العدد 3595 - الثلثاء 10 يوليو 2012م الموافق 20 شعبان 1433هـ

الأمين العام لـ "التعاون": المبادرة الخليجية مثلت نموذجاً ناجحاً للوساطة وقادت إلى انتقال سلمي للسلطة في اليمن

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني إن دول المجلس تنظر إلى كافة التحديات التي تواجهها نظرة متفائلة وايجابية وتعتبرها فرصة لتقوية التعاون والتنسيق المشترك فيما بينها، وبين الدول والتكتلات الإقليمية والدولية.
وقال إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمكن خلال ثلاثة عقود من أن يصبح تحالفاً قوياً أكثر وعياً وقدرة على القيام بمسؤولياته الداخلية والخارجية.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام لمجلس التعاون التي ألقاها في الجلسة الحوارية لمؤتمر كمبريدج لأبحاث الخليج الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث في جامعة كمبريدج صباح اليوم الأربعاء (11 يوليو/ تموز 2012م)
وقال عبد اللطيف الزياني إن رؤية مجلس التعاون هي أن يحقق الازدهار بمعناه الشامل، وهو النمو الاقتصادي لكل دولة من الدول الأعضاء ولكل مواطنيها مع زيادة فرص تحقيق الطموحات الشخصية وتنفيذ البرامج التي تضمن تكافؤ الفرص لجميع المواطنين في مجالات التعليم والصحة والإسكان والخدمات الاجتماعية.
وأضاف إن مجلس التعاون يسعى إلى تحقيق خمسة أهداف إستراتيجية أساسية وهي حماية دول المجلس ضد كافة التهديدات الخارجية، وزيادة النمو الاقتصادي، والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية، وزيادة الوعي بإدارة المخاطر والكوارث، وتعزيز المكانة الإقليمية والدولية لمجلس التعاون.
وقال عبد اللطيف الزياني إن دول المجلس تؤمن بأن أي اعتداء على إحدى الدول الأعضاء يمثل اعتداء على الجميع، وأن النزاعات والخلافات ينبغي تسويتها بالطرق السلمية من خلال الحوار السياسي، وهي ترفض الهيمنة الإقليمية والدولية على الخليج العربي مثلما ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية.
وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون إن الظروف الإقليمية المضطربة، وانتشار الإرهاب خلال السنوات الماضية أكد أهمية تقوية وتوثيق الترابط فيما بين دول المجلس وكذلك مع الدول الصديقة وبخاصة في مجال التعاون العسكري ومكافحة الحركات الإرهابية، كما أن دول المجلس لم تتوانى عن تقديم المشورة في القضايا الإقليمية أو القيام بدور فاعل في النزاعات الإقليمية، مؤكداً بأن دول المجلس تدرك أن أمنها واستقرارها مصان وراسخ بفضل الله أولاً ثم بفضل قدراتها الذاتية وتعاونها واتفاقياتها الدولية.
وقال عبد اللطيف الزياني إن دول المجلس، بعد 31 عاماً من عمر المجلس، أصبحت أكثر ترابطاً وإدراكاً لمسؤولياتها الدولية، وتتحدث بصوت واحد في جميع المسائل الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن دول المجلس أصبحت تلعب دوراً أكثر فاعلية بالتعاون مع الدول الصديقة في مواجهة التحديات السياسية في المنطقة كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن.
وتحدث الأمين العام لمجلس التعاون حول الجهود التي بذلتها دول المجلس لتسوية الأزمة اليمنية، وقال إن نجاح المبادرة الخليجية راجع لتضافر عدة عوامل أسهمت جميعها في الوصول إلى اتفاق سياسي لنقل السلطة بأسلوب سلمي يحقن دماء الشعب اليمني الشقيق، ويحقق أمن واستقرار ووحدة اليمن وتطلعات شعبه.
وأضاف عبد اللطيف الزياني أن مجلس التعاون كان هو الوسيط الأنسب لتسوية الأزمة اليمنية بحكم قرب دول المجلس من اليمن جغرافياً وثقافياً واجتماعياً، إضافة إلى أن دول المجلس تتمتع بالمصداقية التي يتطلبها دور الوساطة والتي ساعد عليها وقوف مجلس التعاون على مسافة واحدة من كل أطراف الأزمة، مما أكسب المجلس ثقة وتعاون الأطراف الخارجية التي كانت تسعى إلى إخراج اليمن من أزمته.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون إن المبادرة الخليجية ارتكزت على خمسة مبادئ أساسية وهي أن يؤدي الحل إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وأن يلبي تطلعات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، وأن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق في الفوضى والعنف ضمن توافق وطني، وأن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً، ووقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض.
وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون إن أحد عوامل نجاح المبادرة الخليجية هو دعم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وتدخلهم المباشر لدعم عملية التفاوض ودفعها وتذليل العقبات، بالإضافة إلى إصرار دول المجلس ومثابرتها لإبقاء المبادرة قائمة رغم كل العقبات والمصاعب.
وأشار عبد اللطيف الزياني إلى أن الأطراف اليمنية الفاعلة في الأزمة بذلت جهوداً كبيرة لإنجاح المبادرة الخليجية ودعمها بالمشاركة في المفاوضات منذ بدء وضع مبادئ المبادرة الأساسية حتى صياغة بنودها وآليتها التنفيذية، مشيداً بتفهم القوى اليمنية وتغليبهم الحكمة وشعورهم بخطورة الوضع اليمني مما أوجد أرضية مشتركة في إيجاد حل سلمي للخروج من الأزمة.
ونوّه الأمين العام لمجلس التعاون بدعم المجتمع الدولي ومساندته لجهود مجلس التعاون، وقال إن التأييد الدولي والإقليمي الواسع لمشروع الحل الخليجي كان له أثر إيجابي ساعد في توحيد موقف المجتمع الدولي من المبادرة الخليجية ودعمه لها، مشيراً إلى التنسيق المستمر بين مجلس التعاون وكبار المسؤولين في العديد من الدول وخاصة في أوروبا وأمريكا، والمنظمات الدولية المؤثرة كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وأثنى الأمين العام لمجلس التعاون على الجهود الكبيرة التي بذلها سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي في صنعاء بالتعاون مع سفراء دول مجلس التعاون لتذليل العقبات أمام التفاوض الخليجي مع الأطراف المعنية بالأزمة.
وأشاد عبد اللطيف الزياني بقرار مجلس الأمن الدولي الصادر بالإجماع في أكتوبر 2011م بتبني المبادرة الخليجية والذي أكد وقوف المجتمع الدولي ودعمه لجهود دول مجلس التعاون، منوهاً بتعيين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً له في اليمن مما بين حرص المنظمة الدولية واهتمامها بالشأن اليمني، ودعمها للحل السلمي الذي تبنته المبادرة الخليجية، مشيداً بالجهود التي بذلها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر والمساعي التي قام ويقوم بها من أجل تعزيز الحل السياسي السلمي الذي نصت عليه المبادرة الخليجية.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون إن المبادرة الخليجية مثلت نموذجاً ناجحاً للوساطة قادت إلى انتقال سلمي للسلطة في اليمن، ومثالاً للتعاون الدولي من أجل تسوية المشاكل والنزاعات، مطالباً المجتمع الدولي والدول الصديقة بتكثيف الدعم والمساندة السياسية والاقتصادية للجمهورية اليمنية في هذه المرحلة المهمة من تاريخها.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً