العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ

وزير مالية السودان:لا تراجع عن خفض الدعم رغم الاحتجاجات

قال وزير المالية السوداني يوم الاثنين إن الحكومة ستتمسك بقرارها خفض دعم الوقود على الرغم من المظاهرات المعارضة للتقشف المستمرة منذ اكثر من اسبوع في الخرطوم ومدن اخرى. وقال شهود عيان إن الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض أحدث مظاهرة جرت في منطقة فقيرة بشرق البلاد يوم الإثنين وأشعل خلالها المتظاهرون النار في مكتب محلي للحزب الحاكم.

وأدت الخطوات التي اتخذتها الحكومة لخفض الانفاق وفرض اجراءات تقشفية اخرى لسد العجز المتزايد في الميزانية الى موجة من الاحتجاجات. وخفض الدعم على الوقود من بين الإجراءات الأكثر إثارة للإستياء الشعبي في خطة الحكومة لأنه من المتوقع ان يرفع معدلات تضخم أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع وهي عالية بالفعل حاليا. وقال وزير المالية علي محمود إن الحكومة لا خيار لها سوى خفض الانفاق لسد عجز المالية العامة الذي قال في وقت سابق إنه وصل إلى 2.4 مليار دولار. وقال للصحفيين في الخرطوم "في حالة ارتفاع اسعار النفط العالمية سنزيد أسعار المحروقات ولن نتراجع عن قرار رفع الدعم للمحافظة على المؤشرات الكلية للاقتصاد ونسبة النمو الحالية." وقال شهود عيان ونشطاء لرويترز إن نحو 200 محتج احتشدوا في وقت سابق يوم الاثنين في بلدة القضارف بشرق البلاد قرب الحدود مع إريتريا وهتفوا "لا لا للغلاء" و"الشعب يريد إسقاط النظام."

وأشعل المتظاهرون النار في مكتب محلي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وقال شهود لرويترز ان النيران أتت على جزء من المكتب قبل ان تحضر مركبات الاطفاء لاخماد الحريق. وهون محمد عبد الفضيل معتمد بلدية القضارف من شأن الاحتجاجات قائلا في بيان صحفي ان "مجموعة من المخربين والمندسين استغلوا الجماهير التي شاركت في تخريج مجندي عزة السودان وحاولوا احداث بعض الزعزعة داخل المدينة." واضاف البيان قوله "ان المواطنين لم يستجيبوا لعمليات التخريب التي يقف من ورائها بعض ضعاف النفوس والاقلية من المدسوسين وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين من السوق."

وقال البيان ان المتظاهرين حطموا زجاح ثلاث سيارات وأحرقوا سبعة مقاعد بلاستيكية خارج المكتب المحلي للحزب الحاكم قبل ان تفرقهم الشرطة. واضاف البيان ان الوضع الان مستقر "وعادت الحياة لطبيعتها." ونفى وقوع أي خسائر في الأرواح. بدأت المظاهرات وهي أوسع احتجاجات تشهدها البلاد حتى الان في منتصف الشهر في أحياء بالخرطوم واتسعت رقعتها فتخطت نطاق النشطاء الطلابيين الذين هيمنوا عليها. وهون الرئيس عمر حسن البشير من شأن المظاهرات يوم الاحد ووصفها بأنها من فعل قلة من مثيري الاضطرابات الذين لا يوافق غالبية السودانيين على أهدافهم. وساد هدوء نسبي في العاصمة منذ حملة أمنية قامت بها الشرطة يوم السبت لكن النشطاء استمروا في محاولة استغلال الاستياء العام في بناء حركة أوسع نطاقا على غرار انتفاضات "الربيع العربي" ضد حكم البشير الممتد منذ 23 عاما.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً