتنجب بعد فترة زوجته ابنه.

وأوضح علي بأنه كان يعتقد بأنه من الأذكياء الذين لن يقعوا في شباك السجن، إلا أن ذلك كان اعتقاداً خاطئاً، فالمخدرات بدأت تسيطر عليه حتى بدأ يعاني من كثرة القضايا التي عليه.

وأشار إلى أنه وصل إلى مرحلة الحضيض عندما كان المخدر هو من يجعله يستيقظ صباح كل يوم وهو من يجعله ينام كل يوم، مبيناً بأنه وصل إلى مرحلة بأنه يعيش لكي يتعاطى ويتعاطى كي يعيش، حتى وصل إلى مرحلة الدخول للمستشفى في الوقت الذي كانت فيه حياته الزوجية على وشك الانهيار.

وأوضح علي إلى أنه أثناء تواجده في المستشفى تفاجأ بوجود مجموعة من أعضاء زمالة المدمنين المجهولين الذين كانوا يحملون رسالة إلى المدمنين، مشيراً إلى أن أكثر ما شده إليهم هو ترحيبهم بالمدمنين، مؤكداً بأن الزمالة تقبلت المدمنين قبل أن يتقبلهم المجتمع.

وأكد علي بأن الإدمان مرض يسيطر على العقل يوقف نمو المتعاطي، مبيناً بأن جميع ذلك مر به، إلا أنه بعد أن توقف عن التعاطي ودخوله الزمالة يشعر بأنه ولد من جديد، فعقله عاد به إلى اليوم الذي بدأ فيه بتجربة المخدر.

وختم علي حديثه بقوله بأن الزمالة هي البوابة التي يستطيع فيه المدمن الراغب في التعافي من شرب المخدرات وبدء حياة جديدة، مبيناً بأنه يفخر اليوم بأنه مدمن متعافى، في الوقت الذي كان فيه يستشيط غضباً في السابق عندما يطلق عليه مسمى مدمن.

110 مدمنين متعافين في «الزمالة»

من جانبه، أكد ممثل زمالة المدمنين المجهولين جواد العرادي بأن عدد المدمنين المتعافين والراغبين في التعافي في الزمالة بلغ 110.

وقال العرادي «إن الزمالة في البحرين هي أول زمالة في دول الشرق الأوسط والتي أسست في العام 1985، إلا أن الزمالة موجود في جميع أنحاء العالم وأعضاء الزمالة في البحرين لديهم مقاعد في الزمالة في مختلف الدول».

وأضاف العرادي بأن المدمن المتعافي بإمكانه خلال سفره اللجوء إلى الزمالة من أجل حضور الاجتماعات، مؤكداً بأن العديد من الأعضاء عند سفره يلجأون إلى الزمالة في تلك الدول ويحضرون اجتماعاتهم.

وأشار العرادي إلى باب العضوية في الزمالة مفتوح إلى المدمنين الراغبين في التعافي فقط، مؤكداً بأن كل مدمن يرغب في التعافي بإمكانه اللجوء إلى الزمالة.

وذكر العرادي بأن الزمالة تركز على الاجتماعات التي تعقدها وتحث المدمن المتعافي على حضورها بشكل دائماً وذلك منعاً لحدوث أي انتكاسة، مبيناً بأن الانتظام في الاجتماعات هو جزء من العلاج.

وأوضح العرادي بأن الاجتماعات مستمرة إذ إن بعض الاجتماعات تعقد في جمعية المحاسبين، إضافة إلى أن هناك اجتماع في إحدى المراكز الموجودة في منطقة سند، إلى جانب أن هناك عدداً من الفعاليات التي تقوم بها الزمالة، مؤكداً بأن فعاليات واجتماعات الزمالة لا تتوقف.

ونوه العرادي إلى أن الزمالة تضم جميع الأعضاء الذين كانوا يتعاطون مختلف المواد المخدرة، مبيناً بأن من ضمن شروط العضوية هو أن يكون المدمن راغباً في التعافي، موضحاً بأنه يتم الاقتراح على المدمن الراغب إما اللجوء إلى مراكز التأهيل، أو تحمل الأعراض الانسحابية والتي تستغرق من بين 3 أيام إلى أسبوع.

وأشار العرادي إلى أن الزمالة تتعاون مع جميع الجهات منها وزارة الصحة، وخصوصاً أن الزمالة تحمل رسالة للمدمن تبين له بأن المدمن قادر على التعافي.

أما عن نسبة المدمنين للمخدرات في البحرين، فأكد العرادي بأن الزمالة ليس له علاقة بذلك، إذ إنها تكتفي بفتح أبوابها إلى الراغبين في التوقف عن التعاطي، مشيراً إلى أن هناك أعضاء ذكوراً وبعضهم إناث إلا أن نسبتهم تتراوح ما بين 1 إلى 2 في المئة وبعضهم من خارج البحرين.

وفيما يتعلق بوجهة نظر المجتمع للمدمن، فذكر العرادي إلى أن المجتمع معذور، فالخلل في الإدمان وليس في المجتمع فبعض المدمنين تربوا في عوائل ملتزمة دينياً، إلا أن الإدمان هو سبب المشكلة.

وفي ختام حديثه، قال العرادي «إذ أردت أن تتعاطى فهذا من شأنك، وإذا أردت أن تتعافى فهذا من شأن الزمالة، متمنياً أن ينضم الراغبون في التعافي إلى الزمالة».

العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً