العدد 3586 - الأحد 01 يوليو 2012م الموافق 11 شعبان 1433هـ

من له الكلمة الأخيرة عن ليدي غاغا في إندونيسيا؟

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

ربما يتصور هؤلاء الذين يقرأون التقارير الإعلامية حول إلغاء حفلة الليدي غاغا الموسيقية في جاكرتا أن إندونيسيا دولة تعاني من رهاب الأجانب، وأنها دولة محافظة لا تملك شعوراً بالحرية. إلا أن الواقع مختلف جداً.

سنحت لي الفرصة الأسبوع الماضي في كوالا لامبور لأجلس مع مجموعة من الناشطات الإندونيسيات اللاتي رفضن أي مفهوم يقول إن إندونيسيا كانت على حافة أن تصبح دولة سلطوية. الواقع أنهم تكلموا عن الحاجة لأن يتم سماع الأصوات الشابة.

تقول الطالبة الجامعية الإندونيسية في كوالا لامبور، عاشا محمد، وهي تشعر أن إلغاء الحفلة الموسيقية يعطي العالم صورة مشوّهة عن الدولة والمسلمين في المنطقة: «نحن من كبار المعجبين بالليدي غاغا، وقد كان من المحبِط أن خرج رجال الدين بهذا الغضب ضدها».

يصعب تفريق عاشا محمد وأصدقاءها الذين يحملون أحدث الأدوات الإلكترونية عن الشباب في بقية أنحاء العالم. وعلى رغم أن هؤلاء النساء لا يمثلن بالضرورة إندونيسيا بمجملها، إلا أنهن يستحقن أن يُسمع صوتهن. وهن صغار السن، ومهمتهن اليوم جسر الفجوة بين الشرق والغرب وإعلام العالم أن إندونيسيا ليست معادية للغرب.

تقول جمانة، وهي طالبة ماجستير تبلغ من العمر 24 عاماً من جاكرتا: «لديّ أصدقاء كثر كانوا سيذهبون إلى الحفل الموسيقي. كنا جميعاً متحمسين عندما سمعنا أن الليدي غاغا قادمة، وبدأنا نحفظ كلمات أغانيها لنغني معها».

وتؤكد جمانة أن هناك وجهات نظر في إندونيسيا أكثر من تلك التي عملت على إلغاء الحفل الموسيقي. كانت تلك مجموعة مهمة من الإندونيسيين يتكلمون عن قضايا النوع الاجتماعي في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، ولكنك «لا تسمع عن ذلك في الإعلام. كل ما تسمعه هو أن الليدي غاغا اضطرّت لوقف حفلها الموسيقي لأن الشيوخ كانوا غاضبين. إنه لأمر محزن».

وهم على حق لأن يحزنوا على الصراع بين رجال الدين المسلمين المفوّهين، الذين يدّعون أن الليدي غاغا ستنشر «الفسق»، والشباب الذين يتكلمون عن التسامح والتفاهم مثل هؤلاء الطلبة.

أخبرتني الكثير من النساء أن الشباب في المنطقة لا يحتاجون لحفلة موسيقية أو موسيقيين ليخبروهم كيف يعيشون حياتهم، فهم يختارون حياتهم ويشكّلونها، ويغطي ذلك في معظم الحالات كامل الطيف والتبعيات الاجتماعية، من الليبراليين إلى المحافظين. وهم يناقشون أن الليدي غاغا هي مجرد مبرر لرجال الدين للتعبير عن احباطاتهم حول التغييرات الظاهرة في تصرفات الشباب.

تضيف جمانة «لدينا مشاكلنا، وكذلك الأمر بالنسبة للدول الأخرى. ولكن ما لا يفعله الإعلام الأجنبي هو أنه لا يتعامل مع الجوانب الكثيرة لدولنا لكي يفهمنا الناس ويعرفوا ما يجعلنا ما نحن عليه».

تشكّل التوجهات الدينية المختلفة في إندونيسيا مجتمعاً متنوعاً. إلا أن الكثير من أفراد الجيل الأصغر عمراً من الليبراليين أو المحافظين يؤمنون بمفهوم التسامح وبناء الدولة الذي لا يفرض مفاهيم معينة على المواطنين.

عندما ألغت الليدي غاغا حفلتها الموسيقية، تركت 40.000 من حملة التذاكر محبطين خائبين بل وحتى غاضبين لأن رجال الدين لهم صوت مرتفع مكّنهم من التأثير على إلغاء الحفلة الموسيقية.

من المحزن أنه في صميم القضية، يستطيع هؤلاء الذين يرفعون أصواتهم عالياً أن يحصلوا على انتباه الإعلام أكثر من الغالبية الصامتة، التي تأمل أن يصبح العالم أكثر تسامحاً واهتماماً بالنواحي المتعددة المختلفة لكل مجتمع.

لا تؤمن هؤلاء المسلمات الشابات اللاتي يعارضن التوجهات السائدة من خلال رفع أصواتهن أن حفلة موسيقية واحدة تغير أسلوب إيمانهم وتفكيرهن. لنأمل أن يفهم العالم أن قلة من رجال الدين ذوي الأصوات المرتفعة الذين أدانوا الليدي غاغا لا يغطون على أصوات التسامح في إندونيسيا ومجتمع التيار الرئيس المنفتح فيها.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3586 - الأحد 01 يوليو 2012م الموافق 11 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:59 ص

      سبحان الله

      تجد ان شيوخهم أستطاعو إيقاف منكر وهنا الشيخ في الدول العربية يسعاد على المنكر

اقرأ ايضاً