العدد 3595 - الثلثاء 10 يوليو 2012م الموافق 20 شعبان 1433هـ

وزير الصحة يُشكل فريق عمل لإعداد خطة عاجلة حول رعاية مرضى السكلر

عقد وزير الصحة صادق بن عبدالكريم الشهابي، اجتماع عاجل في الساعة الثامنة من صباح يوم أمس الثلثاء الموافق 10 يوليو 2012م  في قاعة اجتماعات إدارة مجمع السلمانية الطبي لبحث موضوع مرضى فقر الدم المنجلي "السكلر"، وذلك استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة بالاهتمام بالموضوعات التي تتابعها مختلف وسائل الإعلام والجمهور حول المرض، وكذلك نظراً إلى أن مرض السكلر يعتبر من الموضوعات الصحية المهمة محلياً وتهتم وزارة الصحة بتوفير كل سبل الراحة والرعاية لهذه الفئة من المرضى، حيث شكّل سعادة الوزير فريق عمل لإعداد خطة عاجلة حول رعاية مرضى السكلر يرفع تقريره له في موعد لا يتعدى 48 ساعة.
وقد حضر هذا الاجتماع كل من سعادة وكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة مبارك بوعنق، والوكيل المساعد لشؤون المستشفيات أمين الساعاتي، والوكيل المساعد للموارد البشرية والخدمات حسن جابر، ورئيس قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع، ورئيسة قسم الأمراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي شيخة العريض، واستشاري أمراض الدم والأورام عبدالله العجمي، ومدير إدارة المراكز الصحية سيما زينل، ورئيس التمريض في مجمع السلمانية الطبي عبدالجبار عيسى، وجميع استشاريي أمراض الدم والأورام، وجميع استشاريي الأمراض الباطنية المعنيين بمرضى السكلر.
وقال وزير الصحة في بداية الاجتماع: "أشكر لكم حضوركم في هذا الاجتماع الذي سنتحدث فيه عن مشكلة كبيرة وتحدي يواجه وزراتنا وهو مرض فقر الدم المنجلي. فقدنا في الأسبوع الماضي 4 من مرضى السكلر. أعلم أنه مرض خطير قد يسبب الوفاة بصورة مفاجأة برغم جميع المحاولات المبذولة لإنقاذ المريض، ولكن كلنا مسؤولون ويجب أن نعترف بأخطائنا إن حدثت ونتعلم منها حتى نتفادى تكرارها، وأتمنى أن نخرج من هذا الاجتماع بخطة زمنية واضحة المعالم فمرضانا يستحقون الأفضل.
أود أن أبلغكم بأن قيادتنا الرشيدة تولي اهتماماً بالغاً بهذا الأمر وتود اطلاعها بصورة عاجلة على حيثياته برغبة جادة منها بتقديم العون من أجل إنجاح المساعي المبذولة من جانبنا لتحسين مستوى الخدمات الصحية. وهنا اسمحوا لي أن أقول بمنتهى الصدق والأمانة أنه ينبغي على كل منا أن يعمل بمسؤولية تجاه هؤلاء المرضى وأن نبحث في هذا اللقاء عن الحلول لا عن الأعذار. ونظراً لأهمية هذا الموضوع فقد بادرت الوزارة سابقاً لدراسته ووضع الخطط لمعالجته، لذا نود اليوم مناقشة هذه الخطة وبيان وجهات النظر بشأنها ومناقشة أسباب عدم اكتمال تنفيذها وإيجاد الحلول المناسبة لوضعها موضع التنفيذ الفعلي وكذلك من الأهمية بمكان وضع خطة زمنية موازية لتلك الخطة لتنفيذها والانتهاء منها في أقرب وقت ممكن حسب الامكانيات المتاحة والمتوفرة للوزارة".
وأضاف الوزير :" إن الخدمات التي تُقدم لمرضى السكلر فى وزارة الصحة كثيرة ومتشعبة بين جميع الأقسام، وننتهز الفرصة لتطويرها كلما دعت الحاجة لذلك، فمرضى السكلر هم أبنائنا وأخوة لنا، وسنعمل ما أمكننا على تحسين الخدمات المقدمة لهم، ويؤلمنا أشد الألم وناسف للحوادث الأخيرة من الوفيات التي حصلت بينهم في الفترة الأخيرة، وحتى إن كان هناك أسباب عضوية للوفاة فى الكثير من الحالات إلا أننا يجب أن نحاول تفاديها قدر الإمكان".
وأكد سعادة الوزير أن وزارة الصحة تضع كل امكانياتها فى سبيل تحسين الظروف الصحية لمرضى السكلر، مشدداً على أن مرض السكلر هو مشكلة وطنية يجب أن يُشارك فى حلها الجميع في المجتمع كالوزارات الأخرى مثل وزارة التنمية الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم والقطاع الخاص والعام لتوفير فرص العمل ومواصلة الدراسة والخدمات السكنية وغيرها من الاحتياجات التي يساعد توفيرها لهم فى رفع عناء الحاجة عنهم وتوفير سبل الراحة النفسية والاستقرار الاجتماعى والمعيشى لهم، مما يقلل من حدوث نوبات الألم والمعاناة عنهم.
