العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ

وزيرة العدل الألمانية تحث على الصبر في التعامل مع قضية ختان الذكور على أسس دينية

بددت وزيرة العدل الألمانية سابينه لويتهويسر شنارنبيرجر الآمال في إيجاد مخرج قانوني لعملية ختان الذكور على أسس دينية في ألمانيا بصورة عاجلة.
وقالت الوزيرة اليوم الجمعة (13 يوليو/ تموز 2012م) في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "إن من مقتضيات دولة القانون ألا يتم إزالة القضايا موضع الشك قانونا عن طريق أحكام فردية تصدرها بعض المحاكم بين ليلة وضحاها".
أضافت الوزيرة قائلة: "هذا الأمر ينطبق على تشكيل منطوق قانوني موحد بين المحاكم كما ينطبق على سن لوائح جديدة من قبل المشرع الألماني". كانت محكمة مدينة كولونيا غرب البلاد قضت نهاية الشهر الماضي باعتبار ختان الصبية الذكور لأسباب دينية اعتداء بدنيا يعاقب عليه القانون، الأمر الذي أثار استياء دوليا كبيرا خاصة بين المسلمين واليهود.
ووعد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفين سايبرت اليوم الجمعة بإيجاد "حل مرن" للمشكلة.
وأكدت وزيرة العدل على أن حكم محكمة كولونيا يعد "خروجا على التفسيرات القانونية الموجودة في ألمانيا بشأن هذه المسألة"، مركزة على أن "حياة اليهود والمسلمين وممارساتهم لأديانهم في ألمانيا ستظل برغم ذلك أمرا ممكنا بطبيعة الحال".
وقالت الوزيرة: "إنني أعارض معارضة تامة الانطباع القائل بأن حكم محكمة كولونيا سيضع وحده نهاية لحياة اليهود والمسلمين في ألمانيا".
كان مؤتمر حاخامات أوروبا تنبأ أمس الخميس بنهاية اليهودية في ألمانيا في حال تطبيق حكم المحكمة الكولونية.
وأوضحت شنارنبيرجر أن "الهدف ينبغي أن يكون هو تمكين اليهود والمسلمين في ألمانيا من العيش داخلها دون أن يتشككوا في أن الشعب الألماني يرحب بوجودهم ، أو أن يتشككوا في إمكانية ممارستهم لشعائرهم الدينية".
ومنذ إعلان الحكم تقوم الجهات المختصة بدراسة جميع الجوانب والقضايا المطروحة بهدف إيجاد توازن قانوني بين الحقوق الأساسية للحرية الدينية وحقوق الوالدين وبين حرمة التعرض للجسم البشري، والحفاظ على سلامته. كان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله طالب بتفسير قانوني لقضية ختان الذكور في ألمانيا ، وذلك في أعقاب الحكم المذكور.
وقال فيسترفيله اليوم الجمعة في بيان له: "يتعين توضيح أن حرية ممارسة العقيدة مكفولة في ألمانيا، ومن بينها احترام العادات الدينية".
وذكر فيسترفيله أن هذا الحكم أثار انتقادات كثيرة في الخارج ، مضيفا أن هناك "قلقا كبيرا إزاء عواقب هذا الحكم على صورة ألمانيا في العالم وخاصة على الحياة اليهودية والإسلامية في البلاد".
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية ، شتيفن سايبرت ، أن الحكومة تعتزم تقنين الختان الديني للذكور.
وقال سايبرت: "إننا نعلم أن هناك ضرورة لحل سريع لهذا الأمر... ينبغي تحصين ختان الذكور ضد العقوبة الجنائية في ألمانيا".
ولم يؤكد سايبرت ما إذا كان هناك مشروع قانون جديد لعدم تجريم ختان الذكور في ألمانيا مثلما طالب حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارضان.
من ناحية أخرى ، طالب رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا ، ديتر جراومان، بمراعاة مقتضيات الحياة اليهودية في ألمانيا بشكل أكبر.
وقال جراومان في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "ننتظر مزيدا من الاحترام والإرادة الطيبة والتسامح".
ورحب جراومان بالاحتجاج الشديد الذي وجهه مؤتمر الحاخامات الأوروبيين للحكم الذي أصدرته محكمة كولونيا ضد ختان الذكور، وقال"إذا تم تأكيد مضمون الحكم فإن الحياة اليهودية في ألمانيا، ستكون غير ممكنة إلى الأبد... أرجو أخذ هذا الموضوع على محمل الجد".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً