العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ

تقدم التحالف الليبرالي... هل يبعد ليبيا عن التوجه الإسلامي؟

يبدو أن الليبيين يعلقون آمالهم على تحالف القوى الوطنية الليبرالي، بقيادة محمود جبريل، لتعزيز التحالف وبناء الجسور بين الميليشيات المنقسمة على نفسها في ليبيا.

فيرى الكثيرون أن هذا التحالف قادر على توحيد غيره من الأحزاب السياسية المعارضة آيديولوجيا، وكذلك معارضي وأنصار الدكتاتور السابق معمر القذافي على حد سواء.

ويبدو أن تحالف القوى الوطنية شبه العلماني، وهي كتلة تضم ما يقرب من 40 مجموعة، يستعد للفوز بعد أن أظهرت مؤشرات أولية تقدمه في نتائج أول انتخابات ديمقراطية في ليبيا منذ ما يقرب من 50 عاماً.

فقد شارك 130 حزباً سياسياً و2,500 من المرشحين الفرديين في هذه الانتخابات التاريخية، حيث تم تخصيص 80 مقعداً في المؤتمر الوطني لمرشحي الأحزاب، و120 مقعداً للأفراد المنتخبين مباشرة فيما سيشكل البرلمان الجديد الذي يتضمن 200 مقعداً.

خالف فوز جبريل الاتجاه السائد في دول الربيع العربي، فقد تقدم تحالف القوى الوطنية على الإسلاميين، وخاصة حزب العدالة والبناء -الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية- الذي كان يعتقد كثير من المحللين، جنباً إلى جنب مع حزب الوطن الإسلامي، أنه سيتبع الاتجاه السائد في المنطقة ويضع الإسلاميين في المقدمة.

لكن على الرغم من تقدم تحالف القوى الوطنية، يمكن للمرشحين الإسلاميين الفوز بعد الإنتهاء من فرز الأصوات الخاصة بمجموع 120 مقعداً للمرشحين الأفراد خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقد خاطب جبريل خصومه ودعا إلى تشكيل ائتلاف وطني. وعلى الرغم من إصدار الشيخ صادق المفتي الغرياني فتوى ضد تحالف القوى الوطنية، والتحذير العلني لليبيين ضد التصويت للعلمانيين، فالواقع هو أن بقية الأحزاب تدرس عرض جبريل.

ويبدو أن جبريل يحظى أيضاً باحترام كل من المعارضين السابقين للقذافي وأولئك الذين قاتلوا ضده.

فيقول مجدي شاتاوي، 29 عاماً، وهو مدرس كان من مؤيدي القذافي ويعتقد أن الثورة كانت خطأ، لوكالة «إنتر بريس سيرفس»، إن جبريل تعلم تعليماً جيداً ولديه خبرة دولية. هو الرجل الأفضل لقيادة ليبيا في الوقت الحالي.

وفي جانب المعارضة السياسية، يعتبر خالد هامشا، 21 عاماً، -وهو الشرطي الذي يستعين بالعكازات نتيجة لإصابة برصاصة في ساقه ومن الذين قاتلوا مع المتمردين ضد القذافي- أن جبريل هو الخيار الأفضل.

ويقول إن جبريل رجل أعمال ذكي. فهو نزيه ويتمتع بالخبرة السياسية. وقد أعطى الكثير من ماله الخاص إلى الثوار لمساعدتهم على الإطاحة بالقذافي على الرغم من أنه كان جزءاً من حكومة القذافي.

هذا وقد تخرج جبريل من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة العام 1975، قبل حصوله على درجة الماجستير في العلوم السياسية العام 1980 والدكتوراه في العلوم السياسية العام 1985 من جامعة بيتسبرغ في الولايات المتحدة حيث قام بتدريس التخطيط الاستراتيجي لعدة سنوات.

ومن العام 2007 إلى أوائل العام 2011، خدم في حكومة القذافي كرئيس لمجلس التخطيط الوطني ومجلس التنمية الاقتصادية الوطني. لكنه غير موقعه خلال الحرب الأهلية، وعين رئيساً للمجلس الوطني الانتقالي المؤقت.

وربما يجعل دعم جبريل للثوار، وقاعدة تأييده من الأنصار السابقين للقذافي منه المرشح المثالي لرأب الانقسامات السياسية للثورة الدموية.

لكن البعض يرونه أيضاً كانتهازي يغير مواقفه بحسب المصلحة. وتقول بعض تقارير وسائل الاعلام المحلية إن الثوريين السابقين يخططون لاجتماعات عبر ليبيا للاحتجاج على أن جبريل قد «سرق ثورتهم».

وقال المتمرد السابق، سهيل العلاقي لوكالة «إنتر بريس سيرفس»، إن العديد من المتمردين السابقين غير راضيين عن جبريل والمجلس الوطني الانتقالي المؤقت. «نحن لم نمنح حياتنا ودماؤنا كي يحكمنا القادة الفاسدين والجشعين الآن. وإذا استمرت الأمور بهذه الطريقة، فسوف نضطر إلى حمل السلاح مرة أخرى».

ويواجه جبريل سلسلة من المشاكل من جانب الفيدراليين الذين يريدون مزيداً من الحكم الذاتي في شرق ليبيا.

وكانت المطالبة بالفيدرالية وراء سلسلة من الهجمات العنيفة ضد المكاتب والممتلكات الحكومية على مدى الأسابيع القليلة الماضية. وقد تم إسقاط مروحية، وإشعال النار في مكاتب الانتخابات، وإضطرار عدة آبار للنفط إلى وقف ضخ النفط.

العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً