العدد 3595 - الثلثاء 10 يوليو 2012م الموافق 20 شعبان 1433هـ

التجربة الايرلندية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

المتابع للشأن البحريني، السياسي منه بالخصوص، لا يستغرب من حجم التقلبات التي يشهدها، سواء كان ذلك على صعيد التصريحات أو المواقف، أو الأفعال، فقد قلتها من قبل، أن الجو السياسي البحريني لا يختلف عن حالة الطقس، والذي عادة ما يكون هو الآخر متقلباً.

يقال دائماً أن المزاج البشري متقلب، ومرتبط بالبيئة والمناخ الذي يعيشه، ولكن كبيئة البحرين السياسية المتقلبة لن تجد أبداً، وهذا ما ينعكس أيضاً على المزاج السياسي البحريني الذي لن تجد له مثيلاً.

الساسة في البحرين من سلطة وموالين لها، لم يقفوا على حال في تصريحاتهم ومواقفهم، وبالخصوص تلك المتعلقة بالشق الاجتماعي، فهل نحن نعيش انشقاقاً طائفياً خطيراً أو لا؟ وهل نعيش حراباً مذهبياً أو لا؟ هل وصلت البحرين لمرحلة الانقسام الأهلي أو لا؟

لدى المعارضة الرؤية واضحة، فالبحرين لا تعيش هذه الحالات أبداً، وأهلها أهل سلم، ومتعايشون ومتسامحون منذ القدم، وما نشهده من ترويج لانشقاق طائفي ما هو إلا عملية مصطنعة، وجلبة يختلقها مستنفعون ومتنفذون، يراد بها حرف المطالب الشعبية الداعية للحرية والديمقراطية، ويمكن إسكاتها بسهولة في حالة التوصل إلى اتفاق بين المعارضة والسلطة. كما يرون أن الأزمة الاجتماعية والطائفية مفتعلة لتحقيق أهداف سياسية ضمن أجندات واضحة.

في المقابل الآخر، السلطة وموالوها، كل يوم هم في شأن، لا تعرف ماذا يريدون؟ وما هي رؤيتهم في ما يجري على الشق الاجتماعي؟

فقريبون من السلطة قد أعلنوا عن تأسيسهم المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني، وبدعم من سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وجرى تسجيل المؤسسة في وزارة التنمية الاجتماعية.

وأول ما قامت به من أعمال، هو استعراض التجربة الايرلندية، من خلال استجلاب خبراء دوليين، ومتحدثين عالميين، عن كيفية المصالحة الاجتماعية التي حدثت في ايرلندا، للاستفادة منها في البحرين.

في المقابل الآخر، يأتي الرد المتناقض من قبل شخصيات رسمية زارت إيرلندا واتفقت على أنه لا يمكن المقارنة بين الوضع في البحرين والتجربة الايرلندية، لأن البحرين بلد صغير، وهناك تقارب وتعايش بين مكونات شعبه، وأن بعض الخلافات والتباينات الحاصلة، يمكن تجاوزها من خلال الحوار والاتصال المباشر.

حيرتمونا، هل نعيش الحالة الايرلندية أو لا؟ وإذا كان لا، فلماذا كل هؤلاء الخبراء والمتحدثين، وفرق الدعم والمساندة، الذين يجوبون البلاد لاستكشاف الأزمة الطائفية غير الموجودة، ليصطدموا بواقع مختلف غير الذي رسم في أذهانهم؟

مع ذلك، يخرج علينا، رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود على سبيل المثال لا الحصر، يقول في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية «الآن، انتهت الثقة بين الطائفتين السنية والشيعية (...)، والشارع منقسم، لكن الحمد لله، لم نصل إلى مرحلة الاقتتال الطائفي».

بينما الجهة القضائية وبشكل غير مباشر، وفي بيان مختلف، تشير إلى أن السلطة القضائية ستجابه «التصرفات المنحرفة التي من شأنها المساهمة في إثارة فتنة لا طائل من ورائها، وتكدير صفو البحرين، التي تنعم بالتجانس والمودة بين كل سكانها وأطيافها، والذين تجمعهم وشائج دم، ونسب وقرابة، هي أكبر من أن ينال من لُحمتها الموتورون والمهووسون».

الأول يتحدث عن انشقاق وانقسام، فيما يرى الثاني أن البحرين تنعم بالتجانس والمودة بين سكانها وأطيافها، وأنه سيتم مجابهة كل من يحاول تعكير ذلك الصفو.

مواقف متناقضة، بل في جلها متصارعة، بين السلطة ومواليها، فلا ثبات على حال، أو موقف، أو رؤية يمكن من خلالها الوصول إلى نتيجة حقيقية، وقراءة واقعية لما يدور في خلدهم عن الحالة الاجتماعية التي تشهدها البحرين، إلا رؤية واحدة، وهي أن لكل حادثٍ حديث، وأن لكل موقف كلام تتطلبه الحاجة والتوظيف السياسي، متى ما دعا الأمر لذلك.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3595 - الثلثاء 10 يوليو 2012م الموافق 20 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 5:36 م

      محرقية

      الاستاذ هاني لا تعب روحك وتكتب عن التجارب الديمقراطية الناجحه ... ترى ما يعرفون الا التجارب اللى عاجبه واللى مو عاجبه يطق راسه في الطوفة

    • زائر 25 | 2:32 م

      من الحين الي مب عارفين له

      والله احنا الي ما عرفنا لكم اذا اتفق راي التجمع الوحدة الوطنية مع راي الحكومة قلتو عنهم ما عندهم راي و الحكومة مسيطرة عليهم وهم موالين, واذا اختلفو قلتو عنهم تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ارسو لكم على حل

    • زائر 24 | 10:24 ص

      كيف تذوب الطائفيه

      مثال بسيط وقابل للتنفيذ لماذا لا تبني الدوله المساجد وان تستخدم من الجميع بدل. مسجد للشيعة وآخر للسنه وأوقات الصلوات تسمح للصلاة للجميع دون تعارض

    • زائر 23 | 8:15 ص

      قوائم المقاطعة تشهد

      قوائم المقاطعة القائمة على أسس مذهبية عفنة من كلا الطرفين تشهد على ذلك

    • زائر 22 | 7:36 ص

      سياسة

      هذة هي السياسة كما تقول ان لكل موقف كلام تتطلبة الحاجة و التوظيف السياسي (فن الممكن) وبصناعة بحرينية

    • زائر 21 | 4:54 ص

      لكن الى متى ؟؟

      لتناقضات من المسئولين ليس جديدة منذ عشرات السنيين ، المشكلة كل مسئول له قانونه الخاص واذا اعترضت على تصرفاته قال قانون

    • زائر 20 | 4:23 ص

      الكل

      الكل يغني على هواه !! كل يوم هناك تصريحات متناقضة -ابصراحة لا نهتم لتصريحاتهم ولا همساتهم

    • زائر 19 | 4:09 ص

      Good Friday Agreement

      لقد زرت ايرلندا وايلندا الشماليه واطلعت على الطريقه التي تمت بها حلحلت الامور هناك والتي تمثلت في اتفاقية قود فرايداي , اما في بلدي البحرين فالحل موجود اصلا والكل يعرفه ولكنه يحتاج الى جرأة مبادرة منه في تطبيق العداله الاجتماعيه والتداول السلمي للسلطه. وشكرا.



      محمد عبدالله _ خبير في الشئون الايرلنديه

    • زائر 18 | 3:42 ص

      السموحة يالأصيل

      أستاذ هاني ، ما عليه سامحوه مو قادر يركز هو مع أو ضد وكل يوم تصريح على قولتنه ويش يبغي ما أدري . اللحمة الوطنية لا تقارع ولا تساوم ، اللحمة الوطنية هي المحبة للوطن للأخوة نادينا بعالي صوتنا أخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعة بالرغم من عدم تقبل أولئك الذين في قلوبهم مرض لا يستحملون سماع هذا الشعار لأنه يزيحهم من موقع المتمصلحين الذين يقتاتون على بقايا الموائد ومسح الأحذية وينبطحون إن تطلب الأمر ليمشى عليهم بدل السجاد ويطلبون الرضا ولو على حساب كرامتهم . هكذا هم فرق تسد.

    • زائر 17 | 2:28 ص

      مواطن

      صح كل يوم هم في شأن مب عارفين شنو يسون تماما مثل جنبلاط كتاب وصحفيون ورجال دين

    • زائر 16 | 2:06 ص

      الشعوب والقبائل والبحرين من القلائل

      خلقت الشعوب والقبائل للتعارف وليس لتقليد بعضها.
      فمن البديهي أن لكل إنسان تجربة فريدة من نوعها. وهذا صحيح بالنسبة للشعوب والقبائل.
      فلا يمكن أن تكون تجربة عالم كتجربة جاهل، فلكل إنسان شبه خُلقَ مختلف عنه. فالتجربة الارلندية صالحة للشعب الارلندي ولا تصلح لغيره.
      فمسألة التقليد دون النظر للأصل لا ينفع، فالأصل هو الاختلاف النوعي وليس الشبه.
      أو ليس صحيح أن من يجرب المجرب عقله مخرب؟!

    • زائر 15 | 1:52 ص

      لكل مقام مقال

      اذا كان المقام يتطلب استحقاقات المواطنة لطائفة سينفى التمييز و سيتغنى باللحمة الوطنية و الاسرة الواحدة اذا الجو ضاغط لحوار حقيقي سينبري من ينبري رافضا الجلوس وسيهول الانقسام ويوسعه واستحالة الالتقاء مع ان الخلاف سيساسي بين سلطة وجزء كبير من الشعب

    • زائر 14 | 1:41 ص

      اشهد لك بأنك فعلا كاتب قدير ولديك حصافة وفكر وقاد

      لا أريد التشبيه هنا فمقام الامام الصادق ع ابعد من ان يقارن ولكن له مقولة وهي اعلم الناس اعلمهم باختلافاتهم وها انت يا اخ هاني شخصت الوضع كما هو فعلا وكما نراه ونحسّه ونتلمسه ونعايشه يوميا.
      قمة التخبط والتناقض بين الاقوال والافعال والقوانين وتطبيق القوانين.
      بمعنى الوضع على بعضه صاير حيص بيص

    • زائر 13 | 1:06 ص

      أم محمد81

      بالضبط هذا هو حال الواقع الذي نعيشه اليوم، كل يوم هم في شأن مرة كذا ومرة كذا، قلتها من قبل هذا الشي يذكرني بواحد سياسي أعرفه موجود في لبنان إسمه وليد جنبلاط.


      شكراً لك يا بن الفردان

    • زائر 12 | 12:45 ص

      اخوان سنه وشيعه

      إلاعلام جاهد جهده ليزرع الفتنه ولكنه فشل بوعي الشعب وثقافته فها انا سني اعيش مع إخواني الشيعه ولم تؤثر فينا الاحداث بل زادات من العلاقه وزادت من التواصل لاني اعرفهم وعشت معهم معظم حياتي فلم ارى منهم سوء ابدا واما المطالب فهي حقة والكل ينشدها لهذا الجيل والمستقبل

    • زائر 10 | 12:42 ص

      ابو كرار

      هم يعرفون بس هناك تدويل للازمه انما يريدون مكاسب من مناصب وبيوت وسيارات ووظائف مرموقه ووووو ولاننسى التقاعد لازواجهم ب80% وهكذا لا يريدون حل

    • زائر 9 | 12:33 ص

      سوالك وهذا جوابه باختصار

      س__:في المقابل الآخر، السلطة وموالوها، كل يوم هم في شأن، ؟
      ج___:
      لانهم ما يشوفون الا بعين وحده ولكن لو يستمعون الى الحقيقه بالاحداث ويرون بعينين لتغيرت ارائهم 180 درجه

    • زائر 8 | 12:30 ص

      ولد البسيتين

      في المقابل الآخر، السلطة وموالوها، كل يوم هم في شأن، لا تعرف ماذا يريدون؟ وما هي رؤيتهم في ما يجري على الشق الاجتماعي؟
      انا بجاوبك بختصار هولاء (( جديدين بسياسه ولا يفقهون خباياها على قوله المثل مع الخيل يا شقرا

    • زائر 7 | 12:27 ص

      التجربة الايرلندية في الحل، كما جاء في مقابله مع عبدالجليل خليل، وهي شراكة في السلطة، أمن للجميع منهم ولهم، عدالة مع تحريم التمييز، تراها مشابهه ومناسبة لحد ما..

      اتفاق يرتكز على الشراكة في السلطة، إذ يكون هناك مجلس منتخب قائم على أساس صوت لكل مواطن، تنتج منه تشكيلة الوزارة.

      أما فيما يتعلق بجهاز الشرطة، فقد اتفق الجميع على أن جهاز الشرطة يجب أن يكون مكوناً من الطائفتين، ولذلك وضعوا برنامجاً لإدماج الكاثوليك في الجهاز حتى يصلوا إلى نسبة متساوية فيه.
      وتم بموجب المصالحة أيضاً، التأكيد على العدالة واستقلال القضاء، حيث القضاء المستقل، إضافة إلى التأكيد على تكافؤ الفرص وتجريم التمييز، حتى يشعر المواطن بأنه يعيش بكرامة في وطنه.

    • زائر 6 | 12:22 ص

      لذا لا تزال البلاد تدور في حلقة مفرغة ويطول أمد الأزمة وتطول معها فاتورة التكلفة..!!

      مواقف متناقضة، بل في جلها متصارعة، بين السلطة ومواليها، فلا ثبات على حال، أو موقف، أو رؤية يمكن من خلالها الوصول إلى نتيجة حقيقية، وقراءة واقعية لما يدور في خلدهم عن الحالة الاجتماعية التي تشهدها البحرين ..

    • زائر 4 | 12:04 ص

      هد هد

      نعم يا عزيزي ان المشهد السياسي كا تقلبات الجو في هذا البلد التي يشرف عليه الماء من جهاته الاربع كما تشرف عليه سلطات اربع كل واحدة تحسب انها الها وترى الشعب من الشرفة ( رملا ) . وكما قيل ( فتشت في قلب المنافق فوجدته مثل جو البحرين )

    • زائر 3 | 12:03 ص

      مواقف متناقضة، بل في جلها متصارعة، بين السلطة ومواليها،

      اخ هاني هناك عنصر لم تتطرق له في تحليلك لهذا التقلب وهو ان مانشهده هو غياب الحجة القابلة للتصديق لدى معسكر السلطة ومواليها الى جانب عملية تبادل الأدوار للعب على عامل الوقت على امل نفاذ طاقة المعارضة وعودة الامور لماقبل

    • زائر 2 | 12:02 ص

      صح لسانك يابن الفردان

      تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى, وفي الأخير لايصح الا الصحيح ( اخوان سنه وشيعة.......

    • زائر 1 | 11:54 م

      كل ذالك من الحكومة

      هذه ليس ألا خزعبلات التي تريد أن ينشغل الناس بها و يتخلو عن المطالب

اقرأ ايضاً