وتم خلال الاجتماع استعراض التقارير والمرئيات حول مرضى فقر الدم المنجلي "السكلر"، منها بروتوكولات العلاج، وخطط التدريب، وخطط التوظيف، وتقارير لجنة الوفيات حول حالات الوفاة الأربع خلال الأسبوع الماضي، والإجراءات الوقائية، واحصائيات المرض، وطرق توفير الميزانيات  المطلوبة.
واقترح المختصين بمرض السكلر خلال الاجتماع العديد من الاقتراحات التي تهدف إلى التوعية والتثقيف بالمرض والعمل نحو الارتقاء بالخدمات المقدمة للمرضى،  وتم التطرق إلى أهمية نشر جميع الاحصائيات الدقيقة عن مرض السكلر من طرف وزارة الصحة، لافتين إلى أنه قد تم عمل  احصائية دقيقة لكل المراجعين للوزارة من مرضى السكلر خلال السنوات السابقة فوجدوا أن عددهم يبلغ نحو 4 آلاف مريض، هؤلاء المرضى هم من يراجعون الرعاية الصحية والأولية والثانوية، أما الحديث عن أرقام مثل 18 ألف مريض، فهي أرقام لا يوجد لها أصل أو دراسة علمية  ضمن احصائيات وزارة الصحة، أما الحاملين للمرض فهم أشخاص أصحاء، لا يعانون من أي مشاكل صحية نتيجة حملهم لجين هذا المرض.
كما تم خلال الاجتماع مناقشة العديد من الموضوعات، متمثلة في إعادة دراسة البروتوكولات الموجودة بالوزارة والاستعانة بالخبرات من الدول الغربية وأمريكا وأوروبا إذا استدعى الأمر ذلك، والعمل على الإسراع في افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية وتوفير الامكانات البشرية والأجهزة وكافة الاحتياجات، والعمل على إقامة مؤتمر عالمي عن مرض فقر الدم المنجلي يضم خبراء من أمريكا وأروبا والعالم لمناقشة أفضل الطرق للتعامل مع المرض، ودراسة كل حالات الوفاة التي حدثت مع مناقشة أسبابها وإمكانية تفاديها، ووضع كافة الامكانيات لدراسة احتياجات  قسم العناية القصوى وتفادي كل مسببات النواقص، ودراسة أسباب الالتهابات والعدوى وتفاديها والتي تؤثر سلبياً على مرضى السكلر، وتفعيل جميع الطرق للوقاية ومحاربة المرض والتقليل من نسب الإصابة سواء بوضع التشريعات اللازمة والاستفادة من خبرات الدول الإسلامية والعالمية في مجال الفحوص قبل الزواج وأثناء الحمل والولادة، وتقديم الدعم لخطط الوقاية من المرض، كما ان لدى الوزارة خطط وقاية واضحة أثبتت فعاليتها في تخفيض نسبة المرض بنسبة 75% سوف تستمر الوزارة في دعم هذا التقدم والخطط وتطويرها، وكذلك عمل دراسة كاملة عن مسببات الألم، واستعمال كل جديد متوفر في العالم من  مضادات الألم.
وفي ختام الاجتماع، أكد سعادة وزير الصحة أن الوزارة تدفع نحو إيجاد حلول جذرية لمعاناة مرضى السكلر، حيث تعمل الوزارة جاهدة للحد من انتشار المرض في مملكة ‬البحرين من خلال التأكيد على ضرورة الفحص الطبي ‬قبل الزواج ومعالجة مسببات المرض الأخرى، مشيراً إلى أن الوزارة لن تألو جهداً ‬في ‬سبيل المساهمة في ‬التقليل من معاناة مرضى السكلر؛ وذلك بتوفير الأدوية اللازمة لعلاجهم والإجراءات الأخرى المتعلقة بعلاجهم. وشدد سعادته على جميع المعنيين بعلاج مرضى السكلر ورعايتهم ببذل قصارى جهدهم لتقديم أفضل رعاية وعلاج والاهتمام بتوفير كل سبل الراحة لهم.
الجدير بالذكر أن  فحص أمراض الدم ومنها السكلر في وزارة الصحة، بدأ في المستشفيات خلال العام 1985م، وتم تفعيله في المراكز الصحية خلال العام 1992م، وبدأ فحص الطلبة حول الأمراض الوراثية في العام 1998م، فيما أصبح الفحص قبل الزواج إجبارياً بقانون في العام 2004م، وتم البدء بفحص المواليد الجدد خلال العام 2007م، مما يؤكد أن وزارة الصحة تسعى إلى تقليل عدد المصابين بالمرض من خلال تكثيف كافة الجهود والإمكانات الممكنة، بدليل انخفاض معدلات الإصابة للمواليد من 20 مريض لكل ألف نسمة في العام 1985م إلى 6 مرضى فقط لكل ألف نسمة في العام 2009م.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:58 ص

      سعادة الوزير مازال مريض السكلر ياعاني فى قسم الطوارئ

      قبل قليل كنت في طوارئ السلمانية وشاهدت بعض مرضى السكلر يصرخون من شدة الألم ولا من مجيب والسبب نقص فى الكادر التمريضي وزيادة عدد المرضى. يأسعادة الوزير الوضع لا يحتاج إلى بهرجة إعلامية والحل بسيط. 1 تخصيص غرفة خاصة لمرضى السكلر فى الطوارئ 2 زيادة عدد الأطباء و الممرضين 3 تخصيص جناح آخر لمرضى السكلر 4 نقل مريض السكلر للجناح في أسرع وقت ممكن.5 فتح طوارئ كانو من من أجل تخفيف الازدحام على الطوارئ بالنسبة إلى جناح 61 و 44 6لماذا لا يتم تخصيصه لمرضى السكلر فقط.
      عبدالعال

    • زائر 3 | 7:31 ص

      نداء

      ليش يمتنع مركز مدينة عيسي الصحي من المعالجات البسيطة مثل تضميد الجروح لأفراد اسرنا الساكنين خارج المنطقة عندا يكونون في زيارة لنا ايام العطل الواجب ان يعالجوا مادام ولي امرهما من المنطقة في مدينة عيسي

    • زائر 2 | 6:26 ص

      جزاك الله خير

      ان شاء الله تكون نتائج هالاجتماع قول وفعل وتنفذ بسرعه ومن دون مماطله لعل وعسى نرى نتيجه مرضيه ومريحه لهذه الفئة التي تعاني بصمت.

      الله يشفيهم يارب جميعا ويخفف عليهم الامهم واولهم اخوي يارب.

    • زائر 1 | 5:59 ص

      إن شاء الله بادرة خير

      إن شاء الله يكون هذا الاجتماع بادرة خير لتخفيف آلآم المرضى والقضاء على المرض مستقبلا وليس مثل كل الاجتماعات السابقة فقط كلام من غير تطبيق

اقرأ ايضاً